لحَق جاك بالرّجل العجوز و مشى خلفه دون أن يشعر بوجوده، و بعد سويعات وصل الرجل العجوز إلى مدخل مدينة فالتس و اندهش جاك لمّا رآه يتجاوز البوابة دون أن يوقفه الحرّاس و تسائل ما الذي أتى به إلى مدينةٍ تعجّ بالأعداء و كيف دخل دون مضايقات و كأنّه فردٌ من العائلة الحاكمة، و شكّ جاك في أمره، و لكنه أراد التأكّد من نواياه أولاً.
كان فالتيس و نجلَيه ويليس و فيليكس ينتظرون مجيء أحدهم، و كان ضيفهم الرجل العجوز الذي تبعه جاك، و قال له فالتيس:
"أؤمن أنك عثرت على ذلك الحقير، أليس كذلك؟"
أجابه الرجل العجوز:
"بالطبع، و هو الآن يحتضِر في منزلي"ضحك فالتيس ضحكته الشّريرة و قال:
"لماذا لم تُجهِز عليه؟ على كلٍّ سيتكفّل هذان الأحمقان بأمره".تضايق ويليس و فيليكس من ما بدر من والدهما من حديث، و قال الرجل العجوز:
"لا مشكلة عندي، يمكنهما القدوم و مراقبتي بينما أسلُب روحه".ابتسم فالتيس و قال:
"سمعتُ أنّ كيوني يبحث عن هذا الفتى، سينفطِر قلبُه عندما نُلقي بجثّته عند عتبة بابه".لم ينطق الرجل العجوز بكلمة، لكنه انزعج مما قاله فالتيس و غادر رفقة ويليس و فيليكس.
و لما رآهم جاك قادمين اشتمّ رائحة الخطر منهم، و استعجل بالعودة إلى كيوني و تحذيره من ذلك الرجل الذي شكّ في أمره من البداية.كان كيوني يعتني بزيستو طوال الوقت، و ظلّ إلى جانبه يقوم بكلّ ما في وسعه لتخفيف الألم عن صديقه الذي لطالما وقف إلى جانبه في المواقف الحرِجة، و سهر على راحة زيستو إلى أن غفا من شدّة الارهاق، اذ لم تكن تلك الليلة يسيرةً أبدًا.
كان الوقت فجرًا عندما استيقظ كيوني من غفوته على صوت طرقٍ قويّ على الباب، دخل جاك و حاول التقاط أنفاسه ثم قال:
"لقد كنتَ محقًّا يا كيوني، ذلك الرّجل يريد أن يغدر بنا".
تفاجأ كيوني ثم سأله:
"تريّث قليلاً يا جاك، ماذا تقصد؟"أجابه جاك قائلًا:
"إنه يعمل لدى فالتيس و هو قادمٌ الآن رفقة اثنين من رجاله، علينا أخذ صديقك و الهرب من هنا بأسرع وقت".ثم سأله كيوني مجددًا:
"هل أنت متأكدٌ أنّهما ليسا طبيبان؟"
أجابه جاك قائلًا:
"و منذ متى يحمل الأطبّاء سيوفًا على خصورهم؟!"تعاون كيوني و جاك على حمل زيستو و قرّرا العودة إلى مدينة نافورا قبل وصول أعدائهم.