جميعا مستيقظون في ذلك الليل الطويل..
فادي مع سارة وجها لوجه..يوسف غارق في التفكير..
بيان يحترق حنينا و شوقا و غضبا..
و وسام يعيش انتظارا للغد الجديد..أما عن سديم فقد استغلت تبديل النوبات و اختفاء بيان..فخرجت سريعا إلى العالم يتبعها حرس آخرون..
يبدو للناظرين و كأنها تركض و ليست تسير..و كأنها في سباق مع الزمن..
كأنها كالكائنات الخرافية..إذا حل عليها ضوء الشمس قبل التحول فإنها تزول من على وجه البسيطة..
و ذاك كان حالها..كان عليها قبل شروق الشمس أن تكون سبأ و ليست سديم..اشترت بعضا من الملابس التي تناسب صفتها الحالية كسبأ زهران..
و قبل أن تعود للمنزل توقفت عند مكان ما لبيع الذهب و خواتم الزواج..
دخلت بهدوء..اختارت شيئا منهم و اختارت الأحرف أن تنقش بداخلهم..
السين و الباء..
و طلبت أن يوضع الخاتم في سلسلة و ارتدته مخفيا تحت ثيابها..تعرف جيدا أن الحرس ربما سيخبرون يوسف بما حدث و لكن على الأقل سيظل بيان ينعم بالجهل..حتى و إن كان نعيم الجهل نعيما كاذبا..
عادت بهدوء لغرفتها في المشفى..فقد اتفقوا على الخروج للنقاهة جميعا من هناك..
و جلست هي الأخرى وحيدة في ذلك الليل تتأمل خاتم الزواج..
###
كانت سديم جاهزة فور ظهور أول أشعة للشمس..صلت الفجر و أخذت تجهز نفسها..نظارة جديدة..و مجددا ملابس رسمية تناسب ذوقها..
استدعاها الأطباء..فذهبت إلى جانب وسام لتساعده على التجهز..وصل بيان لاستلام نوبته..فأخبروه ألا داعي للدخول فهم سيخرجون الآن على أي حال..
وصل فادي و معه سارة كما طلب يوسف..لا يزال فادي يمثل دور الغافل الذي صدق أن اختفاء امرأته في الأيام الماضية كان لأجل مهمة وطنية سرية و لا شيء آخر..يحاول اجبار نفسه على البقاء بجانبها..يقنع نفسه أن البقاء في هذه التمثيلية ليس سوى مهمة أخرى عليه أن يحتملها مهما كان الثمن..-" من الجيد أننا استمعنا لعرض يوسف بيك..إننا حقا نحتاج للعطلة خاصة بعد كل ما حدث.."
قطعت كلامها في صدمة إذ رأت سديم تدفع الكرسي المتحرك لوسام و كادت أن تتجاهلهم تماما و تطرق باب يوسف إلا أن ثورة سارة أوقفتها..
-" ماذا تفعل هذه هنا بحق الله؟! "
دخل جميع الحرس إذ سمعوا صوت سارة..و تصنع فادي المفاجأة كما هو مطلوب منه..-" أعتذر..هل تتحدثين معي؟! "
قالت سديم و هي تنظر لسارة بكل برود..و تضع يدها على كتف وسام لطمأنته فقد شعرت باضطرابه..
-" أتعلمين إنها ليست غلطتك..كان على هذا الأمر أن ينتهي بشكل مختلف يا سديم.."
فور ذكر اسم سديم ابتسمت سديم ابتسامة مستنكرة تحمل بعضا من ظلمة النفس و أخرجت من حقيبتها هويتها الجديدة..
أنت تقرأ
ظلال
Romansعلى اختلاف الجنسيات و الطباع و العادات جمعتها الظلال صدفة في حفلة لا تمت لما هم عليه أو ما يشعران به بصلة.. بدل الأضواء حل الظلام و بدل حلت أصوات الرصاص.. لبناني و مصرية..متزوج و عزباء..و لكن كلاهما يتشاركان في الآلام..في الظلال.. كيف تنتهي الحكاية...