تنويه⚠️ الرواية تتناول قضايا لا أخلاقية لكنها لا تبررها و بيد أن الكاتب لن يقوم بشتم أبطاله كل سطر ليبين حرمة و فحش أفعالهم فالأمر متوقف على مرجعيتك الدينية عزيزي القرائ
تنويه⚠️⚠️ في سياق الرواية يوجد أشخاص يكنون مشاعر لبعضهم بعضها مبقول مبدئيا و بعضها مقزز و هو أمر لا مفر منه و لا يحاسب عليه لكن ما نحاسب عليه أمام ربنا هو ترجمة تلك المشاعر الدفينة لأقوال و أفعال أو علاقات غير شرعية
أتمنى لكم قراءة ممتعة♥️
*****
تساقطت وريقات الشجر الخريفية على كتفيه الملطخين بالدماء الدافئة، استقر بعضها فوق جسده و بعضها ارتاح بدلال على صدر الشاب الممرغ في الطين!
مسح صاحب القبعة الذهبية الحمرة القانية عن سكينه الحادة و جلس القرفصاء أمام الجثة مغمغما بعبارات فرنسية وجيزة "كان عليك استعمال الجزء العلوي من جسدك للتفكير بدلا من الجهة الأخرى إن أردت البقاء حيا" ،
راقب الطريق الموحش أمامه و شبح الفتاة التي ركضت من خلال ظلماته مازال ماثلا أمام عينيه،
لا يدري حتى كيف هربت حين أمسك بذلك الشاب المتعدي عليها و طعنه! في الأحوال العادية نادرا ما يتمكن البشر العاديين من الحراك أمام منظر مهيب كسفك دماء شخص آخر أمام عينيه.
رتب وضعية الشاب المسكين على الأرض كجسد الأمير المقتول بينما يفكر هل ستتمكن الشرطة صبيحة الغد من إيجاد شعرة من رأس تلك الفتاة أو تسجيلات لكاميرات المراقبة عديمة الفائدة التي تظهر اتخاذهما الطريق ذاته و خروجها وحدها؟
انحنى إليه حتى صار بقرب يسمح له بترتيب وضعية يديه فوق بعضهما ثم حشر بينهما زهرة تعزية بيضاء،
بدى له حينها كملاك طاهر انتهك هو الشيطان القذر حرمة حياته الطاهرة بلا سبب أو معنى.
من المبهر له كيف يبدو الناس أقل شرا حين يموتون، لذا سيستمر في إنقاذ أرواحهم من الجحيم واحدا تلو الآخر حتى تصفو الحياة منهم................ "بمَ ترغب سيدي؟ لدينا كل ما تشتهيه نفسك"
قالها الرجل الطويل بينما ينحني بخفة قرب وجه "عادل" و يبتسم بسماجة لا تحتمل، يبدو الزبون بالنسبة له رفيع الذوق لكنه بالتأكيد لا يرغب باقتراح أي "بضاعة" عليه دون التأكد من رغبته...
أجاب الزبون - الذي لم يرفع عينه عن كأسه المعبأ بالحمرة المحرمة حتى - ببرود شديد ما كان ليتملكه إن كان في مكان أقل صخبا و قذارة منه :"لا أدري فقط امرأة لا تتحدث بقذارة، سيكون جيدا إن لم تتحدث مطلقا"
هز البائع رأسه هزة خفيفة واثقة كأنه الجني الذي سيفرقع أصابعه جالبا امرأة الأحلام بين ذراعيه في لحظة!
لم يتوقع الآخر الكثير و استكمل شرابه محاولا عزل إحساسه عن الأصوات المحيطة لمدة لم تتجاوز الدقيقتين، إذ دغدغ إحساسه صوت خفيض للغاية يهمس له بلا شك "مساء الخير، تبدو تعيسا"
التفت فورا و التقط الفتاة التي حدثته بعينيها حاملا إياها إلى كرسي طاولته المقابل له بابتسامة لا تكاد تظهر، راقبها بعناية تضع ساقا فوق الأخرى بطريقة مهندمة أنيقة وتعيد عليه جملتها الأولى بنبرة أكثر حيوية...
بدت كمن ينتظر منه شيئا في المقابل فهمهم مؤكدا على تعاسته و لم يزد على ذلك، تابع النظر لكأسه بالملل ذاته الذي تملكه قبل دقائق إلى أن عاد صوتها الخافت يخترق الضجيج إلى أذنيه بكلمات مفاجئة "أرغب بالاعتذار عن تلبية رغباتك سيدي"...
تساءل بعينيه عن السبب لكن لم يخفَ عليها كيف بدت عليه السخرية أكثر من الدهشة.
بالتأكيد هو يظن أنها تجذب اهتمامه بتصرفها لذا يحافظ على تصرفه الفظ و لامبالاته بها كعقاب...أو كبرهان لنفسه أنه ليس كلبا لاهثا خلف شئ لا يتسطيع تحصيله...لا تهتم كثيرا به بقدر ما تهتم لنفسها.
"ذلك لأنني لا اعمل بتلك الطريقة. كل ما أفعله هو مرافقة الزبائن في مجلسهم لا أكثر ولا أقل، لكن سيد فرحات يعدك شخصا هاما لذا ضغط علي بشدة"
"سأدفع لك بشكل منفصل عن الوسيط"
جمعت كفيها معا و فركتهما حتى تعرقا بشكل مرتبك، تنهدت بسرعة عدة مرات و نظرت حولها كأنها تبحث عن مخرج ما لكن للأسف لم يكن موجودا.
مررت أصابعها المبللة بين خصلاتها معيدة كل ما طالته للخلف و ثبتته بيدها حتى تنطق ما تحتاج إلقاءه خارج فمها "ليست مسألة مال...أنا فقط لست ذات منفعة"..
اقتربت بمقعدها منه فاقترب بجذعه منها باهتمام شديد و طالعها مباشرة في عينيها - و إن كانتا لا تستقران حتما على شئ ما - إلى أن استطردت "الأمر أنني لا أستطيع مرافقة رجل لفراشه...أعاني من نوع من الفوبيا أو اضطرابات ما بعد الصدمة"..
شعر برغبة ملحة في الضحك من تعابير وجهها الجدية كما لو كانت تخبره بسر عائلتها المنحدرة من الأسرة الملكية لكنه استمع بصبر لشرحها الممتع بشأن أزمتها النفسية..
"لن تكون سعيدا معي سأبدأ بالارتجاف و الصراخ و التقيؤ أيضا لو أصررت علي" أمسكت كفيه الملتصقين ببعضهما فوق فخذيه و ركزت بصرها أكثر على عينيه المستخفتين بأكاذيبها المضحكة - أو هكذا يعتقد بلا شك - ثم تابعت مقطعة جملتها و مشددة على الحروف بقوة "لن يعجبك الأمر حين تدفع كثيرا لقاء القيء و الفضائح التي سيسمع بها الجيران و العالم أجمع!"
هز رأسه مؤكدا حديثها فابستمت ابتسامة واسعة و تنفست الصعداء كما لو كانت تلك الحركة إشارة منه على التخلي عنها بالكامل!
اعتدل في مجلسه و أمسك كفيها الرطبتين برفق مربتا عليهما بتعابير غير مفهومة ثم اقترح بنبرة كيِّسة "حسنا لا داعي لهذا كله، ماذا عن تناول وجبة خفيفة في منزلي ثم الرحيل على الفور؟ أظنني فقدت الرغبة في النساء بسببك على كل حال"
أنت تقرأ
الزهور الجنائزية || Funeral flowers
Mystery / Thrillerدفع عبد الله الباب و دلف للداخل بحذر حين التقط بصره امرأة مجهولة تزحف على بطنها تستجدي الرجل....أعني غول الأساطير الليلية الذي يقف فوق رأس رشاد العمري ألا يقتله!! كانت الغرفة ملطخة من كل جهة بالدماء الساخنة....على الأرضية....الجدران و الأثاث....عزيز...