"هل يُخير المفتون ما بين العقل وما سلبه إياه؟...."
."أنا لن أمرر حادث كهذا حتى لو اضطررت لأغلاق هذا المكان بأكمله!... حتى وإن كان هذا آخر ما سأفعله في حياتي!...."
ضرب كيم بقبضته فوق المكتب بكل قوته حتى ارتج صوته بين عبر جدران الغرفة الضيقة!... مما جعل أحد المدراء والجالس خلفه يتراجع شاحب الوجه!... ثم قال بصوت متلعثم محاول تهدئة الرجل المهيب الواقف أمامه والذي يبدو في تلك اللحظة وكأنه على وشك استخدام نفوذ أكبر مما عرفه في حياته كلها!...
"لقد أبلغنا الشرطة و....."
قاطعه كيم وهو يضرب بقبضته القوية فوق المكتب مجددًا حتى ارتجت الطاولة وسقط كوب القهوة على الأرض متهشمًا ليضيع صوت حطامه أمام صوت الصراخ....."أبلغتم الشرطة!!.... هل تذكرتم الآن فقط ابلاغ الشرطة؟... بعد أن هرب الجناة منذ ساعات؟...."
حاول المدير تخفيف ضيق ياقة القميص حول عنقه قليلًا... ثم نهض متعثرًا ليدور حول المكتب قائلًا بتوتر بالغ....
"حاول أن تهدأ قليلًا يا سيدي حتى تتمكن من رؤية الصورة كاملة!... عامل الموقف لم يعثر على طفل حضرتك إلا بعد فترة من تعرضه للهجوم.... أي بعد هروب من اقترف تلك الفعلة الشنيعة..... لقد وجده ملقى على الأرض بين سيارتين فاقد وعيه.... وأبلغ الإدارة بعد أن ساعده على النهوض....
لم نكن نعلم ما جرى له...."للحظة شعر كيم بالدوار وعدم القدرة على الوقوف بثبات حتى انه اضطر للاستناد بقبضته على المكتب وهو يغمض عينيه محاولًا التنفس ببطء وعمق.....
لقد تلاحقت العبارات المفزعة عبر أذنيه لتضرب قلبه بإدراك مرعب...محاطًا بالعديد من التخيلات القادرة على إسقاطه أرضًا بكل قوة....
(يعثر على طفل حضرتك.... ملقى على الأرض!!.... فاقد وعيه!!!....)وكأنه يراه!!... وكأنه أبصر طفله الوحيد جثة على الأرض ولم يعثر أحد عليه إلا بعد فترة.....
أنت تقرأ
افتِتَان| 𝚅𝙺
عاطفيةهل تؤمن بذلك؟ بأن لكل إنسان في هذه الدنيا اللعينة ثمن؟ هل تدرك أنك عالق في زوايا نفسك السوداء الناقمة؟ أنك شخص ساخط ساخر؟ وأني سأتعامل معك على هذا الأساس...