زمن الملوك والرعاع
البارت السادس عشر
دارت الايام#مملكة الشمال
بيت جوادحوراء: صباح الخير يا إكرام.
إكرام: صباح الخير يا ريما.
حوراء: سيدي فطر ولا لسه؟
إكرام: السيد جواد فطر وخرج بدري.
حوراء: متهيأ لي خرج بدري عن كل يوم النهارده.
إكرام: أيوه، عاوز يمر على السوق قبل ما يروح ساحة القصاص.
حوراء: إيه ساحة القصاص دي؟ وهيروحها ليه؟
إكرام: معظم أهالي المملكة هيروحوا ساحة القصاص النهارده.
حوراء: أيوه، مش فاهمة ليه برضه.
إكرام: هو انتي متعرفيش إنه تم القبض على قائدة كبيرة للرعاع وهتتعدم النهارده؟
أحست حوراء بقلبها ينبض بشدة، وجعلها الفضول تقترب أكثر من كلام إكرام.
حوراء: مين يا إكرام اللي اتقبض عليها؟
إكرام: وأنا هعرفهم منين يا ست ريما!
حوراء: أكيد سمعتي من الناس!
إكرام: يعني أنا مش مهتمة أوي بالموضوع، أنا فرحت لما عرفت إننا انتصرنا عليهم، بس سمعت اسمها من الناس.
حوراء: أيوه، اسمها إيه؟
إكرام: بيقولوا اسمها "نبض".
تسارعت أنفاس حوراء عند سماع الاسم، وكأن صاعقة أصابتها.
حوراء: "نبض"!
إكرام: أيوه، ده اللي سمعته.
حوراء: (تحدثت مع نفسها) كان نفسي أقتلك بإيدي يا خاينة، بس على الأقل لازم أشوفك وأنتي بتموتي. (ثم نظرت إلى إكرام) هتتعدم إمتى؟
إكرام: هتتعدم النهارده، متهيأ لي ممكن على الظهر كده.
حوراء: أنا هروح ساحة القصاص عشان أشوفها وهي بتتعدم.
إكرام: إيه؟ تروحي فين؟
حوراء: زي ما سمعتِ، هروح ساحة القصاص.
إكرام: انتي عاوزة تخرجي من البيت من غير السيد جواد ما يكون موجود وكمان ميعرفش إنك خارجة؟
حوراء: لو سيدي موجود وطلبت منه إني أروح، كان هيوديني.
إكرام: بس هو مش موجود وميعرفش إنك ممكن تخرجي.
حوراء: بقولك أنا هروح.
إكرام: أنا مقدرش أمنعك، لكن نصيحتي ليكي يا ست ريما متخرجيش من البيت من غير علم السيد جواد. هو هيغضب.
حوراء: مش شغلك.
إكرام: زي ما تحبي، أنا نصحتك وخلاص.
عادت حوراء إلى جناحها، وبدلت ملابسها، وارتدت عباءة بنية اللون، وضعتها على رأسها ثم خرجت من الجناح واتجهت إلى إسطبل البيت. اختارت حصانًا قويًا من بين الخيول وامتطته، ثم خرجت به إلى شوارع مملكة الشمال. رغم أن الشمس كانت مشرقة، إلا أن الجو كان شديد البرودة كعادته في المملكة، فقامت حوراء بلف الشال الذي كانت قد أخذته معها حول فمها وأنفها، فأصبح وجهها غير ظاهر إلا من عينيها المتقدتين بالعزم.
أنت تقرأ
زمن الملوك والرعاع
General Fictionفي زمنٍ طويت فيه صفحات التاريخ، حيث لم يبقَ من الحضارات سوى رماد، كان البشر ألدّ أعداء أنفسهم. أنهكتهم الصراعات حتى صارت الأرض ملطخة بذكريات الفناء والخسارة. الطبيعة، الصامتة منذ أمد بعيد، قررت أخيراً أن يكون لها كلمة، فهاجت وارتعدت، وأرسلت غضبها كع...