#الفصل السابع عشر#
كان قاسم لا يزال يجلس عند قبر والدته يتكلم معها ويقول(بحزن)/قوليلي ياأمي ايه اللي عملته علشان يحصل كل كده معايا،إيه الذنب اللي عملته علشان اتعذب بالشكل ده.........بس تعرفي مش مهم...ما عادش مهم اعرف السبب،لأن كل حاجه خلاص اتغيرت وحتى لو عرفت السبب مفيش حاجة هتتغير،حالنا هيفضل زي ماهو.
سكت قليلا ثم قال(هدوء ونبرةحزن)/بس أنا مش جاي النهارده بس علشان احكيلك على الأحزاني وأوجاعي والكلام ده كله،أنا جاي كمان علشان أفرحك بالانجازات اللي عملتها طول السنين اللي فاتت دي،الحاجات اللي ماكنتش أحلم إني أعملها.......،الموضوع بدأ أول ماخلصت ثانوية،اشتغلت حاجات كتيرة،تقدري تقولي بدأت من الصفر،لحد ما حصلت معايا صدفه غريبه شويه،خلتني أمشى على الطريق اللي انت دليتيني عليه وقصدي بالطريق ده....الموسيقى والعزف اللي كان ليهم دور كبير في تغيير حياتي ونظامها كمان....،بقيت عازف مشهور.....مش مشهور أوي يعني....،بس ناس كتير عارفاني وبيجوا المطعم مخصوص علشان يسمعوا عزفي.....وأسست حياة جديدة ليا..وبنيت كل اللي انا فيه دلوقتي...،بسبب توفيق ربنا الأول وأنتي من بعده، لأني فعلا مستحيل كنت أوصل اللي انا فيه ده لولا تعليمك ليا لأنه فعلا أفدني في كل أمور حياتي.....
ثم قال/وكمان مش عايزك تقلقي أنا مانسيتش دراستي....أنا اتخرجت من الجامعه من حوالي شهر بتقدير امتياز كمان...... يعني الحمد لله نجحت في حياتي المهنية والدراسية.....،وبكده ببقي بنفي كلامه لما قال عليا إني هبقى فاشل وأثبت العكس....،لحد دلوقتي الفشل الوحيد اللي عملته هي حياتي الشخصية اللي اتدمرت على قرار مني خلاني ابعد عنك.....،علي رغم اني تعذبت كتير بعد ماتوفيتي بس اللي كان مصبرني هو ذكرياتك......ذكرياتك اللي عمري ما هنساها ذكرياتك اللي موجوده في قلبي وعقلي دايما وهتفضل موجودة....وكمان مستحيل أنسى أي لحظه قضيتها معاكي وطبعا مستحيل انساكي.
ثم نظر إلى قبر سليمان والده المجاور لقبر والدته وبعدها قال/وزي ماأنا مش هنساكي مستحيل انسى اللي عامله فيا السيد سليمان.....مستحيل.......،وللأسف ممكن تبقى دي زيارتي الأخيرة لكي، لإني هسافر النهارده وممكن مارجعش تاني.... بس عايز اقولك إني حتى لو كانت المسافات بيني وبينك بعيدة......أنا لسه بحبك وهفضل أحبك وهيفضل حبي لكي بيزيد طول ماأنا عايش......،بحبك ياأمي.....بحبك.
ثم قام وأخذ وردة ووضعها على قبر والدته وقرأ لها الفاتحة...،وبعدها ظل واقفا لعدة ثواني ينظر الى قبرها في صمت ثم ذهب.
🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳
وصل قاسم إلي منزله ودخل من الباب وعندما رآه مراد قال لأبيه/بابا...قاسم وصل.فإتجه حازم نحو قاسم وقال له(بصوت منخفض)/كويس إنك جيت.
قاسم/عارف حضرتك عايز تقولي إيه.
حازم/أنا فعلا عايز أتكلم معاك..،بس للأسف ده مش وقته لازم تيجي دلوقتي علشان تقف معانا تاخد عزا أبوك..،تعالى معايا علشان أعرفك عالموجودين وتسلم عليهم.
أنت تقرأ
ماضي الإخوة (جاري تعديل السرد)
Ficción Generalنشاؤا معاً،وعاشوا في المنزل ذاته،ولكن رغم تقارب المسافات بين الأجساد كانت هناك مئات الكيلومترات بين القلوب... إلا أن حدث شيئ جعل أجسادهم تبتعد كما قلوبهم تماماً... وعندما يعود الزمن ليجمعهم ثانية كانت قد ماتت مشاعرهما تجاه بعضهما،وأصبح البرود هو الس...