"الفَصـلُ الأوَل"

3 1 9
                                    

رِجَـالُ الطُفولـةَ
الفـصـلُ الأوَل
للڪاتبة.. أسَـاور علي
لا أُحلل اقتباسِ النُقطة التي على الحَرف
تنويه: الرواية من نسجِ الخَيال.. لا شيء حقيقي فيها..
واسماءُ الأماڪن والكائناتِ من وحيِّ.. فإن وجدت فما هي الأ محظُ صُدفة
------------------------------------------
صباحُ يومٍ حار.. اشعةُ الشمس تنشر اشعتها بقسوة.. على اراضي هذه القرية الخَصبة...
قرية.. لاتنتمي لأي دولة معينة...
مَنبوذة.. بلعـنةِ..
لا أحدَ يُدرك سرَ اللعنة.. ولمَ قد لُعِنت..
قرية تفتقرُ الى أي تطور.. كما حالَ الأُمم الأخرىٰ
نُشرت عنها أشاعات وروياتِ.. بكل من يدخلها.. لن يخرج حتى يأتي بقُربان..
لم ترَ بشر غيرهم
تعجُ القريةَ بخَفافيش.. والكُهوف التي تحيطُ محيطها..
بيُوتها طين.. ورائحةٌ الفُخار تنتشر كُل صباح بينَ التُجار..
الجميعُ هناكَ يعمل.. كبيراً كان ام صغيراً.. لغلق ذلك البئر العِملاق.. الذي يتوسط القَرية..
يُحڪىٰ أن داخل هذه البِئرَ وُحوشَ.. لكن.. ليستَ أي وُحوش..
وُحوشٌ لاتُقتل.. لاتَردعها الأ النيرانُ.. التي تنتجُ عن احتراقِ البَشر..
ولأنعدام وجود القَرابين في هذه القَرية.. يُعتبر ردعُها مستحيلاً..
هذه القرية.. التي تحيطُ بها هالة اللعـنة إنها
"القـرية فورجـك"
حيثُ يلعب الصِغارُ برسومٍ يرسمونها على الأرض..
يتبصرهم فتىٰ الثامنة...
ذو بشرةَ حُنطية.. وعينان هادئتان سوداوتان..
وشعره الأسود الكثيف..
حتى ضُربَ على كتفه بالسُوط
-هياا اكمل لمَ توقفت؟
كما حزرتهم.. انه بعملهِ.. رغم صغر سنهِ
يعملُ بالزراعة..
ملابسهُ واسعة.. مسح عرق جبينه.. ونظر للفَلاح الذي يأمرهُ
-اكملت هذه المنطقة
استدار له الفلاح.. اذهب لجهة اليَسار
-لكن عملي قد انتهى حقاً.
-اتجادل؟!! سأقطعُ هذا من مصروفكَ
تنهد.. المُسمى بـ آدم
وحمل منجلهُ.. متوجهاً لجهةِ اليَسارِ كما أُمر.
حيثُ البحر.. اطراف القرية..  .. نظر للبحر
.. يفكرُ مالذي يوجد ان عبرَ تلك الضفة؟
بدأ بالعمل.. وهو يمسحُ عرق جبينه
نظر للبحر ورفع سروالهُ المهترئ..
نظر للفلاح بخلسة.. هو يعمل.. لن يلاحظ
نزل للبحر.. واخذ يبحث بيده..
قفز شيءُ بين يديه..
وامسك بسمكة... نظر لها بين يديه.. تحاولُ الفرار وسع مقلتيه تعجب وفرح
هذه اول مرة.. يرى فيها سمكة بحياته سُرعان ما صرخ لهُ الحارس
-هيييي ايهاا الولد!!!
نظر آدم.. وخبأ السمكة داخل قميصه.. وركض بسرعة
اصطدمَ بالفلاح.. وسقط ارضاً بين الفلاحُ والحَارس
اردف الحارس بلهث..
-هذا الصبيُّ سرق سمكتي!
نبس آدم.. ليست لك! انا اصطدتها
امسك به الفلاح بعصبية..
-ايها السارق اللعين
-لستُ سارقاً!
وبرحهُ ضرباً مع الحارس.. وهو يحتضن السمكة بقوة يرفض افلاتها..
حتى اخذوها منه بالقوة.. لتتجمع الدموع بعينيه وسط بروده
٤:٣٨ مَ...
يقف الفلاح.. ويعد نقوده.. واعطاها لآدم
اخذها آدم ونظر.. وهو ممتلئ بالكدمات..
-هذه أجرُ عمل واحد!!
-أيها السَارق كم تريد!! اذهب والأ طردتك
نظر له.. وإن طرده فلن يجد عملاً..
عاد للمنزل..
يمشي.. لا وسيلة نقل بالقَرية غير الأحصنة..
وعددها معدود من الفُقر.. وأجورها غاليـة
وهو يمشي.. لاحظَ عدة رجال.. مجتمعين حول شيء فوق البئر الذي يتوسط القرية
تقدم.. ودخل بينهم لينظر..
بدى وكأنهم يركبون شيئاً..
استدار آدم لرجل بجانبه
-مالأمر ياعم؟
نظر الرجلُ
-هذا جرس.. حين يرن.. أهرب بكل ماأوتيتَ..
سكت آدم.. وعاد لمنزله.. الذي ينتظرُ الزُلة لينهار على رؤوسهم..
دخل.. ونظر لزوجة أبيـهِ..
نظرت لهُ.. هيا ادخُـل وامسح يديكَ لنأكل
سكت.. ودخل..
نظر لأبوه.. الذي يستلقي ارضاً من تخمته..
بالرِهان..
ركضا لحضنه اخواته التؤام.. تبلغانِ من العُمر 4 سنوات
ماريانا،، وماريا.
الفَرق.. ماريا أكبرُ من ماريانا بدقائق.. يمُلكون شعراً اسوداً.. وعيون كبيرة بُنية بفتوح..
بشرة اطفال بيضاء..
احتضنتاه! تتحدثان لغتهما الطفولية..
ماريانا.. اخي احضرتَ سمكة؟
نظر.. وهز راسه بنفي.. كلا.. آسف..
نظرتا بعبوس.. وتجمعت الدموع في عيونهما..
-ء.. أنا اصدطتها.. لكنهم اخذوها مني.. صدقاني!
نظرتا لأثار الضرب.. واحتضنتاه..
واحتضنهُ شخصٌ من خلفه...
استدار.. وابتسم لأخته الكُبرى..
البالغة من العُمر.. 19 عاماً..
ابتسمت له... واخذت تضمدهُ بالكُحول..
-ڪيرلا.. هذا مؤلم..
ابتسمت ڪيرلا.. انتَ رجلُ.. لاعليكَ... انتَ بطلنا
ابتسم بيأس.. انا كذلك..
انهت تعقيم جروحه...
آدم.. صحيح... وضعوا جرساً فوق البئر..
وقالَ لي رجلٌ.. إني اذ ماسمعتُ ندائه.. علي الركضُ بماأوتيتُ من قوة
نظرت ڪيرلا بإستغراب.. عيونها سوداء وشعرها بُني خصلاته لكتفها...معتدل..
اوه.. لاعليكَ..سأذهب لأحضار العشاء... حسنً؟
هزوا رؤوسهم.. ونزلت ڪيرلا...
صعدت لهم بالعَشاء.. الا وهو بطاطا مسلوقة.. وخُبز..
اخذت ڪيࢪلا ماريا وماريانا لحضنها تطعمهم..
وآدم يأكل بهدوء...
نفذ الطعام.. دون شبع آدم.. او تذوقه ڪيرلا..
دقائق.. حتى دبَّ شجار.. بين ابوهم وزوجتهِ...
ككل مرة... يُعنفها.. بقسوة
اخذت الطفلتان تبكيا.. حملتهم ڪيرلل للزاوية.. واشارت لآدم بالمجيء.. تقدم ناحيتهم.. وبدأت العاصفة....
شغلت لهم ناراً بالكبريت..
ووضعتها بشمعة.. مُستعملة..
نظر آدم لڪيرلا.. الاخت التي اصبحتَ لهُ اماً...
ربتهُ وهو يبلغُ الرابِعة. حينَ قتلها والدهم.. ورماها قرباناً في البئرِ... لأنها فقط رفضت ان تكونَ خادمة..
قتلتَ بغير حق.. فقط لأنها ارادت حريتها..
كانتا التوأمتيين رضيعتين.. وآدم يبلغُ الرابعة.. وڪيرلا الحاديَّ عشر..
جلست.. وغطتهم بفراشهم الهزيل.. لااحد يملك سرير.. ولا احد يعرف كيف شكله...
نامت كلُ من ماريا وماريانا... ونظر آدم لأختـه..
-ڪيرلا؟
-نعم بني؟
وسط الشجار.. والتكسير.. نظر لعينيها.. وتحدث
-ڪيرلا هل سيقتل ابي السيدة آمبرس .. مثل أمي؟
مسحت على شعره..
-ڪلا لن يفعل.. فهي حامل..
-لكنهُ قتل امي.. حين كانت حامل.. دفعها من هنا..
واشار لبداية العُلية الضيقة للغاية...
تنهدت ڪيرلا.. وهي تتذكر ذلك اليوم...
تجمعت الدموع بعينيها.. ومسحتها.. فور رؤية القلق بعيونِ آدم..
ابتسمت لهَ.. سيأتي اخٌ صغير لنا!
آدم.. هل سيكونُ مثلنا؟
ضحكت.. آملُ هذا..
اخذت بيدهِ.. ونقشت عليها دوائر خفيفه وهمية..
وتغني له اغنيتهم المفضلة... ونام
نظرت ليده الصغيرة.. التي اصبحت خشنة من العمل...
تنهدت.. واخذت تنقش على الفُخار.. هذا عملها..
لم يوجد للفن ابواب.. لكنها ابتركت طريقة.. تكسب بها المَال...
-Flash Back-
يجلسُ بالزاوية.. ويحتضن دميتهُ.. يبكي بصوت عالي...
والرضيعتانِ.. جانبه.. تصرخان بجوع.. وبڪاء..
وڪيرلا بالوسط.. بين امها واباها..
تحاولُ منع شجارهم...
ڪايلي.. ڪيرلا ابتعدي!!
اجل.. اشتقت اسم فتاتها من اسمها...
ڪيرلا.. امي!! ارجوكِ اتركيه!
ڪايلي.. يستحيل!! اطفالك ستموتُ جوعاً! وانت تراهن!!
مارك.. اتظنين اني اهدر مالاً!! انا لا املك!!
وعم الشجار بقوة... حتى صعدت ڪايلي لتنهي الأمر..
ذهبت ڪيرلا بسرعة لتحتضن اخوتها وتهدأ من روعهم..
ليتجمودوا بصوت صراخ عالي.. ودماء.. تصل حيث اقدامهم..
تجمدوا.. استداروا..
صعد مارك خلفها.. ودفعها من عتبة العلية.. ضُربَ رأسها بقوة على الأرض.. واخذت تنزف
شهقت ڪيرلا بصوت عالي.. اميييي
ركضت تحتضنها.. وتحاول ان تحدثها..
همست ڪايلي... آسفة..
ونزلت دموع ڪيرلا.. لوفاة والدتها بين يديها...
هرول بهرع آدم لحضنها وهو يرتجاها ان ينام ولو آخر مرة.. بحضنها..
الأمرُ مؤلم...
تقدم مارك.. وامسك بها من ملابسها بقوة...
واخذها للخارج.. تحت توسلات ڪيرلا وآدم
احتضنت ڪيرلا آدم الذي يبكي ويشهق بقوة.. هو متعلق بوالدته للغاييية
امام سُكان فورجيك.. قدمها قُربانًا للوحوش.. ورماها في البئر
فتعالت الهتافات له..
ولأول مرة.. اهدوه هدية.. زوجة اخرى! وضمن قوانين القرية.. يمنع الزواج بأثنتين.. حتى ولو توفت الأولى...
-End Flash Back-
-Back to present-
نفضت ڪيرلا الذكريات من رأسها... وتنهدت
تركت مافي يدها.. وغمرت اخوتها لحضنها.. وهي كعادتها.. تظنُ ان القادم أجمل...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 10, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

"رِجِـالُ الطُـفولَـة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن