قهوة باردة وذكريات سيئه

791 14 10
                                    

جلست في شرفتها كعادتها في الشتاء، كوب القهوه يتصاعد منه الأبخره الساخنة، علي سور الشرفة؛
وها هى تقلب في الهاتف للبحث عن حلقاتها المفضلة لبرنامجها، وياه لحظها، كانت الحلقة عن الخيانة؛
شردت بعقلها مُنذ عامين، عندما طلبت الانفصال بعد زواجها بعام، لانها وجدته مع صديقتها؛ تذكرت أيضاً كلام والداتها، عندما قالت لها أنه قرار خاطئ، وأنها ستصبح حديث المدينة، وإن زواجها لم يمر عليه عام.
وتذكرت عندما واجهته، أخبرها أنه لم يقصد جرحها، وأنه فعل ذلك بدون إراده منه.
هي لنفسها: يا الله هل الخيانة فعل لا إرادي.
فاقت من شرودها علي دقات الساعه، أنها السابعة ليوماً جديد.
أوووه لقد بردت القهوة ولم أشربها، سأشربها باردة، فلن أترك رجلٌ يعكر مزاجي.
لم تكمل حديثها، فتعركلت بكوب القهوة علي الأرض،
صرخت بصوت عالي: هؤلاء الرجال سيرتهم لا تأتي بخير أبداً.

في بيت القاسمى _
أبي أرجوك أسرع، لقد تأخرت على المدرسة.
أحمد: لن نخرج، حتى نفطر سوياً، كما عودتك أمك.
جاد: لكن معلمتي ستصرخ في وجهي، وتخبرني أنني فاشل، أنها سريعة الغضب، وأنا أخاف منها.
اقترب أحمد من جاد ووضع يده على كتفه وقال: أخبرتك إلا تخف، سأكون معك.

في المدرسة _
أحدى الطالبات: أهلا أستاذه ريما.
التفتت ريما لتلك الطالبة وقالت: بخير، ثم أكملت بصوت منخفض: قهوة باردة وذكريات سيئه، وهذه الطالبة المزعجة، يا له من صباح!.

في مكان أخر في المدرسه
أروى: أشعر بأن أستاذة ريما لاتحبك يا فاطمة.
فاطمة بضحك: مثلي تماماً، أنا أحب أن أضايقها.
أروى بتعجب ممزوج بغضب: لكن من العيب، هي ليست طالبة بل معلمتنا ووجب علينا إحترامها، أعرف أنكِ غاضبة من أخر مرة عندما عنفتكِ في الفصل أمام الطلاب، لكن هذا من حقها، وأنتِ وقتها تعديتي حدودك، وهي تشرح الدرس.
فاطمة بغضب: كفا أروى، أنا لا أطيق سيرتها، تلك الحمقاء.

أحمد ل جاد: ها قد وصلنا باكراً.
جاد بضحكة بريئة: لكنك أخبرتني، أنك ستدخلنى إلي الفصل نفسه.
أحمد بضحك: يا لك من طفل لئيم، هيا أمامي.
صرخ جاد بصوتٍ عالٍ: أستاذة ريمااا، وركض نحوها بفرحة.
نظرت ريما نحو الصوت، لتجد جاد منطلق نحوها بفرحة، فتحت يديها لعناقه.
جاد: أين كنتي، لقد تغيبتي ثلاث أيام، افتقدتك جداً
ريما بحب وابتسامة: وأنا يا صغيرى، كيف حالك؟.
جاد: بخير
جاء أحمد نحوهم، عرفت ريما أنه والد جاد.
أحمد بابتسامة:  صباح الخير، أهلا بكي أستاذة ريما.
ريما بابتسامة مماثله: صباح الخير.
أنحنا أحمد لجاد، وهمس في أذنية: أهذه ريما التي أخبرتني عنها.
جاد: نعم، هي.
نهض أحمد وقال: أخبرني عنكِ جاد كثيراً  ، أنه يحبك.
ريما: أنه طالب جيد وحنون.
التفتت أحمد لجاد وقال: هيا علي فصلك يا بطلى الصغير، سأعود لأخذك.
أستأذنت منهم وتركتهم لذهاب لحصتها الأولي.

ها، ماذا تعني فتاة؟، ها من يخبرني؟.
أرتفعت أيادى كثير للأطفال.
ها، أخبرني يا وليد، ماذا تعني؟.
وليد: تعني Girl.
ريما: صفقن لِ وليد.
أرتفع أصوات التصفيق في الفصل، قاطع ذلك صوت دق الباب، ثم فَتحه ليدخل منه أستاذ أيوب (منظم لرحلات المدرسية).
أستاذ أيوب: آسف لمقاطعتك أستاذة ريما.
ريما بابتسامة: لا يهم، هل هناك مشكلة؟.
أيوب: لا، ثم التفت لطلاب وقال:
هناك رحلة مدرسية للأهرامات، من يريد الذهاب يخبرني، أمامكم عشرة أيام للحجز.
أرتفت أصوات الطلاب بفرحة.
أستاذ أيوب: وأيضاً أستاذه ريما أن المدير حدد بعض المعلمين والمعلمات، مشرفين على الطلاب بهذه الرحلة، وأنتِ منهم.
تأففت ريما في نفسها وقالت: أتمنا أن تعفوني من تلك الرحلة.
أيوب: أنه أمر من المدير، ثم ترك الفصل وغادر.
أكملت شرح الدرس وهيا منزعجة.

في غرفة المُعلمات

دخلت ريما الغرفة وجلست علي مكتبها بضيق، التفتت اليها مريم وقالت: ريما، ما بكِ؟.
ريما: لا شيء، أنا بخير.
حسناء بضحك: لا عليكِ يا مريم، هكذا هي من يوم طلاقها من زوجها.
ريما بابتسامة: تعلمين جيداً، أن هذا الأمر لا يشغلني إطلاقاً، يبدو أن غضبك من زوجك، ومن ضرباته علي جسدك، وعدم قدرتك علي فعل شيء، فتأتي هنا لتخرجي غضبك علينا، كان الله بعونك.
ثم ضحكت وخرجت، وتركتها تغلي من الضيق، وانحراجها وسط زميلتها.

في الطرقة
أستاذة ريمااا، أنتظرى.
نظرت لتجده جاد، يركض ليقترب اليها.
جاد: أعلمتي برحلة المدرسة.
ابتسمت وقالت: نعم يا جاد.
جاد بسعادة: أكيد أنكِ ستأتي  ، أود أن أكون معك.
ريما بابتسامة حنونة: بإذن الله، سأتي.
ثم ملست علي رأسه وتركته وذهبت، محدثة نفسها: دائما تظهر لتعطني السعادة وتمحي حزني.
ثم ابتسمت وأكملت طريقها.

༺༺༺༺༻༻༻༻༻
يكفي يا أمي، لما دائماً تكسرني بهذا الكلام، هل كنتِ تودين أن أقضى عمرى مع رجل خائن، خوفاً من كلام الناس.
انطلقت الدموع من عينيها وقالت: أمي أنا ذاهبة لمنزلي.

تحركت أمها لتصبح أمامها وقالت بصوت حزين: إلي متي ستجلسين بمفردك، ألم يحن وقت العودة يا ريما.
ريما: لا يا أمي، لم يحن، أتذكر دائما كلامك وقت طلاقي عندما أخبرتني، أن أجلس في تلك الشقه ولا أعود حتى لا يعلم الناس بطلاقي.
ردت أمها: لكن أصبح الناس يعلمون أنكِ مُطلقة الآن.
ريما: لقد كرهت نفسي والناس بسببك، لا يا أمي لن أعود، لن أعود، كلما مررت عليكِ تقولين أنني خاطئة، ما بالك لو جلست هنا!، أمي أنا متعبة، لا أريد مناقشة الحوار مره اخرى.
أخذت حقيبتها ورحلت، وتركت عبراتها تتناثر علي خديها.

يبدو أن النساء تدفع حق أخطاء الرجال في هذا المجتمع العقيم، يجب أن نصمت ونترك نفسنا تحت الظلم حتى لا نحصل على لقب مُطلقة.

#نورهان_عماد_أبونعيمة
#لكَ أن تختار، ذكراً أم رجلاً
#ريما


ريماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن