بيت الجد، العصر، هدوء ثقيل في الجو...
[أشهم يدخل غرفة الجلوس، يجلس بجانب جده الذي بدا عليه التعب]
الجد:
أشهم يا بني... وجودك يسعدني، لا تطول الغيبة... البيت بدونك ما له طعم.أشهم بابتسامة حزينة:
ما عليك يا جدي، دائماً حاضر لك... بس صحتك تقلقني.الجد:
أحسن لي من كل الدنيا إنك بخير، وإنك ماشي في حياتك صح... حافظ على زوجتك، ربى بنت طيبة.[يدخل صوت خطوات ناعمة، وميسون تظهر وهي ترتدي لباساً منزلياً خفيفاً لا يليق بالمقام]
ميسون:
أهلاً ابن عمي... ما شاء الله، النور دخل معك...أشهم (بجدية):
ميسون، غير لائق تظهري كذا قدام جدي، روحي غيري لبسك.ميسون تقترب وتتجاهل كلامه، ثم تمسك بكمه بخفة:
ليش دايم معصب؟ الدنيا ما تستاهل... تعال أشرب شاي، سويته مخصوص لك...أشهم (ينزع يده):
قلت لك، لا تلعبي هاللعبة معي... احترمي نفسك!ميسون (بغمزة ساخرة):
ليش؟ خايف تنجذب لي؟ أنا مو أقل من غيري... بالعكس، يمكن أريح لك...أشهم (يقف فجأة):
ميسون... لا تجربي تصبري صبري!ميسون (تقترب أكثر وتحاول لمسه مرة أخرى):
ليش، خاف ربى تزعل؟ وهي أصغر منك عشرين سنة؟ أنا ناضجة... وفاهمة كيف أرضي رجل مثلك.أشهم ينظر لها بصدمة ثم صفعة قوية تصدح في المكان. تسقط ميسون على الأريكة ويمتلئ وجهها بالذهول.
أشهم (صارخاً لأول مرة بصوت مرتفع):
عيب! عيييب! تحترمي نفسك قبل ما أطلعك من البيت! أنا ما أسمح لامرأة تلمسني بهالأسلوب الواطي!
إنتِ تلعبين لعبة وسخة، بس مو عليّ! مو عليّ يا ميسون!
أنا رجال عندي شرف... وفوق كل شي، أنا زوج! وفخور بزوجتي... وربى أشرف من أنك تذكري اسمها بلسانك!ميسون (تبكي وتغطي وجهها):
أنا آسفة... آسفة... بس أنا... أنا أحس...أشهم (مقاطعًا بقوة):
لا تحسي، ولا تقولي! قربي من ربى مرة ثانية... والله ما أسامحك!
وروحي قولي لأمك... هذا آخر تحذير![يسمع صوت الجد من الداخل]:
في شي صار؟أشهم (ينظر بغضب لميسون):
لا جدي، بس كنت أوضح حدود الاحترام في هذا البيت.[يخرج أشهم من الغرفة بوجه مشتعل، وعيناه تمتلئان قهراً وخيبة]
غرفة الجلوس – بيت الجد – المساء[أشهم جالس على الأريكة بهدوء، يحمل كوب شاي وينظر للهاتف دون تركيز... فجأة يسمع وقع خطوات ناعمة]
[تدخل ميسون، ترتدي فستانًا قصيرًا وضيقًا بلون داكن، ووجهها مزين بأحمر شفاه صارخ، تمشي بخطوات بطيئة وتجلس أمامه مباشرة]
