الجلسة الرابعة5:29 AM
«من معي؟»
يصلني صوتها الناعس سريعًا بعد عدة ثوان من اتصالي، وسؤالها يفسر لما لم تُخْرم طبلة أُذني إلى الآن.
«هل مسحتي رقمي ايريكا؟»
علت وجهي ابتسامة وسط مقتي من الحياة بمجرد سماع صوتها، لقد اشتقت لهذه الشقراء حقًا.
«هاري؟ هذا أنت! كم الساعة الآن، هل أنت بخير؟»
يتبدد النعاس من صوتها القلق بمجرد معرفة هويتي، يعني أنني على وشك أن أصم.
ولم أندهش كثيرًا من سماع صوت زين بجانبها وهو يسألها ماذا أريد بهذا الوقت، فكنت أعرف أنهم رجعوا لبعضهم، أعني متى تشاجروا ولم يفعلوا؟«أليس لديكم عمل! كيف تنامون لهذا الوقت، وأنا بخير أريد استشارة سريعة.»
أحمحم متمتمًا بحرج، فبعد اختفائي المفاجئ أظهر في الخامسة صباحًا لأحصل على استشارة.
«أي استشارة الآن، لا تجيب على هاتفك وسافرت دون إخبارنا ولا تريد لأحد أن يزورك، بأي وجه تتكلم معي الآن.»
تنفعل كما المتوقع، ولم أكن لأتوقع ردّ أهدأ من هذا على أي حال.
«حالة جديدة لديها مشاكل هضم، أرسلتُ لكِ تحاليلها بالفعل منذ ساعة، هل ستساعديني أم أبحث عن أحد غيركِ؟»
ليلة أخرى تمر دون نوم، وعقلي مازال يتشبث بها، هل تكون نائمة الآن؟ هل تعاني من نوبة ذعر سيئة؟ هل تهربت من أخذ الدواء مجددًا وهي الآن تقاوم النوم بأجفان مرهقة؟
ولم يكن ذلك بالجديد عليّ، فقد اعتدت على الهروب من أفكاري السامة بتوجيه عقلي على مرضاي، لا شيء جديد عليّ غير تواجدي في ذلك المكان البشع.
«لحظة سأحضر الحاسوب.»
وايريكا معتادة كذلك على استشاراتي الليلية المفاجئة، لا أذكر عدد المرات التي ايقظتها فيها لتشيرني بأحد الحالات، ولا عدد المرات التي قام فيها زين بسبّي بسبب هذا، مثلما أسمعه يتمتم بالشتائم في هذه اللحظة.
«حالة (Trichotillomanaia) مجددًا إذن.»
تنطق بجدية بعد دقيقة من تفقد الرسائل، أحبُ فيها كيف تفصل بين العمل وحياتها الشخصية.
«إنها كذلك لكنها لا تأكل شعرها هذه المرة، لذا لا أعرف ما المشكلة.»
أسند رأسي للخلف وأصمت بعدها أعطيها فرصة قراءة الورق جيدًا، متذكرًا ساندي التي كانت تعاني من هوس نتف الشعر، بقع الصلع كانت تملأ رأسها وكل أسبوع تدخل المشفى بسبب أكلها لشعرها، لكنها تعافت الآن تمامًا وقد بدأ شعرها ينمو مجددًا.
أنت تقرأ
Bitter Caramel || ّكَـرَامِـيـل مُـر {H.S}
Mystery / Thriller-الأهم من معرفة متى يصبح الكراميل مر والعسل سام، أن تتعلم كيف تهرب قبل فوات الأوان. «عَـامْ 1999 نَـشـرتْ صَـحِـيـفة (The Times) البريطانية مـقـال بـعـنـوان (شَـيْـطَانٌ بَـجَـسـدِ طَـفْـلَـة) بـصـورةٍ لـطـفلة فِـي الـسـادسة منْ عـمرها، مُـلـطَـخـة...