قلبية شرارة

17 4 0
                                    

    مضى يومين و ليلة على خروج باربن و سجى من بني واحة استراحت الرَحْل في الليلة الثانية ونصبوا الخيام و اعدوا الطعام وكان بارين و سجى في الخيمة ذاتها اقتربت سجى منه و جلست بجانبه مباشرة وقالت: حدثني عن ماضيك، فلم يرد عليها.
قالت: لماذا انت رجل كتوم هكذا.
قال: حينها لم يكن هنالك شخص ابادل اطراف الحديث معه كنت وحيدا.
قالت: لماذا لم تتعرف على احد اكان محجورا عليك؟ قال: لا، لكن كان الكل يريدني ميتا ان تعرفت على احد لن يهنئ بحياته ثانية.
قالت: لماذا يريدونك ميتا؟
قال: لاني اقف امام رغباتهم الوحشية لكن الكل ينظر لي كالوحش وليس هم.
قالت: لا تقلق لا احد يريدك ميتا الآن وانا بجانبك ايضا. قال: صحيح لانهم قد قتلوني بالفعل.
قالت: لكنك امامي حي ترزق، فسكت ولم يقل شيء.
اقتربت سجى منه حتى وضعت يدها على صدره واتكأت عليه فالتفت اليها و واخلل يده بين شعرها وسحب وجهها الى وجهه ووضع عينها امام عينه و قال: يا فتاة لن تنفع هذه معي ان كنتي تريدين ان تكوني مفيدة فيمكنك ذلك بطرق اخرى لست متعجلا على شيء اذهبي الى فراشك.

    وفي صباح الغد وصلت القافلة حيث جمرة وهذه المنطقة فيها قبيلتين كانتا تتقاتلان منذ زمن بعيد وهما قبيلة مُزَن و قبيلة شرارة وسميت المنطقة بجمرة لكثرة الفحم فيها فبعض اماكنها سوداء تماما كانها حفرة عظيمة وقيل فيها الكثير اشهر ما قيل انه كان قديما هنالك قبيلتان ذو جيوش عظيمة تقاتلتا في هذه المنطقة المشجرة الخضراء واحرقوها و عاثوا بها الفساد حتى اصبحت سوداء بسبب آثامهم و قتلهم بعضهم و حرقهم لكل ما هو حي.

    وصل الرحل لقبيلة شرارة ولم يأتهم شيء من القتال لان القبيلتين اتفقتا على عدم الضر بالقوافل او الرعاة او المزارعين لانهم مصدر رزقهم فلو قتل جنود قبيلة قافلة القبيلة الاخرى لردوا بمثلها و صدت عنهما القوافل و التجار وماتوا بجوعهم الذي اتوا به لانفسهم.

    قالت سجى: هذه اول مرة اشهد بها حربا، قال بارين: غريب مع انك من فرعان.
قالت: فرعان قبيلة عظمى من يتجرأ على قتالهم وان قلنا انه هنالك قتال لما يأتون بجارية صغيرة بدل الرجال. قال: انا ساشارك بهذا القتال.
قالت: لماذا؟
قال: ارفه عن نفسي قليلا ، فسكتت وقالت في نفسها: هذه فرصة من ذهب اريد ان ارى مدى براعته وان كان ما يقوله حقيقة ام كذب وان كان كل شيء سينتهي ام يستمر.

    نحر كبير قبيلة شرارة خمسة نياق للرحل حين وصل وكان قائد الرحل على معرفة بكبيرهم قبلا فاكلوا و ضحكوا وحضر بارين و سجى الوليمة وقف كبير شرارة الوليد بن اليَمَان الشراري وقال جاهرا بصوته: يا معشر القوم يا معشر القوم بعد الطعام و قبل الشراب اعيروني سمعكم لان غدا هو يوم عظيم يوم سينتهي به ما طال امده يوم يحسم فيه الامر يوم يموت فيه الرجال لشرفهم يوم تقشعر منه الابدان يوم تنتهي فيه حرب المئة عام، جهر القوم باصواتهم وغنوا الاغاني و الالحان.

    قالت سجى: يالهم من قوم يشربون و غدا قتال، وانت الا تشرب؟
قال بارين:  انظري المقاتلين لا يشربون فقط العامة الذين كانوا في القافلة وانا لم ولن اشرب.
قالت: هذا افضل لك انا لا احب الشرب ايضا.

مُبْهَمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن