-فصل جديدكان ذاك أبيل يستلقي على أرض السرداب بينما يرتدي ثياب خفيفة و يسمع صوت الفئران التي تتجارى بين الجدران الأرضية كانت مبللة بسبب قطرات الندى منذ أن وضعوه بالقبو وهو على هاته الحالة حتى أنه يتكبر ولا يحذثهم بحرف واحد و لو أنهم كانو يضربونه ضربا مبرحا يعلمون بأنه إن لو قرر و رد الضرب لهم لإنتهى الأمر بأحدهم مدفون و الثاني مفقود لأن جثته على الأغلب ستكون مرمية بالمحيط لكنه لا يحرك ساكنا كل ما يفعله هو الإبتسام كالمجنون و الدعاء بصوت هامس بينما يتجول حول الغرفة كشخص مختل تماما حتى الطعام والشراب الذي يقدمونه له يرفض أكله و شربه يفضل الشرب من قطرات الندى التي تتساقط من الصقف على الأكل و الشرب معهم لابد أن كرامته تجلس على أرنبة أنفه حتى في أقصى الظروف سمع صوت فتح باب قوي تزامنا مع دخول الضوء ينير المكان لم يتحرك من مكانه كل ما سمعه هو خطوات المشي المتقدمة نحوه و إغلاق الباب خلفها لم يتمكن من رفع رأسه بسبب الألم الذي يتأكل معدته و كأن أحدهم يغرس سكينة بها و هذا كان بسبب جوعه و الدوار ربما بسبب إنخفاض السكر بدمه شعر بيد ربطة ترفع رأسه وتمرر منشفة مياه باردة على وجهه عندما أدار عينيه بصعوبة كان النظر مشوه كأنها صورة إلتقطت بشكل غير واضح رمش مرتين وحينها توضحت أمامه الصورة ولمح باتريسيا التي تمسح وجهه ببطأ بعد أن أغلقت الباب و تأكدت من أن لا أحد سيأتي بعدها واصلت مسح وجهه ببطأ شديد تبعد بقع الدماء الداكنة التي نشفت على وجهه بحذر أبعدت خصلات شعره عن وجهه دون النظر إليها وبعدها أعادت رأسه على الأرضية ببطأ بينما تعصر المنشفة واصل هو النظر لها بسهو و كأنه يتخيل أو ما شبه مسحت بعدها الأرضية بمنشفة أخرى و أفرشت له لحاف سميكا للغاية وقامت بتنيه كي يبدو له كالسرير و ثم وضعت وسادة صغيرة قد ترفع رأسه بعد الشيء و غطاء خفيفا قد يحتمي به من البرد إستقامت على ساقيها ثم إتجهت ناحيته وضعت يدها بجانبه الأيمن و يده هو على عنقها لتساعده على الإستقامة لأنه لم يرغب في تعديبها إستغل ما يملك من فرصة و وقف على ساقيه بصعوبة أخذته إلى فراشه فسقط عليه بثقل يرتمي كجثة ميتة أدارت ساقيه ناحية الفراش ثم جلست بقربه مجددا وقامت بتغطيته بحنو بينما تتأكد من تغطية كل جوانبه جيدا كأم تخبي طفلها من البرد كل ما واصل هو فعله هو النظر إليها بتخذر دون تحريك ساكن أخرجت من جيبها علبة طعام معلب ووضعتها أسفل الوسادة مع لوح سكريات كي يستعيد وعيه عندما يستفيق حملت يده المخذرة و أخذت تضغط على معصمه كأنها تدلكه لأنهم كانوا يربطونه لأيام عديدة لتبقى أثار الأوصاد مرتسمة على معصمه و كأنها أوصاد نارية عندما إنتهت أدخلت يده أسفل اللحاف و أعادت تغطيته مسدت على رأسه ثم إستقامت من مكانها لتنصرف بسرعة قبل أن يراها أي أحد صعدت الدرج بصمت في العتمة بينما تناظر خلفها بين الحين و الآخر لتتأكد ما إن كان أحدهم أو لا و بعدها بمدة صعدت و إبتعدت بسرعة لمحها فلادمير من شرفته وهي تمشي لكنه لم يراها وهي تخرج من القبو أبعد السجارة من بين شفتيه ثم قام بإطفائها معيدا يده أمامه جلست بالأرجوحة الشبيهة بالكرسي بينما تناظر أمامها بسهو أبيل كان مقربا من باتريسيا عندما كانت صغيرة

أنت تقرأ
LA VIDA LOCA INTO MADRID
Action*الرواية الأولى من " مختلين بعقول " -هذه روايتي الأولى المرجو عدم أخذها عدوانية و كره و من الأفضل تجنب قراءتها و الإطلاع على أعمالي الجديدة . فتحت عيناي....رمشت مرتين لأستوعب...بأن المكان الذي كنت فيه ليس البيت...كنت في حالة ذهول و أنا أناظر حولي...