كان جالسا فى مكتبه يضع ذراعه فوق عينيه يبغي قليلا من الهدوء بعد ضجيج العمل .. و لكن ضجيج عقله لا يكف ..
دفع عابد الباب و هو يدخل الغرفة صافعاً الباب خلفه بينما يصيح في سفيان غاضباً : هو البعيد ايه .. انت عايز تجنني يا سفيان ..
لم يتحرك سفيان قيد انمله و كان تلك العاصفه لا تعنيه .. ليخرج صوته هادئاً : عملتلك ايه .. و لا سجي منكده عليك و جاي تطلعه عليا ..
صاح به و قد استنفذت طاقته : انت عبيط و لا بتستعبط ..
رفع ذراعه عن عينيه يرمقه بغضب و لكن نبرته كانت كما هي : هتغلط اقفل الباب وراك مش عايز حتى اعرف مالك .. لم لسانك و قولى عملتلك ايه ؟
- انت مبتخرجش من مكتبك ليه .. لا بجد حاول تقنعني .. يعنى لا بتكلمها و لا بتحتك بيها و طول ما هي في المركز مبتطلعش بره حتى اوضه التعقيم بتكلم حد من الريسبشن هما يعملولك الحاجه .. هي هتحبك لا سلكي .. ولا هي اصلا مش فارقه معاك و الى بتقوله ده اي كلام ..
لم ينطق سفيان بكلمه ليزفر عابد بضيق و هو يجلس على المقعد امامه : يا سفيان كل واحد شاطر فى حاجه .. انت دكتور ممتاز لكن اجتماعياً محتاج راي الناس الى حواليك .. و انت بتعند و قافل ودانك .. هو انت مش بتحبها و رافض تشوف حد او تتعرف على حد علشانها .. و هي دلوقتى موجوده مستنى ايه .. مستنى لما تضيع منك قدام عينك .. حرفيا هي مش بتشوفك غير و انت بتزعق .. اقطع دراعي اما كان رايها فيك زي الزفت و انت حتي مش مهتم تحسن صورتك دي ..
حك رقبته بتوتر و هو يقول بهدوء يخفى به توتره و عينه تدور بكل مكان عدي وجه عابد : ما يمكن فى حد فى حياتها و انا هعرف منين ؟
- يا عم مش مرتبطه و لا مخطوبه و لا متجوزة .. لخص بقى ..
- و انت عرفت منين ؟
- مشكلتى مش مشكلتك انا بتصرف ..
كان بعقله الكثير و لم يكن فى وضع يسمح له باتخاذ قرار .. ليأتى عابد و يكمل هدم المبنى فوق رأسه .. تنهد يأساً من كل شئ فهو حقاً لا يجيد سوى الدراسه و عمله .. مشاعره و لأول مره تتحرك تجاه فتاه .. حتى سبب حبه لها يجهله .. هي مميزة تحافظ على هاله المحيطه بها فى مجتمع مختلف تماماً عن كل ذلك .. هي فقط رؤي .. و ذلك هو السبب ..
-هي سجي كويسه ؟
كان هذا ما نطق به قبل ان ينهض عابد غاضباً و هو يلقى عليه زجاجه المياه و من ثم غادر ..
سفيان ليس فقط زوج أخته و صديقه بل هو مثل أخيه .. ساعدتهم الغربه ايضاً فى التقرب أكثر .. رغم كون عابد شخص اجتماعي بدرجه مميزة للغاية .. الا ان سفيان ياتى فى المرتبه الاولى دائما .. من بعد سجي طبعاً ..
ظل يرمق الباب لثوان ... ليراه يعود مره أخري قائلاً : يلا نتعشي سوا .. أختك مظبطه الدنيا فى البيت ..
ابتسم له براحه .. فهو أدق ما يوصف به شعوره جوار عابد .. هو لا يشعر معه بالغربه .. حمل معطفه يرتب خصلاته بيده .. و اغلق المكتب خلفهما ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلت غزل تشعر أن الجميع ينظر لها بتعجب لذلك اللون الفاقع للنظر .. بينما فى الواقع لم يكن احداً يفعل ذلك لكنها الريبه التى تملئ قلبها فقط .. كان لوسيان جالساً مولياً ظهره للباب الخاص بالمقهي .. كان فى الواقع شارداً هو غاضب من فعلتها كما هو مشتاق اليها ايضاً .. و كثيراً ..
رأت حركه قدمه المتوتره لتعلم أن الامر هذه المره مختلف .. لم تشهد غضبه مسبقاً و لا تريد اغضابه .. جلست بهدوء أمامه .. ترجع خصلاتها الى الخلف بيديها لتباغته قبل أن يتكلم : أنا اسفه ..
لم تتلقى اجابه امام عينيه التى تنطق بالكثير ... لتنطق هي بعد تنهيده صغيره : مكنش قصدي أقلقك و الله .. انا بس متعودتش ألجي لحد فى حزنى .. لوسيان أنت الوحيد الى بطلب منه مساعده عكس طبيعتى اصلا .. بس انا اتعودت لما ببقى مضايقه بنغلق على نفسي .. مكنش فىحياتى حد يقلق عليا علشان احس ان ده مشكله .. لحد ما بقت عاده ..
ادار وجهه تجاه النافذه قائلاً : أمن المفترض أن يشفع لكي هذا ؟
- لا هو المفروض الاصفر ده الى يشفعلى .. انا لبساه علشانك اصلاً .. علشان انت الى جايبه ..
ابتسم لوسيان أخيراً فلا ينكر سعادته عندما رائها ترتديه .. لتتشجع هي و تكمل بمرح عند رؤية ابتسامته : أوعي المره الجايه تجيبه بمبي مسخسخ ..
- مس ماذا ؟ .. قالها بتعجب
ضحكت هي بشده ليبتسم هو بدوره و هو ينظر الى محياها ... ابتسامه لم تلحظها هي بينما اكملت بين ضحكاتها : طب اشرحهالك ازاى دي .. يعنى منور أكتر من ده بكتير ..
- ضحكاتك هي من تنير العالم ..
نظرت له بارتباك قبل أن تخفض بصرها عنه .. اخرج كلامه من العدم كانه يعلم ما بها : لا تسمحي لأحد أن يضعفك ..
نظرت له بتعجب فلو أخبرت رؤي لشكت بها .. لكن لا أحد يعلم ما حدث سواها .. أكمل هو بثبات متجاهلاً تلك النظره : أنتى بطله عزيزتى .. لمحاولتك تخطي أزمه عشتى بها سنوات ..
ابتسمت بهدوء و هي تقول : هل تقرء الأفكار ؟
- ربما اقرئك أنتى ..
نظرت لها بثقه زائفه و هي تردف كاذبه : مستحيل ..
ضحك بشده : اوه .. حسناً .. هل نذهب لرؤيه الصاله الرياضيه بالتأكيد لم تفعلى .. أليس كذلك ؟
هزت رأسها بمعنى كلا .. ليكمل هو : اذن هيا بنا ..
تحركا سوياً .. بينما هي تشاركه الاحاديث عن رؤي و كيف اضافت لها الحياه فى المنزل .. ليشعر بقليل من الغيره حاول أخفائها و هو يري سعادتها ..
يتبع ..
......ممكن تاكدوا أن الفصل العاشر نزل الاول قبل ده ❤️❤️
قراءه ممتعه ❤️🫂
أنت تقرأ
ما بعد النهايه ✈️ - مكتملة
Romanceلا يمكن اصلاح ما كسر كما كان لكن هل نتمكن من صنع فسيفساء رائعه الجمال من ذلك الكسر بدايه في ❤️ 15-1-2023 النهايه الكتابه في ❤️ 11-3-2023 نهايه نشر في ❤️ 12-5-2023