صفحة جديدة 1

38 4 2
                                    

     في إحدى أيام الشتاء القارص و في ليلة حالكة تناهت صرخة أم على مشارف الولادة و الموت في نفس الوقت. هل اتكلم عن دموعها أم عن جبينها الذي بتصبب عرقا
راجية دعوتها لله المولى بصوت انهكها بكاء: يا الهي أنت أدرى بحالتي ارأف بي لا اعلم ما لدي و لا أعرف جنسه لكنني واثقة بقدرتك احمي طفلي و لا تجعل نصيبه مثل نصيبي اكتب له الخير انني اضعه في أمانتك إن كانت بنت اتمنى أن يكون اسمها نور على أمل أن تبصر الدنيا بنور الشمس القادمة و إن كان صبي فانني أطلق عليه اسم صالح عسى أن يكون اسمه اسم على مسمى و يكون صالحا في حياته
لم تحتمل أكثر فأطلقت صرخة أخرى أعلنت عن مفارقتها للحياة و ولادة شخص آخر «يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتْ وَ مُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيَّ ذَلِكُم فَأَنَّى تُوفَكُونْ»

بعد مرور     خمس سنوات

كانت فتاة تمشي على حافة الرصيف ذو ملامح بريئة و في نفس الوقت حزينة صاحبة عيون خضراء تجرها قدميها هنا و هناك علّها تجد مكانا يأويها من البرد أو أي عمل تستطيع إعانة نفسها به عمرها صغير لكن فتحت عيناها على مسؤولية الحياة الكاذبة بطريقة قاسية عانت كثيرا و هي لا تملك سوى 4 سنوات  إلى أن تناهى لمسامعها صوت يناديها من بعيد : نووووور نووور تعالي هناك عمل
و ما إن سمعت صوتها و من غيرها صديقتها التي تعرفت عليها في الشوارع الضيقة ريم بالرغم من أنها تكبرها ب 10 سنوات الّا أنها عانت أكثر منها و الشيء الذي جعلها تتشبت بالحياة هو أنها هي نفسها من وجدتها في وسط الغابة تبكي دون توقف و صراخها الذي أبى التوقف خاصة بعد المشهد الذي صدمها مؤخرا و هو جثة والدة نور بدمائها الباردة لم تلبث و حملت الصغيرة مهرولة إلى إحدى شيوخ المسجد الذي و ما إن رآها لم يفكر عندما قال هذه اسمها نور و بعد علمه بما حدث أقام مراسم دفن والدتها.  آلم قلب ريم على نور التي ولدت باليوم الذي توفيت فيه والدتها بعد أن قطعت وعدا على نفسها بأن لا تتركها و أن تلازمها كخيالها و هو كذلك
هرولت نور الى ريم قائلة: ماهذا العمل ؟ أين وجدته ؟
ريم: تعالي معي سأخبرك بالتفاصيل
اوقفتها نور متسائلة: انظري يا ريم ليس هناك عمل عن عمل مهما كان سأعمل لا تقولي أنت صغيرة و ليس مناسبا لك هل فهمت ؟
ريم: نور أنت لا تفهمين ليس الامر كما تظنين
نور بعناد: إذًا لا أريد و همت لاعبة
اوقفتها ريم بيأس: حسنا انتظري يا لك من عنيدة
و ذهبوا كان هناك فندق بجانب دار للأيتام
ذهبت ريم لتنظف الحمامات فقط أما نور لتوصل طلبات المتواجدين في الفندق و عندما بدأوا بالعمل
لم تنتبه نور على ذلك الفندق بأنه ليس فندقا عاديا و إنما للدعارة و لما عادت بالطلبية ارسلها موظف الاستقبال لغرفة احدى المتواجدين و ما إن ذهبت
كان ليعم الصمت في ذلك الفندق إلى أن تناهى لمسامعهم صوت صراخ كان موظف الاستقبال معتاد على هذه الصرخات لكن الذي لم يتوقعه الصمت التالي و كأنه سمع شيء ارتطم بعرض الحائط
صعد مهرولا إلى الأعلى ليجد تلك الفتاة مرمية على الأرض و رأسها ينزف دم
الرجل بهلع: ماذا فعلت ايها العاهر و ما إن حملها ليخرج بها لتلمحه ريم من بعيد و هي تصرخ هاتفة : نوووور
دوت على وجه الرجل صفعة تلقاها من ريم بعد أن اخذت صديقتها منه و لم تعرف ماذا تفعل إلى لمحتها امرأة شابة في عمر الاربعين لمحتها من بعيد و هي تخرج من الميتم و بدافع الانسانية نادتها و اوصلتها إلى المستشفى
ريم و دموعها لا تتوقف و هي تلوم نفسها: أنا السبب لو استلمت ذلك العمل بدلا عنها لما حدث ما حدث
اقتربت المرأة منها قائلة: لا تلومي نفسك حبيبتي أنه قضاء الله و قدره لقد كان حادث ادع لها بأن تشفى و أن تخرج سالمة معافاة
ريم بيأس و الم على صديقتها: و هل ما حدث معها منذ ولادتها حادث أيضا ؟ لماذا حظ هذه الفتاة هكذا لم تُسْعَد في حياتها أبدا
المرأة: لماذا ؟ كيف عاشت ؟
ريم بأسى: قولي ماذا ما لم تعشه هي لم تبلغ الخمس سنوات بعد و بعد أن تكبر مالذي سوف تراه
المرأة بفضول : ارجوك قولي لي ماذا حدث لها ؟
ريم بتردد لكن بعدها اخبرتها بكل شيء
بكت المرأة كثيرا ألما و حزنا عليها و ما إن ارادت أن تسأل شيئا و إذا بالطببب يخرج
اسرعت نحوه ريم: دكتور ما بها نور هل هي بخير
الطبيب: اهدئي من هم أهل المريضة
ريم: أنا صديقتها و عائلتها و كل شيء
الطبيب: لم افهم
ريم بانفعال: ليس وقت اسئلتك حبا بالله هلا ما بها صديقتي لاذهب و آخذها
الطبيب: تمهلي صديقتك حالتها بليغة لقد حدث لها ارتجاج بالدماغ و احتمال كبير أن تصاب بفقدان الذاكرة
ريم بصدمة: ماذا تقول هل نور لن تتعرف عليّ إن رأتني و دموعها لا تتوقف
الطبيب: قلت احتمال لننتظر حتى تستيقظ ثم نحدد
لم تستطع ريم الصمود و ترتمي باكية في حضن المرأة
ضمتها المرأة بحب و ضعف

مرّت سويعات و إذْ بنور تستيقظ متسائلة: أين أنا؟
ذهب الطبيب لمعاينتها و ذهبت معه ريم و جاهدة (المرأة التي اسعفتها)
بعد أن حاول الطبيب مع نور مرارا و تكرارا اكتشف أن شكه بمحله و أن نور أصيبت بفقدان ذاكرة كلي
لم تحتمل ريم الخبر و انهارت أرضا باكية غير مقتنعة بأن صديقتها نسيتها
تكلمت جاهدة مع الطبيب و وقعت على أوراق خروج نور و هي تكفّلت بدفع فاتورة بقائها بالمستشفى و أخذت كلتا الفتاتين لمنزلها
و بعد أن علمت جاهدة أن ريم و نور لا يملكان أي و انهما كانتا تعيشان بالشارع تكفلت بأخذ نور و تربيها كابنتها و أرسلت ريم إلى خارج الوطن و تكفلت بدراستها و وعد منها عندما تستعيد نور صحتها سوف تجعلها تلتقيها و الحقيقة كانت ستعلم بها عاجلا أم آجلا و هي من ستتكلف بذلك
كانت سعادة ريم لا توصف لم تستطع مالذي ستقوله لها ضمتها و وافقت و حدث ما حدث.

  بعد أن مر على تلك الحادثة 20 سنة

انتهى

ما فيني قلكم رواية جديدة و ذلك لأنني شعرت برغبة كبيرة في الكتابة و لا أعرف  متى سأعود تركت لكم اختيار الشخصيات و لكم التعاليق إن كانت سلبية أم ايجابية و لكم رغبتكم بالعودة أو لا
بس حبيت شارككم و لو جزء بسيط من الشي لي حبيته مع حبي للكل

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 20, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

صفحة جديدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن