ما قبل الفراق..

75 5 11
                                    

خرج بيان إلى النافذة ليحدث أمير..و عادت سديم إلى السرير بهدوء..
كانت مكالمة طويلة ما انفك فيها بيان أن يلتفت كل فنية و أخرى ليطمئن على سديم..

يجدها نائمة فيتنهد بعمق و يعود للحديث..
يعود محدثا أمير..
أمير لم يكن بأي رجل..هو طبيب و هو سيد عشيرة هو الآخر..نساء من دماء أمير كانوا زوجات لرجال من عشيرة بيان على مر السنين..
و أمير كان من القلائل القادرين على الجمع بين حياة خاصة لهم برغم كونهم سادة..
ليس ذلك فقط بل هو أيضا الأخ الكبير له من الرضاعة..
فلقد أرضعتهم و ربتهم ذات المرأة..

انتهى حديثهم بعد بعض من الوقت و عاد بيان إلى حيث سديم..
راقبها قليلا و هي نائمة..
ما كان يستطيع ايقاظها..يستصعب أن يجعلها تواجه شرور العالم من جديد..
يستصعب تركها حتى و لو مع أمير..

-" سديم.."

قبل جبينها و أمسك بيدها لتستيقظ هي.

-" بيان..هل كل شيء بخير.."

بادلته اللمسات الحانية و تمسكت به أكثر..

-" أمير على وصول..أنا أخبرته كل شيء..و لكن نحن نحتاج للتحدث قليلا قبل أن يأتي.."

اعتدلت سديم في جلستها و جلس بيان بجانبها هو الآخر ليخبرها ما هو متوقع أن يحدث و بضعة معلومات عن أمير و عن حياتهما معا في الصبا..

-" سأسجل على هاتفك رقما خاصا بي..سأتواصل معك من خلاله في غيابي..كل يوم في الثامنة مساء سأتصل بك..تستطيعين إرسال الرسائل لي على مدار اليوم..و سأجيبك فور أن أكون وحيدا..
و هذه بطاقتي الائتمانية الاحتياطية..بعيدا عن عائلتي و عن كل ذلك..
أنتِ زوجتي..كونك تعملين و كون يوسف والد لطفل لك و أمير أخ لي ذلك لا يعنيني..فأنتِ تنتمين لي وحدي..
تأخذين كل احتياجاتك من هذه البطاقة مهما كانت و أيا كانت و أنا سأضع الأموال بها باستمرار..
لا تخافي..أنا سأظل دائما معك..
كل يوم سأتصل بك في الثامنة مساء..و أمير سيحضرك إلي كل نهاية أسبوع.."

ارتاح رأس سديم على كتف بيان..فعادت إليه نظراته القلقة..يمرر أطراف أصابعه على شعرها و وجنتها و كأنه يخشى هشاشتها..
و كأنها زجاج سيعاود هيئته الأولى من رمال..

-" بيان.."

تعلقت به أكثر فما ادخر وقتا و لا جهدا..ضمها إليه و كل خلية فيه تطلب من الله النجاة..تطلب من الله ألا يفصلهم..
يحاول التحلي بالقوة و الثبات..و لكن الله وحده يعلم كم كان صعبا عليه أن يبتعد عنها و لو مؤقتا..

-" أنا عرفتك رجل الرحمة و العدالة..لذلك لدي طلب منك.."

نزعها بيان من على كتفه بهدوء لينظر مباشرة في عينيها..و هي كعادتها تتجنب النظر..رفع ذقنها بأصابعه لتتواجه الأعين..
يتفحصها باهتمام و حيرة و قلق..

ظلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن