التاسع ( نحتـــاج طبيــــب )

86.7K 6.7K 3.5K
                                    

يقول الشافعي :

‏" اصعب الحرام اوله ، ثم يسهل ، ثم يُستساغ ، ثم يُؤلف ، ثم يحلو ، ثم يُطبع في القلب ، ثم يبحث القلب عن حرام اخر "

‏اللهم اعصمنا من الحرام و اجعله ابغض الاشياء إلى قلوبنا .

صلوا على نبي الرحمة

_______________

كانت صدمة ادهم بعدما أبصر ما يحدث في الحديقة كبيرة لدرجة أن الجميع استدار صوبه، يتعجبون كل تلك الصدمة التي تعلو وجهه، كانت عيناه تمر على جميع الأشياء التي قام بها الكل في الحديقة .

تحرك جاكيري صوبه وهو ينظر حيث ثبت أدهم نظره، قائلًا بفخر يحاول أن يُعدّل من وضعية ثيابه التي خربت بعدما حطم المزرعة فوق رؤوس عائلة ليزا بقيادة فبريانو  تحت صراخ مارتن أن يتوقفوا ويكفي هذا .

" الأمر رائع ها ؟! كانت هذه فكرتي، أو فكرة جايك لا يهم، نحاول أن نقنع زهرتنا بالبقاء هنا لقضاء العطلة معنا، لقد صورت لها فيديو رائع أثناء صراخ ليزا تريد أن تراه "

استدار له أدهم ينظر للبسمة التي تعلو وجهه أثناء الحديث فكان يبدو كمختلٍ حقًا، يتحدث عن شيء كصراخ الفتاة بكل سعادة .

نظر بعدها للحديقة يهمس بينه وبين نفسه ظنًا أن لا أحد سيسمعه :

" عاملين كل ده عشان تقضي الإجازة بس معاكم ؟؟ دي لو شافت اللي عملتوه هتحلف ميت يمين تكمل حياتها معاكم "

أردف فبريانو وهو يدفع ادهم للداخل بجدية :

" احرص على ألا تقترب هالفيتي من الحديقة حتى ننتهي نحن مما نفعل "

فتح أدهم فمه ليجيبه، لكن فجأة ارتفعت موسيقى عربية صاخبة تبعها كلمات الأغنية بصوت أحد المطربين العرب، ليلمح فجأة ذلك العجوز يرقص في منتصف الحديقة وأمامه قاسم الذي كان يقفز كالقرد في الهواء ظنًا أن ذلك يُسمى رقصًا .

ابتسم بعدم تصديق وما كاد يقترب من طفله، حتى سمع صوت زوجته ينادي عليه حيث كان يقف هو جوار الباب، فتح عينه بصدمة ينظر خلفه ليجدها وعلى عكس توقعه تركت الغرفة وهبطت بعدما ظن أنها لن تفعل قبل أن يجبرها :

" ادهم تليفونك بيرن، مكالمة من مصر تقريبًا شا ...."

وقبل أن تصل له كان أدهم يركض صوبها بسرعة يغلق عليها الرؤية لما خلفه، بينما هي تنظر له بصدمة مما فعل :

" هو فيه ايه ؟!"

ومن خلف ادهم أشار انطونيو للجميع أن يغلقوا الموسيقى وفي ثواني فقط كان الجميع يسحب كل شيء تم وضعه، يخفونه جانبًا .

بينما هالي ما تزال ترمق زوجها بعدم فهم، وجهها ما زال يحمل بقايا حزن أبى هجران قلبها، عيناها الذابلة ما تزال تحتفظ بآثار بكاء ليلة أمس، لكنها لم تهتم كثيرًا وهي تضع بين يديه مرددة :

زهرة آل فوستاريكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن