مساء هادئ في البيت – ربى وأشهم في غرفة الجلوس، الساعة 10:30 مساءً
(الجو دافئ قليلًا، ولكن التهوية في الغرفة غير كافية، وأشهم يجلس عند الطاولة يراجع بعض الملفات بتركيز، بينما ربى تستلقي على الأريكة الصغيرة بهدوء، تظهر عليها ملامح تعب خفيف لكنها لا تريد إزعاجه في البداية.)
ربى (بنبرة ناعمة متعبة، تغمض عينيها):
"أشهم..."(لا يرد، منشغل بتقليب ورقة ما.)
ربى (بابتسامة صغيرة وعيون نصف مغمضة):
"أشهممم... "(أشهم ينظر بسرعة نحوها، يبتسم بخفة ثم يعود للأوراق.)
أشهم:
"دقيقة حبي، هلأ خلصت هالملف … شوي بس."(تمر خمس دقائق، والجو يزداد ثقلاً، وربى تشعر بضيق في النفس، تضع يدها على صدرها بخفة، تتنفس ببطء وقلق.)
ربى (بصوت ضعيف لكنه يحمل وجع):
"أشهم... افتح الشباك... رجاءً... عم بشعر بضيق..."(يرفع رأسه فورًا، يسقط القلم من يده ويقف بسرعة.)
أشهم (بصوت قلق):
"شو؟ شو صار؟ ضيق؟ ربى حبيبتي!! دقيقة دقيقة!"(يهرع إلى الشباك ويفتحه بسرعة، يدخل الهواء، ويقترب منها وينحني أمامها، يمسك يدها.)
أشهم (بصوت مليء بالقلق):
"ليش ما قلتيلي من قبل؟ كنتي متضايقة وساكتة؟ ربى انتي بخير؟ تنفسي… خدّي نفس عميق… هيك، تمام…"ربى (وهي تتنفس ببطء لكن دموعها في عينيها):
"ما حبيت أزعجك… كنت مشغول… بس فجأة... حسيّت صدري ضاق... كتير…"أشهم (يمسك وجهها بين يديه):
"زعجني؟! ربى إنتي حياتي، أهم من كل ورقة وكل ملف، كل شي بعدك ما إله قيمة! أنا آسف، كان لازم أنتبه…"ربى (بنبرة ندم):
"كنت ناوية أقول من أول ما حسيت... بس قلت يمكن يتحسن الجو… بس... ما اتحملته…"أشهم (يضع رأسه على جبينها):
"بس لا تسكتي مرة تانية، أوعديني… أول ما تحسي بشي، تحكيلي… صرت أخاف عليك من نسمة الهوا… ما بقدر أعيش لحظة وحدة وأنتِ موجوعة قدامي…"ربى (تبتسم بتعب):
"أوعدك… بس هلق بس بدي تبقى جنبي شوي… لا تمسك أوراق ولا تلفونات… بس أحكيلي شي…"أشهم (يجلس جانبها ويمد يده ويحتضنها):
"بدي أحكيلك إنك سبب كل الأمل بقلبي… وإنه صوتك حتى لو مريض، هو موسيقى روحي… وإنه كل شيء بعدك ناقص…"ربى (بهمس):
"يا ريت كل هالدنيا كانت بس أنت وأنا وشباك مفتوح… وراحة..."أشهم (وهو يضمها أكثر):
"صدقيني، ما بدي أكثر من هيك… حتى لو ضليت طول عمري أفتح شباك بس، بس أسمعك تناديني وتطلبيني… أنا موجود، إلِك…"(وتبقى رأسها على كتفه، يتنفس كلاهما الهواء البارد الخفيف، وكأن نسماته تخبرهم أن الحياة، مهما تعبت، تظل أجمل حين يكون الحب حارسها.)
