"أخيرا". قال جايد وهو يتشمم هواء الغروب بانشراح .ربض ساكنا فوق غصن شجرة عالية وعيناه مثبتتان نحو منزل آل بلار .هناك حيث تأدي عروسه الطقوس في هذه الأثناء .لم يعد قادرا على البقاء بعيدا عنها ولو للحظة .لم ينجح في إبقاء عقله منشغلا بالتجهيزات فكل ذرة من كيانه كانت تنبض باسم "آني ".
تشرب الاسم بنشوة وهو يلفظ كل حرف بشكل منفصل متذوقا طعمه بلذة .
قريبا تصبح آني خاصته بشكل حقيقي .
عبثت الأفكار المنحرفة بعقله وهو يتخيل أصابعه تغوص في تلك البشرة الرقيقة ، ووجه يدفن بين تلك الخصلات الحمراء الذهبية .
"آني" انعكس وجهها النابض بالحياة وسط عقله في ومضات مجنونة جعلته يفقد توازنه ."آخ" ابتسم بجموح وهو يعيد نفسه لوضعية الجلوس بعد أن كاد يتحطم بالأسفل .ربما كان قدره أن يموت بسبب الحب مثل الكثيرين من افراد سلالته .هل تلك لعنة قد تفرد بها آل آرنو .لكنها لعنة لذيذة بمذاق العسل الذي كان يسري عبر دمائه المدفوعة بطاقة الرغبة الملتهبة .
انتبه الى هوغو الذي كان يحدق باتجاهه .بادله بإيماءة قصيرة وهو يلوي عنقه منزعجا .ذاك العجوز كان بارعا في تحديد مكانه ومهما تدرب فقد بقي عاجزا عن التفوق على مهارات ذاك الألفا الرهيب .
سارع بمغادرة الشجرة بقفزة واحدة متينة .وركض متخذا سرعته القصوى في الاتجاه المعاكس نحو قرية فامبيرا الموطن الأصلي لمصاص الدماء .شعر بقلبه ينبعج داخل صدره كلما صار بعيدا عن عروسه .
لاحت في الأفق ظلال قصر آل آرنو الأسطوري بجدرانه اللامعة المنبسطة بشموخ فوق الهضبة .كانت ممتلكات آل آرنو محددة بأسيجة مزخرفة من خشب الأبنوس الأسود والتي امتدت عميقا بين التلال بلا نهاية .
بنظرة واحدة تدرك أن آل آرنو هم من الأسر الفاحشة الثراء في ديريا .
لم يستغرق جايد الكثير من الوقت ليصل الى بوابة القصر رغم أن المسافة التي قطعها كانت كبيرة بالفعل .كان القصر ساكنا كالقبر .توجه على الفور نحو غرفته في الطابق العلوي .هناك وعلى بعد عشرين قدما من غرفة نومه وقفت خادمته ريزا موليتا ظهرها لبابا الغرفة بينما وجهها ينظر نحو الرواق في الاتجاه الآخر .كانت تحمل كوبا من الماء البارد في يد وبذلة بيضاء مكوية في اليد الأخرى .
لم تكن ريزا عجوزا لكنها بدت قديمة كقدم القصر نفسه .لم تنطق بحرف واحد بل اكتفت بمد كوب الماء الى جايد الذي ابتلع نصفه بينما سكب النصف الآخر فوق صدره .كان يحتاج الى بعض البرودة لتُهدأ قليلا من الوخز الملتهب الذي كان يحرق أعماقه .
أخذ البدلة وتوجه الى غرفة نومه والتي لم يكن مسموحا لأحد بدخولها غيره .كانت الغرفة شديدة النظافة فجايد كان يهتم بها بنفسه .نزع ثيابه ورماها داخل سلة الغسيل ثم توجه لأخد حمام سريع .بعد أن انتهى من فرك جسده بنفس العطور التي أرسلها الى عروسه توجه نحو المرآة وهو يجفف شعره الأسود الفاحم ثم وضع القليل من الجيل لفرد خصلاته اللامعة .
أنت تقرأ
The cold dance II الرقصة الباردة
Ficção Adolescenteكل سنة تختار شجرة الاقدار مجموعة من الفتية والفتيات لتجمع بينهم في رابطة زواج مقدس ، إنهم شبان من نخبة فصائل الآرينش الأربعة ، بهدف إنتاج جيل أقوى يتفوق على الفيروس الذي نشره البشر في الحرب القائمة بين الطرفين. آنسيا بلار هي نصف بشرية ونصف مستذئبة...