أنصاف حقائق..

72 3 10
                                    

لم يأت الرد أبدًا..بيان يمسك رأسه من صداع مفاجئ شديد حل به..و انقلب وحشيًا أكثر من الذي مضى..

-" بحق الله من تظن نفسك؟! المنقذ و لا أحد غيرك؟؟ "

أمسك بيان بتلابيب أمير و انتفضت سديم واقفة هي الأخرى..

-"بيان ماذا حدث لك بحق الله.."

حاولت سديم الاقتراب فمنعها أمير بإشارة من يده..

-" بيان أنت لست على ما يرام..اسمح لي أن أفحصك.."

أقر أمير بعد أن ألقى نظرة فاحصة على بيان..و سديم تتحرك بهدوء إلى الباب في محاولة لنداء دجلة أو أحد من التمريض..

-" حقا..الدور علي هذه المرة إذا..أنا وسيلتك الجديدة لتثبت كم أنك عظيم.."

خرجت سديم بهدوء أما أمير فظل مركزا كامل انتباهه على بيان رغم دراسته بما يحدث كي لا تنتقل نوبة الغضب إلى سديم..

في الدقائق التالية و قبل أن يبدأ اشتباك بالأيدي لا رجعة منه حقنت دجلة بيان بمادة مخدرة ليستلقي بعدها نائما بثواني معدودة بين يدي سديم..

-"بحق الله ما به؟! لا يبدو طبيعيا أبدًا منذ البارحة.."

سديم أعربت عن قلقها بينما استقرت رأس بيان على ركبتيها..
كان وديعا جدا و بريئا جدا إذ يستسلم لسلطة النوم عليه..
و اختفى وعي بيان كأن شيئا لم يكن..
###

-" عليك الجلوس و الاستراحة حتى انتهاء تحاليل بيان..منذ البارحة و هو لا يبدو طبيعيا أبدًا..سواء على المستوى البدني أو النفسي..
يبدو شاردا و مشتتا معظم الوقت..شاحب و قد تقيأ كل ما في جوفه أمس أيضا..
انفعالاته غير مبررة..كأنه يرى أشخاصا مكان أشخاص و يضع الأمور في غير محلها..إنه يربط الموقف بشيء من خياله أو ربما من ذاكرته..و ذلك يفسر حالته تلك.."

فسر أمير ما جمعه من تفاصيل و أحداث قد أصابتهم منذ ليلة البارحة..
و استمعت سديم بإنصات مصدقة ما قاله..
تنهدت بعمق و جلست بتعب على أقرب كرسي..

كاد أمير أن يعود لطمأنتها إلا أن رسالة ما وصلت على هاتفه و استرعت انتباهه..

-" بيان مطلوب القبض عليه بتهمة قتلك.."

تمتم أمير بهذه الكلمات و كأنه يعيد ما قرأ بصوت عالي ليستطيع استيعابه..

-" ماذا؟! من يمزح مثل هذه المزحة الثقيلة..ماذا علي أن أفعل؟؟ هل أذهب إلى قسم الشرطة أم ماذا؟؟ "

انتفضت سديم واقفة إذ صدمها الخبر و ما فهمت حتى المغزى من وراء إشاعة كتلك..

ظلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن