تسعة أعطيناهم النور
950 قبل الميلاد – 1300 بعد الميلاد
إن أروع شيء يمكنك أن تفعله في حياتك هو أن تبيع روحك لي.. أنا أملك كل شيء.. أملك نفوس الناس.. وأملك عقولهم.. وقلوبهم.. أنا أفتح لك كل الأبواب.. كلها بلا استثناء.. أين تريد أن تصل؟ مال أم سلطة أم جاه أم شهرة.. أنا أعطي بلا حساب.. عطاءً حقيقيًّا سريعًا تلمسه بيدك.. أنا الذي خُلِقت لما خُلِق الزمن.. وسأحيا إلى أن ينتهي الزمن.. إنهم يخفون اسمي عنك.. يوهمونك بأنني سيء.. يريدون أن يحتفظوا لأنفسهم بالكعكة كلها.. لكني سأخبز لك كعكتك الخاصة.. قلها معي ولا تخش شيئًا.. "بافوميت".. اسمي العظيم هو "بافوميت".. لابد أنك تريد أن تراني.. لست مؤهّلًا بعد لهذا الأمر.. لا لنقص فيك يا عزيزي حاشاك النقص.. وإنما لأن قلبك المرهَف لربما يتفتت من عظمة ما يراه.
لكني سأريك مثلًا لي.. مثلًا يخضع لقوانين عالمك الذي لم أرَ عالمًا بمثل عظمته.. تعالَ معي ياعزيزي.. تعال ولا تخف.. تعال إلى هذه الكنيسة.. أمدد يدك وافتح بابها ولا ترتجف.. أنا أنتظرك.. ادفع الباب بقوة وادخل بأيِّ قدميك تشاء.. دعك من الرجال العرايا الذين يتزاوجون فيما بينهم هنا وهناك.. دعك من الدماء التي على شفاههم وجلودهم.. دعك من كل هذا وتقدَّم.. إلى تلك الطاولة الكبيرة هناك.. هل رأيتني الآن؟ ها أنا هناك في المنتصف.. ها أنا ذا "بافوميت".
سأحكي لك كل شيء.. من حقك أن تعرف كل شيء.. تعالَ معي إلي القدس.. ليس قدس اليوم.. بل قدسٌ منذ أكثر من ألف سنة.. قدسٌ لم تعد قدسًا.. بل صارت أنهارًا حمراء.. دماء كانت تجري فيها وصلت إلى كعوب الجياد.. دماء المسلمين.. دماء فرسانهم وأطفالهم ونسائهم وشيوخهم.. إن المسلمين أشرار كما سأوضح لك فيما بعد.. لكن هذا ليس نقاشنا الآن.. لن نتحدث عن تلك الأنهار الحمراء التي كانت تجري في شوارع القدس كأنما أضافت فراتًا جديدًا إلى خريطة العالم.. فرات أحمر قانٍ.. الناظر إليها يظن أنما الأرض قد جرحت ودمت.
_67_
لن نتحدث عن تلك النساء التي كان فرسان الصليب يغتصبوهن بأيادٍ لم تجف بعد من دمائهن.. ولا عن أولئك الأطفال الصغار الذين كانت رؤوسهم الصغيرة مسحوقة تحت حوافر الجياد.. ولا عن تلك القدور التي كان فرسان الصليب يغلونها ويلقون فيها الرجال والنساء والأطفال.. لن أحدثك عن كل ذلك وإنما سأحدثك عن قدس مابعد جفاف تلك الدماء من الأراضي لتقطر من قلوب ساكنيها المسلمين.. القدس المحتلة.. وأسمّيها محتلة لأنه بعد تلك الواقعة احتلها الصليبيون لأول مرة من المسلمين وفي رأيي أنها ليست حقًّا لأي منهما.. إنما هي حقٌّ لنا نحن.. من نحن؟ هذا ما أنا قادم لأحدثك بشأنه.حديثنا سيكون عنِّي أنا في البداية.. كنت بائع تحف قديمة عربي في القدس.. لا تستنكر هذا الآن وتسألني عمَّا رأيته على الطاولة في تلك الكنيسة التي أدخلتك إياها سابقًا.. هذا تساؤل سابق لأوانه.. عجوزًا كنت.. أكثر أسناني قد سقطت.. وفي لحيتي سبع شعيرات منثنيات.. وها أنا أجلس نصف عارٍ في أحد حمَّامات القدس الشهيرة.. حمَّام علاء الدين.. وكلمة حمَّام في ذلك العصر كانت تعني ذلك البناء الإسلامي الفخم الضخم ذا الثلاث قاعات (بيوت) والذي يرتاده الناس للاستحمام.. كنت في بيت التسخين.. والبخار يسخن جسدي العجوز.. لم تغب عيناي عن ذلك الشاب المفتول العضلات الذي يجلس بالقرب منِّي في شرودٍ.. كنت أرتقبه منذ أيام.. وهاقد جاءت الفرصة لأحدثه على طبقٍ من ذهب.. اسم هذا الشاب هو الاسم الذي بدأ به كل شيء.. اسمه "هيو بايون".. فارس من فرسان الصليب ذي أصول يهودية.. وأريدك أن تتذكر أصوله اليهودية هذه جيدًا.
أنت تقرأ
انتخريوستس
Ужасыتحذير هذه رواية ليست للصغار لانها احداثها عن قصة حقيقيه جميع الشخصيات المذكورة في هذه الرواية هي شخصيات حقيقية.. بإنسها وجنّها وشياطينها.. وأغلب الأحداث المحكية مبنية على أحداثٍ ووقائع حقيقية مُثبَتة.