بقلم هنا أحمد العزايمي
البارت الخامس من رواية "أَكَانَ وهماً"بعد رحيل سامي من المنزل، ساد الصمت الموحش. كان المكان يغرق في ظلامٍ ثقيل، وكأن الهواء نفسه أصبح كثيفًا. جلست ريم بجوار والدتها، تحاول استيعاب كل ما حدث. كانت الأحداث تتسارع كأنها دوامة تجرهما إلى أعماق لا يمكن الهروب منها.
"أمي، هل حقًا سنستطيع مواجهته؟" سألت ريم بصوت مختنق، تحاول البقاء قوية، لكنها لم تستطع إخفاء الخوف الذي يسكن قلبها.
والدتها، حسناء، نظرت إليها بعينين مليئتين بالعزم، "نعم، سنواجههم، يا ريم. لن أسمح لأحد بأن يأخذ منا شيئًا. سنقاتل بكل ما أوتينا من قوة."
---
في تلك اللحظة، كان سامي قد عاد إلى سيارته الفخمة، جالسًا خلف المقود، يبتسم ابتسامة خبيثة. لم يكن يرى في مقاومة حسناء وابنتها إلا محاولة بائسة للتمسك بوهم لن يدوم طويلًا.
"لن تستطيعان الصمود طويلًا،" قال في نفسه بصوت منخفض. ثم التقط هاتفه واتصل بابنه، راكان، الذي كان في مهمة خاصة له.
"راكان، أريدك أن تراقب حسناء وابنتها. تأكد من أنهما لا يستطيعان الفرار. لا أريد أن أرى ريم تخرج عن سيطرتنا."
---
في مكان آخر من المدينة، كان راكان يتلقى الأوامر من والده، عاقدًا حاجبيه بتوتر. لم يكن الأمر سهلاً عليه، لكنه كان مضطرًا للالتزام بخطة والده رغم تردده.
"حسنًا، سأفعل ما طلبته. لكني أحتاج لبعض الوقت لتجهيز كل شيء." أجاب راكان بنبرة متحفظة.
"لا تهتم، المهم أن تكون مستعدًا لأي خطوة غير متوقعة منهما." قال سامي بحدة قبل أن يغلق الخط.
---
في منزل ريم، بدأت الأمطار تتساقط بغزارة، وكأنها تحاول غسل ما علق في أذهان الفتاتين من تهديدات سامي. حاولت حسناء تهدئة أعصابها، لكنها لم تستطع التخلص من القلق الذي كان ينهش قلبها.
"ريم، علينا أن نكون أكثر ذكاءً الآن. لا يمكننا الجلوس هنا وانتظار أن يحدث شيء سيء. يجب أن نخطط لكيفية الهروب من هذا الكابوس." قالت حسناء بحزم.
"لكن كيف، أمي؟ سامي ليس وحده، ولديه الكثير من المال والنفوذ. لا يمكننا مواجهته بمفردنا." ردت ريم وهي تكاد تنهار من التوتر.
"لا تقلقي، لدي صديقة تعمل في القانون، قد تكون قادرة على مساعدتنا. علينا أن نتحرك بسرعة قبل أن يقوم سامي بخطوة أخرى."
---
في اليوم التالي، وبينما كانت ريم تستعد لمغادرة المنزل بصحبة والدتها للقاء تلك الصديقة، جاء صوت طرق عنيف على الباب. تبادلت ريم ووالدتها نظرات مليئة بالقلق، ثم فتحت حسناء الباب بحذر لتجد راكان واقفًا أمامها.
أنت تقرأ
أكان وهماً
Narrativa generale"هل تعتقد أنني سأصدق كلماتك هذه المرة؟ أم أنك فقط تحاول عبثًا أن تُلبس الخيانة ثوب التوبة؟ أنت، الذي كنتَ تهدم كل شيء بحضورك، ها أنت الآن تدعي أنك ستبني ما هدمته. لكن أصدقك؟ ألم تشبع من تكرار الأكاذيب؟ في عينيك، أرى ظلال الماضي تتراقص، ولكن في قلبي،...