البارت العشرون : هروب و فراق

4.8K 124 39
                                    

   كان دايف و بيلا يعيشان أسعد أيامهما .... يجهزان لزفافهما معا .... و إقترح عليه جايمس أن يكون زفافا مشتركا بينهما ...حيث يتزوج دايف من بيلا و يتزوج جايمس من آنا بنفس اليوم و قد نالت الفكرة إعجاب بيلا و آنا ..... كانت الفتاتان تخططان معا لكل شيء  مكان الحفل و الزينة و الفساتين ......و قد أصبحاتا صديقتين مقربتين ....كان الكل سعيدا ما عدا جايمس الذي يؤرقه رفض إبنته أيلا رؤيته أو التحدث معه ..... و لو يعلم فقط كيف كانت حالة أيلا بعد إنفصاله عن والدتها  لكان جن جنونه .....فقد تخطت والدتها ليزا كل الحدود التي كانت تظن أن القصر و الاموال أصبحوا لها غير مدركة بأن جايمس جعل في العقد بندا ينص أن كل شيء يصبح ملكا لإبنته أيلا عندما تبلغ الثامنة عشر من عمرها ...حيث أصبحت ليزا تقيم حفلات و سهرات صاخبة في القصر تقريبا كل ليلة ..... و تقضي نهارها إما في النوم أو التسوق مع رفيقاتها من الطبقة المخملية ولا تهتم بتاتا بإبنتها أيلا ...حتى إن ليزا صار لديه حبيب أصغر منها  ...ما جعل أيلا تصاب بإكتئاب و تتوجه لتعاطي المخدرات .... كانت تشعر بالغضب والكره من كلا والديها ..... شعرت بأنهما تخليا عنها ....عائلتها المثالية و عالمها الرائع الذي كانت تعيش فيه تحطما بين ليلة و ضحاها...... تعودت على الخروج ليلا خلسة كي تتخلص من ملاحقة الحراس الذين وضعهم والدها من أجلها .... و تذهب لتعاطي المخدرات مع شلة صائعين و لا تعود حتى وقت متأخر... و تعرفت على الشاب الذي يتاجر بالمخدرات الشاب الذي كان يزودهم بالسموم ...جايك {جايك هو أخ إيزابيلا بالتبني هل تذكرونه ؟} ... صارت معجبة به و ترتاح برفقته ..... و قد بادلها جايك هذا الشعور و كان يشعر بالأسف عليها لأنها مزالت طفلة صغيرة و إنحرفت في طريق سيء ....كان يحاول دائما معرفة من هما والديها ليخبرهما بما تفعله حتى ينقذاها من ذلك المستنقع  لكنها كانت متحفظة جدا على هوية والديها حتى لا يصل الخبر لوالدها فهي تعلم أنه لن يغفر لها إنحرافها و سيعاقبها أشد عقاب .....أما والدتها فقد أدركت أيلا ان والدتها لا تهتم سوى للمظاهر حتى إن أيلا صارت تعلم أن والدها كان على حق في إنفصاله عن والدتها ..... و في يوم مشمس كان جايك مع آيلا في موعد معا ..... كانا في مطعم ....عندما دلفت أيلا لحمام المطعم و تركت هاتفها على الطاولة .....حينها وصلتها رسالة من والدها يترجاها بإن تعطيه فرصة للتحدث..... و رأى جايك تلك الرسالة .... و إنصدم عندما علم أن جايمس هو والدها...... شعر بالخوف فجايمس من المافيا سيقتله دون أن يرف له جفن إذا ما علم أن جايك يتقرب من إبنته ليس هذا فقط بل يبيعها المخدرات أيضا رغم أن جايك حاول كثيرا منعها من التعاطي لكنها كانت تهدده بعدم رؤيتها مجددا إذا لم يوفر لها المخدرات فكان دائما يحاول تخفيف الجرعة لها ..... بقي جايك يفكر كيف ستكون ردة فعل جايمس اذا أخبره.....كان مرتعبا من مجرد التفكير في ذلك .....لكنه بالنهاية حسم أمره و قرر إخباره من أجل حبيبته أيلا ..... فأخذ رقمه من هاتفها ليتصل به لاحقا بعد إنتهاء موعدهما ..... إتصل جايك بجايمس بعد أن عاد لمنزله ...كانت يده التي تحمل الهاتف ترتجف وهو ينتظر رد جايمس ....... رد جايمس قائلا بضجر ألو ....من معي ؟ تردد جايك في الكلام ثم قال بتلعثم من شدة رعبه س...سيد...جايم...س ....هذا.... أنا....جا..يك كان جايمس يهم بالخروج من شركته متجها نحو سيارته فزفر و قال بضيق جايك من ؟  قال جايك بسرعة قبل أن يغمى عليه انا جايك أخ بيلا بالتبني لقد إلتقينا من قبل و........ قاطعه جايمس قائلا إختصر و قل ماذا تريد ليس لدي اليوم بطوله ....أصبح جايك يتنفس بصعوبة وهو على وشك تفجير القنبلة في وجه جايمس و هو يتخيل الطريقة التي سيقتله بها .... ثم قال أريد أن نلتقي و نتحدث ..... قاطعه جايمس بضحكة صاخبة و هو يقول هل أصبحت مخنثا لعينا و صرت تحبني أم ماذا ؟ ...... ثم أردف قائلا إعذرني جايك فأنا سوي لا أميل إلا للنساء و أغلق خط الهاتف في وجه جايك دون سماع رده ..... لكن جايك عاود الإتصال من جديد و هذا أزعج جايمس فوضع الهاتف على الوضع الصامت لكن جايك لم يستسلم و بعث رسالة نصية مفادها الأمر يخص أيلا  ...... عندما رأى جايمس ضوء الهاتف حمله و فتح الرسالة على مضض و إندهش مما قرأه .... و سرعان ما عاود الإتصال بجايك و بدأ يصرخ به على الهاتف قائلا من أين تعرف أيلا بحق الجحيم؟....وماذا فعلت بإبنتي ؟إرتعدت أوصال جايك من صوت جايمس و رد بصعوبة س...سيدي ...يجب أن نلتقي ونتحدث.... الامر مهم ....من أجل أيلا  تنهد جايمس و بدأ يتنفس بغضب و كأنه يحاول شفط كل الهواء الموجود حوله إلى رئيته ثم قال حسنا ....انا متجه الان للقصر تعال إلى هناك ..... رفض جايك ذلك وقال أفضل الإلتقاء في مكان عام من أجل سلامتي في قصرك ستقتلني بسهولة ..... أظلمت عيون جايمس و بدأت الشياطين تتراقص امامه فتحدث و هو يعصر الهاتف بين يديه قائلا إذا أذيت صغيرتي أيلا سأقتلك حتى و إن كنا في محكمة أمام القاضي ....لا قوة ستنقذك مني .... إبعث موقع المكان انا قادم إليك..... و أغلق الهاتف دون إنتظار رد الأخر و هو يزفر الهواء بحدة ........
   كانت كاميلا مدمرة كليا بعدما حدث مع عائلتها ..... أصبحت كالجثة الهامدة ....وجهها شاحب...و الهالات السوداء تحت عيونها ولا تتحدث مطلقا .....حتى إنها كانت ترفض تناول طعامها و لو لم يرغمها ليو على تناوله بالقوة لكانت ماتت جوعا ..... إنقضت المدة التي حددها ليو للقس ألبيرت ليسمع رده ..... كان يهم بالذهاب إليهم عندما تحدثت معه كاميلا قائلة ذاهب لزيارة عائلتي ؟ كان ليو واقفا أمام المرآة يعدل ربطة عنقه فنظر لإنعاكسها في المرآة و قال و أخيرا سمعت صوتك ....ظننتك لن تتحدثي معي مطلقا ..... ثم تابع قائلا أجل أنا ذاهب لعائلتك ....إنقضت المدة اللعينة التي منحتها لوالدك و الأن اريد معرفة قراره ..... تقدمت كاميلا و وقفت أمامه .....كانت تنظر له بعيون خالية من الحياة و قالت و إذا لم يوافق ؟؟؟ علم ليو مقصدها من سؤالها فهي خائفة من أن يؤذي عائلتها ...... أمسكها من كتفيها و نظر لعيونها بإشتياق و إحتياج فبالرغم من أنها معه و بالقرب منه إلا أنها في الأونة الأخيرة كانت دائما شاردة الذهن و حزينة ..... ثم قال مجيبا على سؤالها .... لن أفعل شيئا ..... أتعلمين لماذا لن أفعل ..... لأنني أحبك ....وعدتك أنني لن أفعل ما يغضبك صغيرتي ....و أنا أفي بوعدي لك .... توترت كاميلا من قربه و نظراته التي تعبر عن هيامه بها و صوته المثير  فأنزلت بصرها في الأرض و هي تفرك يديها ببعضهما .... أمسك ليو ذقنها بيده و رفع رأسها لتنظر له و قال بصوت يعذب قلبها ..... أنا هنا كاميلا ....أنا بجانبك ...... أريدك أن تلجئي لي بكل حالاتك ..... انا معك عندما تكوني حزينة ..... عندما تكوني غاضبة ..... عندما تكوني مدمرة .... في لحظات إنهيارك لا تترددي باللجوء لي ..... ثم ضمها بقوة لصدره و كأنه يحاول إدخالها لضلوعه فتأوهت دون وعي منها .... فزمجر ليو بلهفة و قال ...إياكي كاميلا ....إياكي و التأوه .....أنا أتحكم بنفسي بصعوبة محترما حزنك فساعديني على التحمل .....لا تزيدي من عذابي ..... شعرت بالإحراج فدفنت رأسها في حضنه أكثر و قالت ما كانت تريد قوله منذ برهة أريد الذهاب لعائلتي ....أرجوك إسمح لي بالذهاب بدلا منك .... سأتحدث إليهم أولا ....ربما أقنعهم .... أخرجها ليو من أحضانه كان ينظر لعيونها بسوداوية و هو يبتسم بخبث ثم قال تقنعينهم بماذا ؟ لم تنتبه كاميلا لتلك الإبتسامة و النظرات الخبيثة و قالت دون وعي منها ألست تريد موافقة والدي على زواجنا ..... دعني أتحدث معه ربما يوافق ..... إقترب منها ليو حتى أصبحت شفاهه أمام شفاهها وقال بمتعة إذا أنتي تريدينني ......تريدين الزواج بي .... شعرت كاميلا بالإحراج حتى أصبحت خدودها حمراء  ...... فضحك ليو على منظرها و قال يا إلهي صغيرتي الخجولة أصبحت تشبه الفراولة من شدة إحمرار خدودها ...... هل تعلمين أنك قابلة للأكل الأن و عض أحد خدودها برفق فغطت وجهها بيديها حتى تهرب من نظراته السوداء النارية .....  ثم قالت له دون أن تنزع يديها عن وجهها محاولة تغيير الموضوع .... هل ستسمح لي بالذهاب ؟...... فأنا سأحاول إقناعه بمسامحتي أيضا ...... تألم قلب ليو من أجلها فهو السبب في غضب عائلتها منها ......  هو المجرم الطاغي الذي لا يهتم لأحد ولا يرق قلبه...... يأخذ ما يريد وقتما يريد دون الشعور بذرة من الندم..... فلماذا بحق خالق الجحيم يتألم الأن .....لماذا يشعر أنه عاجز عن فعل شيء لأول مرة في حياته .....هذا ما كان يفكر به.....تنهد بحزن و أمسك يديها يزيحهم عن وجهها الجميل و قال حسنا ...... سآمر السائق بإيصالك ..... إذهبي و جهزي نفسك .....  ولا أريد أن تتأخري سنذهب لاحقا لحفل زفاف معا ...فرحت كاميلا فتعلقت بعنقه تحضنه وقبلت خده قائلة ....شكرا ليو ..... أغمض ليو عيونه ليحارب الرغبة الجامحة التي إجتاحته من فعلتها ..... لكنها لم تكن فكرة جيدة فحالما أغمض عيونه قفزت لمخيلته كل الذكريات التي جمعته بها في لحظات حميمية متتالية  وبكل التفاصيل المنحرفة .... رفع رأسه عاليا مطلقا تنهدا متعبا وهو مزال مغمض العينين ثم فتح عينيه و نظر لها ....أمسك معصميها بيديه و أبعدها عنه قائلا إذهبي كاميلا ..... إبتعدي ....إذا لم تكوني تريدين أن أرميك فوق السرير الان و أعتليك لأضاجعك و كأن حياتي تعتمد على ذلك فأهربي ....... شعرت بأنثوتها تنبض من كلماته مطالبة بتنفيذ تهديده .... لكنها كانت يجب أن تذهب لعائلتها لم يكن الوقت مناسبا لجولة في نعيم أحضانه لهذا هربت من أمامه بسرعة تاركة وراءها رجلا يتعذب للحصول عليها ........

guerrilla?حيث تعيش القصص. اكتشف الآن