كان يا مكان في قديم الزمان
كان هنالك شاب يُعاني مِن مَرض خطير أصاب عقله !
هذا المرض ليس له علاج ولا أحد يستطيع أن يُساعِدهُ في التخلص مِنه , فهذا الشابْ كان مُصاباً بالعِشق !
بعضُ الناس أو أكثرهم يظنونَ أن العِشقَ هو أقصى درجاتِ الحُب لكِنَ في الحقيقة هو خلل وله أعراضٌ مِنها أنك لا تستطيع التوقف عن التفكير في الشخص إن غاب , وإذا حَضَر تُركزُ عليه وحده , و التملكُ لهُ عَن الأخرينَ و كأنهُ يَنتمي لكَ فقطْ حتى إنك تغار إذا إبتعد عنك أو أعطى إهتماماً لغيرك !!
هذا العشق هو وليدُ التعلُق , و التعلُق هو خللٌ يُصيبُ العِلاقات البشرية مهما كانت , و القاعدةُ تقول أن كُل ما كانت العلاقة قويةً قَصُرَعُمرُها , والعِلاقة إذا زادت في شِدَتِها نَقَصَتْ في مُدَتِها , والعلاقة إذا تَحولتْ إلى تَعلُق إنتهت بِسُرعة !
فـ الحُبُ عَذبْ لَكِنَ العِشقَ عَذابْ , الحبُ حياة مُتجدِدَة لكِن العِشقَ مَوتاتٌ مُتعدِدة , العِشقُ مَرضْ , العشق خلل أصلاً في العلاقة , أنا أضحي لإني أحبك لا لإجل أن أجعلكَ تُحِبني , هذا الفرق بين العشق و الحُب ! , أيُ عِلاقةِ حُب فيها تعلُق ستتحول إلى عداوة في النهاية , لإن المُتعلق سيتأذا و يكره من يُحِب بشدة !بعد كُل ذَلِك الحُب ..
هذا الشابُ أحبَ فتاةً حُباً جماً و أعتبرها نِصفه بل كُله إن صح التعبير , لم يُحِبُ مِن قبلِها أحد بهذه الطريقة أبداً , تَعلقَ بِها بِشكلً جِنوني و بدأ يُخطط لحياتِه المُستقبلية معها دون أن يتخِذ إي خُطوةً رسمية ! ..
فـ شائَتْ الأقدارُ أن ينفصِلا عَن بعضِهِما بَعدَ سنواتٍ مِنَ الحُبِ و يَذهبُ كُلَ واحِدً مِنهُمْ في طريقه و لم يكُن الإنفصال يسيراً أبداً , حتى أن الشابَ سَببَ مُشكلة تِلو الأخرى ! و تَلفَضَ بِكلماتً صعبةً و لم يَستَسلِمْ حَتى جَعلَ الفتاةَ تكرههُ بِشدة مِن كُثر إلحاحِه و أذيتِه !
لكِن الشاب مع كُل هذا كان يَظنُ أنهُ مظلومٌ و ضحية , هو من تأذا إذاً هو المسكين و الطيب و الفتاة الشريرة التي طعنت قلبه بسكينْ مسموم و ذهبت ..
سنينٌ مرت بعد الإنفصال و مازال الشاب يُفكِر بالفتاة ولم ينساها لِلحظة , حتى إنه يُحاول مُتابعة أخبارِها عن طريق حسابها في الأنترنت , يُريدُ فقط رؤية وجهِها ولو لمحة و كأنه صائِم بحاجةٍ للماء ! كان يتمنى أن يراها بالحُلم ولو لثوان مَعدودة لكِن لا جدوة من الأمنيات التي لن تتحقق !
في يوم من الأيام , غفى الشاب بعد تعب نهاراً كامِل مِن الإرهاق في العَمَل و نام كالقتيل دون أن يُفكر بشيئ أو حتى يتقلب في مخدعِه ..
فرأى في تِلك الليلة حُلماً عجيباً يكاد يكون حقيقة من شِدة تفاصيلِه :
راى الشابُ نفسهُ وسَطَ سوقً و أمامهُ دُكانْ صغير , فـ دخل إليه وإذا بِرجلٌ كَبير في السِنْ جَالِسٌ على كُرسي يقرأُ في كِتابْ , فَسلَمَ الشاب على الشيخ و رد عليه الشيخ السلام ..
سال الشيخ : ماذا تفعلُ هنا يا بُني ؟ فاجابه الشاب : لا أعلم , فجاة رأيتُ نَفسي أمامَ دُكانِكْ فقلت لأدخل ربما أنتَفِعُ مِنكَ بِشيئ ..
قال الشيخ : و مالَ وجهِكَ شاحِبٌ و قَلبُكَ مَليءٌ بالقِيح؟! استغرب الشاب من كلام الشيخ وقال له: وكيف عرفت ما في قلبي ؟
رد عليه الشيخ وقال : إن العيونَ لفاضِحةً أصحابُها , تكلم فلرُبما أستطِيعُ مُساعَدتَكْ أو على الأقل أدُلُكَ على الطريق ..
فقال الشاب : حسناً , يا شيخ إني واللهِ لأحببتُ فتاةً مِن كُلِ قَلبي وعاملتُها بِشكلً حَتى أنا مُتفاجِئٌ مِنه , قدرتُها وأحببتُها وراعيتُها وأخلصتُ لها وأعطيتُ لها الوعود وأقسمتُ لها بِحُبي , لَكِنها تَركتني في النهايه و قَطعتْ قَلبيَ وأظلمت حياتي مِن بَعدِها , أنا ميتٌ أمشي على قدمين , روحي فارقت جَسدي مُنذُ تِلكَ الساعة , حاولتُ أن أنسى وأن أتقبلَ ولَكِنْ لَمْ أستطِع ذلك , مَرتْ سِنين وما زِلتُ أُحاوِلُ أن أنساها ولكِنَ قَلبي مُتَعلِقٌ بِها وكانها الوحيدةُ في هذا الكون الكبير , فهل لِمُشكِلتي حلاً عِندَكْ ؟؟
إبتسمَ الشيخُ وقال : يا بُنَيْ ما تقولهُ كَذِبٌ , إنما تَقولهُ لِتُرضِي نَفسكَ وغُرورَكَ وكِبريائَكَ ! تُحاولُ أن تَجعلَ نَفسكَ الضحية لِتُثيرَ شَفقة الناسِ عَليكْ ! تُحاوِلُ أن تجعلَ الناسَ يَشعرونَ بالأسى إتِجاهكَ لَكِنَ الحقيقةَ غيرُ ذلِك ! انتَ تتكلمُ عَنْ نَفسِكَ فقط , كُلما ذَكرتَه كانَ عنكْ وكأنكَ لا تابهُ لِلفتاة أبداً , تقولُ أنكَ أحبَبتْ وعَشِقتْ وتَعذبتْ وحياتُكَ قُلِبَتْ إلى الظَلام وقلبُكَ طُعِنْ , كُل هذا الكلامُ يَدُلُ على شيء واحِد و هو الكَذِب !
رد الشاب عليه و قال : لا! أنا لم أكذِب قَط , هذا حقاً ما حصل معي ..
وكيف تعلمُ أني أكذِبُ أساساً ؟ فأنتَ لا تعلم أي شيء عني وأنا الأن أُحدِثُكَ عَن ما حصل معي لإولِ مرة , فكيفَ حَكمتَ علي بالكذِبِ ؟ فانت لم تسمع مني الا القليل !
ضَحِكَ الشيخُ و رَد عليهِ : يا ولدي , أنا أستطيع أن أرى ما في داخِلِك بدون أن تتكلم , أنا أعرِفُكَ أكثرَ مِما تَعرِفُ نَفسكْ و لا تسألني كَيف ! هذه الفتاةُ التي تتحدثُ عنها , عانَت ما عَانتهُ مَعكْ وتحمَلتْ الكَثيرْ لَكِنَ كِبريائَكَ يَرفُضُ أن يَعتَرِفَ بِهذا , سَببتَ مَشاكِلَ كثيرةً و ألم و كَذبتَ عَليها أكثَرَ مِن مَرةً , كَانَتْ مَعكَ في أغلبِ تقلُبَاتِكَ و كانتْ تَنصَحُكَ ولَكِنَكْ لا تَستَمِعْ لإنَكَ تَظنُ بِإنكَ تَعلَمُ كُلَ شيء وأنتَ الصوابُ وغيرُكَ الخَطأُ , صَبَرَتْ عَليكَ كَثيراً ولَكِنْ ما الفَائِدةُ مِن الصَبرِ؟ فأنتَ لا تَستَجِيبُ ! حَاولَتْ أن تُفهِمَكَ أكثَرَ مِنْ مَرةً بِأنكَ سَتَخْسَرُها لَكِنَكْ لَمْ تَفهَمْ , كُنْتَ بِحاجَتِها , نَعَمْ أنتَ كُنتَ بِحاجَتِها وألِفتَ وجُودها وتَعلقتَ بِها لَكِن لإجلِ نَفسَكَ , لإجلِ راحَتِكَ ! يا بُنَيْ , مَنْ يألَفَ النِعمةَ تَذهبُ مِن بَينِ يَديهْ !
رد الشاب : لَكِني يا شيخُ أحببتها , لم أبَه لِشكلِها أو جَمَالِها أو مالِها , أحببتُها لِشَخصِها وأحببتُ وجودَها في حَياتي , كَانَتْ كالضَوءْ الذي يُنيرُعَتمَتي , فَكَيفَ بَعدَ كُلِ هَذا أكونُ أنا المُخطِئ ؟!!
رد الشيخ : إنَ العِلاقَاتَ الإنسانية تُبنَى على الحُبِ والمودةِ , عِندما يَدخُلُ التَعلُقْ تَقصُرُ العِلاقاتَ بَينَ البشرْ وتَتَحولُ إلى عِداءْ , أوليسَ هذا ما حَصَلَ مَعكْ ؟ ثم إنكَ تُحاوِلُ أنْ تُظهِرَ نَفسَكَ على أنكَ الملاكُ البريئ وأنا وأنتْ نَعلمُ الحقيقة , أنتَ لَستَ مَلاكاً , أنتَ شيطانٌ حاول أن يُصبِحَ إنساناً و فشل !
رد الشاب : شيطان ؟!! أنا شيطان ؟ كيف تقولُ هذا عَنيْ بعدَ كُلَ ما سَمِعتَهُ !!
رد الشيخ : نَعمْ ولا تُنكِر أو تُراوِغْ , أنتَ تُفكِرُ في نَفسِكَ و تَهُمُكَ راحَتُكَ فَقَطَ ! فَكِرّ قَليلاً بِراحةِ مَن هُمْ حَولكَ , أنُظُرّ لِنَفسِكَ , إختَرْ أي مِرآة وأنظُرّ بِتَمعُنْ في مَلامِحِكَ , تَذكَر مَاضِيكْ , تَذكَر أفعَالَكْ , تَذكَرْ كّذِبكْ !
رد الشاب : لا توقف هُنا ! كَذبتُ لإجلِها فَقَطَ , أردتُها أنْ تَراني بِشكلٍ جَيدْ و أن تَكونَ سَعيدَةً ! كَذِبَةً بِيضاءَ لَم أقصُدُ فِيها الأذى ! كَانَتْ هَذهِ الكَذباتْ تُساعِدني عَلى البقاءِ بِصورةٍ جَيدةٍ حَتى أستَطِيعَ أن أتغَيرَ فِيما بَعدْ !
رد الشيخ : كلا , أنتَ كَذَبتْ مِن أجلِكَ فَقَطَ ! كَذِبت لإنك تَعلمُ بإنها سَتنزَعِجُ مِنَ الحقيقةِ ! أُترُكْ هذا الكِبرياءْ وأنظُرْ بِعينٍ صادقةٍ , ألا تَعتَقِدُ أنَ اللهَ أنقذها مَنِكَ ؟, كَيفَ كانَتْ سَتعيشُ مَعَكَ وأنتَ بِهذا التَعَجْرُف ؟ أتًريدُ أن أُعَدِدَ لَكَ أخطائَكْ ؟ أتُريدُ أن أُذَكِرَكَ بِسيئَاتِكْ؟ أفَبَعَدَ كُلِ هذا , تُريدُ أن يُحِبَكَ أحدْ؟ أنتَ لَستَ الملاكَ البريئَ الذي يُصوِرُهُ لَكَ عَقلُكَ , الحياةُ دَينٌ و وفَاءْ , فَلا تَلومَنَ إلا نَفسَكَ يا وَلديْ , أنتَ المُذنِبُ الوحِيدْ , كَانتْ بَينَ يَديكَ جَوهَرةٌ و فَرَطتَ فيها .
نهض الشاب و بدأ يصرخ و يعاتبُ وصوتهُ يَرتَفِعْ و يقول : مَن أنتَ حتى تُكَلِمَني بِهَذِهِ الطَريقة وتَحكُمُ عَليّ بِهذِهِ الأحكَامَ وتَقولُ بإنني شَيطان و كاذِب و تُحاسِبُني على الأخطاء ؟! , أنا لا أعرِفُكَ وأنتَ لا تَعرِفُني وهذهِ المَرةُ الأولى التي نَتَقابلُ فيها !!!
فما كان من الشيخ إلا أن يَبتَسِمَ ويقول : بُنَيْ , أُنظُر حَولَكْ , أترىَ شيئ ؟
نظر الشاب حوله , فجأة كل شيء أظلم حوله , لا وجود للشارع ولا الدكان ولا الكراسي ولا الناس , فجأة كل شيء أصبح كسوادِ الليل ! إرتَعبَ الشابُ رَجعَ بنظرِهِ إلى الشيخ وسألهُ بصوتٌ مُرتَجِف : من أنت ؟ أين نحن ؟؟
رد عليه الشيخ وقال : أنا هو أنت , أنا الذي أستطيع إخبارك الحقيقه فقط , أنا الذي لجات إليه لتسمع الحقيقه بعيداً عَن قَلبِكَ وعَقلِكَ , قلبُكَ المسموم وعقلك الضائع , أنا ضميرك , أنا الوحيد الذي أعرِفُك أكثر مما تتخيل , و أنت تحلُمُ الأن , وستستيقظ بعد قليل ولن تنسى هذا الحلم أبداً , صحح حياتك قبل فوات الاوان ياولدي , وكفى ! كَفاكَ تاسفاً على ما فات , كَفَاكَ تمثيلاً لدور الضحية , كَفَاكَ تعجرفاً وأنانيه , مَن أنت ؟ إبنُ مَن ؟ مَا عِلمُكَ ؟ مَا أهمِيتُكْ ؟ لِماذا تَظنُ نَفسكَ أعلى مِنَ الناسْ ؟ لِماذا تظنُ نَفسكَ أفْهَمَ مِنهُمْ وعلى إي أساس ؟ , أنتَ إنسانْ أقلَ مِنَ البَسيطْ ! تُحاوِلُ أن تَصنَعَ لِنَفسِكَ هالةً وتَعيشَ داخِلها ! تواضع يا ولدي فـ مَهما إرتَفعت الشجرة مُستَحِيلٌ أن تخترِقَ السماء , و نَعَمْ أنتَ أحببتْ وتَعلَقتْ وعَشِقتْ وتألمتْ وهَلِكتْ فَسقَطتْ وأنكَسَرتْ وإحتَرقتْ , لَكِن كُلهُ مِن عَملِ يَديكْ و لَمْ يُجبِركَ أحد على شيئ قط , فلا تَلومَنَ أحداً على خطئاً أنتَ صاحِبُهُ ..
و أعلمُ أنَ كلامي قاسي , لَكِنَكَ أنت مَن أوجَدتَني لِتَسمعَ هذا الكلام لإنكَ بِحاجةٍ إليه , أنتَ ضَائِع , تَائِه , لا تَعلمُ ماذا تُريد وكان لابُد أن تَسمَعَ هذا الكلام مِني لإنكَ لن تَتَقَبَلهُ مِن شَخصٍ أخرْ ..
إذهب و صحح حياتك قبل أن تزادَ سوءً ..
مد الشيخ يده إلى كتف الشاب ثم صرخ في وجهه : و الأن .. إستيقظ !
استيقظ الشاب من حلمه وهو خائف ويرتجف كمن صُعِقَ بالكهرباء , هرعَ للحمامِ مُسرِعاً ووقفَ تَحتَ الماءِ الساخِنْ , بدأ يُفكِرُ في الحُلم وبِما قالهُ الشيخ , بدأ يَتذكرُ كُلَ ما حصل بالتفصيل !
لكن هذه المره سَمِعَ النَصيحة ونَظرَ بِعَين الحَقيقة بعيداً عَن عَقلِهِ وقَلبِهْ , راى نفسه كيف كان يتعامل مع الفتاة , كَمْ كِذبةً كَذبَ عليها , كَيف أجبرها على تَركِهِ في النهاية , تَذكرَ كُلَ مرة حَارَبتْ مِن أجلِهِ وكان يَخذُلها , تَذكرَ كَم مِن مَرة نَصحَتهُ ولَم يَستَمِعْ , تَذكرَ كمية تَعلُقِهِ بِها , تَذكرَ كَيفَ كانتْ حياتُه بِوجودِها , تَذكرَ كيف كان يُخادِع نفسهُ , راى نَفسهْ كَم هو قَذِر , راى الحقيقةْ المَخفيةَ عَنهُ لإولِ مرةٍ بِوضوحْ !
أصابتهُ الدهشة وأمتلاتْ عيناهُ بالدموع ثُم تَعصَبَ وبدأ يَضرِبُ نَفسهْ , تارةً وجهه وتارةً أخرى قَلبَه , بَدأ بِمُحاسبةِ نَفسِهِ , بدأ يستَذكِرُ كُل أمرٍ حصل لكن هذه المره أستذكرهُ كما حَصلَ لا كما يريدهُ أن يحصل , إستمرَت جَلسةُ العِلاجِ هذهِ لِساعة , أخرَجَ فيها كُلَ ما في عقله وقلبه وحاسب نفسه حساباً عسيرا , لَكِنْ في النهاية تَذَكرَ كلامَ الشيخ حينما قال : صَحِحِ حياتك قَبلَ فواتِ الأوان , فبدأ يَقولُ لِنَفسِه : كيف ساصحح ؟ فخطرت له فكرة , التصحيح يجبُ أن يبدأ مِن نَفسِهِ , فخرج من الحمام مسرعاً وبدأ بتصحيح أخطائهُ واحدةً تلو الأخرى ولا حاجه لذكرها , حتى بقي في الأخير , الفتاة ! فجلسَ يُفكِرُ كَيفَ مُمكِنُ أن يُصَحِحَ عِلاقَتَهُ بِها ؟ وهل مِنَ المُمكِنِ أصلاً تَصحِيحُها ؟ هي تكرههُ ولا لوم عليها , فهو يكرهُ نفسهُ أيضاً الان !!
فرفع يديه الى السماء محدثا رب العباد و قال : اللهم أني أنا عَبدُكَ الحقير الذليل , إغفِر لي و وأرحمني , أخطاتُ وظلمتُ نفسي وظلمتُها معي , اللهُم إغفرلي و ساعدني فـ أنا بِحاجتكَ الأن !
أصبحت أمنية هذا الشاب الوحيدة الأن أن تُسامِحهُ الفتاةْ على ما سَبَبَهُ مِن أذى لها , و لا يعلم إن كانت هذه الأُمنية ستتحقق في يوم من الايام أم لا ..
يا لها من مفارقه عجيبة ! , قبل سنوات قليلة فقط كان أسعدَ الناسِ معها وكان يتمنى اليوم الذي سيتزوجها فيه , أما الأن فيطلبُ مِن اللهِ فقط أن تُسامِحَهُ حتى وإن لم يَستَطِيعْ أن يَقضِي حياتَهُ الباقيةَ معها !
كُلُ شيئاً في هذهِ الحياة لهُ ميزان , فمن يتلاعب بميزان الحياةِ سيُصابُ بِلعنةً وسيتحول الأمر من جَيد إلى سيئ و من إيجابي إلى سَلبي ! , العِشقُ والتعلقُ أمراضٌ تُصيبُ الناسْ , يَظنون أنهم يُحسنِونَ صُنعاً ولكنَ العكسَ صحيح , عسى أن يُدرِكَ الناسُ هذا قبل فواتِ الأوان .