..ظلت ليلى تحدق بإيمان تحاول ان تستعب طريقتها في الحديث وكذلك طلبها الغريب في استدعاء رجل الامن..
..لوحت ايمان بيدها امام وجه ليلى وهي تهتف بها..
.."..إيييه ياابلة ..مالك مابتتحركيش ليه..بقولك بسرعة.."..
..رمشت ليلى عدة مرات وهزت رأسها وهي تتلفت حول نفسها وقالت ..
.."..امرك ياافندم ..بعد اذنك.."..
..اغلقت ايمان باب مكتبها وهي تردد بأريحية ..
.."..اذنك معاكي .."..
..اتجهت ايمان لتجلس امام مكتبها ثم مدت يدها داخل حقيبتها الصغيرة لتمسك بهاتفها ..ضغطت فوق شاشته عدة مرات ثم وضعته على اذنها لتقول بعد مرور عدة ثواني..
.."..الوو..ايوة يابت يالوزة..بقولك.. البسي انتي والواد بلاطة...هبعتلك السواق عند اول الشارع تركبوا معاه وهو هايجبكوا لغاية عندي هنا في الشركة..سلمي على خالتي تهاني وقوليلها...يالا سلام مستنياكوا..."..
..عاودت الضغط على شاشة الهاتف لترفعه على اذنها مرة اخرى وتقول ..
.."..ايوة يااسطى اؤمؤم ..ركز معايا ..هقولك على عنوان تروحه ..هتلاقي هناك انسة ومعاها اخوها الصغير حلو كدة ..مستنينك عند اول الشارع...تركبهم معاك وتجيبهم على هنا..خد رقم تليفونها اهو عشان اول ما توصل المكان .........واكتب عندك العنوان ..........."..
..اغلقت ايمان هاتفها ووضعته على سطح مكتبها ..ثم مسدت فوق بطنها وهي تقول لنفسها..
.."..ياريتني كنت قلت للبت لوزة تجيب معاها علبتين كشري ..بس يالا مش مشكلة ..دلوقتي نضرب الشندويتشات التمام ..والكشري نجيبه على الغدا ان شاء الله.."..
..واثناء ذلك اسرعت ليلى السكرتيرة بخطواتها نحو مكتبها وامسكت بالهاتف الارضي وبدلا من ان تهاتف حجرة الامن ..هاتفت مكتب ابراهيم بيه عبر الهاتف الارضي للشركة...وقالت ما ان أجابها..
.."..ايمان هانم طلبت مني استدعي واحد من السيكيورتي من اللي واقفين قدام الشركة.."..
..وقف ابراهيم وتعجب فور سماعه لذلك وقال ..
.."..طلبت الامن.. ليه ..حصل حاجة.."..
..اسرعت ليلى بجوابها ..
.."..لا ياافندم محصلش حاجة ..هي طلبته بعد ما حضرتك خرجت من عندها.."..
..اغلق ابراهيم الهاتف وقال لنفسه وهو يتجه ناحية باب مكتبه..
.."..انا عارف ان الايام الجاية دي مش هتعدي على خير .."..
..انفرجت اسارير ايمان وهي ترى الباب يفتح ظنا منها ان غايتها قاربت على التحقيق ..وبنفس اللحظة تجهمت ملامحها وهي ترى ابراهيم بوجهه الجامد يتقدم ناحيتها ويشير بيده ويقول متسائلا بصوت عال..
.."..طلبتي السيكيورتي ليه .."..
..ضاق مابين حاجبي ايمان وهمست لنفسها تسب السكرتيرة..
.."..اه يابنت اللذينا يافتانة.."..
..هبت واقفة وضربت سطح المكتب بقبضتها وهي تقول غاضبة ..
.."..هي الحلوة اللي برة دي.. انت مشغلها مخبر لحسابك ولا حاجة.."..
..استدار ابراهيم حول المكتب ووقف بقبالتها وهو يقول من بين اسنانه بغيظ ..
.."..طالبة السيكيورتي ليييه ياايمان .."..
وقبل ان تجب سمعا الاثنان طرقا خفيفا فوق سطح الباب ..فنظر الاثنان ناحية الباب ونطقا معا..
.."..خش..".. "..ادخل.."..
..لينظر الاثنان لبعضهما ويتبادلا بينهما نظرات غضب قاتلة ..
..دلف للمكتب عامل الكافتيريا الخاصة بالشركة حاملا بين يديه صينية مملوءة ببعض الشطائر وكوب من الشاي..
..وقف العامل يتأملهما هما الاثنان فأشار له ابراهيم بأن يضع مايحمله فوق المنضدة الصغيرة التي تقع أمام الاريكة..انصاع العامل لإشارة صاحب العمل واسرع بخروجه ..ليلتفت ابراهيم برأسه نحو ايمان التي اسرعت بقولها وهي تنظر للشطائر ..
.."..ايه دا .."..
..اجابها ابراهيم ..
.."..مش قلتي جعانة وعايزة تفطري .."..
..حاولت ايمان ان تتخطاه وهي تقول..
.."..طب وسع كدة قبل الشاي مايبرد .."..
..امسك بمرفقها يمنعها من المرور وهو يردد بإصرار..
.."..طلبتي السيكيورتي ليه ياايمان.."..
..نفضت ذراعها عن يده وهي تنظر له بتحدي وتقول ..
.."..طلبته عشان يجيبلي سندويتشات فول وطعمية زي اللي شوفتها معاهم ..ارتحت حضرتك دلوقتي .."..
..رفع ابراهيم رأسه لأعلى ينظر للفراغ أمامه ليستعب ماقالته ..فأستغلت ايمان تلك الفرصة وتخطته مسرعة نحو الاريكة لتجلس فوقها وتمد يدها نحو الشطائر تتفحص عما بداخلها ..التوت جانبي شفتيها وقالت بنزق ..
.."..ماشي الحال ..كل نعمة ربنا حلوة .."..
..اعتدلت بجلستها فوق الاريكة وقالت بحسرة وهي تصدر صوتا بشفتيها...
.."..كان زماني دلوقتي قاعدين انا والواد بلاطة قدام الورشة بنضرب اجدعها سندويتشات فول وطعمية وكوبيتين شاي سخنين..يااااه كانت ايام .."..
..التفت ابراهيم ناحيتها ممتعض الوجه وأخذ يلوح بيده ويقول بصوت حاد ..
.."..انتي مش عاجبك هنا ..ووحشتك القعدة هناك في الحارة.."..
..كانت تأكل غير ابهة بحديثه ثم ترتشف الشاي بأريحية وتقول ..
.."..والله كل واحد وكيفه..انا القعدة وسط ورشتي في الحارة بالدنيا كلها.."..
..تنهد بإستسلام وهز رأسه يمينا وشمالا ثم اتجه اليها ليجلس بجانبها وهو يقول ..
.."..ما علينا ..المهم دلوقتي إن مستر نبيل استاذ اللغة العربية هيوصل بعد شوية ...واتمنى تكوني أد المسئولية ياأيمان هانم.."..
..التهمت الشطيرة الاخيرة بكاملها ثم قالت بنزق وبملامح وجه متجهم..
.."..والله انا ما عارفة ايه لازمة عم المستر اللي جاي دا ..مانا بتكلم عربي زي الفل اهو ..ولا اكونش بتكلم هندي وأنا مش واخدة بالي.."..
..منع ابراهيم نفسه بشق الانفس من أن يخنقها فضرب فخذيه بكلتا كفيه وهب واقفا يقول بصوت حاد وهو يلتفت اليها واضعا كفيه بجيبي بنطاله..
.."..أظن انك فعلا مش واخدة بالك ..بس من حجم المشكلة اللي بتواجهنا يا بنت عمي..لكن اللي متاكد منه انك عند كلمتك ..صح ولا انا غلطان.."..
..رفعت عينيها لأعلى كي تقابل عينيه وتقول ..
.."..ها....لا ..لا طبعا مش غلطان ..وان شاء الله نخلص من المشكلة دي على خير..."..
..سمعا الاثنان طرقا على الباب لتدخل السكرتيرة بعدها موجهة حديثها لابراهيم قائلة..
.."..مستر نبيل برة وطالب مقابلة حضرتك حسب المعاد ياابراهيم بيه.."..
..وقبل ان يجيبها ابراهيم ..صاحت ايمان بصوت قوي وهي تنظر شزرا للسكرتيرة ..
.."..إلا قوليلي ياابلة ..وانتي في المدرسة مخدتيش في حصة الدين ..إن الفتان بيروح النار..."..
..هزت السكرتيرة رأسها بعدم فهم وهي تنتقل بعينيها بين ايمان وابراهيم الذي أسرع بقوله ..
.."..اتفضلي انتي يا ليلى وخلي مستر نبيل يتفضل.."..
..خرجت ليلى مسرعة ..فأمسك ابراهيم بمرفق ايمان لتقف بقبالته وهو يقول بحزم..
.."..ليلى بتكون سكرتيرتك ..يعني هي هنا لمساعدتك وتنفيذ طلباتك وفي نفس الوقت لو شافت ان الامر يحتاج اني اتدخل بتتصل بيا..فهمتي.."..
..اجابته وهي تنفض مرفقها ...
.."..فهمت .."..
..دلف رجل يبلغ من العمر حوالي خمسون عاما داخل المكتب ..ليتجه ابراهيم اليه ماددا له يده لمصافحته وهو يقول..
.."..اهلا مستر نبيل .."..
..ليجيبه الرجل بحماس ..
.."..اهلا بحضرتك ابراهيم بيه..انا جيت حسب الموعد .."..
..اشار ابراهيم لايمان لتتقدم ناحيتهما وقال..
.."..اعرفك بتلميذتك النجيبة ..ايمان ..مراتي .."..
..استطرد ابراهيم قوله وهو ينظر لايمان..
.."..اعرفك..مستر نبيل ياايمان ..استاذ اللغة العربية.."..
..انتقل نبيل بعينيه لإيمان ومد يده بالمصافحة وهو يقول ..
.."..اهلا ايمان هانم..اتشرفت بحضرتك.."..
..صافحته ايمان بقوة وقالت وهي تهز يده بحماس..
.."..يا الف اهلا وسهلا بأستاذ الأساتيذ كلهم..نورتنا ياحج والله.."..
..اختفت الابتسامة من وجه نبيل وتم استبدالها بعلامات التعجب الشديد..ولم يجبها الا بهز رأسه ببلاهة كبيرة..
..تنحنح ابراهيم بصوت عال بعد أن شعر ببعض الحرج وقال وهو يتجه للمنضدة دعوة منه للجلوس حولها..
.."..اتفضلوا هنا .."..
..جلس كل منهما بقبالة بعضهما ..واستأذنهما ابراهيم وخرج من الغرفة داعيا الله في سره ان يتم الامر على خير دون مصائب ..
..رسم الرجل ابتسامة باهتة فوق شفتيه ثم قال ..
.."..قوليلي يابنتي..انتي معاك شهادة ايه.."..
..ابتسمت ايمان وهزت راسها ورفعت يدها لأعلى لتفتخر بما ستقوله ..
.."..دبلوم صنايع قسم كهربا أد الدنيا .."..
..اقتربت منه بعد التفتت براسها يمينا وشمالا بترقب وتوجس..وهمست قائلة بصوت خافت..
.."..الا قولي ياأستاذ مستر نبيل ..هو الواحد امتى يعرف انه بقى بريمو في العربي وعشرة على عشرة ومحدش أده .."..
..امسك بنظارته لتعتدل فوق عينيه وقال بصوت هادئ قوي وبنبرة صوت يملؤها الثقة..
.."..شوفي يابنتي هتعرفي انك كويسة في اللغة العربية اول ما تلاقي نفسك بتعرفي تقري وتفهمي كلمات القصيدة الجاهلية للشاعر ..الليث بن فاز الغضنفري.."..
..كانت تنظر له بأعين متسعة وفاه مفتوح ..تهز رأسها من اعلى الى اسفل ببلاهة وهي تقول..
.."..يا صلاة النبي ..والحج ابن فايزة الغفير.. كان بيقول ايه لموأخذة.."..
..ابتسم وقال وهو يمط شفتيه..
.."..يالسخرية القدر ..بقى الليث بن فاز الغضنفري ..في الزمن دا بقى اسمه الحج ابن فايزة الغفير ....ما علينا يابنتي .. اسمعي وركزي معايا اول بيت بالقصيدة بيقول ايه ..
.."..-- ومدركل بالشنصلين تجوقلت --
..-- عفص له بالفيلطوز العقصل --.."..
..رمشت بعينيها عدة مرات وقالت..
.."..يادين النبي ..تصدق بالله يا استاذ مستر نبيل انا اول مرة اعرف ان الشعرا ايام الفراعنة كانوا بيقولوا كلام كبير كدة عن البرباطوز ..."..
..اقترب منها هو هذه المرة وهو يقول بصوت جاد ..
.."..تصدقي انتي بالله اني ماشوفتش ولا هشوف واحدة عبقرية في اللغة زيك يابنتي .."..
..رجعت بظهرها للوراء وهي تربت فوق صدرها والابتسامة تفترش وجهها ..فقالت بإمتنان..
.."..توشكر يا ذوق ياستاذ الاساتيذ ..والنبي إبقى بلغ الباشا لحسن دا فاقد الامل فيا خالص.."..
..اجابها المدرس وهو يقول بجدية..
.."..لا ازاي ..مالوش حق.."..
..استندت بذراعيها فوق سطح المنضدة الكبيرة ومالت برأسها للأمام وهي تقول متسائلة..
.."..الا قولي يا عم الحج..قصدي يااستاذ مستر نبيل ..هي عربية حضرتك ماركتها ايه.."..
..رمش الرجل بعينيه عدة مرات وقال مستغربا ..
.."..عربيتي انا .."..
..ضحكت ايمان ضحكة خافتة وقالت وهي تلتفت برايها يمينا وشمالا وقالت..
.."..هو في حد تاني هنا غيرك لموأخذة..ايوة ياحج عربيتك انت.."..
..مط الرجل شفتيه للامام وقال وهو يهرب بعينيه بعيدا عن نظراتها اليه..
.."..عربية صغيرة كدة على اد الحال ..128.."..
..رفعت ايمان حاجبها وقالت ..
.."..هي صغيرة اه ..بس جامدة وبتستحمل ..انت بس تغيرلها كل فترة زيت ..بس يكون زيت من النوع النضيف وهي هتعيش معاك من غير ما تشتكي كتير ...وع العموم لو اشتكت .."..
..اشارت لنفسها بيدها وقالت بصوت قوي..
.."..محسوبتك موجودة في اي وقت ترجعهالك وأكنك مستلمها جديدة نوڤي.."..
..ازدادت علامات التعجب بملامح الرجل وقال ..
.."..أفندم.."..
..قطع الحديث بينهما هاتف الرجل الذي صدح رنينه عاليا ..لتقف ايمان وتقول ..
.."..على ما ترد حضرتك اكون وصيتلك على كوباية شاي .."..
..فغر الرجل فاهه وهو يتبعها بنظراته وهي تتجه ناحية الباب..ليعود لوعيه بمعاودة صياح رنين الهاتف..
..فتحت ايمان الباب وقالت وهي تشير للسكرتيرة بيدها ..
.."..ليلى.."..
..هبت ليلى لتقف ثم اسرعت بخطواتها نحو ايمان التي قالت..
.."..مش اسمك ليلى بردو .."..
..هزت ليلى رأسها وقالت ..
.."..ايوة ياايمان هانم ..اؤمري حضرتك..".
..ردت ايمان ..
.."..ياختي الامر لله..هو انا كنت زعلانة منك عشان فتنتي عليا ..بس خلاص المسامح كريم ..اوعي تعمليها مرة تانية ..المهم..ابعتي هاتيلنا كوبايتين شاي .."..
..كادت ايمان ان تلتفت ولكنها اسرعت لتنظر لليلى التي تحدق بها ..وقالت..
.."..بعد شوية في انسة هتيجي ومعاها ولد صغير..هي اسمها عزة ..اول ماتيجي تدخليها على طول ..بلغيهم تحت عشان يدخلوهم..اوعي تنسي ..واوعي تفتني تاني ..انا بقولك اهو.."..
..استدارت ايمان واغلقت الباب بوجه تلك التي تقف واجمة..رفعت ليلى رأسها لأعلى وكانها تستنجد قائلة..
.."..أعمل ايه بس يا ربي.."..
..جلست بمكتبها وعملت بما يلزم ولكن هذه المرة دون ابلاغ ابراهيم بشيء ..
..اتجهت ايمان ناحية المنضدة فسمعت الرجل يقول عبر هاتفه...
.."..معلش ياحبيبتي استحملي شوية..اهم حاجة أخدتي العلاج في معاده.....هانت اهو..انا غصبن عني اني مش معاكي ..بس اهو بحاول اجمع الفلوس اللازمة ..ادعيلي ياأم العيال ..ادعيلي.."..
..نظر أمامه ليجد ايمان تجلس بقبالته بتوجس..فأستطرد قوله بصوت خافت..
.."..طب سلام دلوقتي .....لا ..لا..مش هتاخر عليكي ..في رعاية الله.."..
..ابتسمت ايمان وهي تقول ..
.."..الف سلامة على المدام ..معلش انا سمعت حضرتك بتقول انها اخدت العلاج..مالها الف سلامة عليها.."..
..وضع الرجل الهاتف بجيب سترته وقال بنبرة صوت حزينة..
.."..اصلها حامل...وحملها المرادي صعب اوي..مكانش في الحسبان خالص موضوع الحمل دا..احنا عندنا تلات اولاد في مدارس وجامعات..بس أمر الله نفذ ..هي المفروض تكون بالمستشفى اللي بتاابع فيها دلوقتي مع الدكتورة بتاعتها ..لكن الظروف يعني صعبة شوية ..الاولاد ودروسهم ..والله المستعان.."..
..توقف الرجل عن حديثه وحاول ان يكون ثابتا وهو يقول ..
.."..انا اسف يابنتي شيلتك همي ..يالا نبتدي الدرس.."..
..هبت واقفة واتجهت لمكتبها لتمسك بحقيبتها ..اخرجت منها مبلغا من المال ..واقتربت من الرجل الذي كان ينظر لها بتعجب ..
..امسكت ايمان بكف الرجل ووضعت به بضعة ورقات مطوية من المال وقالت بتصميم ونبرة صوت قوية..
.."..وعزة جلال الله..لتاخد الفلوس دي وتروح تاخد المدام على المستشفى على طول متستناش.."..
..نظر الرجل لكف يده التي اطبقت عليه يد ايمان ..ثم رفع نظره اليها ليجدها امسكت بالقلم واعطته اياه وهي تقول..
.."..اكتب هنا حضرتك ..اسم المستشفى ..واسم المدام ..وان شاء الله هتقوم بالسلامة هي واللي في بطنها....اكتب يااستاذ .."..
..ظل الرجل محدقا بها الى ان رفع يده اليها وقال..
.."..انا مستحيل يابنتي اقبل بحاجة زي دي ..اتفضلي فلوسك.."..
..اقتربت منه ايمان وقالت بعد أن انزلت بيد الرجل جانبه ..
.."..يااستاذ لو حضرتك معتبرتنيش زي بنتك ..فانا اعتبرتك زي ابويا ..الناس لبعضها يااستاذ ..واوعي تفتكر ان الفلوس دي صدقة ولا حاجة ..لا يا عم الحج ..دا عربون للدروس الجاية ان شاء الله..ومش دروس ليا بس ..لا ..دا حضرتك هتدرسلي انا والبت لوزة والواد بلاطة...وخصوصا الواد بلاطة دا ..عشان حمار في العربي ..يعني هتتعب معاه اوي ..وهتستحق اكتر من الفلوس دي عشر مرات .."..
..ابتسم الرجل بإمتنان لها وقال وهو يهز رأسه ..
.."..انا ...انا ..مش عارف......"..
..اسرعت ايمان بقولها ..
.."..يالا يااستاذ اكتب اسم المدام والمستشفى.."..
..اجابها الرجل بعد ان كتب بالورقة ماطلبته منه..
.."..ربنا يبارك فيكي يا بنتي.."..