الهاوية

14 2 0
                                    

    توجه الاربعة داخل الضباب وهم لا يعلمون ما ينتظرهم من مخاطر، بدأ الضباب يزداد كثافة حتى لم يستطع احدهم رؤية ما امامه فاقتربوا من بعضهم كي لا يختفون واحدا بعد الآخر وتابعوا التقدم وراء بارين وهم لا يرون شيء حتى وصلوا لمنطة فيها الضباب من اسفلهم بدأ يضيء...

    اثناء سيرهم وراء بارين سمعوا صوت صراخ من امامهم فاسرعوا قليلا نحو الصوت كي يتفقدون امره.
بعد بضع دقائق وصلوا الى مكان مهيب هاوية غريبة وكأنها نهاية العالم لا شيء بعدها كانت حوافها مظلمة و قاعها مضيء بضوء اخضر يحفه الضباب فلما وصلوا لحافة الهاوية والتي كانت مليئة بجذور عملاقة على جوانبها الا برجل يتمسك بالحافة يكاد يسقط فيها فلما رآهم نادى عليهم يطلب النجدة.
قالت سجى: هل نساعده؟
قال صخر: طبعا لمَ نتركه ليموت انقاذه ليس بالشيء الصعب.
نزل صخر وهو متمسك بالجذور حتى وصل عند الرجل وامسك بالجذور الملتفة حول ساقه وكسر الجذور وقال: هل تستطيع التسلق وحدك؟
قال وهو في توتر وحذر: نعم شكرا لك.
وبدأ يتسلق للأعلى متمسكاً بالجذور و الصخور محاولا عدم النظر الى الأسفل قدر استطاعته لكن لم يستطع تمالك نفسه فخطف بنظرة نحو الهاوية و بدأت يداه ترتجفان ووجهه يتعرق و انفاسه تتقطع ثم عاد بنظره وهو يفكر لو ان يده اخطأت الموضع فلا مصير له غير الهلاك واثناء تسلقه حصل ما كان يخشاه زلت قدمه وهو يتسلق على الجذر وارتخت يده عن موضعها فبدأ يسقط وهو ماد يده نحو الأعلى ينظر الى اليها تبتعد عن حافة الهاوية نزولا وشعر كأن بطنه يصعد حتى يصل الى حلقه لم يستطع حتى اخراج صوت من فمه ناهيك عن الصراخ لكن استطاع صخر بن عمرو الامساك بيده باللحظة الاخيرة قبل فوات الأوان ورفعه حتى صعد به الى الاعلى.

    فلما وصلا شكر الرجل صخراً على إنقاذه اياه فقال له صخر: لا عليك لا تأبه بالامر، بالمناسبة اذكر اني رأيتك في مزن قبلاً ما اسمك؟
وقف الرجل على قدميه وقال: انا حسام بن حارثة المزني.
قالت سجى: اكان علينا انقاذه حقا؟ كاد يقتل نفسه تواً.
قال حسام في نفسه: انا..مالذي حصل لي؟ لم يكن من المفترض حصول هذا كان من المفترض ان يحصل قتال وان اقاتل فيه واحسن القتال فاقتل او اقتل..كان من المفترض ان اكون بطلا..لكن كدت اموت مرتين بسبب ضعفي و غبائي حتى ان امرأة قالت اني بلا فائدة.

    قال صخر: كان علينا انقاذه زيادة العدد افضل لنا في هذا الموقف ، اذاً باين اين وجهتنا الآن؟
كان بارين يقف عند حافة الهاوية وينظر نحو الاسفل وسمع سؤال صخر فأشار باصبعه نحو الاسفل و قال: هناك.
حصل ما كان يخافه صخر فعبس صخر من كلام بارين وغضب  و صرخ عليه قائلا: اتريد هلاكنا؟!
التفت بارين نحو صخر و ذهب اليه واقترب منه ببطئ حتى وصل اليه ثم قال: اسمتع الي يا رأس الصخرة انا من جئت بكم الى هنا و انا اعرف كيف اتجنب اخطار هذا المكان ان اردت ان تبقى حياً فاتبعني بهدوء.
التفت صخر للآخرين و قال لهم: أحقاً ستعملون بما يقول؟
قالت سجى: انا معه.
قال عتيق: لماذا انت خائف يا صاح؟ انت وهو اقوى رجلين في كلا الجيشين ما اسوء ما قد يحصل؟
وضع صخر يده على وجهه وهو يتنهد ثم قال: حسنا ليس وكأن عندي حلاً آخر.

    بعد ان نظر بارين نحو الهاوية ذهب وأخذ صخرتين بنفس الحجم ثم وقف عند حافة الهواية و رمى بواحدة منهما اسفل الهاوية ثم رمى الاخرى بعدها ببضع ثواني ثم استلقى على الارض ووضع اذنه عليها و بدأ يعد.

    ثم بعد عدة ثواني قام على قدميه و نفظ ملابسه وقال: المسافة للاسفل مئة متر ليست بالشيء الكثير يمكننا التسلق نزولا.
قال حسام بنبرة منكرة: وكيف نفعل ذلك؟ الن نسقط؟
قال بارين: سنصنع من الجذور حبالاً ثم نربط بعضنا ببعض ونربط بداية الحبل في مكان ثابت في الاعلى.
قال حسام: وهل تنفع هذه الجذور لنصنع منها حبالا؟
قال: نعم هذه الجذور مطاطية نوعا ما لهذا كدت تموت قبل قليل يمكننا ان نصنع منها حبالا تتحنل وزننا.

    بعد ان اقتنع صخر و عتيق و حسام و سجى بكلام بارين و توجيهه او يمكنك القول انهم لم يملكوا خياراً غيره شرع صخر بقطع الجذور و جلبها لبارين و بارين يقطعها لخيوط رفيعة كثيرة و يعطيها لسجى و حسام و عتيق لكي يغزلوا الخيوط مع بعضها ليصنعوا حبلا طويلا يكفي ليوصلهم الى قاع الهاوية.

    بعد عدة ساعات اكمل الخمسة صنع الحبل الذي سيتيح لهم النزول الى قاع الهاوية المجهول ثم ربطوا هذا الحبل على صخرة ضخمة بعد ان بحثوا عنها لمدة.
قال حسام وهو منهك: انا متعب..الا يمكننا ان نأخذ قسطا من الراحة؟
رد عليه بارين قائلاً: لا، كلما بقينا اكثر كلما زاد الوضع سوء علينا المضي قدماً...

مُبْهَمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن