Part 1 : بداية النفق المظلم

44 4 0
                                    

(شاطئ مدينة سيجوه ، الساعه 6:04 Pm)
الم يفكر احد يوما كيف كان سيعيش حياة جديده لم يعتد عليها من قبل ؟
سؤال غريب اليس كذالك ؟
فهناك من يعيش حياة لم يخترها لنفسه و الاخر يترك نفسه ليتهاوى مع تقلبات الحياة و اخر يفضل اختيار مصيره بنفسه حتى وان كان اختياره خاطئًا واخرون تم التلاعب بحياتهم لدرجه فقدان الاحساس بذاتهم
كان يمشي بينما يتفلسف بتفكيره بافكار عميقه كهذه ، تداعب الرياح خصلات شعره البنيه ويتطاير ردائه الطويل ورائه بينما يراقب موجات البحر المالحه المائلة بلونها للبرتقالي بسبب الغروب وهي تتصادم على الرمال الذهبيه
كيف يتواجد احد في فصل الشتاء القارس في مكان بارد كهذا ؟
ربما لانه يبعث بنفسه الراحه و يفكر على راحته دون مقاطعه احد له ، استكمل مشيه قليلا قبل ان يتجه لسيارته ويعود من حيث اتى
___________________________________
(مصنع كانوي للادويه ، تحت الارض ، الساعه 2:36 Am)
كانت تنظر نحو شاشة الكمبيوتر بينما ينعكس ضوء التحميل الازرق على عينيها ، تحرك مقلتيها تاره تنظر لتلك الفتاه الصغيرة اللتي تتوجع داخل انبوب السائل الحمضي وتارة الي الطبيب الجالس امامها يراقب حالتها عبر الاجهزة التي امامه ، مرت عدة دقائق كانت كالساعات بالنسبه لتلك الفتاه المسكينه اللتي تتمنى الموت على خوض هذا الالم كل مره ، لم يلبثوا حتى سمعوا صوت الجهاز يشير حالة الطوارئ فأردف احد الاطباء قائلا : دكتور سوف نفقد الفتاه اذا تابعنا
ردت عليه بدون الالتفات نحوه تركز ناظريها على الجهاز اللذي امامها فقط : لننتظر قليلا يمكن للفأرة الصغيرة الاحتمال قليلا
عم الصمت ولم يسمع في المكان سوى صوت صرخات مكتومة من الطفله ولم يمضي كثيرا حتى توقفت كل الأجهزة فجأه ليتحدث الطبيب مجددا : دكتور لقد ماتت الفتاة
اطلقت تنهيدة خفيفه واردفت : لماذا يموتون هؤلاء الاطفال بتلك السرعه ، على اي حال اكيرا خذي الطفلة وارميها في اي مكان في طريق عودتك لبيتك ( اكيرا : حاضر سيدتي )
نظر طبيب اخر الى لائحة الارقام بيده وقام بشطب رقم الفتاه بخط احمر و جلس يتابع عمله مردفا : مات فأر اخر .. لم يتبقى عندنا الكثير فلقد مات اغلبهم ( الطبيب الاول : اظن علينا اخبارها ) ستأمر اكيرا باخذ العصابه و الذهاب لاحضار بعض الاطفال مجددا كالمعتاد ( امرأة عديمة الرحمة حقا ) اتقصد انك الرحيم ؟ تذكر اننا نساعدها يا رجل ( انها تدفع الكثير لنا كما اننا لو رفضنا ستجد اطباء غيرنا و سنضيع الفرصه ) معك حق يارجل .. مهما يكن لنكمل قبل ان نجد رصاصتين تخترقان جبيننا ( اردف مقهقها : حسنا لا اريد الموت بتلك الطريقه ايضا كالسابقين )
____________________________________________
(مدينة سيجوه ، شارع رينتا ، الساعه 2:40 Am )
وصل بُني الشعر الى وجهته .. وقف امام باب قديم صدئ عند زقاق مظلم ، لا احد يتجرأ ويقترب من مكان مخيف كهذا
طرق الباب ليظهر مكان المفتاح جهاز لكشف البصمات ، وضع سبابته ينتظر التحميل و بعد انتهاء التحميل ظهر جهاز اخر عند ثقب العين اطلق شعاع ازرق نحو عينيه ثم اظهر رمز التأكيد و فتح الباب ، دخل ليغلق الباب خلفه وتفتح الانوار ليتبين انه مصعد و بدأ يتحرك نحو الاسفل .. لم يلبث حتى توقف المصعد و فتح الباب ليترائى ورائه منشأه متطوره باحدث اجهزة الحواسيب و الاستخبارات .. انتبه لوجود رئيسه في العمل و فريقه كاملا وحتى كارمن الطبيبة و فيرونيكا مديرة شركة سيجاكو للأعلام الاخبارية نظر اليهم باستغراب قليلا ثم لاحظ وجود فتاة صغيرة تبدو في الاعدادية استغرب اكثر ليردف حتى يلاحظ الجميع وجوده متجها نحوهم
رونين : ما سبب الاجتماع المفاجئ للجميع سيدي و ايضا لما تلك الطفله هنا
اليكس ( القائد العام لشرطة الاستخبارات) : لقد اتصل بي احد اعضاء فرقتك يخبرني ان العصابه التي كنا نطاردها كانت بدورها تطارد هذه الفتاة ودان هذا اسمه على ما اعتقد .. الان سيحكي لنا ما جرى
قطب دان حاجبيه يتمتم بنرفزه طفيفه : لا يتذكر اسمي حتى
اليكس : اقلت شيئا ؟
ضربت فتاة يافعه ذات شعر وردي كتف دان ليحمحم قائلا : لا شئ هو فقط كنت اطارد العصابه كالمعتاد .. ثم اختفوا من امام ناظري لبرهه ، فوجدتهم يحاصرون تلك الفتاة و كنت على وشك انقاذها لاجدها اختفت و ظهرت بجانبي تمسك بقميصي ترتجف و تطلب مساعدتي بينما انا كنت شاردا احاول استيعاب كيف اصبحت هذه الفتاه بجانبي فجأة ..  ثم سمعت احد الافراد والتي كانت فتاه من صوتها فانا لم ارى وجوههم من اقنعتهم تقول لي بان أسلمها الفتاه وسيذهبون و يبقونني على قيد الحياه .. تحديتهم ان يحاولوا اخذها و بعد بعض طلقات من النيران و شد و جذب فقدت صبري فرميت عليهم قنبله بدون احتساب ان المكان مغلق و لن استطيع الهرب بسرعه بينما احمل فتاة معي وبينما احملها و ارقد رمشت فقط لاجد نفسي خارج المبنى و صوت القنبله ينفجر ورائي فشعرت ببعض الدهشة و نظرت للفتاة لاجدها مغميًا عليها فاخذتها و جئت الى هنا و الان علمي علمكم لا اعرف شيئا اخر فلا تسألوني
صمت الجميع لبعض الوقت منهم من لم يصدق و منهم من يناظر الفتاه الصغيرة بريبة بينما كانت تفكر احداهن في شئ ثم خطر ببالها فجأه
تامايو : صغيرتي ما هو اسمك
اجابت ببعض الخوف : ادعى يوكو
تامايو : ايمكنك ان تحكي لنا ماذا حدث لك حتى نستطيع مساعدتك ؟ .. لا تخافي فهنا الوضع آمن
قالت بصوت لطيف مع ابتسامة ودودة.. ارتاحت لها الصغيرة و بدات تتحدث
يوكو : لقد كنت في ميتم اقضي يومي المعتاد مع رفقائي و صديقاتي و المربيات .. و عندما حان موعد النوم و اطفئت الانوار
رونين : جاء اشخاص لا تعرفوهم و قاموا بخطفك مع عدة اطفال آخرين اليس كذالك ؟
قاطعها مكملا ما كانت ستقوله مستلهما لتومأ له بالايجاب
آلبرت : ذكرني بقصه الذئب اللذي يصطاد الخراف ليلا
نظر اليه اليكس نظره حادة بمعنى " ليس الان " فسكت رغمًا عنه
تامايو : اكملي عزيزتي انا اسمعك
يوكو : في الواقع لا اتذكر سوى اني استيقظت في مكان غريب يشبه غرفة السجن .. كان يأتي رجل بمئزر ابيض مثل الخاص بالاطباء ، يأخذ واحد مننا واحدا تلو الاخر و عندما يعودون نجد وشمًا بارقام سوداء على رقبتهم ، حتى انا حصلت على واحد
قالت تشير الي رقبتها مكان الوشم
تامايو : الا تعلمين لماذا تلك الارقام وضعت لكم ؟ ، هزت رأسها بالنفي لتردف فضية العيون مجددا : حسنا اكملي لو سمحتي
يوكو : عاد نفس الرجل يأخذنا مجددا .. لكن هذه المره لم يعد اي مِن من اخذهم وعندما حان دوري اخذني الرجل الي مكان اشبه بالمختبر و كان حديثا يشبه هذا المكان .. اجلسني على كرسي بمنتصف الغرفه و قام بربط اطرافي مع محاولاتي لمنعه و الصراخ لكن لم يساعدني اي احد من اللذين كانو هناك و بعدها جاء شخص اخر بيده حقنه بها سائل بنفسجي قام بحقنها في ذراعي و كان ذالك مؤلما جدا و بقيت اصرخ لان الالم كان ينتشر في كامل جسدي ثم خف الالم قليلا بعدها بدقائق حينها فكوا وثاقي و وضعوني في انبوب كبير جدا به سائل ازرق و وضعوا لي قناع للتنفس .. كان ذالك مؤلمًا اكثر و كانوا يكررون نفس العملية كل يومين ومن ثم توقفوا تماما عن اجراء الاختبارات علي بعدها بسنه ثم فجاه اخذوني و وضعوني في مكان مغلق مع نمر مخيف جدا و يتركوه ليطاردني ثم بشكل ما لا اعرف كيف كنت كلما اقع و يهاجمني اجده اما توقف كأن الزمن توقف به او اجد نفسي خارج الغرفه فجأة و من ثم ادركت انني من افعل ذالك و كنت كلما اعتدت على الهروب يصعبون الاختبرات ولكني لا استطيع التحكم بقدراتي هذه و لذالك في اخر اختبار خضعت له وضعوني في غرفه زجاجيه و قامو بوضع اقفال على قدمي و بدأ الماء يغمر الغرفه و لكن وجدت ايضا ان داخل حوض الماء يوجد اسماك مفترسة و كنت خائفة جدا ولا استطيع الهروب فأغلقت عيناي و بدأت اصرخ حتى شعرت باختلاف الاجواء حولي فانتبهت اني اصبحت خارج المبنى كله فبدات بالجري و الهرب بسرعه و لكنهم حاصروني فوجدت هذا العم المخيف يحاول مساعدتي و الباقي تعرفونه
انعقدت السنتهم من الصدمه و الدهشه فما سمعوه توًا يفوق الوصف بالكلمات
تامايو : هل صادف لك رؤية تلك المرأة ؟ ، قالت تشير لها بهاتفها المحمول فأومأت الأخيرة بالايجاب : نعم نعم لقد كانت موجوده في كل الاختبارات و مع انتهاء كل اختبار تضحك بهستيريه و تصرخ و تبقى تردد لقد نجحت لقد نجحت اخيرا
تامايو : كما توقعت تماما ..
اليكس : حسنا يا طفلة الحواسيب اريد تفسيرا حالا
تقدمت تامايو نحو الكمبيوتر تجلس على الكرسي و تضع سماعاتها و تشغل عدة اجهزه ليظهر حولهم مجسمات ثلاثية الابعاد لما تبحث عنه على الكمبيوتر .. تحركت اناملها برشاقة فوق لوحة المفاتيح بينما تتحدث لتشرح : انظروا لتلك المرأة الشقراء
آلبرت : ايروي .. امرأة في السابعة و الثلاثين من العمر كانت تعمل كطبيبة في المشفى المركزي لكنها استقالت و اختفت في ظروف غامضة
تامايو : بينما اعبث في سجلات الاطباء القدامى ابحث عن بعض المعلومات لاختم تقرير عمليتنا السابقه لفت انتباهي سجل تلك المراة فقد كان مخفيا فبدأت بالبحث عن اي معلومات تخصها لاشبع فضولي فوجدت انها اشترت مستودع على اطراف المدينة و لم اجد معلومات اخرى سوى إشاعة تقول بانها تجري تجارب محظورة على البشر لاختبار قدرات جديده و لكن ذكر ايضا ان الشرطة قد قبضت عليها كون تجاربها مخالفة لقوانين البشرية و ايضا مؤذية تؤدي للموت .. ما لم اعلمه هو كيف هربت و اين مختبرها الجديد و كيف استطاعت اخفاء نفسها كل تلك المدة..
كايتو : هه اعجبتني تلك المرأة ، نظر اليه الجميع بريبة ليردف : ماذا ؟ انا اقول رأيي فحسب
اليكس : حسنا سأسجل تلك الفتاه تحت حماية الحكومه حتى تستطيع البقاء تحت اعيننا ، يا فتاة الحواسيب اكتبي لها سجلا جديدا و ايضا ستلتحق بالمدرسه حتى تكمل حياتها بطبيعية ولا نثير الشبهات
دان : لن اتحمل مسؤولية احد لا تدخلوني في مخططاتكم
بعد بعض المناقشات اتفقوا ان تذهب يوكو لتعيش مع تامايو بما انها تعيش وحدها و هما فتاتان معا سيكون جيدا لراحة يوكو و لتبقى تحت اعين تامايو

__________________________________________________________
(على اطراف مدينة سيجوه ، الساعه Am 3:12 )
كانت تقف منحنية الرأس تنتظر سماع كلمات سيدتها .. فهدوئها القاتل لا ينذر بالخير
تحدثت ذات الشعر الذهبي ببرود و بصوت خافت : اذا فقد ضاعت الفتاه ..
اكيرا : سيدتي حقا اعتذر اعدك اني سأعيدها و ..
" صمتًا !!" اردفت بغضب تقاطعها ، صمتت اكيرا و لم تتجرأ على فتح فمها مجددا
" اتعلمين ان تجربة واحده من كل عشر تجارب فقط تنجح ؟ .. وانت بكل بساطه اضعتها " سكتت قليلا ثم صرخت " بل و اضعتي اكثر تجرباتي نجاحًا ايتها الحمقاء المقرفة !!!! اغربي عن وجهي.. الان !!"
خرجت اكيرا بصمت تلعن دان و تشتمه بكل انواع الشتائم اللتي تعرفها و تقسم انها ستنتقم منه
" انت تقسين عليها كثيرا "
ايروي : لما لستي في المنزل ؟ وايضا لا علاقة لكي كيف اتعامل و اذهبي انتي ايضا لاني لا اطيق الحديث بشأن اي شئ الان
وضعت الفتاة الصغيرة كتابها داخل حقيبتها تترجل نحو الباب تهم بالذهاب " لا تتاخري كثيرا .. امي"

يتبع ....

-النفق المظلم -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن