الفصل الرابع

51 3 153
                                    

في خضام يومٍ غريب لا يريد أن يمر مرور الكرام ويبدو أنه سيسبب المعاناة للكثير من الأشخاص ، لا زالت تجلس ديما على المكتب ويجلس أمامها روبرت الذي جلس يحملق فيها بنظراتٍ تجعلها تحس بالريبة من بعد ما قاله لها ، فتح فمه أخيرًا بعد صمتٍ دام لدقائقٍ وقال: في الواقع أخي كما ترين حالته النفسية صعبة ودائمًا ما يحاول الانتحار وأذية نفسه بأي شكلٍ من الأشكال ، أحاول معه حتى يتعالج منذ زمن والطبيبة النفسية ما زالت تتابع معه ، اريد منكِ فقط أن تعملي على رعايته لكي لا يحاول الانتحار فحسب .



فتحت هي عيناها بصدمة وردت بسرعةٍ وهي تصرخ قائلة: ماذا؟ ما الذي قلته وأضفت له أيضًا فقط وفحسب كأنه أمرٌ في غاية السهولة؟ ، ألا ترا أوراقي أمامك؟! جلست ادرس كل هذه السنين من اجل ان تقول لي ان اعمل كجليسةِ أطفال لطفلٍ بالحجم العائلي؟


فصاح ميلارد الجالس بالأرض وهو يقف قائلاً: من تقصدين الطفل وتنعتينه بتلك النكتةِ الرخيصة أيضًا وكأنه كيسٌ من الشيبسي وليس أدمي يقف أمامك ، من قال لكِ أن سأقبل بكِ من الأساس؟ أتعلمين يا فتاة اني ان امسكتكِ سأكسر عظامكِ؟


فقامت من على كرسيها مندفعةً نحوه وهو تراجع للخلف حتى ارتطم بالأريكة ووقع ، فقام روبرت هو الأخر من مكانه وهو يحاول تهدئة الوضع قائلًا: هدأي من روعك يا ديما فهو لا يقصد ما يقول كما انكِ لا يمكنك نعته بالطفل هكذا


فردت عليه قائلةً: أتدري ان اسلوبك المدلل هذا هو من جعله يصل إلى تلك الحالة؟ ربما لم يخبرك أحدٌ من الذين حولك ولكن ها أنا ذا اخبرك أنك من يفسده ويشجعه في الأساس على التمادي فيما يفعل .



صمت روبرت في ذلك الوقت وأخفض رأسه ويبدو أن كلام ديما قد ايقظ بداخله ما كان يتجاهله كل هذا الوقت ، فقد كان يظن أنه إذا اعطى أخاه ما يشاء سيعود يحب الحياة ولكن يبدو أنه قد أعطاه كل شيء لدرجة أنه مل من كل شيء فكان سببًا اخر له لكره الحياة ، وفي تلك الأثناء نظر ميلارد إلى اخيه الذي كان يقف صامتاً ويبدو على وجهه ملامح الاقتناع بكلام ديما ،


فوجه كلامه تجاهها قائلًا: أنا لا أفهم من أين لكِ بكل هذه الجرأة يا فتاة أولا تدركين أنكِ تتحدثين مع مدير عملكِ ومدير كل هذه الشركة؟


نظرت له ديما ولم تجب فحتى هي كانت تدرك ذلك أنها يخرج منها الكلام بتلقائية ولا تفكر فيه وبعد ذلك تدرك أنها قد تجاوزت حدودها ، ولكن لحسن حظها فروبرت كان اكثر يأسًا من أن يتخذَ موقف المدير والموظفة بل كان يتخذُ موقف المستعين بأخر طوقٍ للنجاة ، فرفع رأسه وتابع الحديث قائلًا: سأعطيكِ عشر ألاف دولار بالشهر


فتحت ديما فمها من شدة الصدمة من المبلغ وخاصةً أن الفرق بين الدولار والجنيه المصري كبيرٌ جدًا وستصبح غنيةً هكذا من أول شهر ، فالتفتت إلى ميلارد وقالت: إنك مجنونٌ ولكني سأكون انا المجنونة اذا رفضت مبلغًا كهذا ، أنا اسفة ولكننا سنصبح زملاء عمل أيه الطفل بالحجم العائلي ، سيد روبرت لا تظن أني سأقبل من اجل كل هذا المال لاااا أنا سأقبل من أجل الإنسانية ولكي أساعد طفلًا اقصد إنسانًا .

    صوب هاوية الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن