- فرانك ( على فراش الموت ) -
ها أنا ذا أستَمِع لأخِر نَبضات قلبي ، لا أعلم ما أشعُر به لَكنني بدأتُ بالتصاعُد مع الإشتياق لكِ، بَدأ كُلَّ شيءٍ من حولي يتَحول إليكِ "زوجته المتوفيه" ، حتى إنني لم أعُد أُميز ما إذا كان هذا حقيقةً ام خيال.
بدأ صوت نَبضاتُ قلبي بالإنخِفاض و بدأ صوتكِ بالعلو، حتى صوت طَنين الأجهزة العالي قد أختفى.
بدأت ملامِحُكِ تتشكل تدريجيًا في مخيلتي، و أصبح صوت ضحكاتِك يُحيطني مِن كل جهة، بدأ ينتابُني الشعور بِالأسى، لأن لا أحد سيفتقدني بعد إنتهاء هذا الكابوس، ف قد غادر من كان يسقي بستان قلبي، و تُرك البستان يموت وحيدًا.
بدأت الرؤية بالتشوش بدأت لا أشعُر بجسمي ، و الان قد إختفى صوت نبضات قلبي، بدأت أشعُر بِك، و كأنكِ تسحَبينني الى الأعلى، بدأ صوتكِ بالعلو و بدأتِ تخرُجين مِن مُخيلتي لتُصبحين امام عيني، ذُهلت بينما كُنت اغادر جسدي و كابوسي، كُنتِ تُكررين : كما وعدتُك سَنتقابل في النهاية.
-اخر رسالة اسلتمها فرانك من زوجته كانت: أعِدُكَ سنتقابل في النهاية.
-
لم أستوعب كلمة " النهاية " أول مره لكِن الان أستوعَبت ما كُنتِ تقصُدين بـالنهاية.كُنت أرى جسدي المتهالك مِن زاوية الغُرفة بجوارِك، و تأشرين بالسبابةِ نحوه قائلةً : في هذه الدنيا لا احد يهتم.
لم أفهم ما تعنينه حتى تذكرت أنني بالمستشفى و لم يأتي أحدٌ لكي يتفقدني رُغم الطنين الذي كان يصدر!! .لكن في الحقيقة ...
ما كُنت أراه من زاوية الغرفة كانت تِلك نهايتُكِ هي مرسومة في مخيلتي، العجيب في الامر أنتي كُنت اراها و كانها امامي !!، بعدها بثواني قليله بدأ كل شيءٍ من حولي يتلاشى، عندها بدأتُ أرى جسدي و كان الأطباء يحاولون إنعاشي.
نظرت اليك و قلتي لي بصوتٍ خافت :
- ميرلين ( زوجة فرانك ) -
لا أُريد سواك انت ي فرانك، لأنك انت الوحيد الذي كُنت تُفكر بي في تِلك اللحظة، بينما هجرت انا المكان الذي اسميته انت بالبستان، بالرغم من كل هذا الا انك احتفظت بي بداخل ذهنك منذ ذلك الوقت، عمومًا انا اسفه ي فرانك لكن هنالك من يرفض تواجدك معي، يبدو بأن النهايه لا زالت بعيده.
- فرانك -
لحظة واحدة لماذا ل-
بدأت آلام تعود تدريجيًا و بدأت ملامِحُكِ بالتلاشي و بدأ صوتكِ يختفي بسرعه، و عُدت لجَسدي مرةً أُخرى لأعود للكابوس الذي كُنت فيه، كل هذا حصل بثواني معدودة و للأسف لم أستَطع أن أُكمل سؤالي.
وسط ضوضاء الأجهزة و إزدحام الأطباء حولي، كُنت مُنعزل داخليًا بالتفكير عنكِ، أتمنى لو أنني لم أعُد لجسدي وقتها، كُنت أتمَنى أن أقضيَ جَميع ما تبقى وقتي مَعكِ، حتى و إن عنى ذلكَ موتي، فقد كُنت مُحتفظ بالكثير مِن القصص لأسرُدها لكِ، كُنت مُحتَفِظ بكل هذا لمُدةٍ طويلة، كُنت أنتَظر هذه اللحظة التي أسميتيها أنتِ "بالنهاية "، و لم أكن أعلم ماهيَ النهايه .
-
و مِن المُمكِن بأن النهاية لازالت فعلًا بعيدة .
-تم وضع فرانك في مستشفى نفسيه بعدما سرد هذه القصه للاطباء، و ظن الاطباء بأنه قد فقد عقله، و ظل فرانك في تِلك المستشفى وهو يخبر هذا و هذا عن ما حدث له حتى جن جنونه فعليًا و فقد عقلهُ.
ظل في تلك المستشفى حتى فارق الحياة، و مات البستان و مالكه.