لا أعلم بأي فصل نحن فيه، فكل الارتعاشات التي تسري في جسدي طوال الأيام السارية تؤكد بأنني ما أزال في فصل الشتاء القارص... أين أنا وما الذي أفعله في هذه اللحظة لا علم لي به أبدا ... لكنني أستمع لذلك الصوت الذي يردد اسما بنفس النبرة الحائرة
_"مريم ... مريم...."
يتكرر مرارا وتكرارا عبر أذني، للحظة كنت سأنادي على مريم هذه لولا صديقتي التي هزتني توقظني من لاشعوري الذي يستمر في سحبي كلما وجدني في طريقي نحو السرحان... أنا "مريم" التي استمرت صديقتي في مناداتها، أنا نفسي كنت سأبحث عني... بداخلي وعبر الجانب المظلم مني... تركتني هناك قبل 6 أشهر من الان.
_ما بك يا "مريم" شاردة الذهن منذ ولوجنا الى محطة القطار.
_ااا... لا شيء أظنني نعسة قليلا.
... أخبرت الجميع أنني نسيت ف لا حاجة لي بأن أخبرها عما استحوذ فكري قبل قليل... ها قد جاء القطار نحو وجهتنا لألتفت نحو صديقتي قائلة:
_هيا يا "خولة" قبل أن نتأخر عن مقابلة العمل.
_لا أعلم من التي كانت سارحة منذ هنيه من الان.
نسيت أن أعرف بنفسي أدعى مريم صاحبة 23عاما أدرس بكلية علم النفس في الجزائر، لي 3 اخوة يدعون "سهيل "،"عمر" أكبر مني وأصغرهم "شفيق"، كما أن لي اخت واحدة تكبرنا جميعا تدعى
"هيام "... لن أقول بأنني قد عشت حياة سعيدة كالأحلام ولا حياة جلها سماء سوداوية تعصف بالظلم، لقد كانت حياة حلوة ومرة في نفس الوقت... قصتي لن تبدأ من هذه النقطة بل من سنتي 19, في عامي الذي نجحت فيه في شهادة البكالوريا, ذلك العام الذي وطأة فيه أقدامي عالما غير عالمي و عانقني شعور مختلف و فيه رفع راية الاحتلال في أعماق روحي... انه النجوى بل الهيام, أعمق من هذا بل أكثر...
أنت تقرأ
عبدة العادات والتقاليد (مكتملة)
Short Storyحين تقيد من طرف العادات والتقاليد الخاصة بمدينتك، ف حبك سيقيد شئت أم أبيت