ك عقلة الإصبع

20 6 0
                                    

"تعارف"

بمشيته الواسعة خرج من البيت بسرعة تحيطه كلمات والدته المليئة بالحب توصيه الاعتناء بنفسه، قائلة بنبرة يشوبها القلق:

_ رعاك الله يا ولدي.

ما للأولاد سوى حنان الأم الذي لا يمكن استبداله، ف على أساسه ينشئ الطفل السوي... فخر الوالدين أن ينشئ أطفالهم في البيئة التي تربوا عليها وعلى درب أجدادهم الذي رسموه منذ عهود، هناك من يسميه جنة وهناك من يسميه مقبرة الروح.

كان "ياسر" مثال الابن البار، هو وجل اخوته الذين تربوا على مذاهب وشرائع لا يمكن النزوح عنها والا حل غضب كل الأسرة من الأوراق الى الجذور... تلك التعاليم التي فرضها الأجداد كانت حائلا بين "ياسر" وحلمه، فقد حدث وأن شعر "ياسر" برجفة في القلب في مرحلة الثانوية، تلك الرجفة التي يكتسيها الدفء حدث وأن تسربت بين شرايين قلبه مولدة ما يسمى ب "الحب"، ومات الأخير أمام جدار عاداتهم وتقاليدهم التي لا مزاح فيها مما جعل "ياسر" يعمل جاهدا على تغليف قلبه خاصة وأن الحبيبة قد ذاع خبر زواجها من شخص اخر غيره.

راح مهرولا ناحية وجهته الى الجامعة والذي كان عامه الأول فيها، كان هزيل الجسم، حنطي البشرة... ذا شعر أشعث قصير... متوسط الطول ذو 21عاما، مضى بخطوات متثاقلة ضائعا عبر ممرات الطرقات راح يسأل فتاتين عن الطريق الصحيح نحو وجهته متسائلا:

_هل لي بسؤال عن مكان هذه الجامعة رجاء.

وقد أشار بيده على مغلف به اسم الجامعة التي يقصدها ومن حسن حظه أنها نفس وجهة الفتاتين كذلك، لتجيبه احداهما:

_لنذهب سوية فنحن سنذهب الى هذه الجامعة أيضا.

دارت العديد من القصص بين هؤلاء الثلاثة وهم يسيرون نحو وجهتهم... ها قد وضعوا أقدامهم على عتبة تلك الجامعة التي لم تكن مثلما تخيلها عزيزنا "ياسر" والفتاتين، فقد كانت أسوء من أن يطلق عليها اسم جامعة، وبالرغم من كل هذا استطاع "ياسر أن يكون العديد من علاقات الصداقة في أيام قليلة وأغلبية أصدقائه من الجنس الاخر، ففي عقله أن هذه تعتبر أحسن فكرة وطريقة من أجل ألا يقع بها في حب أي فتاة وألا تحبه أي واحده كذلك، خاصة وأنه أصبح يبدو كشخص لعوب و في نفس الوقت كان شخص ترتاح له العديد من الفتيات نتيجة شخصيته المرحة و قدرته على تكوين العديد من العلاقات.

بدأت أيام الدراسة أخيرا وأصبح لصديقنا في بداية سنته الألى في الجامعة صديقتين مقربتين تعرف عليهما في مقاعد الدراسة هما "اية" و"هبة"... وباتت أغلب أيامهم يقضونها سوية...

وأثناء حصة من الحصص قاطع صوت شرح الأستاذ ذلك الصوت الأنثوي المشبع برنة الطفولة ليجلب انتباه الجميع وموقفا للحكايات التي كانت تسرد من فاه "ياسر" والأخريات.

_مرحبا هل هنا قسم علوم الاجتماعية، الفوج 8؟

أسارير وجهها المنفرجة جلب الانتباه إليها لبرهة ليكمل الاخرون ما كانوا يفعلونه بعد ولوجها داخل القسم... ومن هذه اللحظة أصبح لعزيزنا ما يقوم به غير الدراسة، ألا وهو إزعاج الطالبة الجديدة والاستهزاء المستمر على قصر قامتها... وبالفعل كان ينجح في كل مرة يفعل فيها ذلك.

عبدة العادات والتقاليد (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن