"ادم"
مع بداية سنتي الثانية في الجامعة طلبت من الله أن يجعل مرورها خفيفا على قلبي، وأحداثها لا تخلو من خير... ف الله لا يأتي إلا بالخير، هكذا كنت أرجو وسأستمر بالرجاء... تركت صديقا لي في حديقة الجامعة فقد أخبرني بأنه ينتظره أحدهم وأنا ذهبت لأسجل لهذه السنة، كان الزحام كثيرا في القاعة يبدو أن الكثير قد انتقلوا هذه السنة.
-ياسر ... ياسر.
صرخت مناديا لصديقي الذي تركته في انتظاري، لم أستطع الاقتراب منه لأنه برفقة بعض الفتيات، على ما يبدو هن من كان ينتظرهن، وبما أنني شاب خجول فكان يصعب لي الاقتراب، لكن ما الذي أراه أمام مرأى عيني، كانت جميلة جدا رغم قصر قامتها ذا وجه طفولي جعلني لا أبعد نظري عنه، ها أنا ذا أقترب بلا حول مني ولا قوة منصاع إلى ذلك الجمال الإلهي.
_مرحبا عن ماذا تتكلمون؟
جملة قاطعت بها حديثهم لأجلس بجانب صديقي ياسر وأختلس النظر نحو تلك الفتاة التي راقت لي.
_هذا صديقي آدم سينتقل إلى المجموعة التي سندرس فيها.
راح يعرف بي إلى الفتيات، وكذا عرفني بأسمائهم، "مريم" كان الاسم الوحيد الذي لفت انتباهي من بين أسمائهن، لقد كانت تبتسم كثيرا وهي تنظر إلى ياسر أتساءل إن كانت تحبه، فهي لم تبعد أعينها عنه مثلما أفعل انا معها.
_هل لا يزالون يسجلون يا آدم؟
سألتني بها تلك المدعوة هبة إن لم يكن ظني مخطئا فأنا أنسي الأسماء على الفور، فحركت رأسي بالإيجاب لسؤالها، ثم ذهبت هي والفتيات ليسجلوا ورافقناهن أنا وياسر بالطبع، كانت مريم شديدة الالتصاق بصديقتها خولة أكاد أظن أنها حبيبتها فلن أرى قد صديقتين بمثل هذه المحبة الصادرة عن وجهيهما.
_سأذهب لأشتري شيئا آكله.
_يا إلهي ألم تخبريني أنك تقومين بحمية غذائية؟
_كان ذلك البارحة.
_أكولة.
علاقة ياسر بمريم جميلة حقا لكن مع ذلك أشعر بالسوء من هذه العلاقة.
في مساء اليوم أخبرت ياسر بإعجابي لمريم وأنني أود الاقتراب منها لذا أردته أن يفتح لنا مجموعة محادثة في الفاسبوك، أظن أنها فكرة جيدة من جهة ستكون لي ومن جهة وضحت موقفي ل ياسر.
....................
كان قصير القامة ذا شعر أشعث وعيوني تميل للسواد، ذو نظارة رباعية الشكل، به الكثير من اللحية يكاد يظن المرء أنه لم يقم بحلاقتها قط، لكن هندامه مرتب ومحترم.
كانت تسترجع مريم صورة ذلك الشاب الذي رأته اليوم، وتظن بأنها قد لمحته في مكان آخر من قبل، جعلها هذا الشاب تستخدم عقلها الذي تأبى استخدامه قولا منها أنه فقط يجلب لها الجوع كلما هبت للتفكير به.
_اااه لقد عرفت أين رأيته، بالطبع هذا الوجه ليس غريبا علي.
قفزت من فوق سريرها فرحة لتذكره، فقبل سنة من الآن عندما كانت في الحاضرة لفت شاب انتباهها وشعرت أنه شخص يستحق التقدير وقد أعجبت بما أقدم على فعله، فقد دافع على بعض الشباب الذين ظلمته أستاذة المحاضرة، وفي الأخير هذا الشاب ما كان إلا آدم الذي لم يتوقف عن النظر إليها، لأكيد أنها لاحظت تلك النظرات الغريبة التي يخترق وجهها بها.
_أظنه القدر حقا، إنه في صفي هذه المرة، سأتجاهل ياسرا بالنظر إلى أدم هذه قضية مغلوقه.
فكرت قليلا لتملؤها تقاسيم الحيرة والحزن مردفه.
_لكن... ماذا لو لم أستطع تجاهله؟ هذا يضعني في حيرة كبيرة من أمري.
بعد أن أكملت ما فرغت من قوله رن هاتفها مشيرا لإشعار من الفاسبوك، ما دفعها لحمله ورؤية ما سببه.
_مجموعة محادثة؟
لم تلبت إلا هنيهة من فتح المجموعة وقد بعث آدم برسالة فيه، كانت تلك الرسالة من بدأت الثرثرة في المجموعة ما دفع ب مريم أن تنام في منتصف الليل رغم إرهاقها.
_سأحصل عليك، سترين.
أنت تقرأ
عبدة العادات والتقاليد (مكتملة)
Historia Cortaحين تقيد من طرف العادات والتقاليد الخاصة بمدينتك، ف حبك سيقيد شئت أم أبيت