"ياسر"
يحبها؟ يحبها؟ كيف استطاع أن يحب فتاة في أول لقاء له بها؟ أمر الشباب حقا غريب هذه الأيام يحبون أن ينتهزوا الفرص بأسرع طريقة ممكنة، لكن لما أنفعل؟ هذا لا يهمني على الإطلاق في الأخير هي لن تقبل به، لا أظنها تحب مثل هؤلاء الشباب.
في الحقيقة لم أستطع النوم من كثرة التفكير، بينما لا أستطيع أنا أن أقترب منها هناك من يخطو أو خطواته نحوها.
_يا أيتها الطويلة.
ناديت بها تلك الواقفة أمام باب القسم، لكن يا ترى لماذا لا تقوم برد هل فعلت لها شيئا ما؟
_توقف ما بك؟
صرخت بوجهي بعد أن قمت بضرب يدها، كان صراخها غريبا وهذا يزعجني.
_ما الخطب؟
_لا شيء فقد توفيت قريبة خولة وهذا يزعجني جدا لا أعلم كيف أواسيها.
طيبة، إنها طيبة للغاية، أرجوك توقفي عن جعلي أحبك كل هذا القدر، أوقف حديثي بين نفسي كلماتها الغبية لتمحو ما كنت أقوله في لمحة عين.
_ما هذا الوجه الغبي الذي تظهره أمام عيني؟
دخلت القسم لأجلس بجانب آدم وفعلت هي المثل وجلست بجانب صديقاتها خلفنا، لقد كانت تلك الحصة مليئة بمضايقاتي لمريم حتى أن الأستاذ قام بتوبيخها لكنها غبية كانت ترد عليه بكل بلاهة.
_مريم آدم لم يبعد نظره عنك أبدا وعندما يراك يبتسم بكل تلقائية، وجهه وحسب يوحي بحبه لك.
كانت هذه الجملة الصادرة من خلفي تزعجني، لكن ما كان علي فعله سوى تأييدي ذلك الرأي، لكن ما صدمني حقا أنه في اليوم الموالي تم إعلان أن مريم و آدم قد ارتبطا بكل هذه السرعة؟
..................
"مريم"
ارتبطت ب آدم؟ أنا؟ لكنني أخبرته فقط بأنه رجل صالح، هل فهم أنني قبلت الارتباط به فقط من خلال هذه الجملة؟ لكنني بعد دقيقة أيدت كلامه، فلما لا أرتبط به إن كان رجلا صالحا؟ وأيضا لا أريد ان أنتظر ياسر هكذا حتى انه لا يبدو عليه بأنه يهتم بأمري وأني أحبه، لا يعلم على الاطلاق.
من هنا شعرت أن المسافة بيني وبين ياسر قد بعدت، لم اعد ألمحه كثيرا بجانبي، حتى أنه لم يعد يحدثني أو يسخر مني مثلما كان، أصبحت في أشهر من ارتباطي بآدم أشعر بالكثير من التعاسة، وعندما أكون برفقته الوقت لا ينتهي أبدا، وفي الواقع كان هذا يشعرني بالكآبة والحزن، لكنني كنت أنتظر ان ينهي هو هذه العلاقة لكنه لم يفعل، ف اغتنمت فرصة لإنهائها عندما قام بسب هبة والكلام عنها بسوء، هنا أنهيت هذه العلاقة بشكل نهائي، وكأنني أهرب من موتي المحتوم، وكان أول من أخبره بذلك هو ياسر، أردت أن أعلمه أن كل ما جرا لم يكن برغبة مني وأنني شعرت بنفسي هالكة، وما أعجبني حقا أنه كان يستمر غي الانصات لي ولمحت ابتسامة في ثغره، جعلتني هذه الابتسامة أتساءل هل يحبني؟ هل كان ينتظر أن أنهي هذا الشيء وعود إلى ما كنا نفعله سويا؟ لكن لا فقد كنت أراه ينظر إلى هبة ويبتسم لها كذلك، غبائي جعلني ألاحقه وأشعر بالحزن بدونه، حتى أنني ركضت خلفه عندما رأينا الحافلة من بعيد فركبت أين ركب هو، ف تسامرت معه طول الطريق وعندما ترجلنا من الحافلة قام بوضع يديه على كتفي وينظر إلى عيني، سحقا كم أحبه وأحب نظراته وكل ما فيه، وهذا يجعلني أتألم وحسب لكنني سايرته، وسايرت قلبي الذي أعجبه ذلك الوضع
أنت تقرأ
عبدة العادات والتقاليد (مكتملة)
Short Storyحين تقيد من طرف العادات والتقاليد الخاصة بمدينتك، ف حبك سيقيد شئت أم أبيت