في يوم ما قد ضقت درعا بما يحدث لي بسبب، إذ بي أعرض عليه الإنفصال بطريقة مباشرة ليجيبني دون عناء،
_أعتذر يا مريم حقا لم أكن أريد جرحك لهذه الدرجة، كما أن عائلتي من العائلات التي تفرض على أبنائها الزواج ممن يريدون هما، هل فهمتي؟
هل أضحك على حظي أم ماذا؟ لا أدري حقا ما دخل عائلته في مشاكلنا، لكن ما شد انتباهي أنه تبين أنني لم أكن في مخططات الزواج أصلا لأتنهد بعدها أجيبه،
_بما أنني قد سبق وقررت الانفصال عنك فلا يهمني أمر عائلتك.
بعد هذا مر شهر أشتاق له في أعماقي، الحب لم يكن بهذه البساطة التي تجعلني أفلت أحدا دون التفكير به، أصبح يرسل لي الرسائل يهنئني في عيد المرأة ويعبر عن اشتياقه الشديد لي.
يحدثني في الهاتف في الليالي بعد انفصالنا يترجاني بالعودة، تسائلت إن كان يحبني، وفي وسك حديثنا أجهشت بالبكاء ولغباء حبي قررت العودة إليه رغم كل الصعاب، أخبرني أنه سيعمل جاهدا لإسعادي والزواج مني، أنا لم أثق به بحجم ثقتي بأن الله قادر على فعل كل شيء.
كان آخر لقاء لي به سعيدا حقا تحدثنا كثيرا وتأملته كثيرا كان يبدو لي كحلم لن ينتهي، تصورنا وأوصلني إلى مكان قريب إلى منطقتي، كان وداعه أسوء لحظة أمر به، فمن الصعب أن تفارق شخصا تحبه، لكنني قلت إنه لا بأس سنلتقي مرة أخرى بلا شك.
مر حوالي شهر أو أكثر على ذلك اللقاء، كنا في أيام قليلة تفصلنا عن رمضان، أردف أخي عمر
_مريم أعطيني هاتفك أحتاجه فهاتفي معطل.
فكما الحال أعطيته إياه وأنا على علم بصوري مع ياسر التي فيه، لكنني قلت انه لا بأس لم يشعر بالفضول.
بقيت في المنزل أنتظر فحسب متى يرجعه لي ولم يدرك شيئا، لقد أطال غيابه.
_يا ترى هل رأى الصور؟ هل هو يشاهدهم؟
بقيت أدور في دوامة من القلق والحيرة، ها هو ذا يدخل من عتبة الباب داخلا إلى غرفة الضيافة مردفا.
_الهاتف عند أمي ستأتيك به.
لكن لماذا الهاتف عند أمي؟ هل التقى بها في الطريق وأعطاه إياها؟ مهما فكرت فهذا غريب.
ها هي ذي أمي تخطو عتبة الباب وهي تتكلم دون سكوت.
_لقد رأيت شيئا غريبا اليوم، لقد صدمت حقا، أخبرني شفيق عندما تعلم أن أختك تواعد أحدا ماذا ستفعل؟
_لن يحدث.
_لكن إن حدث؟
_سأتحدث معها.
إنها تعلم، إنها تعلم بالفعل، التفتت ناحيتي تسألني بدورها.
_زميلتي في الخياطة علمت أن ابنتها تواعد شابا، لو جاءت عندك ماذا كنتي ستنصحينها؟
_عليها أن تتحدث مع ابنتها بكل هدوء.
أنا أضحك على نفسي، هي تعلم فلماذا أنكر بهذه الطريقة، خرجنا سوية لأجل عمل ما وأيضا لتستدرجني بالإفصاح عن تساؤلاتها، كان هذا مخيف، للغاية، أرسلت إلى كل من صديقتي خولة وياسر أن أهلي اكتشفوا أمر مواعدتي، لكن جواب ياسر كان غريبا للغاية، فقد سرت رعشة غريبة في جسدي إثر تلك الرسالة، فقد جاء فيها ما يلي:
_لا تقلقي حاولي أن تتفاهمي معها وتخبريها، كل هذا بسببي أنا أسف.
ماذا؟ ما الذي يقوله؟ أصلا ما الذي يحاول قوله، لقد تم كشفي وهو يخبرني بأن أتفاهم مع أمي والبقية؟ كان هذا جنونيا حقا، ومجددا أجدني أخبر أمي أنني أحبه وأنني من اعترفت له بحبي، جعلت نفسي السبب في كل شيء.
عندما عدت إلى المنزل لم يحدثني أخي سهيل مثلما كان، فقد مر علي كأنني غير موجودة، فقد أخبرت نفسي أن أخي عمر قد أخبره لهذا لا ينظر إلي، أبي هو الوحيد الذي يحدثني من بينهم ليس لأنه رائع بل لأنه لا يعلم ولم يتم إخباره.
أخبرت صديقتي خولة أن تخبر ياسر أنني قمت بحظره من مواقع التواصل خوفا من أن يحدث شيء وأن تخبره بأن يحاول العثور على حل لمشكلتنا، لكنه لم يفعل شيء، كانت أياما عصيبة للغاية فقد اكتشف فيها أبي أخيرا عن فعلتي، لم يعد أحد يرغب في محادثتي، شعرت بأن عالمي فارغ تماما وأنه تم التخلي عني بكل هذه البساطة، لذا حاولت أن أقتل نفسي لكنني لم أستطع شعرت بالخوف من ذلك، شيئا فشيئا أصبحت أدرك بأنني شخص لا قيمة له على الاطلاق فقد كان من المؤلم أن يحدث لي شيء كهذا.
في إحدى الأيام قررت أن أنام كثيرا وألا أصحو أبدا، لكن امي واصلت محاولة إيقاظي لتصفعني بعدها متحدثة.
_انهضي بسرعة، لماذا تفعلين كل هذا؟
_فقد دعيني أنام.
_هل فعل لك ذلك الشاب شيئا لكي تفعلي كل هذا؟
_لا لم يفعل.
_إذا لماذا تفعلين هذا؟
استقمت من مكاني لأجيبها بكل ما في من دموع غزيرة، وتأتأة تأتيني دائما مع كل بكاء.
_لا أحد منكم يتحدث معي فكيف أكون بخير؟ الكل يتجاهلني وكأنني غير موجودة، أعلم أنني ارتكبت خطأ بمواعدتي شابا لكن هذا مؤلم حقا... لم يعد يحبني أي أحد منكم، لم أعد أشعر بالانتماء إلى أي مكان.
بعدها بدأ بعض من الكلمات تدور بيني وبين أهلي، كانت كلمات قصيرة للغاية، وكذا نزعت ياسر من الحظر وبدأت أتكلم معه، غبية أنا رغم ما حدث لي لكنني عدت اتحدث إليه، ليس مثلما كنت، لكنني مع ذلك أنا معه مجددا، مرت سنة على تلك الحادثة وأنا أحدثه بشكل طبيعي، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي سألته فيه.
_هل حدثت أمك عنا نحن الإثنين؟
_أجل في ذلك اليوم.
ذلك اليوم؟ يقصد به اليوم الذي اكتشف إلهي ما جرا؟ لقد مرت سنة على ذلك بالفعل، أظنني سأكتفي بهذا القدر من اللصاق به، اكتفيت من جرحي هذا، اكتفيت من الركض ومن كل شيء، رغم حبي الكبير له، إلا أنه لا يحاول حتى من أجلى، كنت الوحيدة من تتألم.
نزعت الفاسبوك خاصتي وفتحت واحدا آخر، مر على ذلك 3 أشهر وأيام، ولكنه لم يحدثني مجددا على الاطلاق.
كان حلما يجب علي الاستيقاظ منه يوما ما، لكن الاستيقاظ منه جاء بطريقة مؤلمة للغاية، كصفعة يصعب ردها.
أنت تقرأ
عبدة العادات والتقاليد (مكتملة)
Short Storyحين تقيد من طرف العادات والتقاليد الخاصة بمدينتك، ف حبك سيقيد شئت أم أبيت