حرب الرفقاء (ليلى والذئب)

الفصل السابع: ثلاثون طعنة

أليساندرو

كان من المفترض أن أكون مع جوان في المدينة سين الآن، ولكن ولادة زوجتي للطفل الثامن حال دون سفري، وبدلاً من أن أعود مع زوجتي للمنزل للإعتناء بها وبالرضيع والأبناء، أنا الآن أمام منزل جاما للتحقيق في قتل زوجته.

أنا ألساندرو يعقوب قائد فريق التحقيق الخاص بالقطيع، لا يوجد اسم لقطيعنا ولكن البعض يلقب القطيع بقطيع ألفا جوان، ويرجع سبب عدم وجود اسم للقطيع هو أننا مجموعة من القطعان ولسنا قطيع واحد وأيضاً جوان يحب تلقيب القطيع باسمه لذلك لم يتطرق جوان لمسألة وضع اسم للقطيع بعد التوسع.

رغم غروره إلا أن تفوق جوان في القيادة يجعلني أشعر بالفخر، كان إستلامه لقيادة القطيع في سن الخامسة عشر يعد سن مبكر، ولكن اغتيال فابيو رفيق أختي ووالد جوان في هذا الوقت بعد ثلاثة أيام فقد من اندلاع الحرب اجبر جوان بصفته وريث منصب ألفا على تقلد زمام القيادة لتوجيهنا في الحرب ومع اعتراض بعض أفراد القطيع على توليه للقيادة في سن صغير إلا إنهم سرعان ما اعتبروه قائد عظيم بعد سيطرته على أراضي المعركة ونجاحه في فك الحصار عنها وتحقيق انتصار ساحق.

ومع براعة جوان في القيادة وإزدهار شؤوننا في عهده بالإضافة إلى توفير الحماية للقطيع سواء من البشر الروج الذئاب أو أفراض القطيع نفسهم، أدى ذلك إلي تفضيل العديد من القطعان الإندماج تحت قيادة قائدنا المبجل، هذا مع إجبار جوان لبعض القطعان على الخضوع كعقاب أو لرغبته في التمدد سواء باستخدامه للسلم أو الحرب.

قبل ذلك كنا قطيع ضعيف وكان سبب المعركة التي أُختيل فيها فابيو أن ألفا أحد القطعان الأكثر قوة مننا أراد طردنا من أراضينا وأخذها لقطيعه كان يرغب في نقل جزء من قطيعه للغابات لأنه كان يقوم ببعض الأعمال غير القانونية وأراد نقلها بعيداً عن العاصمة والشرطة واعتبر أن أرض قطيعنا أنسب موقع لاخفاء أعماله غير القانونية.

خاض معنا معركة كان متأكداً بأنه سوف ينتصر فيها ولكن إنتهت المعركة بقطع رأسه على يد جوان انتقاما لفابيو، ثم احتلالنا لأراضيهم وبعد ذلك انتقالنا للعاصمة وفقاً لرغبة جوان، وجعلنا من أرضهم موضع استقرارنا.

في ذلك الوقت كان فابيو منشغلاً بهروب رفيقته مما شتت ذهنه عن المعركة وسهل من اغتياله لقد غادرت وتركت له رسالة تقر بأنها لم تحبه أبداً تحملته فقط من أجل رابط الرفيق وأنها سوف تغادر للزواج من عشيقها.

قُتل فابيو في مكتب منزله بعد إنتهاء اجتماعه مع بيتا وجاما وكبار محاربين القطيع، كان قتله على يد أحد محاربين القطيع الذي كان في حرب معنا، تسلل من الحدود إلى منزل فابيو وطعنه ثلاثين طعنة متفرقة في أنحاء جسده كان في وجهه فقط خمس طعنات، كان فابيو ألفا لم يكن ليقتل على يد محارب عادي لولا ضعفه لفراق رفيقته.

لم يخبر فابيو جوان بهروب أمه للزواج من عشيقها بل قال إنها غادرت في خدمة للقطيع، لكن جوان وجد رسالة أمه في أحد أدراج مكتب فابيو بعد موته، بعد ذلك قرر جوان أنه لا يحتاج إلى رفيقة وجد أن الرفيق مصدر إضعاف.

سحبني من شرودي رائحة الدم مختلطة مع رائحة المنظفات التي ضربت أنفي عند دخولي للغرفة المتواجد بها الجثة، ثم سقطت عيني على الجسد الهامد على السرير وغارق في الدم، من النظرة الأولى يمكنك اكتشاف أنها قُتلت بطريقة شنيعة غير إنسانية، طعنات متفرقة في جميع أنحاء الجسد ملامح الوجه مشوهة من كثرة الطعنات والدم.

مع اقترابي أكثر للجثمان اتضح العديد من الإصابات غير الناتجة عن الطعن، هناك كدمات على الكتف والوجه، آثار للتقيد في يديها، الملابس تبدو رثة وممزقة نتيجة للطعن، تحدثت للارا أحد أفراد فريق التحقيق الذين سبقوني لموقع الجريمة:
- هل القاتل فعل ذلك؟

أجابت لارا وهي تدقق النظر في الجثة أمامها:
- بالفحص النظري وجدنا أنها تعرضت لضرب عنيف، حتى إن شكل الركبة غير صحيح تبدو مكسورة، نحتاج إلى تشريح الجسد في مستشفى القطيع..زوجها ينفي أنه المسؤل عن هذا الضرب، ونُرجح أن القاتل هو الفاعل..

- وأين كان نيلسون بينما تتعرض زوجته لذلك؟

- لقد سهر أمس في مركز إدارة القطيع حتى الثانية فجراً، ولديه شهود على ذلك..

تجولت بعيني في الغرفة، لاحظت عدم وجود أي نوافذ مكسورة، جميع الأثاث في موقعه الصحيح، الغرفة مرتبة بعناية، لا آثار لأي معركة، الدماء فقط على السرير، ورائحة المنظفات:
- لماذا تملأ رائحة المنظفات الغرفة، هل كانت الضحية تنظف قبل أن تُقتل؟

- لقد قام القاتل بالتنظيف، نظف جميع الأدلة حتى إنه سكب بعض المطهرات على الجثة لمسح بصماته، ولكن تخيل ماذا لقد غفل القاتل عن سلاح الجريمة..

- سلاح الجريمة!

- نعم لقد إستخدم سكين مطبخ، طعن به الضحية ثلاثين طعنة..

يتبع...