الفصل السادس

48 3 100
                                    

وقفت ديما متجمدةً مكانها عندما رأت ميلارد يبتسمُ تلك الابتسامة ، ليس من جمال ابتسامته لا بل من عدم ارتياحها لتلك الابتسامة المريبة ، ثم وضعت علبة الحليب على الطاولة وحركت يدها ولكنها أدركت لماذا كان يبتسم هكذا ، فيدها قد التصقت بعلبة الحليب التي كانت كلها مغطاة بمادةٍ لاصقة وإذا حاولت نزعها بيدها الأخرى فستلتصق كذلك في علبةِ الحليب ، نظرت له في غيظٍ شديد وبدأ هو يقهقه ضحكًا ولكنها حمدت الله انها كانت ترتدي قفازاتٍ في ذلك الوقت ، فقالت له بعد أن هدأت من نفسها: هكذا الوضع إذًا تريد أن تبدأها بالمقالب وأفعالُ الأطفال تلك يا طفلي بالحجم العائلي ، حسنًا لك ما أردت
وقبل ان يفتح ميلارد فمه حتى وجد علبة الحليب قد صُفعت في وجهه والتصق في خده بالكامل ، وقامت هي بخلع قفازاتها بكل بساطة واصبحت علبة الحليب ملتصقةً في وجه ميلارد وعليها قفاز ديما كذلك ، بدأ ميلارد بالصراخ وهو يقول: ما الذي فعلته انتِ في وجهي ستسلخين لي جلد وجهي الآن
فردت هي والابتسامة تشق وجهها: ليس من العادي أن اصلخ لك جلد وجهك ولكن من العادي أن تسلخ لي جلد يدي أليس كذلك؟ ، تلك أعمالك وأنت تجني ثمارها ويبدو أن السحر قد انقلب على الساحر

كان روبرت المسكين قد دخل المطبخ يعد الإفطار ولكنه خرج راكضًا عندما سمع صوت أخيه يصرخ ، فرأى منظر ميلارد بهذا الشكل ونظر إلى ديما وقد خانته ضحكته ثم عقد حاجبيه بسرعة وقال وهو موجهاً كلامه لكليهما: ما الذي يحدث هنا بالضبط
فردت عليه ديما: أنا أخبرك
وحكت له كل ما قد جرى ، فنظر إلى أخيه وهو يقول: نلت ما تستحق اخبرني ماذا ستفعل الآن؟ ، فرد عليه ميلارد: إني احتفظ بمادةٍ تزيل هذا الصمغ في غرفتي اذهب واحضرها لي بسرعة قبل ان ينشف الصمغ على جلدي ولا استطيع إزالته
فقالت ديما: ولماذا لا تحضره انت بنفسك؟ وجهك المصاب وليس قدماك اذهب واحضره بنفسك
وكان روبرت سيتكلم ولكن ديما منعته ، فنظر إليهما ميلارد في غضب وقام راكضًا نحو غرفته ليزيل تلك العلبة الملتصقةِ فيه
التف روبرت ناحية ديما وهو يقول: انتِ تقسين عليه كثيرًا يا ديما وأخاف ان يأتي ذلك بنتائجٍ عكسية فيدفعه إلى الانتحار ونحن لا ننتبه له
فردت هي: سيد روبرت هذا هو الحل الأنسب الآن فقد كان تدليلك له هو من يأتي بنتائجٍ عكسية ، هو يحتاج لمن يدفعه لإنجاز ما يريد ليستمر في تلك الحياة وليس لم ينجز له ما يريد

صمت قليلًا بتفكير ثم قال لها: حسنًا سأكمل بطريقتكِ كما تريدين ولكن إن احسست ان هناك خطرًا يهدد اخي فلن أمنع نفسي من التدخل
فهزت هي رأسها بالموافقة ، وقالت: عد لإكمال ما كنت تفعله
فعاد روبرت إلى المطبخ ، وحينها نزل ميلارد ووجهه أحمر مكان علبة الحليب ولكنه كان قد أزالها بالفعل ، نظر لها بغيظٍ شديد فنظرت له هي باستفزاز
وقالت له: كن لطيفًا معي حتى أكون لطيفةً معك وإلا ستجد مني ما لا يسرك ميلارد
فرد عليها: تلك فقط البداية لا تظني نفسكِ المسيطرة او القوية يا ديما
فأجابته: اوه هذه هي اول مرةٍ اسمعك تناديني باسمي منذ التقينا
فنظر لها بتعجبٍ وقال: ليست أول مرة إنها ثاني مرة
فردت هي: اوه لديك ذاكرةٌ قوية ، لذا اتمنى ألا تنسى أني سأكون وَليةُ أمرك عندما يذهب السيد روبرت إلى العمل
فقال وهو يجلس على كرسيٍ من كراسي الطاولة: رائعٌ الآن لا ينقصني إلا عفريتةٌ من العفاريت لتكون وَليةً علي ، كما أني أريدك انتِ أيضًا ان تتذكري جيدًا كونك صفعتني ثلاث مراتٍ حتى الآن

    صوب هاوية الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن