في شركتنا المعروفة والكبيرة كان الجميع يعمل بقدمٍ وساقٍ دون كسلٍ او إهمال ، وكان روبرت يمشي بهيبةٍ كبيرة في المقدمة وخلفه ميلارد يمشي بملامحٍ جامدة وبجواره ديما والتي كانت تشعر أنها تسير بجوار أشخاصٍ مختلفين عن الذين عرفتهم باليومين السابقين ، وكانت لا تزال تفكر كيف تطبق ما أوصتها به دانيا دون أن تعنف ميلارد فيطبخها روبرت على الغداء ، وكان فضولها لرؤية ذلك الشخص الغريب "فانيتاس" يتملكها أيضًا لتعرف من قد يكون هو هذا الشخص الذي يبدو اسمه مألوفًا بالنسبة لها .
وصلوا وأخيرًا أمام مكتب روبرت وأخبرت السكرتيرة روبرت أن ضيفه الذي أمرها بإدخاله المكتب ينتظره بالداخل ، فهز رأسه بالإيجاب ودخل المكتب وتبعاه ديما وميلارد ، وفور ما رأى ميلارد وروبرت فانيتاس بدأ روبرت بالتهليل والترحيب وقام ميلارد باحتضانه ، ووجهت ديما نظرها تجاهه لتتفاجأ أنها تعرفه فقد كان يقف أمامها شخص ذو عينان زرقاوتان هو الاخر ولكنها كانت داكنةً أكثر في زرقتها من خاصة ميلارد وروبرت ، ولديه شعرٌ أسود ينساب على وجهه بشكلٍ منظم وبشرةٍ بيضاء هو الأخر ومع ذلك كان يختلف كثيرًا عن ميلارد ، فملامح وجه ميلارد تبدو أكثر حدة من ملامحه وأقل إشراقاً ربما كان ذلك بسبب الندبة في وجهه وربما كان بسبب أن البؤس قد أبهت تعابيره منذ زمن .
كانوا قد انتهوا بالفعل من ترحيبهم فباشرت ديما بالكلام قائلة: ألست أنت عارض الأزياء البريطاني المشهور؟
فأجابها وهو يحرك خصلات شعره إلى الوراء ويبدو انه قد انتبه لتوه من وجودها قائلًا: أجل إنه أنا ، يبدو أنكِ معجبة هل ستطلبين توقيعي أم صورة معي؟
فأجابت: سأطلب منك صمتك لا أكثر ولا أقل
وقامت بلف وجهها تجاه روبرت وتابعت حديثها قائلة: روبرت هلَّ طلبت الطبيبة دانيا وأخبرتها بالقدوم؟
فكان من يجيبها ميلارد قائلًا: ولماذا تحتاجين دانيا هل تخجلين أن تجلسين معنا ونحن فقط رجال فطلبتها لتؤنسكِ أم ماذا؟
فأجابت بكل هدوء: أوه عزيزي ميلارد إنني أقوم بعملي هنا ولم أتي لألعب أو أتسلى معكم فأنا ملزمةٌ بأمرك ولا يهمني من حولك ، ثم من قال أن جميعكم رجال؟ فأنت لا تزال طفلًا ولكن بالحجم العائلي لذا فسأجلس معك يا طفلي دون قلق .
نظر لها فانيتاس بصدمة وهو يقول: كيف تجرأين يا هذه؟ ألا تعلمين مع من تتحدثين؟كان روبرت هو من يجيب قائلًا: تلك قصة طويلة سأشرحها لك أنا ، أما عنكِ يا ديما فما رأيكِ أن تأخذين جولةً بالشركة حتى تأتي دانيا؟
فردت: أنت تطردني ولكن بلباقة ، حسنًا ولكني أحتاج من يرشدني هل يمكنني أن أخذ أحدًا ما ليتجول معي؟
فأجاب: ملامحكِ تقول أنكِ تريدين أحدًا بعينه .
فقالت: أجل في اليوم الذي يسبق الأمس قبل قدومي أرشدتني مهندسةٌ هنا تدعى وئام أريد أن أستعيرها من عملها إذا سمحت .
وأنهت كلامها بابتسامةٍ لطيفة تستعطفه بها حتى لا يرفض طلبها ،
فقال ميلارد: الآن تبتسمين وتدعين اللطافة؟ ثم من قال لكِ أن الشركة شركة جدكِ لكي تجوبي بها كيف ما تريدين أنتِ ومن تشائين أيضًا؟ ، روبرت أرفض .
فأقتربت ووقفت أمامه وحدقت بعينه وهي تقول بابتسامةٍ واسعة تبدو مخيفةً للغاية: حسنًا سيد ميلارد ستكون أنت من يرشدني هكذا وسنبقى معًا طوال اليوم .
فصرخ ميلارد مسرعًا: روبرت وافق في النهاية ديما قد أصبحت واحدةً منا من الأساس .
أنت تقرأ
صوب هاوية الهوى
Fantasyفي عالمٍ تحكمهُ المظاهر ويتخفى بين ثناياه الحقد يترعرع الشاب الذي اعتاد على أن يكونَ نجمًا لامعًا محبوبًا يلتف حوله الجميع ، وتنمو فتاة اعتادت ان تكون مرحةً ومفعمةً بالطاقة منذ الصغر ولكن يرى من حولها أن افعالها صبيانية لا تليق بفتاة ، يعيشان بشكلٍ...