part 27

5.5K 146 40
                                    


التفاعل بفرحني كتير و بحفزني كمل كتابة 🥺
و النجمات بتساعد لتوصل الرواية لأكبر قدر من الناس
Vote+comment

تقلّبت مرارا على هذا السرير الناعم ، رافضةً رفع جفوني لا أرغب بلقاء خيوط الشمس ، أشعر بدفئ شديد ، و راحة لا توصف ، صوت العصافير من كل الجهات  ، و رائحة المكان ، مممم كرائحة المطر ، و كم أعشق المطر و توابعه ، أشعر بشيء صلب بجانبي  ، شيء ضخم يأخذ حيزا كبيرا من الفراغ ، كما أن الحرارة تنبعث منه ، فتحت عيني بتروي ، لأنسجم مع الضوء تدريجيا ، لأجد نفسي على فراشه و بين أحضانه تماما ، لا أخفيكم في البداية قررت الهروب ، لكن شياطيني كانت أقوى مني و تركتني أتأمله ، و ماذا سيحدث إنه نائم ، تجرأت يدي على وجهه و تمايلت عليه كما تشاء ، شعره الأسود الأملس كما لو أنه بحر في منتصف الليل خالي من أي صوت أو حركة ، حاجباه الكثيفان الحادان ، إنه عاقد الحاجبين حتى في عز ابتسامته ، و لا شعوريا تسللت ابتسامة ، أحب رموشه  الكثيفة ، و عيناه المكحلة  ، بالإضافة إلى تجاعيد لاحظتها حديثا كلّما ضحك ، و فمه الذي يكتسب لونا داكنا ، كما لو أنه مبهرج ، اغتالتني ضحكة تلك المرة ، وضعت يدي على فمي ، و لم أكف عن تأمله ، ما هذا كما لو أنه مغناطيس ، و كما لو أنني المعدن الوحيد المنجذب إليه ، اشتهيت أن ألمس فكّه ، فاقتربت سبابتي دون تردد  ، ذقنة الخفيفة الناعمة التي تمتلك سواد الليل كحال شعر رأسه ، وضعية رأسه ساعدتني لأرى تفاحة آدم ، لينزل إصبعي إليها ، و يتمايل حولها ببطء شديد ، أصدر تنهيدة بدت لي و كأنها رغبة ، شعرت بالخجل من نفسي و احمر وجهي من شدة الإحراج ، سحبت يدي بسرعة و حاولت عدم التحرك ، لكنّه نائم ، اقتربت منه مجددا و بقيت صامتة في حضرة هذه اللوحة الفنية النائمة ، من ثمّ قلت بصوت مسموع و بعد الكثير من التفكير

" أرغب بك "

ابتسمت برضى و استقمت عن السرير و أخيرا
قمت بروتيني الاعتيادي من تنظيف أسنان و حمام و تصفيف شعر ، بعد ذلك نزلت إلى المطبخ و بدأت بإعداد الفطور ، دخلت غرفة محمد و لقد كان عميق النوم  ، كم يشبه تيليتابيز ، أيقظته بهدوء

" محمد ...يا محمد ...بسرعة علينا أن نهرب ....محمد ...عاااااا "

فتح عينيه بفزع و هو يحرك يديه بالهواء كالأبله
" ماذا من ...ابتعد.....ابتعد ...اهربيييي "

كنت أضحك عليه كيف يتكلم كالمجانين " ماذا يوجد ماما "

ناظرني باستياء ممزوج بالغضب

" لا شيء لكنك لا تستيقظ ،  و الفطور جاهز "

أحيانا أستخدم تلك الطريقة في إيقاظه ، فهو من أصحاب النوم الثقيل ، تماما مثلي

كانت الساعة السابعة

صعدت إلى الغرفة لأوقظ جاد ، طرقت الباب و فتحته مباشرة لأراه مجردا من ملابسه ، ارتبكتُ و أصبحتُ تماما كالحائط ، خفضت رأسي بإحراج

أرغب بالعيش مرَّة أُخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن