ليس لأجلي بل لأجله

2.2K 94 23
                                    

"توقف"
قال هاني ثم أبتعد عن مُدَثر
"ما مشكلتك مع وشمي؟"
كان يسأل لأن مُدَثر يتعمد خدشه وعضه تاركاً آثاراً مؤلمة عليه

"ليس لدي مشاكل معه، أحبه"

"إذاً توقف عن أفعالك به"

"لكن"
حاول الحديث وتنهد هاني بقلة حيلة
"مفهومك عن العلاقات مشوه"

أعتدل في جلوسه
"العلاقات الجنسية لا يفترض أن تُبنى على العنف، هناك من يحبونه ولكن ليس انا بالطبع، يفترض أن تكون العلاقة مبنية على تراضي الطرفين، وانا لا أحب العنف أبداً ولن أقبل به"

كان هاني صبوراً ويتعامل مع أفعال مُدَثر بهدوء ويتحدث معه عنها، بما أنه قد وافق على دخول علاقة معه فقد سبق وجهز نفسه لكل شيئ سيئ يمكن أن يحدث وكيف عليه أن يتصرف

"انا آسف"
أعتذر مُدَثر

"المهم أن تتعلم من أخطائك"
قال ثم نهض ليحضر مرهم الكدمات ويضعه على الوشم وحوله

"كيف حال العمل؟"
سأل هاني لأن مُدَثر بدأ بالذهاب لشركة ليتدرب بها على عمل التسويق

"ليس سيئاً"

"ستعتاد بسرعة على الوضع، التسويق سهل، فقط وسع مجال إدراكك وملاحظتك للأشياء"

كانت هذه بالضبط المشكلة، هاني جيد في التفكير بحرية عكس مُدَثر الذي يعاني ليحصل على معلومة أو فكرة جديدة

"أتعتقد أن بأمكاني أن أوسع مجال رؤيتي للأشياء؟، انت بارع بهذا ولن تفهم كم أن الأمر صعب علي"

"انت تتعلم بشكل جيد، هذا يعني أنك قابل للتطور والتغيير، لذا انا واثق أنك تستطيع فعلها"
نهض ودخل غرفته

أرتدى بنطال قطني أخضر وبلوزة بيضاء وقلادة بها حلقات بيضاء وخضراء، ثم أخذ حقيبة قماشية مكتوب عليها (الفلوس شاحة والحالة احا)

خرج من غرفته وعندها أوقفه مُدَثر
"أنتظر"

توقف هاني أمامه ونظر مُدَثر لملابسه نظرة فاحصة
"ستخرج هكذا؟"

"أجل"

مد مُدَثر يده ليمسك بالبلوزة ليتحسس سمكها
"خفيفة جداً"

"بأي حال سأصعد في سيارة فاطيما طيلة الطريق"

"ما مشكلتك مع المعاطف؟"
سأل مُدَثر

"لا أحبها"

"بالطبع لن تخرج هكذا، هذه ملابس صيفية، أرتدي شيئ أخر"

خلخال في المصيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن