سهرت ام علي طوال ليلتها تقلب الصفحات، فهمت بعض الكلمات، ولكنها لم تتأكد مما فهمته، وفي الصباح بعد ذهاب أمنية للمدرسة والذي اوصلها للمدرسة مع ابنة خالها هو كوتا، ولكنه عاد لعمته فجأة وهو يصيح:- عمتوووو.
اتنفضت ام علي فزعة 😰 :- اعاااااا فزعتني ، ده أنا كده قطعت الخلف.
كوتا 😲:- هو انتي بتفكري تخلفي تاني بعمرك ده؟
ام علي:- اه لسة نفسي في تؤام 😏، هو انت مارحتش مدرستك ليه؟
كوتا:- عندنا رحلة، وانا مش عايز اروحها.. ها؟
ام علي:- ها ايه؟
كوتا:- الكتاب.. فهمتي حاجة؟
ام علي:- يعني مش متأكدة..
كوتا:- مش متأكدة ازاي؟ اللي فهمتيه قوليه يا عمتو.
ام علي:- هو مش متأكدة.. بس احاول اشرحلك اللي فهمته.. يعني فهمت اني ممكن اروح اي مكان لو قلت كلمة السر قبل اسم المكان او الزمان وعلشان ارجع لازم اقولها تاني لوحدها بدون اسم اي مكان اذا فهمته صح.
كانت تقبض على الكتاب بيديها و هي تتحدث، فوضع كوتا يده على ذراع عمته وهو يقول:- يعني يا عمتو لو قلت مثلاً فرقع لوز ابرهة والفيلـ....
وقبل ان يكمل كوتا حرف اللام، أظلمت الدنيا وشعرا أنهما داخل إعصار كبير ولم يتوقف الا وهما في مكان غريب، لا.. ليس مكان بل صحراء وجبال عالية ووديان، وحولهم اعداد هائلة من الرجال الشديدو السمرة، تبدو الصلابة والجلد بادية على ملامحهم، وهم مدججون بالسلاح، أمامهم عدة فيلة يسوقونهم نحو مكان استوعبت ام علي وكوتا أين هم فتمسكا بذراع بعضهم، والتفت كوتا لـ محفة عليها رجل مكفهر الوجه، كثيف الشعر، شديد السمرة ذو ملامح أفريقية صرفة مع أثر ضربة سيف في وجهه وشفته، ومن الوصف عرفا انه...
كوتا:- اعاااااا أبرهة إلحقي يا عمتو، أبرهة الحبشي جاي علينا....
ام علي:- يالهوي.. إجري يا كوتا، إبعد يا ضنايا من قدام الفيل.
كوتا:- اعاااااا إنت رايح فين ياااض أنت.. خد فيلك وغوور.
ام علي :- دا رايح ناحية مكة.. ربنا ياخدك يا أبرهة(بعد التفكير للحظات) اه صحيح ده مات من زمان.
كوتا :- يختااااي خد يااض هنا، ولا عشان معاك فيل يعني، تعاااال..
قفز كوتا و تعلق بحبل معقود بعقد متعددة تساعد بالصعود للفيلم، وصعد على ظهر الفيل الذي كان يسير خلف الفيل الأكبر بتلقائية، فألقى الحبل العقود لعمته التي كانت تجري بجانب الفيل، وصرخ قائلاً:- عمتو اركبي الفيل ورايا.. عمتوووو لاااا.
حاولت التعلق بالحبل والصعود فلم تعرف، وكلما حاولت تسقط، كررت المحاولة عدة مرات وسقطت عدة مرات، كوتاقال:- يلا بقى. ام علي:- مش عارفة اطلع، أنا تخينة هاتلي كريتة احسن، الفيل مش هيسد ويشلنا.. احنا التنين تُخان.
كوتا:- هههههههه الفيل هيسد، متقلقيش.
حاولت ام علي من جديد، وانحنى يشدها كوتا وضحكاته تتعالى، نجحت بالصعود وجلست خلفه وهي تنظر لكوتا بحنق، وفي هذه اللحظة قبل أن تشتم ام علي كوتا الضحكه، سمعوهم يتصايحوان انهم في شعاب مكة، وسرق جيش أبرهة الجمال.
كوتا:حاسب دول بيسرقوا الجمال بتاعت اهل مكة.
نزلوا عن الفيل كما صعدوا، وكان النزول أسهل لوقوف الفيل عن السير.
كوتا:- انا هاجيب حصان وسيف وجاي.
تعالت ضحكات ام علي على كوتا وصرخاته
كوتا:- اعاااااا، اللي يقرب من جمل هاشقه نصين، ماشي؟... ابعد يااااد.
ام علي:- لا ماتخفش على الجمال.. ده عبد المطلب نزلهم أهو.. سامع بيقول إيه؟ ده بيقول سيبو الجمال بتاعتنا.
صرخ كوتا:- إحنا معاك يا جدو.
نظر عبد المطلب اليه بطرف، ثم ينظر أبرهة وكأنه لا يراه
ام علي:- سمعت ابرهة بيقول إيه؟
كوتا:- إيه؟؟
ام علي:- بيقول ده انا إفتكرت إنك هتقول إبعدوا عن الكعبة...
كوتا:- إمشي يااض بدل ما اقتلك
التفت أبرهة لثواني نحوها وعاد لينظر لعبد المطلب ويكملا كلامهما، فتسائل كوتا:- عمتو.. هما بيبصولنا كدة ليه؟ انا حاسس انهم مستحقرينا !!
ام علي:- مش عارفة، بس ده يمكن حل لغز كلام الكتاب.
كوتا:- ازاي؟.. مش فاهم؟
ام علي:لما افهم ابقى افهمك يا واد.. سامع عبد المطلب بيقوله انا صاحب الجمال، اما البيت فـ له رب بيحميه.
كوتا بصراخ :- ابعد عن التنين، الجمال والكعبة يااض(إلتفت لعبد المطلب) انت صح يا جدو..
ام علي:- دول منفضين لك يا كوتا
كوتا:- انا هاقف معاك يا جدو اسود هنبقى ضد الكلب ده.
لم يرد عليه أحد، لو يلتفت اليه أحد.
ام علي:- كوتا مش هنقدر نعمل حاجة.. شوف.
رفضت الفيلة مهاجمة الكعبة، رغم ضرب الساسة للفيلة، و بدأت السماء تظلم وكوتا غير منتبه، فصاحت ام علي :- اجري معايا نستخبى يا كوتا.
كوتا:- لااا، انا انا هاخد حصان واروح عند الكعبة ادافع عنها.. لاااا مافيش خوف.
ام علي وهي تسحب كوتا:-كووووتا.. الطيور معبية السما.. جنود ربنا جت يا كوتاا، طيور الابابيل.
كوتا:- يختااااي.. احس يا جزم، اهو ربنا رد عليك يا أبرهة يا أشرم اهو، الله اكبر الله اكبر.. (إبتسامة سخيفة) نمشي احنا بقى ياعمتو
ام علي:- يلا بينا امسك بإيدي وقول معايا بنفس واحد.. فرقع لوز البيت
كوتا:فرقع لوز البيت... ماحصلش حاجة
ام علي :-غريبة .. طب تعالا نقولها مع بعض تاني
ام علي وكوتا بنفس واحد:- فرقع لوز البيت.
شعرا أنهما داخل الإعصار من جديد؛ ليعودا إلى داخل المنزل، فقال كوتا وهو يرتجف :- هو.. هو جرى ايه؟ هو احنا كنا في الماضي؟ صح؟ ازاي؟ هو ليه ابرهة كان عايز يهد الكعبة؟ انا ناسي
ام علي:- شكلنا رجعنا الماضي.. أبرهة كان اصلو حبشي وحكم اليمن وسمع عن مكة والكعبة، وحب تكون صنعاء اهم من مكة، سيب دراعي ياواد، ايدي خدلت (اغلقت الكتاب ووضعته في الصندوق واغلقته بالمفتاح وهي تكمل) أبرهة بنى كنيسة كبيرة وبيقولوا زين حيطانها بالحجارة الكريمة زي الياقوت الألماس والزمرد، بنأها بصنعاء وعمل حفلة كبيرة وبعت للعرب يجوا يزوروا كنسيته الاحلى من الكعبة بتاعتهم، ويوم الحفلة بيقولوا ان خطب في الضيوف وقلهم ان كنسيته احسن من الكعبة واجمل، وصنعاء هتبقى أشهر من مكة و اخد يعدد المزايا اللي لكنسته وعيوب كعبتهم، فإتغاظ اتنين من العرب وخشوا الكنيسة، وعملوها مراحيض عامة، ولما فتح باب الكنيسة وعزم الناس يدخلوها، اتصدم من ريحتها الوحشة، واكتشف اللي عملوه في الكيس، فغضب وحلف ليهد الكعبة، وعت جاب فيلة من الحبشة وهجم زي ما شفنا فربنا بعت الطيور الابابيل، والظاهر اننا عرفنا سر الكتاب،
وربنا زكرهم بالقرآن، فهمت السر
كوتا ببلاهة:- سر إيه؟
ام علي:- سر رحلتنا.. مغامرتنا.. الكتاب
كوتا:-رحلة إيه ؟ مغامرة إيه؟
ام علي:- مالك يا واد؟ ابرهة والفيل مش فاكر؟
كوتا:- انا فاكر اني سألتك لو قولنا كلمة فرقع لوز أبرهة والفيل وبعدين لقيتك بتتكلمي عنهم.
دهشت ام علي من عدم تذكر كوتا لشيء من ما حدث معهم فقالت:- طيب خلاص روح ارتاح خرج كوتا وهو يشعر ببعض التشتت، وجلست ام علي محتارة لماذا لم يتذكر كوتا شيء.القليس في صنعاء موجود اثرها لليوم، هذه الصورة حقيقية
أنت تقرأ
فرقع لوز
Randomالسلام عليكم.. أنا اسمي ام علي، عمري فوق الخمسين، ساكنة في حتة قديمة شويتين، بيتنا بيت العيلة، البيت كبير وكلنا عايشين فيه، بيقولوا ان جد جد جدي هو اللي بنى البيت ده وانه اتعلم و درس على أيدين المشايخ، ايشي فقه وايشي شريعة وايشي طب وحاجة اسمها الفل...