زفاف

26 1 1
                                    

سيداتي سادتي اِستعدوا فهذا شيء وكما قالت بينكي دينكي دو لا تروْنه كل يوم!

تمسكُ بيدها التي تحمل بها باقة أزهار بيضاء بعضا من ثوبها الناعم الأبيض المنساب على طول جذعها المنحوت يرتفع طرف الفستان فيظهر كاحلها الذي يُلف بحزام الحذاء الأبيض ترفع شعرها الأسودَ ذا الشقرة المصبوغة تزينه بتاج ورود بينما تنساب خصلات من شعرها أمام عينيها تصعد الدرج فيتمايل طرف ثوبها تأخذه الريح يمينا ترفع يدها لتبعد خصلاتها من على عينيها يعانق معصمها الأسمر سوار ألماسي بأحمر شفاه فاقع وجفون يرسم الكحل داخلها وفوقها بسحبة كعيون قِطة أرادت أن تظهر له... للعريس مدى جمالها المملوح!

وصلت للطابق الثالث وعندما كانت تمر بجانب غرفة ما فتح الباب وفي ثانية اِمتدت يد لتوضع على ذراعها وتسحبها للداخل، وضع يده على فمها "إنه أنا" بينما فتحت عيناها على اِتساعهما لتقول "امممم مممم مممم" عقد حاجباه "ماذا؟" ثم اِنتبه ليرفع يده من على شفتيها قال لها ذو البذلة الرجالية والوسامة الغير معقولة "عروسي الجميلة" رفع يده ومررها على خدها وشوشها "يجب أن يُعتبر كونك بهذا الجمال جريمة!" بينما ضحكت عدل من تاج الورود الذي كان من أهداها إياه قال ناظرا في عمق عينيها "وحدكِ من ستكون عروسي دوما" كانت كلماته دائما ما تترك علامة كجرح غائر فيها وقبل أن تتحدث بينما كادت عيناها تغرق بالدمع وقبل أن ترد علما أن لا لحظاتٍ أخرى ليقضياها معا بعد،  سمعا من ينادي باِسمه "هيا يجب أن تذهب سأنزل بعد قليل" هز برأسه عانقها "حسنا" فتح الباب لكنه توقف وقال "تذكري أنني سأنتظر نزولكِ أنتِ فقط".

بعد قليل دخلت تلوح بباقة الورد "من يراك قد يظن أنك العروس" قالت أختها التي تجلس تمد يداها لاِلتقاط الورود "من أراد أن أرتدي الأبيض مثله؟" نظرت الأخت للباقة "أووو شكرا أنك نسقتها سأضيع دونك حقا" حينما وقفت العروس وهي تنظر لاِنعكاسهما على المرآة "يوم زفافك سأكون موجودة أيضا سأهتم بكل التفاصيل كما تهتمين أنتِ بي الآن" نظرت إليها بينما فتحت ذراعاها لمعانقتها "تقريبا نحن وحيدتان" لتلف الأخرى يداها حولها "لطالما كنا" نظرتا لبعضهما "لكن الآن لدي "لي" وأنتِ كذلك سيكون لديكِ شخص ما... يوما ما" هزت برأسها موافقة لكن مالم تعلمه الأخت الكبرى أن شقيقتها بالفعل لديها أحدهم!

شابكت الأختان يداهما ووقفتا أمام السلم بينما صفق الحضور كان العريس واقفا أسفل الدرج ينظر لكليهما ينتظرهما معا ضعد بضع خطوات مد يده لعروسه قبّل يدها وقال من كل قلبه يهمس في أذن العروس وعيناه مثبتة على أختها "إنك جميلة جدا كنت محقا عندما قلت لكِ أن جمالك هذا جريمة، تحت ضوء هذه القاعة إنكِ تخطفين أنفاسي وتلمعين... تلمعين كنجمة" نظرت له العروس مقطبة حاجباها "لا لم تقل أن ذلك جريمة!" ليضع عيناه عليها بعد أن رفعهما من على أختها "حقا! إذن هأنا ذا قد قلت".

في الواقع لم يكن من الممكن أن يمر ذلك الزفاف على ما يرام تلك الأسرة لديها تاريخ طويل من الأمراض النفسية والجنون على عديد أفرادها ولإثبات ذلك فقد شهد ذلك العرس مصيبة حينما صعدت أم "أمل" على خشبة المسرح مترنحة وقد أفقدها الدواء أعصابها مرة أخرى تصرخ بين الضيوف "لدي اِبنة، اِبنةٌ جميلة من يريد أن أزوجها له؟" بحثت عنها وسط الضيوف المندهشين لتصرخ "ها هي ها هي ترونها سمراء مثيرة" كان ذلك مذلا جدا لكلتيهما بينما صرخ العريس للفرقة وأحد النادلين يصعد لإنزال المجنونة "لا داعي لإيقاف الموسيقى" بينما علت أصوات الكمان والبيانو مجددا لتصرخ أكثر "وهذا زوج اِبنتي الكبرى ترون كم هو وسيم! أردت إقناعه بأخذ الصغيرة لكنه لم يرد إنها أكثر جمالا وأكثر" غمزت له بينما لعنها هو في نفسه وصوت ضحكتها المزعجة بشكلها الهستيري ضاعَ وسط فوضى الموسيقى كان الجميع ينظرون إليها يتتبعونها بأعينهم وهي كسكرانة يقودها النادل لمكان ما.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 02, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كالشيطانِ رقم 5 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن