وقع ميلارد على الأرض وكان يتألم من أثر ارتطامه بالأرض ولكن ما أوقف تألمه حقًا هو صوت القماش الذي سمع كلاهما تمزقه ، فما كان من ميلارد إلا أن فتح عينيه على وسعهِما وبدأ يتفحص ملابسه فوجد أن سرواله قد تمزق تمامًا وظهر ما يرتدي من ملابس داخلية ، وديما تقف في الزاوية تتأمل جمال السقف في محاولةٍ منها لعدم النظر إليه لكي لا تحرجه وكما تحاول كتم ضحكتها على ما يحدث أمامها ، وفي ذلك الوقت كان يرتدي ميلارد سروالًا باللون الأسود من القماش وسترةً قطنية ذات أكمامٍ قصيرة باللون الرمادي يغطيها بجاكيتٍ باللون الأسود هو الأخر ، فخلع جاكيته بسرعة وقام بلفه حول خصره وكالمتوقع من أي شخصٍ طبيعي أنه سيركض ليبدل ثيابه ،
إلا أنه قام من مكانه وذهب لديما وصرخ باسمها فجأة بصوتٍ عالٍ لدرجة أنها قفزت من مكانها ، ثم قال: هل أنتِ سعيدةٌ الآن؟ هل تجدينَّ هذا ممتعًا؟
فهزت رأسها بالرفض وهي لا تزال تنظر للسقف وتحاول السيطرة على نفسها لكي لا تضحك ، ولكنه صرخ بها مجددًا قائلًا: انظري إليَّ عندما أتحدث معكِ ولا تتأملين السقف فأنا الذي أحدثكِ وليس هو .
فوجهت نظرها تجاهه ببطء وفور ما نظرت إلى وجهه انهارت في الضحك ، بينما الأخر يغلي من الغضب فتحدث قائلًا: سأجعلكِ تعرفين كيف تضحكين جيدًا يا ديما .
وما قاطع حديثه هو سماعه لصوت سيارةٍ تصف تحت المنزل فنظر إليها بحقدٍ وذهب ليغير سرواله ، فخرجت ديما وراءه فورًا وعيناها لا زالت تدمع من الضحك وتتبعته بعيناها لتعرف مكان غرفته بالضبط حتى وصلت إلى مبتغاها ، ووجدت روبرت وفانيتاس يدخلون من الباب ويلقون السلام ، ردت عليهما ديما ورحبت بهما وسرعان ما نزل ميلارد هو الأخر لاستقبالهما فدخلوا جميعًا وجلسوا بالصالة وبدأ ميلارد يحكي لهم عن تفاصيل اليوم الحافل الذي قضاه مع ديما ، وكيف أنها جعلته يصلي وأعطته طُرقًا لتجنب التدخين وفي النهاية أفسدت كل ما فعلته بتمارينها البلهاء .وفجأةً انتبه روبرت أن ديما غير موجودةٍ من الأساس فقال: ميلارد هل رحلت ديما؟
فأجابه ميلارد: لا لا أتوقع أنها سترحل بدون ولا كلمةٍ هكذا .
وقاطع حديثهم سماع صوت ضوضاءٍ بالمطبخ فنهضوا جميعًا وذهبوا إلى المطبخ ليروا ماذا تفعل تلك الفتاة ، وعندما دخلوا إلى المطبخ صرخ ميلارد وبدأ روبرت وفانيتاس يضحكان ، فقد وجدوا ديما تمسك بالكثير من علب السجائر وأمامها وعاءٌ كبير كانت قد ملأته بالماء ، ويغرق في هذا الوعاء الكثير من السجائر المقسومة إلى أجزاءٍ عدة ويبدو أنها قسمتهم لكي لا تترك لميلارد أملًا في استخدامهم مجددًا ، تقدم ميلارد تجاهها ولكنها أوقفته وهي ترفع السكين في وجهه وتقول: تقدم خطوةً أخرى ولن تعود ملامح وجهك الجميل تظهر وسيصبح كله ندبات .
وهنا توقف روبرت عن الضحك وبدأ يترقب ما ستفعله ديما ، وأما ميلارد فقد وقف متجمدًا في مكانه فتابعت هي ما كانت تفعله ، وهنا قرر فانيتاس الخروج عن صمته قائلًا: كيف حصلتي على كل هذه السجائر يا ديما؟
أنت تقرأ
صوب هاوية الهوى
Fantasíaفي عالمٍ تحكمهُ المظاهر ويتخفى بين ثناياه الحقد يترعرع الشاب الذي اعتاد على أن يكونَ نجمًا لامعًا محبوبًا يلتف حوله الجميع ، وتنمو فتاة اعتادت ان تكون مرحةً ومفعمةً بالطاقة منذ الصغر ولكن يرى من حولها أن افعالها صبيانية لا تليق بفتاة ، يعيشان بشكلٍ...