الفصل الرابع عشر

28 2 65
                                    

وقع ميلارد على الأرض وكان يتألم من أثر ارتطامه بالأرض ولكن ما أوقف تألمه حقًا هو صوت القماش الذي سمع كلاهما تمزقه ، فما كان من ميلارد إلا أن فتح عينيه على وسعهِما وبدأ يتفحص ملابسه فوجد أن سرواله قد تمزق تمامًا وظهر ما يرتدي من ملابس داخلية ، وديما تقف في الزاوية تتأمل جمال السقف في محاولةٍ منها لعدم النظر إليه لكي لا تحرجه وكما تحاول كتم ضحكتها على ما يحدث أمامها ، وفي ذلك الوقت كان يرتدي ميلارد سروالًا باللون الأسود من القماش وسترةً قطنية ذات أكمامٍ قصيرة باللون الرمادي يغطيها بجاكيتٍ باللون الأسود هو الأخر ، فخلع جاكيته بسرعة وقام بلفه حول خصره وكالمتوقع من أي شخصٍ طبيعي أنه سيركض ليبدل ثيابه ،

إلا أنه قام من مكانه وذهب لديما وصرخ باسمها فجأة بصوتٍ عالٍ لدرجة أنها قفزت من مكانها ، ثم قال: هل أنتِ سعيدةٌ الآن؟ هل تجدينَّ هذا ممتعًا؟
فهزت رأسها بالرفض وهي لا تزال تنظر للسقف وتحاول السيطرة على نفسها لكي لا تضحك ، ولكنه صرخ بها مجددًا قائلًا: انظري إليَّ عندما أتحدث معكِ ولا تتأملين السقف فأنا الذي أحدثكِ وليس هو .
فوجهت نظرها تجاهه ببطء وفور ما نظرت إلى وجهه انهارت في الضحك ، بينما الأخر يغلي من الغضب فتحدث قائلًا: سأجعلكِ تعرفين كيف تضحكين جيدًا يا ديما .
وما قاطع حديثه هو سماعه لصوت سيارةٍ تصف تحت المنزل فنظر إليها بحقدٍ وذهب ليغير سرواله ، فخرجت ديما وراءه فورًا وعيناها لا زالت تدمع من الضحك وتتبعته بعيناها لتعرف مكان غرفته بالضبط حتى وصلت إلى مبتغاها ، ووجدت روبرت وفانيتاس يدخلون من الباب ويلقون السلام ، ردت عليهما ديما ورحبت بهما وسرعان ما نزل ميلارد هو الأخر لاستقبالهما فدخلوا جميعًا وجلسوا بالصالة وبدأ ميلارد يحكي لهم عن تفاصيل اليوم الحافل الذي قضاه مع ديما ، وكيف أنها جعلته يصلي وأعطته طُرقًا لتجنب التدخين وفي النهاية أفسدت كل ما فعلته بتمارينها البلهاء .

وفجأةً انتبه روبرت أن ديما غير موجودةٍ من الأساس فقال: ميلارد هل رحلت ديما؟
فأجابه ميلارد: لا لا أتوقع أنها سترحل بدون ولا كلمةٍ هكذا .
وقاطع حديثهم سماع صوت ضوضاءٍ بالمطبخ فنهضوا جميعًا وذهبوا إلى المطبخ ليروا ماذا تفعل تلك الفتاة ، وعندما دخلوا إلى المطبخ صرخ ميلارد وبدأ روبرت وفانيتاس يضحكان ، فقد وجدوا ديما تمسك بالكثير من علب السجائر وأمامها وعاءٌ كبير كانت قد ملأته بالماء ، ويغرق في هذا الوعاء الكثير من السجائر المقسومة إلى أجزاءٍ عدة ويبدو أنها قسمتهم لكي لا تترك لميلارد أملًا في استخدامهم مجددًا ، تقدم ميلارد تجاهها ولكنها أوقفته وهي ترفع السكين في وجهه وتقول: تقدم خطوةً أخرى ولن تعود ملامح وجهك الجميل تظهر وسيصبح كله ندبات .
وهنا توقف روبرت عن الضحك وبدأ يترقب ما ستفعله ديما ، وأما ميلارد فقد وقف متجمدًا في مكانه فتابعت هي ما كانت تفعله ، وهنا قرر فانيتاس الخروج عن صمته قائلًا: كيف حصلتي على كل هذه السجائر يا ديما؟

    صوب هاوية الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن