حزين وابيك و واصلٍ حدي
ودي بوصلك لكنّ الاقدام مبتوره
مسافةٍ مابيننا .. ادري بها وتدري
كَنك فجبال ابها وانا براس تنوره '
بعد الظهر
مشى لابوعقاب ووجهه باينٍ به التعب وعيونه ذبله / طلبتك يابوعقاب .. خلني اخذ مرتي واروح اشوف بلاها طالبك لاتردني
ابوعقاب وهو مستبعد فكره انها تبعد عنه /قدنا تكلمنا في هالموضوع .. لاتعيده يابوك
عايشةٍ مالها وازعٍ للسفر والمشاوير
يبي يتعبها زود
وعايشة فاقدتك ياحاتم ماتسير عليها .. هي بحاجة وقفتك معها
هز راسه ومشى وكلن يلومه .. ماريد تشوفها عيني وانا خابر اني ابسري للبلاد لحالي
ماريد اشوف التعب بعيونها جعلتي اخذ بلاها ... يالله يامعين العباد عينّي وعاونّي /
\
دخل عليهم المجلس ووجهه خاوي والضيق تقراه بعيونه .. تنهد عزام ويوجس الدم حامي بجسمه .. ذبحته الحميا وده ياخذ الضيق وينصفه بينهم .. لحقه عقبب ماطلع قبل مايجلس /ابك انت تدري وش ودي .. ودي اخذ بلاك منك واقسمه بيننا .. مايذوق بالي الراحه والفرح نفرحه سوى والحزن لك لحالك ياخوي .. ابك قم غسل وجهك والعصر سيّر عليها .. هي وكاد انها تنطرك رفع عيونه لعزام ويدري بصحة كلامه .. تشيل بخاطرها .. اوحس الانانيه اللي به وهو يفكر بعمره ولا فكر بها .. وكاد العصر يبي يمرها /
\
نزل شيلتها عن راسها وهي تعاين بالفرس اللي عطاه ابولافي/انت تبي العرب يشوفوني .. بلاك تنزل الشيله
سعود /اللي يحط عينه ولو على طرف ثوبش ولو بالغلط اني لااقلع عيونه من محلها
سكتت خجله منه .. من مشاعرها له .. اللي لاحيلٍ لها ولا قوه فيها ..
تنهدت ودخلت بيت الشعر وعين يعود عليها..
ابتسم /ايه يانهيل .. بدا بلاي يلحقش
لحقها ودخل /ترانا نبي نروح الصبح بكره لديار عايشة
نهله /تقول ديار عايشه .. كن مابها غيرها
سعود /لو مهيب بها .. وش لي بها /
\
بعد صلاة العصر اللي طال ميعادها
عدل شماغه وشكله العربي .. يوحي للي يراه بانه من شيوخ العرب
سرى لدارها واقدامه تسبقه .. ويدري بروحه لو شافها ماهيب متحمله عينه .. لكن لزوم بفكر بحالها
دخل بعد ماسلم على ام عقاب وام عايشه .. بيت الشعر الكبير .. بلع ريقه بضعف
هذي يومين .. ياعويش يومين وهذا حالي
كانت تطالعه ولاهيب قاويه تقوم من وصاة المداويه .. ارسع بخطاه لها ومسك يدينها وقبلهن ولمها لصدرره بكل حييله .. او بكل شوقه .. وحنينه لها
ولأمانيه اللي تمناها معها وذبحها القدر
كان صوت ضحكها يفوق صوت انينه وتنهاته على صدرها .. لين سمع شهقتها بعد ماحط يده على بطنها .. حطت يدينها على وجهها تمنع صوت بكاها لايسمعونه
/
سعيد مع سعود يتمشون بعد الصلاة
سعيد والهواجيس تاكله من البارح من جاهم خبرها /نبي نمشي الصبح لعايشة.. ومن يبي يجي ؟!
سعود ارجفت روحه /ان شاءلله .. انا وانت ونهله وزينب البارح كلت عقلها الهواجيس /
\
بعد ماركدت اشواقهم .. وردوا لصوابهم
جابت زينه القهوه /عاد القهوه عليك ياحاتم العذر والسموحه
حاتم ابتسم / كل شيٍ يهون لعيونها عويّش
عايشه تطالعه وبعيونها سوالف ليل ماهجاها النهار ..
بعد ماركب القهوه على النار تطبخ .. وطال سكوته وعينه عليها
حاتم ابتسم من خجلها اللي يحبه كثر حبه لها
صدت من ابتسم بتنهيده .. تفكر بكلام البارح ماهنى لها رقادها
مسك دقنها ولف وجهها بريب!! /عايشه .. هو انتي تهوجسين بشيء وييش بعيونش من هروج !
عايشة خمته بضعف /حاتم .. هو انت تحبني ؟ هاه يابوي ؟
حاتم /الا ياعين ابيش .. انا توي ادري اني احبش هالكثر .. هو انتي تقولينه ياعويش
انتي بعيونش هرج .. اسلمي؟
عايشك لمعت عيونها ودمعتها تبي تحدّر .. ولاهيب قاويه تخفي عنه /البارح .. امك والحريم بدن يروحن .. تقول ان الشيخ يبيك تعرس وتجيب له الولد
لازمه الصمت ويرى عينها تهل مطرها ..
'
كانك تبي الفرقى اعلن استسلامك
منته على هقوتي فحروب المحبه
اصبحت نقطة تعجب وانا استفهامك
هنا نقطة نهاية حبنا ولو طال دربه
'
فززمنرمكانه ومشى للشيخ ابوراجح ودمه فاير .. ومن حظه ان العرب يتجهزون لصلاة المغرب ومابه غير ابوراجح وابوعقاب ومصعب وعزام ..
دخل بعد ماترك عايشة تشاهق وهي تناديه / يبهه!! .. وش هالعلم اللي جاني ، وشلون تقرر بحياتي ولاتشاورني .. انت تبي العرب تنقد علينا ،
مصعب مسك حاتم المندفع ويشوف بعيونه دمع ماسكه بالزور /اجل تبي تزوجني
ابوعقاب عقد حواجبه /ويش؟
الوراجح بغضب من تصرف حاتم اللي لايعاتب فيه ولا يلام /بلاك انتت .. اتزن واهرج مثل العرب
حاتم بغضب طاغي على ملامحه /لاا .. الله لايجعلني مثل العرب بيوم
ابوراجح ناظر ابوعقاب المصدوم ورجع يناظر حاتم /وش الغيب لو تزوجت .. عايشة معززه مكرمه ، ولا ماودك بالعيال والضنى .. ماودك باللي يشيل اسمك واسم ابيك
حاتم سكر عيونه بضعف الا وده ، وده لكنّ حكم القدر ضده /انا غيرها ماودي .. ولا ابي ولا ابي اححدن يتكلم بلساني للعرب
ابوراجح /العرب وش تبيها تقوول !!! الهرج قده تناقل بينهم
حاتم وصوته جهر وصوت صهيل فرسه يلحق كلامه / ربي ماخلقني الا لجل عبادته ماهو لجل تتبّع هروج العرب \
/
اصبحوا العرب وفز من مكانه ونهله تزهب مراحهم .. بعد الفجر
طلع وهذا سعيد وزينب زاهبين ..
سروا بعد ماسلموا على ابو وام سيف وام سعيد ... نهله تمشي معهم والنعس ذابحها وزينب ماهي اقل منها .. اما سعيد وسعود .. ماذاقوا نوم الليل من القلق على عايشة وحالها
/
شاف الشمس بدت تنوّر الباديه والصحاري حولها .. ونوم عينه مجافيه .. ووجهه باينٍ عليه التعب والهم ماليه
خابرٍ ان اليوم يبي ياصلون .. اهل عايشة .. شينه انهم يشوفونه بهالحال
قام صوب بيته الصغيّر هو وعايشة بالباديه يتسبح ويلبس
وش اللي قلب حاله .. وهو يدري ان الامر مكتوب من عند ربه .. وش اللي يضيق صدره دام كل مكتوب خيره .. دام عايشة الى هالحين بذمته .. وحبها يزود ماينقص
لنّه خابر .. خابرٍ تفكير العرب ، وخابر تفكير امه وابيه ابوراجح .. وخابر ابوعقاب وام عايشة اللي على بعدها عن عايشة ماهيب راضية لها الزعل ..
خابرٍ تفكيره هو .. ومزاجه اللي هو احيان يخاف منه
يزعله ان العرب ينظرون له كماللي مرتكب جريمة قتل طفل ماله من الدنيا ولا عليه
لا هو ذنبه ولا ذنبها .. بعد ماتسبّح .. لبس ثوبه وفروته ولف الشماغ على عيونه وانسدح يريّح راسه شوي
\
بعد صلاة الظهر .. راح صوب بيت ابوعقاب .. وقابله
وقف قباله وصد عنه لايشوف الخجل بعينه عقب كلام ابوراجح .. /مسّيت بالخير
ابوعقاب بعد صمت /مسيّت بالنور .. بلاك ماتطالعني ياحاتم ، انا ثقتي فيك عميا .. وادري بك ماتوجع قليب عايشة ولا يهون عليك زعلها
حاتم سكر عيونه واخذ نفس /اي بالله مايهون ، مير لازيد حملي ياعم ، خلني على حملي يالله اقوا عليه
ابوعقاب هز راسه وربت على كتفه /قوّاك الله
دخل حاتم بعد مانادته ام عقاب /يابوي البنيه راقده ماهيب يم احد .. التعب خلاني آله عليها .. النوم خذاها عنا
حاتم /ماعليه .. خليني ادخل اصحيها
هزت راسها /ادخل ادخل حياك ربي اجل انا ابزهب القهوة
حاتم /عافاش ربي
دخل وهذا زولها الصبوحي .. امسى ولاعاده يعرف الصبح
دنى بوجهه قرب خدها وقبله .. وحط خده على خدها الليّن .. لاحظ انزعاجها من دقنه على خدها
ضحك وناداها بهمس/ عايشة ، عايشة .. ياعويش
لفت عليه وتعلقت برقبته عقب ماعرفت حسّه وعانقها بضحكه
وكنه ينسى الهم بقربها .. حاتم وهو ياخذ من ريحتها ماياسع بصدره /ابتس قومي عم سعود واهلش على وصول .. هزت راسها وهي تضحك .. ووجهها اصفر من التعب
قامت تلبس وحاتم ينطرها وطلعت وهي متثاقلة روحها ، ودخل سعود والتعب واضح بوجهه وقده واصل كم له
عايشة انشرح صدرها من شافته وضحكت/يالبيييه ياهالزووول
انصدم من وجهها ماهقى تعبها كذيه اذهب ملامحها .. خنقته العبره وكنه يشوف صقر ابيها قباله مهي عيّوش
لمها لصدره وبداخله خووووفف وافكار قامت ترامى عليه وتوالى ... محدن يهوجس بها غيره
ولو صار هالمرض نفس اللي جا ابيها .. بليا سبب ولا تبرير
لمها لصدره بولهه وقليبه يرجف من الشوق .. مسك شعرها وشمه بكل طاقته وصوته انبحّ من طول طريقهم /الا ياعين ابوي ، ياويــليييـه ياعيني انتي
اما عويش منزله راسها على كتفه ودمعها لقا له درب يمشي عليه .. بهدوء
ومخليها وهو يدري بها تبكي ويلوم نفسه اللي اهملتها .. مير البعد يحكمه
بعد ثلاثث دقايق
سعيد من عند الباب /ماتشوفين شر ياعويش .. يابنت عمي ، عساها اخر الاوجاع
ابعدت عايشة عن سعود ومسحت دموعها بعشوائية وابتسمت /الشر مايجيك ياعين ابوي .. ياجعلني ماعدمكم كلكم ياهلي .. ماسكين طريق من الصبح كله عشاني .. الله يجعلني مافقد هالوجيه
انقبض قلبه وسكت .. لو رد يبي يبيّح صوته اللي بخاطره هز راسه وصد عنهم ...
اما حاتم يبحّر بسعيد وهي تقوله ياعين ابوي .. لمح ابتسامته من ورى لثمته واخذ نفس وسلم على سعود وسلمن البنات على عايشة ..
نهله وهي تطالع سعود /ماودي اقول اني اغار من غلاتش عند سعود ياعويش ، ابتس الرجال ماذاق النوم
ضحكت عايشة ولفت على سعود وهو يضحك ورجعت تطالع نهله ،
ابتسمت وهي تدري بنهله قبل ماتبيه وهو مايكن لها شيء .. سبحان اللي يجمع قلوب ويفرق قلوب
طلعوا نهله وزينب وبقى سعود وسعيد اللي صاد شوي عنهم وحاتم جنب عايشة
مشى باقي اليوم وعايشة تكحل عينها بشوفة اهلها .. وشوفة سعوود ابيها الاخر
طلع حاتم وسعيد لصلاة العصر -
وسعود مسكته عايشة قبل لايطلع ..
لف عليها /سمي
عايشة /وشلونك مع نهيّل .. سعود /بخير الحمدلله
عايشة ضحكت /يعني روسكم اليابسه لانت ، حَبّكم انطحن
سعود ابتسم /ربّش اراد
عايشة ضحكت يالله عسى ربي يوفقكم وتجيبون سميتي وسمي ابوي
سعود رفع يدينه /اميين يالله
ضحكت عقب ماطلع ورى سعيد وحاتم ..
/
بعد يومين .. وسعود وسعيد عند حاتم ببيته لجل ياخذون راحتهم ويترددون على عايشة
وزينب ونهله عند عايشة وزينه ..
/
بعد المغرب .. طلع حاتم يلقط ابراج بجواله .. اتصل على رفيقه بالبلاد وجاه خبر بأن لزوم ياصلهم .. الشغل كم له متغيبٍ عنه
وبدى يطيح دخله .. وماخذٍ على نفسه عهد مايتغير من شغل ابوه شي .. شغل ابوه اللي دايمً بالقمم
ماهو يلهيه عنه لا عرس ولا شي .. قبل مايعرس هذا عهده وكلن يعرفه
سكت عقب ماسكر الجوال .. ويحاكيه قلبه
وعايشة وحالها ؟ يهون عليك تتركها وتروح وانت ماتدري بحالها
اهذ نفس وضرب الشجره اكثر من مره .. وحاالته كسييفه
ضربها وصوته يعلى يبي يفرغ هاللي بداخله .. وهالهواجيس اللي ماترحمه
سند جبينه الى شجره وبدت دموعه تنزل وعروقه تكاد تفجر برقبته ووجهه .. شهق وصدره يرتفع وينزل .. رفع شماغه ومسح عيونه ووجهه وهو يستغفر ويتعوذ من الشيطان
ويتمنى انه بحلم ويتمنى يفيق منه بأسرع وقت
نزل من راس الجبل .. ودخل بيته وجمع اغراضه ووالود وده يسري بلا مايسلم على احد
دخل سلم على ابوراجح وتعذر منه .. مسكه ابوراجح /خلك عند السيارة ، ابجيك
سلم على اللي بالمجلس ورده سعود /ماودك تسلم على عايشة .. سكر عيونه وهو يتخيل عيونها تلومه وشلون يخليها وذا حالها /الا ، وشلون ماسلم عليها
سعود بهدوء /وش تبي تقول لها ؟
حاتم /مانيب مطول عليها
سعود /وليه ؟
حاتم طالعه /ماقوى بعدها
سعود /وانت تعنيها ؟
سكر عيونه /الله الله
مشى معه سعود ودخل حاتم وسعود واقفٍ برى
حاتم لزينة اللي قابلته /ابي طريق لعايشة .. ابسلم عليها قبل لا اسري
زينة /ويش؟
حاتم عقد حواجبه /طالبش يازينه مابي زود هرج يكفي العرب وهالحين عايشة مدري وش تبي تقول
تنهدت بضيق على حالهم اللي ماجاز لها .. ودخلته على عايشة
طالعت الشنطه معه .. ووجهه مايبشر بخير
حاتم /عويش
علقت عيونها بشنطته وماتوجس بعيونها تمتلي ماها
ترك الشنطه وتنهد ودنى لها /مانيب مطول ، الشغل يبيني ياعويش
عايشة /وانا ابيك ، هو انت من تبي ، انا ولا الشغل
لمها لصدره وخذ نفس / ماعليه .. مانيب مطول ، ابواسي البيت عقبش جاني بالحلم يبكي
ضحكت بوسط دموعها وخمته زوودد
وتاخذ من رييحتهه ماياسع صدرها ويشفي سقمها
وهو جاه بلاه ويبي يفكها وهي تشد عليه زود
ضاق صدره ويده داخل شعرها وخلاها على راحتها
ولو ان موادعها ماجاز له .. كَنه المواجه الاخير
سند راسه على كتفها وانفاسه تسلل بشعرها .. فكّته ببطىء شديد وكل عضائها تعاندها تبيه مير يالله تقواها
حاتم قبل خشمها وعيونها .. مسح دموعها عن خدها
رجعت عيونها تمتلي والالم يعصرها ولاهيب شاكيةٍ له لجله ماهو لجلها
عقد حواجبه /بسّش ياعويش ابي اروح وانتي تضحكين .. دخل سعود ومعه غصن تمر توه قاطعه وحاطه على كتفه وشماغه مايل وشكله مضحك
سعود /هاه ياسعود مارحت .. يالله عجل علينا ابي بنيتي لي وحدي
ضحكت عايشه على شكله وكلامه
حاتم ابتسم /يالله اجل انا ابسري وعايشة فمان الله ثم امانتك ياسعود
سعود نزل الغصن /بأمانتي من راح ابيها وسندي
طلع حاتم بدون لايلف وجهه لها .. وطلع لسيارته باول الباديه
وهذا ابيه يتحراه .. حاتم حط اغراضه بالسياره وركب وفاتح الباب وابوراجح واقف /انا مابرد دمي ياوليدي
تو الهواجيس تمسي وتصبح بي ... امك كلمتني وببالها بنت الرجال اللي تصونك وترضى فيك مع مرتك .. وتجيب لك الولد ،
اما عايشة فمقامها فوق الراس ووسط العين لكن لاتضيّع حياتك بسبة هالحب اللي دمرك ونساك نفسك ،
ماهو عيب ولا حرام لو خذيت الثانيه ولاهوب منقص من حب عايشة ولا قدرها
ابيك تعطيني كلمة قبل لاتسري ،
مانيب غالطٍ مرتين
هذاي اخذ شورك ياولدي ، والله انه لمصلحك ، وخابر ان عايشة ماهيب ترفض
طال سكوته وتنهد .. ابوراجح /ماطال صمتك يابوك الا ان ودك مير خايف ، انا ادري بك مهو لزوم الامر يحصل بسرعه كانك خايف من هرج العرب على عايشة بهالسرعه اعرست عقبها
حاتم رجع طال صمته
سكر الباب وهو ياخذ نفس / اللي تـشـوفـونـه
هز راسه وحاتم يشق طريقه للهروب .. لصفاء الذهن اللي مفارقه وظنه لو ابتعد يبي يريح راسه والعرب يبي يفتك من عيونهم ونشايدهم .. بعد يوم كامل .. والارواح مفترقه
/
المغرب .. طلع من عندها عمها سعود اللي كان بمثابه الثلج على صدرها و علاج تعبها
ريحته لا اقبل تكفيها .. وشلون وهو يواسيها وينسيها تعبها ، محدن قوى يضحكها من بعد حاتم غيره
جلست مع امها وام عقاب ونهله وزينب وسهام وزينه .. دخلت عليهم ام حاتم وعايشة وجهها رادّ ومستبشر بالخير ان شاءلله لكن لازالت اثار التعب
سلمت وجلست بعد القهوة والسواليف ... ام حاتم /انا صراحه يا خوات الرجال حايتكم بخير مدري هو يبي يفرحكم ولا يبي يكدركم
ام عقاب بخوف /عسى ماشر
ام حاتم طالعت عايشة جنبها ومسكت يدها /ابوراجح عطاني خبر قبل البارح ، ماقويت اقوله مير اليوم تثاقلت على روحي وجيت
عايشة لفت عليها وهواجيسها بحاتمم/حاتم صابه شي ؟ طلبتش قولي هو به شيي !!
ام حاتم /يبي ي، يعرس
ركدت اعصاب بعضهم الا زينه وزينب /خخيرر
سهام /ووييشش ، انتي صاادقهه؟؟
ام حاتم /هذا اللي قاله لي ابوراجح ، يقول ان حاتم يقول اللي تشوفونه وابوراجح يبيه يعرس
ويقول عايشه معززه مكرمه .. وقدرها على الراس من فوق مير هو وده بالولد
تقوست شفاهها وامتلى الدمع بعينها ، وماهي مصدقه اللي قبل كم يوم قلب الدنيا لجل كلام ابوراجح الليله يوافقه ويطيعه .. اختنقت عندها الكلمات والحروف حتى ملامحها اختنقت .. وهي تشم ريحة الفراق
جت تبي تعنّز على المركى تقوم مسكتها نهله وظهرت برى بيت الشعر
ريحة الهوى والضو ، وريحة القهوه من زمنن ماظهرت ولا شمت هالريحة
اخذت نفس وانسابت دموعها وبدون صوت
اهتز جسدها من بروده الجو ... جلست ورى خيام ابيها عقاب ويديها على وجهها وتبكي
عقدت حواجبها نهله وبكت معها وحضنتها /بس لاتبكين ابتس هذا مايستاهل الحب اللي حبيتيه
دامه باعش وانتي هذا حالش
شهقت ودموعها تنزل بغزاره .. مسحت دموعها برقه وجسدها ينتفض ووقفت وتحس بالالم بأسفل بطنها
مسكتها نهله ومستغربه سكوتها الطويل .. دخلت عليهم وواضحٍ بها البكى .. وزينه وسهام وزينب ينشدون ام حاتم وكل وحده صوتها يعلى على الثانيه
تكلمت ببحة البكى /لا رد حاتم لي كلامٍ معه ، ثم الله يوفقه
ام حاتم تناديها من اقفت منامها/عايشة ، ياعواش
ام عقاب /بس خليها البنيه ضايقه
/
بنص الليل والعالم نيام .. والباديه هواها بارد يرعش .. وكنها فاقدةٍ زول الحبايب اللي كل ليله يواسون وحدتها بالليل ويتسامرون على جبالها
فاقدةٍ قصايد الغزل اللي كتبها حاتم .. لجل يتغزل بعايشة ويوصف للأرض الضريرة حسنها
ولجل يذهب عقله بخجلها .. وصوتها لاحكت يشبه صوت زخ المطر على اوراق الشجر ولا صوت العود لا دقّة المحترف !
عيونها راقده وقلبها صاحي
جبينها معرق ويالله تلقط النفس .. ارتفع صوت انفاسها .. وصحت فجآة وبطنها يزيد وجعه
التوت عليه بجسمها والوجع ياكلها .. سمعت صوت انينها ..
ام عايشة عقدت حواجبها /وش بلاك
مسكتها /قومي نطلع لاتصحينهم
جلستها بالجلسه برى عنهم .. حطت يدها على جبينها ومسحته وبعدت شعرها عن وجهها بخوف من وجه عايشة اللي قلب اصفر ودموعها تنزل من قو الوجع
جلست تسمي عليها ووجعها يزيد
عايشة ويدها على بطنها ببكى /بطني يايمه بطني اوجسه يبي يتقطع
ام عايشة فزت لامها وهي نايمه .. وابوها يصلي الليل
هزتها /يمه يمه .. يايمه
فزت ام عقاب وتو عينها غفت /هاه وش بلاش .. هبلتيني
ام عايشة /عايشة تلوى طلبتش تعالي شوفي بلاها
خفق قلبها واسرعت بخطاها لعايشة وشافتها منسدحه على الجلسه ويدها على بطنها
جلست جنبها وهي تسمي عليها .. /سخني لي زيت زيتون ادهن بطنها اخاف من الهوى وهي تدخل وتطلع
جابته وفتشت عن بطنها وهي تدهنه هدت عايشة .. ام عايشه جلست بضيق /شوفيه متورم من التعب .. يالله ان تشفيها
اما ام عقاب لازمها الصمت وهي تطالع بطن عايشة
\
بمكان بعيد عن ديار عايشة .. والاشواق تلفه من كل صوب .. والهواجيس ماتطلقه .. وش حال عايشة ، قالوا لها ولا ماقالوا
انا وشلون ارضاها لي ولها
وشلون وافقت ، وشلون اعطيهم كلمه وانا ماني بصوابي
'
مـر اسبوع ،
وعايشة حالتها كسيفه .. اما حاتم استسلم للامر الواقع
يحس ان ماعاد بيديه قدره .. سلّم امره لربه .. او استسلم
كارهٍ روحه .. ماهوب يطيق المرايه لا وقف قبالها وهو يدري بأنه كسر قلب عايشة
ودمر احلامها فيه .. وخابرً بأن العرب كلها درت بعلمه .. انغمس بحياته العمليه ونسى الباديه واهلها الى أجلٍ غير معروف ..
/
بالباديه .. ونفسها منشحنه وروحها تكاد تظهر .. من الضيم اللي تشوفه على عايشة
لا من تعبها ، ولا من العلوم اللي تاصلها من حاتم
عزام /مدري والله ماقال لي
زينة ووجها ماهوب الاولي .. وصدررها كل حمله على حاتم .. الود ودها تمسكه وتقطعه بضروسها للكلاب ...
لامس بيده خدها الليّن /بلا وجهش كذيه .. يابنيه ابي اتونس لاشفتش ، تبي تزيدينّي ضيقه
زينه تعب صبرها وانهمر الدمع على صدره بضيييق يشق خطاويه ويشيّد بيوته بصدرها /صدري ضايق ياعزام ،
ودي بشيٍ ينسي عويش اللي هي به ،
ودي تنساه وتنسى حبه ،
حتى من الضيق تورّم جسمها وبطنها البارح مانامت منه تبكي بكى
ماعادت عايشه اللي تخبرها .. شوفها عقب ماهو يهل التباشير اصبح يدك الصدر
عزام عليها /وشلون جسمها متورم ؟! ماناديتوا لها المداويه
زينة هزت راسها بالنفي ومستنده على صدره ..
عزام بخوف عليها شد على بندقيته على صدره والرصاص يحوط صدره x /بعد المغرب .. ابند لكن المداويه تشوف بلاها
زينة /البنيه خجلت والمداويه تجيها اخر نوبه ولامعها غير الاخبار الشينه
عزام ويده على دقنها /ميخالف ياعيوني .. الحذر واجب
زينة مسحت دموعها وهزت راسها .. /اجل انا ابي اروح اخبر امي ام عقاب وام عايشه
عزام قبل راسها /زين
اتجه لمسجد الباديه واقامة صلاة المغرب بصوت شايبٍ زهيد .. تصدح
ومن اول الصلاة لآخرها وبكل سجده يدعي ربه الرزّاق .. عسى البشارة انكتبت الليلة
دعى حتى انقطاع نفَسه .. امتلى بالامل حتى اللي يشوفه يقول هذا اخذ البشارة
سلّم من صلاتة وعينه تبحث عن سعود ،
لقاه اخيراً وتكلم بهمس /ياسعود تعال ابيك
سعود استغرب /عايشة بها شي
عزام/ من شوي قابلت زينة وعلمتني عن حال عايشة ، وتقول ان البارح مانامت من الوجع
تنهد سعود بضيق يكاد يغمر الدمع عينه
عزام وكنه يعطي سعود بصيص امل كان مفقووود /عاد انا قلت انادي لها المداويه ، والله ان الامل داخلي كبير والرجا من الله ماينقطع عسى البشارة جاء يومها
سعود /ونعم بالله ، والله ان داخلي انشرح يارجال ، مير ياكريم يالله
صاحبوا المداويه صوب دار ابي عقاب وهو معهم .. دخلت المداويه وعقب السلام والضيافه .. دخلوها على عايشة ،
سمت عليها وعايشة شبه فاقدة الوعي .. فزت وهي تحس بحدٍ يقبل راسها
كانت تظنه هو لثواني انهمر دمعها وهي تشوف المداويه .. المداويه تمسح على شعرها / بس يمه بس ، لاتبكين ماشاءلله بطنش كابر غدي به بشاره
عايشة صدت ودموعها احرقتها .. ومشاعرها مختلطه ماتدري هي تبي او ماتبي /
\
بدت اجازته ، الاسبوعيه .. يومين يريح فيها .. مسك الجوال ودق على رفيقه فهد/السلامم عليكمم ، ماودك تسير علي انت والشباب الليله ،
نرد الايام الاوليه ونسهر
فهد بصدمه /انت منت واصل الباديه ، وانا احسبك ماسكٍ الخط
حاتم /جمع الشباب وحياكم الله
فهد /منت رايح تطمن على اهلك ، خبري ان ماهم عندك
حاتم بعد صمت طويل / لاماني رايح مالي واهسٍ على الطريق
\
طال انتظارهم .. والتوتر زاد .. اما ابوعقاب جالس ماشالته رجوله ، يدعي ان تعب عايشه يسير
وسعود كل اماله ترد عايشة الاوليه وتشافى من تعبها
اما عزام كانت امانيه كلها ان عايشه .. المداويه امتلى جبينها بصدمه وهي تطالع عايشة .. امتلت عين عايشة وهي تقرى تعابير وجهها
فزت المداويه من باب عايشة تصيح بالبشاااااره .. حـامــل حامـــل حااامل
ارتفعت زغاريد ام عقاب وامتلت سماهم بالرصاص من بندقية عزام .. وكنه فزع الباديه وردع شكوكهم وكسر شوكتهم بالحكي اللي يتناقل
اما سعود اخترق صدر عزام بحضنه وبكى من فرحه اللي ماهو قاوي ينطق بحرف من شدته
وعزام شد عليه ويحمد الله من كل قلبه .. يمكن كان يصنع لنفسه الامل
لكن حسن الظن بالله مايضيع
دخلت زينة وانهمرت بكى مع عايشة ومعها نهله وزينب يهدّنها .. زينة رفعت راسها لعايشة /بس لاتبكين ، وش يبكيش
عايشة /وانتي ليه تبكين
دخلت ام عقاب /مبرووووك يمه مبروك عسى الله يتممه
دخل ابوعقاب وكلن بارك لها لين ماجاء وقت سعود .. قالت ابي اطلع له
طلعت وجلست بمجلس ابيها عقاب ودخل عليها سعود .. من دخل وعينها عليه وعبراتها خنقتها
اما سعود ماوده يحط عينه بعينها .. يدري به ماعاد يتحمل دموعها
كل ماشاف دموعها طرى عليه زول اخيه صقر .. ماهو بيده ولا بمقدوره .. وماخذٍ عهد على نفسه .. ماعاد يعطيها للي مايستاهلها
دام اللي شاف حبها بعيونه ، كسر قليبها هالكثر .. وانزل دموعها الين صارت بحر
وزاد عليها تعبها الين نحل حالها
شدها لصدره بقسوة .. بالقسوة اللي كلن يبيها .. بالقسوة اللي تشد عزومك الى من شارفت على حافة السقوط
بالقسوة اللي تقول ... انا سند
اللي تقول .. انا هنا
اللي تقول .. الحزن لايعرف عينش .. تقول .. انا كاني مخلوقٍ لشيٍ بعد عباده الله فأني مخلوق لش
ارمي حمولش علي وللي يحزنش اشري عليه .. تنتهي سنين عمره
بالقسوة اللي تمتلي اعتذار ، تمتلي ندم
اللي تقول .. اعذريني اللي وثقت بمن شفت حبه الصادق بعينه وطلعت عينه تجيد الكذب
انهمر دمعه وهي تتبعه .. فكها وهو يمسح دمعها / لاتبكين يابيش ، لاتبكين .. انتي تلومينّي يوم وافقت اعطيه هديتي بهالدنيا ،
ابتس انتي وصيتي من ابيش وانا ماني رجال كان دمعش اسرفتيه .. ولانيب قد وصيته
لملمي دمعش ايام الحزن قدها انطوت واهتمي بصحتش ،
انتي بروحين ، منتي لوحدش
عايشة /اوجعني ، كسر قليبي .. يامرهم بموتي ثم يسري ، ولا ينشد عني ،
ابتس هذا حاتم حاتتم وشلون يتغير
سعود ضمها لصدره وهو يمسح على شعرها .. وحميّته تزيد وبليا حلفٍ لو يرى حاتم قباله لانفض فيه بندقية ورثها من اخيه صقر .. رحمةٍ من الله ماكتب لحاتم جيه .. /انتي فمانة الله ثم امانتي يابيش .. وابي عايشة الاولية ترد
الزمن دروس وعبر نتعلم منها .. وقداير الله المكتوبه مانعترض عليها
ارتخت عايشة على صدره .. وانفاسها تاخذها براحه
وكن حمولها انزلتها من على متونها على صدره .. واحتوائه لها وهرجه اللي يشيب راسها ولايتغير
طال صمته وهي بعد .. عايشة ببحة بكاء / المفروض يجي .. الليلة اجازته
رفع وجهها له /لاعاد يطري على بالش ، مانيب اخوصقر لارديتش له .. خليه يشيب راسه من الندم
سكتت لثواني وابتسمت بهدوء وشد عليها بصدره .. اختفت بسمتها ماتدري تفرح وتشيد بعمها اللي مثل الجبل وراها
ولا تحزن على حبها اللي راح مراح جدي .. سكرت عيونها وكل امانيها تصحى من كابوسها المزعج
ولا بيوم تمنت تبتعد عنه ، ولا تخيلت تذوق مُر الفراق معه .. مع حاتم اللي حلف لها بأنه ابوها ، حبيبها ، زوجها ، اخوها
القدر قوي .. لدرجه انه يبعد عنك روحك الخاينه ولوّ انك تبيها
يألمك بألم تستحقّه بكل ماتعنيه الكلمه .. القدر قاسي لدرجة انه يغيّر محور حياتك
وكنّه يقول كافي .. اكتفينا فرح ولعب ولهُو .. جا الوقت تتحمل مسؤليه ماتخيلتها بيوم
جا وقت تحس بالوجع ، بالوحده ، جا الوقت تاخذ نصيبك منه
كم انت عادِل ياقدر .. تعطي الجميع حقه
\
بخيمته الواسعه .. بمنتصف الحديقه
اخوياه كلهم متجمعين واللي يلعب واللي ويسولفون وشاهي رايح وشاهي جاي
طالت سهرتهم .. وحاتم من بين لجّتهم وازعاجهم .. باله مشغول وساج
وقلبه معا روحه يتمايلون على نغم الوله .. الوله يا الوله
كان يتهرب عن الروحه لنّه يدري لو راح ماهو شايفها بسهوله .. ولا شافها بيشوف عيونها اللي احزنها
اخذ نفس وهو مسكر عيونه يصبر روحه ويقسى عليها
'
مر اسبوع ثاني .. وثالث
لين اكتمل الشهر .. شـهـر كامل ماطب حدود الباديه
طال بعده الين صدره جف من الحنين
الساعه 4:00 العصر .. ركب سيارته وامسى يسابق الوقت لجل ياصل ويروي صدره
يدري بالعرب وش تبي تقول عليه ، يدري بعمها سعود ،
يدري بـ بن عمها سعيد اللي خذا عقله حبها
زاد سرعته والاشواق تلفه من كُل صوب الود وده يدخل عليها محدن يدري عنه ،
يلمها وياخذها بحضنه
يسند راسه على متونها ويبيح بالسوالف اللي بخاطره
ينام على فخذها ويدينها تحيطه .. مايدري بأن يدينها ذالحين ماتحيط غير نطفةٍ في رحمها تعتزي بها ..
/
تبرد مشاعرها لولا مسايير الليل اللي تجيها كل ليله .. الشوق والذكرى والتعب
يصبحون العرب ويمسون وحالها هزيل .. وسعود يكرر زياراته عليها
وبدا بروز بطنها .. المغرب .. قامت من محلها وكحلت عينها وفلّت شعرها .. حطت شيلتها المزيّنه على راسها ودهن العود والمسك فاح ريحة من دهنت على نحرها
طلعت من البيت وقابلتها ام عقاب \وش مطلعش يمه ، لاتتعبين ادخلي واللي تبينه ياصلش
عايشة تكمل طريقها /ماتعبني الا كثر الجلسه
ام عقاب /لاتبعدين ولاتكثرين مشي ردي بسرعه يمه ، زينة وينها ماتجي معش
عايشة /ابتس لاتخافين ماني هاربه
كملت طريقها بهدوء وهي مشتاقه لهوى الباديه والتمشي بالحيا .. صارت تمشي وشيلتها الخفيفه مغطيه بها نصف وجهها .. وغابت الشمس وهي لازالت تستنزف قواها .. الود ودها تصعد راس الحبل تشتكي له ، لعله يشهد لحاتم بانه ذاق المر قبل يمشي
مير مافرطت باللي ببطنها خافت يجيه شي ، مشاعرها متخالطه امام هالطفل اللي يكبر ببطنها
تبيه وماتبيه .. والوقت يبي يعطيها العلم الوكاد مير هي تصبر عليه ..
وهي توسّم حدود الباديه للمره العاشره .. لمحت سيّارة ماهيب تجهلها .. جايةٍ صوبها من بعيد .. خفق قليبها لين اوجست روحها تبي تطيح من طولها
اخذت نفس وهذا زوله يتباين لها من بعيد
يبسَت رجولها ولاعادت تعرف الخطاوي .. وكنها الطفل بأول محاوله للمشي له
تمسكت بأقرب صخره كبيره بجنبها .. واستندت عليها لين عادت لصوابها وعيونها عليه
ماهيب تقوى تنكر الوله اللي يشتعل بقلبها ولايخمده غير مطالع عيونه
مير وش اللي يخمد النيران دام حاتم ، ماهوب حاتم الاولي
حبّه لها ماهو الحب اللي عهدته .. اللي تشوفه بعيونه وتقراه
لحظة صمت تخبّت من ورى ستار الوله والعشق واللوم والألم .. نزل من سيارته وفتح باب السيارة ونزل معه اغراض واجد وشنطته الصغيره
جوه الصبيان يعاونونه وشالوا عنه الاغراض ووجهه عيونه لبيت ابوعقاب اللي مايبان منه الا راسه
عرفوا هلَ البادية بأن حاتم جاء
واغلبهم ان كان ماهو كلهم يسترقون النظر له وهو جاي ، وويش حاله
اللي ترك دكانه وراح يشوفه ، وابوراجح واللي معه بمجلسه طلعوا يستقبلونه
قليل المرات اللي يطول فيها هالمده كلها .. ووشلون لو عايشة حبيبة قليبه هنيا تصارع الموت لوحدها
اما سعود وسعيد بوزانه واقفٍ بإنتصاب وماصبّره الا مر الليالي اللي صبر عليها ولاهوب اقل منه ابوعقاب
ماهيب عاجزته ذالليله .. الا انه كل ماطرت عليه عوينات عايشة يلتضي قلبه وكنه على جمره
اما عند عايشة كانت تردد بينها وبين روحها ويدها على بطنها /جاء ، جاء ابوك يابوي ، جاء اللي انقض عهودنا واخلفها .. جاء عقب البطا
طالعت سيارته ولفت له تطالعه وهو مقفي صوب الرياجيل
اسرعت بخطاها لبيت ابوعقاب وقلبها يسابقها
وكل مافيها ينهار لشوفته .. قليبها ماهوب قاوي ينكر حبه وشوقها له /
\
سلم عليهم رجال رجال وبعضهم يبارك له .. /مبروك ياحاتم عقب الصبر .. مبروك ياحاتم الله يتمّه .. ابشر بالخير ياحاتم .. لو يجي سميّ الغالي ابشر بالحلال
كان متجل ويرد بإبتسامة مايدري وش اللي ورى هالمباركات .. ظنّه انهم سمعوا به يبي يعرس
ولجل كذيه يباركون له .. وقف قبال ابوعقاب وسعود وماجهلته عوينات سعيد .. والغبن والحقد يتطاير منها
يبي الاشارة بس لجل يكتم نفسه ،، اللي سلب منه الحبيبه ولا صانها
يبي الوقت يرجع لجل مايتنازل عن عايشة .. وياخذها ويصونها وميخالف مع الوقت تبي توالفه !
وقف بحيره رجّال وياشينها من حيره .. مايدري هي فشيله او هي سواد وجه
مسك يد ابوعقاب وقبلها وقبل راسه /طالبك تعذرني ، على هالبطا ظروفي اشغلتني اي بالله .. اما عايشة والله وبالله ماشوف من البيض غيرها ويحرّمنّ علي
رفع راسه لابوراجح اللي ماعبّر بوجهه بل بالعكس هز راسه ويوافق حاتم .. قلّبها براسه حاتم وقال غدي البطا ليّنه وغير اللي براسه
لازمه الصمت ابوعقاب ووجه عيونه لسعود وكنه يسلّمه الرد ..
سعود بركاده وهو جاهرٍ بصوته /خابرين بأن النسا تحرّم عليك بعدها .. لكن 'سكت لفتره زمنيه قصيره دارت بها افكاره .. حس بقوّة اللي يبي يقوله ومنه يبي يحد مصير ومحي الحب اللي تل قلوب هلَ البادية كُلها ..'
لكن ماظنتي عايشة عادها تبيك ، اللي سويته ماهوب هيّن ياحاتم
اوله تهملها بتعبها ،ثم تعود الديرة وتبطي عنها لين زدت تعبها تعب ،
ولايهونون العرب وهروجهم ودرت بانك تبي تعرس
ثم ترد والقلب قده مليان منك وجفت عويناتها من البكى .. لاياحاتم مايهان علي اهينها واردها لك
هي معززه .. مكرمه .. واميره تامر مايومر عليها ببيتها ولحدن اعلى منها
قدرها عالي والله انه يهون علي الموت ولا تهان بنت اخي اللي حطها برقبتي ورقد حدر الثرى 'اشتد صوته وعيونه انعمت من الدموع '
سود الله وجه من كان بتعبها وبكاها وضيمها عميل .. سود الله وجهك ياحاتم
ابتس انا اللي بديتك على ابن اخي اللي ربى على يدي .. 'سحب سيفه وضررربه بالارض بغبن '
لوهي بيدي فصلت راسك عن جسدك .. من غلاك عندها ماودي اسود وجهك قبال العرس ابتس تدري انك ضيعتها من يديك.. عاجزٍ لاتصبر وتقر عيـ..'سحبه سعيد قبل لايكمل كلامه '
حاتم عقد حجاجه/اقر عيني بويش
سعيد ماسك سعود وعارفٍ بطول صبره مير لانفذ منه مرفوع قلمه .. /تعوذ من الشيطان ياعم لاترهق روحك
طالع ابوعقاب /العلم ويش .. عايشة بها شي
لف عليه سعود ودموعه تخونه وصوته خفَت /عايشة ..
حاتم جن جنونه وصوت سعود يتقطع /ععااااااايييششةة ببلاااهااا ، ووينهييي فييه
انبّح صوته وصرخ بوجهه وهو متمسك بياقة ثوبه /عاايشة حاامل حاامل ياحاتتمم 'دفه بقوة وهو يرددها ودموعه تنسااب بضعف '
هدوء تامّ مايُسمع منه غير بكا سعود .. نقل عيونه بين ابوعقاب وكنه يرتجي شوفها
وبين سعيد اللي كنه ذيب لقى له فريسه مير رجله عويقه .. وسعود اللي انقطع رجاه منه
كان اشبه باللي منهار على الارض .. بلا صوت
ويطالع ابوعقاب .. وكنه يلومه
قدني قايلٍ لك ابيها معي ، ابي اروح واطول وابيها ترد معي
قدني قايلٍ له ابي اشوف بلاها هناك .. صد ابوعقاب ويدري بان اللوم لاحقه .. وقف حاتم واتجه لسعود بهدوء وصوته اللي تخنقه العبرات /سعود
ياسعود طالبك طالبكم يالنشاما -رمى عقاله وغترته صوبهم وحيله انهد والخبر يصوّبه بنص صدره ولايرحمه' طالبك ابيها ياسعود والله اني جسد بليا روح بلاها ياسعود شف حالي ياسعود
وانت يابيها .. قدني قايلٍ لك ابيها ترد معي اشوف بلاها هناك عندي المشافي .. البلا مهو بس مني انا ابتس انا بشر تبوني ماخطي العرب استلمتني من كل صوب .. وهنا ابي وهنا عايشة وهنا الهواجيس اللي كلتني .. لاتحرموني منها ومن ضناي والله انكم تاخذون ذنبي لاحرمتوني منها
انت ابخص بحبي لها ياسعود
شال سعود غترته وعقاله من الارض وحذفها عليه وقلبه لان مير عقله ماقوى /لجل اللي يبي يكبر بحشاها ابعطي الكلمة الاخيره لها .. هي تبي تعلمك كانها ماتبيك ، وظنتي بأنها حتى الشوف ماودها تشوفك
جاء عزام بهاللحظه وسلم على حاتم بشوووقق .. /ارررححب ارححب
انتبه للرجال اللي واقفه /العذر والسموحه قطعت هرجكم
سعيد /منته غريب ياعزام ، ماتخفاك فعايل حاتم
رفع عيونه عزام ولاجازله الهرج .. ومسك يده حاتم بهدوء واخذ غترته وعقاله وهز راسه وقليبه قارصه /يبض الله وجهك ، ولو ان الامل حصاة من اكبر جبل
سعود /وانا هنيا الى ماتالد عايشة بالسلامه .. وانا سندها وعكازها لاعاندتها الليالي ..
ولو تعاندها بالحبايب .. انا هنا وماتغيرني ظروفي ولاهروج العرب "دخل ابوعقاب ووراه سعيد وعزام لحقهم "
حاتم ودموعه ملت عينه وحرها يوجسه بقلبه وصوته خذاه الالم/ونعم ، ماعليك قصور وانا اشهد انك سند .. مايعانده الزمن ، مير الانسان ماهوب يكتب اقداره بيديه
لاتلومني ياسعود .. والله انه مايهون علي اشوفك شايلٍ بقلبك علي لا انت ولا سعيد ولا ابي عقاب ولا حدٍ يعز عليها .. وماتذوق عيني النوم الا وانا حابٍ خشمك وراسك ف انت ماقصرت بغيابي وادري بعد وانا موجود مانت تقصر
مسك راسه وقبله وقبل خشمه .. وحضنه .. بشدّة
وهو يدري بأنه يبي يفهمه في حين كُل العرب يظنونه المخطي ويلومونهرماحدن يبي يفهمه الا من ذاق حزنه في سنةٍ من السنين
سعود شد عليه /ودي اخنقك الين ماتذوق اللي ذقته وعايشة تبكي من وجعها وتبكي من غيابك ، ولا يوم دريت بخبر حملها وهي تشيل ضناك وضناها
اما حاتم يستمع له ودمعه يَنظم قصيد الامل على قافية الفراق ~
'
انقطع درب الامل .. ولحقه عرق الوريد
انعمت عين الحزن .. مالقت غيرك حبيب
'
مرّت الشهور وكنّها قرون على قلب عايشة وابطنها يكبر زود
بالشيخ اللي تنتظر قدومه ببيت ابوها عقاب
عقب ماردّت حاتم وامتنعت ترجع معه .. هذي هي عايشة بشخصيتها الاوليّه
عقب ماعماها الحب .. قسّاها بعده عنها والعرب قسّوها
والزمن بعد ماقصر.. وفالاخير فـ هي تمتلك من شخصية ابيها صقر .. تهدم امم ، الا كرامتها ماحدٍ يطرّفها
وصلت الشهر السابع .. وبطنها يزيد جمالها وانوثتها
مع تصرفاتها الجريئة الا ان وجهها مايعرّفك على شخصيتها الحقيقيه
وسعود عمها ماتسج عينه عنها .. ملازمها وخصوصاً باخر شهرين مايفارقها الا لا اجتمعوا الرجال
وعينه تراقب حال حاتم ... اللي تغيّرت ملامحه ولحيته غزاها الشيب
مايدري هو من جور الزمن .. ولا شين القدر ..
مع ان الشيب اللي غزاه زاد ملامحه الرجوليّة وحلّى عينه الكحيلة
مير الجمال مافاد له دامه بصوب وعويّش بصوب .. وعزّام وزينه عرّسوا قبل شهرين .. توّهم عرسان ولا حدٍ راضي يفارق الثاني
ملازمين بعضهم .. كنهم يستوعبون وشلون الحواجز اللي كانت بينهم
تلاشت كما السراب .. او مثل الضباب تهب فيه الريح لين تباين لهم تحديد المصير
اما سعيد وزينب .. ردّوا لأمّهم وابيهم ابوسيف \
/
كُل العرب حالها ضايق على حاتم وعايشة .. اللي قصّتهم صارت تُروى للوغدان
عن شجاعة حاتم قبل ماياخذ عايشة وووشلون وقف معها وحبها .. وعن عايشة وقصة ابيها وكنها تعاد لها ... اشتهرت بينهم قصيدة حاتم اللي تردد بالمجالس .. وكل مجلسٍ يرددها
لين اعجبوا بها العرب .. حتى الضيف اللي يجيهم ينشد عن حاتم ويطلبه يسرد له القصيده
اصبح حزننا مصدر اعجاب العرب .. وامسيت انا حزين والعرب تضحك /
\
بالبادية ، والمغرب على بدايته
عايشة دنّقت بخفه وتشيل الملابس من الارض / زززينه .. ابتس تعالي عاونيني هالحين نهيل تبي تجي
زينة جت تضحك /ياحليل هالكرشه معصبه ، جعلني فداها
عايشة /لاتصيرين فداها بس روحي شيلي اللي على الحبل ورى بيت الشّعر
زينة هربت /الا هذي اعفيني عنها .. عزومي مانعني اطلع خوفتس الرياجيل تفتن فيني
عايشة ضربت بيدينها وحطتها على بطنها بسخريه /الرياجيل لو تبي تفتن كان من زمان وش معنى هالحين ، مير لايحط امل مع هالوجه .. اجل انا اروح اشيلها
طلعت عقب ماحطت الشيله على راسها وشعرها على اكتافها .. وعليها جلّابيّة سوداء ومنقّشة بأحمر من قدام ومزمومه من الصدر واكمامها طويله .. ولها ياقه
/
بين الشجر وعلى الصخره .. مرتكي وكن حمول بقعا تزهمه .. ناداه سعود وراح وهو شايلٍ معه الذبايح لبيت ابوعقاب .. وقليبه غدى هش والريح تلعب به
وابوراجح كل شهر يذبح لعايشة لعلها تطيب وترد لحاتم .. ودخل انتصف الشهر السابع وعايشة ولا طرى على بالها .. حط الذبايح على الارض ورفع جسده بإرهاق .. اغلق عيونه ورد يبصر بها هو صدق اللي يشوفه ولا حلم
وسعود جنبه مانزلت عينه عنهم .. ويطالع عايشة اللي ارتخت شيلتها والسله بيدها
تركتها بخفه على الارض وعيونها مانزلت عنه .. اما حاتم اللي حاله يعمي البصير
وكن الدنيا تلف به وتدوور ماهو موجسٍ اللي حوله ، مايرى غير زولها قباله
وبطنها .. بطينها كبر بالحيل .. يشيل قصة حبنا ويوثقها
دخلت بسرعه وحست بالثواني اللي بحّرت بها في عينه وكنها ساعات
تغيرت ياحاتم .. جسمك نحل وحالك هزيل ، والشيب طرّى علي ابوي اللي اشوفه بك ..
دخلت ودقات قليبها تكاد تسمعها بأذنها .. ويسمعونها العرب
خطفت من قبال زينة ودخلت مرقادها ويد على صدرها والاخرى تحسس بطنها وعبراتها تقود خطاها
اما حاتم رد له النّفس اول مااختفى زولها .. وكنّه فاق من سجّته .. ويش اللي صار بالدنيا ياعويش .. حتى بأيام اللهو واللعب .. بأول ايام الغرام ، مانتي تصدين عني كذيه
وشلون ذالحين وانتي تشيلين ولدي بالحشا .. ماجداه الا يوم اقفت .. لف على سعود وعينه بها بريق الدمع يخط ممشاه
اقفى عنه بخطا سريعه ولف شماغه على وجهه وازرق الدمع يبلله ..
طلع على ظهر فرسه وانطلق بها الى مايرده صوت الذيابه وعتمة الليل ..
/
دخلت زينة عليها /وينش انتي ترى نهيل جت وسعود يبغيش برى
عايشة ساااجه والدمع متعلّق بعيونها .. وكل ذكرياتها معه وهرجه معها يحوس بالمشاعر
لفت على زينة وعيونها بها سوالف ليل وانين الوله والغبن وهي تهز راسي بالنفي ../ ماني طالعةٍ له
زينة وهي لافه للمرايه لفت عليها بإستغراب عايشة الفزّازه لطاري عمها /مانتي طالع!... تبكين!؟ افا ياعويش
كان ماودش تطلعين مانتي طالعه ، بس بلاش كذيه تبكين بليا صوت
عايشة ضمت وجهها بكفوفها وارتفع صوت بكان وتكبحه بكل ماعطاها الله من قوه /
مابيه يشوفني كذيه .. مابيه يشوفني ابكي عليه وانا اللي رديته وعيني بعينه
مابيه يشوف الوله بعيني وضعف قليبي يوم شاف حاله يازينة .. حالته تقطع القلب وشلون العرب ماحنت ولاهو بس انا اللي اوجسته
ماودي اطلع له ويشوفني بهالحيره والغبن اللي اكلني .. زينة ضمتها الين ماوجست بدقات قلبها المرتعش على صدرها /بس ياعين ابوي ، بس ياعويش انتي ظنّش ان سعود ماهوب عارفٍ اللي بخاطرش ،
ولاهوب يدري بحالش هالحين ، كلن اكذبي عليه ياعويش الا اللي يعرفش من عويناتش ويعرف اللي بخاطرش .. الا اللي يعرفش اكثر من روحه
لازمت عايشة حالة صمت لثواني .. وانهل مطر عينها وهي تغرس وجهها بكتف زينة .. وتقتنع مابينها وبين روحها العباره اللي من شهور ترددها تبي عقلها يصدقها
وش صار يعني لا انكتب لنا الفراق .. وش صار يعني لاابتعد ورحل
ماهي نهاية العالم ياعويش .. وصوت داخلها يرد عليها " هي بس نهايتكم ياعويش .. النهاية "
زينة ابعدتها /امسحي دمعش واطلعي للحريم ماكن شي صار ، واطلع لسعود وارسله .. ولاتظنين مني اكذب عليه لنه عارف بليا ماقول وكانه نشدني .. ابقوله انت ادرى
طلعت قبل ماترد عليها عايشة .. وقابلت نهله وعينها على سعود
قالت لها السالفه ووكلت نهله ترسله
لنها لو تكلمه يمكن تفضحه بين العرب على هالذنب اللي ماله فيه ذنب ..
سعود واقف ومتلثم والبرد اللي ملازم الباديه وزاد من سبعة شهور ..
نهله /عايشة مالها واهسٍ تطلع لك ياسعود .. تقول يروح ويعوّد عقب المغرب .. سعود بخوف وينشدها لجل يطمن باله ويدري بحالها /ليه ، عسى مالحمل اتعبها .. ولا منشغله للحريم
نهله طالعته بصمت /ظني انك ادرى ياسعود ، عايشة تصارع روحها من سبعة شهور لجل تنسى حبها وماضيها وماخذة على نفسها عهود ومواثيق ماتحزن روحها دام برقبتها طفل بريئ .. انقضتوا مواثيقها وعهودها بثواني قليلة
سعود بصوت مبحوح ويبرر موقفه البريئ /ولو الله اللي كتب هالصدفه هو انا يركبني ذنب
نهله دنت له .. /البلا ان محدن يركبه ذنب .. حكايةٍ مابها لا جاني ولا مجني عليه .. ولاظالم ولا مظلوم .. كلنٍ بها مسكين وكلنٍ بها عاشق
سعود اخذ نفس .. خليش معها .. لاتتركينها بروحها ويطري عليها
سلّيها ولازمنّها انتي والبنات
نهله /ابشر
\
مر المعصر .. وتلاه المغرب ، والعشاء .. ولاحدن فقده لن ظهوره قليل بالشهور السبع العليله
الا سعود .. هو خابره وخابر اللي يدور بعقله وقلبه ذالوقت
بحث عنه بالباديه كلها وحتى ببيته ومرقاده ونشد عنه عزام .. قابل عزام وهو راد على ظهر فرسه .. نزل وهو يتنهد /ماعوّد ؟
عزام /بلاك ييارجال ، هذا حاتم لاضاق ولا سرقه هوجاس ماترده حدود الباديه على ظهر خيله
حاتم قاله اللي حصل وعزام منصت بصمت .. عزام بضيقه /ياعزتـيـلـك ... ياعزتيلك ياحاتم
سعود /انا اشهد ياعزتيله .. اول نوبةٍ يشوف بطينها كبر ولاهوب من بعيد
عن قرب لين قريت سولف عيونهم انشهد انها سوالف وله
اوله مريت عايشة ابشوف حالها ، مثل كل ليلة
ذالمره عيت تطلع لي .. تعذر بالحريم مير انا خابر اللي بها
عزام تنهد /ابك حالتهم كسيفه وش الحل
سعود /خلها على الله ، وربك ماهوب يظلم ولاينسى احد
/
بعييد عن حدود الباديه .. وفرسه انهكها العدي .. وقف عند غدير مايمّه احد وزولها مايفارق باله وعيونه .. انشل فكره مايهوجس الا بها
وعيونه ماتشوف الارض .. مايتخايل له الا عيونها اللي تنعاه
فرك راسه وشماغه على رقبته .. نثر شعره وياصل لمنتصف رقبته .. ومخصّل بالشيب اللي يفضح علومه عند العرب
ولا يهون دمعه اللي زاد عيونه سواد .. وجفونه ذبَل
وقصيدته الشهيره تردد بلسانه '
ودي بشوف ادعج العين ياسعود
قبل المفارق وقبل تحديد المنيه
مر الشهر والشوق اهلكني بزود
ياقاضي انصفني بحكم القضيه
ما بيننا ليل وسهر ، ومواثيق وعهود
ماينساني ولا بنساه من بدّ البريّه
من العام الين اليوم وطرياه موجود
بين الضلوع العوج والحاله رديه
ترى الفرس والخيل والجبال شهود
ولااقدر اشرح لك تفاصيل القضيه
من اماني للهيام ، من صد وجحود
خوفي توجّع معي مير يالله المقدريه
ابي العرب تدري ، ترى الهرج مقصود
ردّوه لي .. لجل اعيش عيشة هنيه '
وش اللي صار بالدنيا ياحاتم لجل ينتكس حالك
وش اللي عطاك القدر ، من حزن وغرابيل وهموم
متى تنتهي ، متى تهوّن عن البكى كل ليل .. وهو يجزم مليوم بالميه لو صار المستحيل و ردت له عايشة
يبي يصحى من حلم الحزن
طلع على ظهر فرسه ورد للباديه ويدري اذا رد العرب كلّهم نيام ، الا كحيلة العين ماتذوق الرقاد
يبي ينشد شاهدٍ من شهوده .. هي على العهد باقي ، ولا طوت كل الليالي الثمينه
ضرب الفرس وصوتها ينخر مسامعه وكن الوقت يسابقه .. واسرعت وهي توسع خطاها
وكنها تفهم حال صاحبها وما يجول بخاطره ومايدور
\
/
اما المنشود حالها .. جزا عينها النوم مثل كل يوم .. وهي تحمل حمولها وتصعد عالي الجبال مثل ماتعودت كل ليلة ماصار يأثر عليها
صار يخفف عليها المها .. كانت بكل مره تصعد بها الجبل قبل ماتاصل راسه .. تمنت مثل الايام الاوليه
من تاصل راس الجبل وهذا قفاه ينطرها .. تنهدت من اعماقها وتشوف مكانه خالي
جلست على صخره وعيونها بالسماء /كني اشوف ذالليلة طويله ماهيب منتهيه ، "حطت يدها على بطنها" ذالليلة من حزنها ماهيب ترضى مرور الكرام
بعد وقت من تأمل السماء والنجوم .. انقبص قليبها وياصلها ضرب رجول الفرس على الارض وانفاسها المتقطعه من العدي
فجأة .. اختفى الصوت لكنّ تكاد تسمع دقات قليبه المتلهفه لهاللقى
ماظنتي يبي يكتبه ربي عقب سبعةٍ شهور عقب الفراق .. ماظنتي ان حبّش وفيّ وانتي بأردى احوالش ملازمة الذكرى ولو هي موجعه
انتي الوفيّة .. انتي المنى المستحيل ياعويش .. ظنتي انه مستحيل لنّي خابرش
عقلش ماهوب يرضى موقف الذل والهون .. والعرب كفوا ووفوا بالحكي وصار اللي يبون ..
/
نزل من فرسه وعينه مافارقتها .. واما هي ، ماهيب قاويه تلتفت له
ولا رجولها حملتها لجل تهرب منه ولايبان ضعفها له قدامه
سكرت عيونها وتسمّع خطاه البطيئة تقترب اكثر ..
شدت على روحها وقامت ومغطيه بطنها بالشيله ويدينها فوقها ماصدقت تبي تهرب .. شدها من يدينها وصوته المجروح ينعاها ويندهّا بأسمها .. وقفت ، ووقف تفكيرها ، ودم عروقها يكاد ينافس الجمره من حرّه
لكن ماقوت تلتفت له .. سحبت من هوا الباديه ونفسها يكاد ينقطع من يديينه المتعلقه بها من الخلف
وراسه يتوسط نحرها ويبكي .. يبكي من حبه المظلوم ، جنوا عليه العرب الى ماكتب ربي فراقه
ياااه ياريحتها .. ماكان يرقد الا وقده تشبّع منها ، ومن مغازل عيونها
مايرقد على وراسها يتوسط صدره .. ويمسي ويصبح ويوثّق حبه لها بكل مافيه حيل .. هذا اللي يومه معها زودٍ بعمره .. وشلون حالي انا بلياها
وشلون صبرت .. الا ان كان ربي مثبتني .. /
\
شدت على بطنها ودموعها مغرقه عيونها .. وكنها تعيش القوة بعزّ الضعف
وتوجس يديه تنتفض وحسّه انجرح من نعاه في الليل وفي النهار .. شالت يدينها وكن قارصها عقرب ..
من قرّب يدينه ليدينها ومسكها وحطها على بطنها ويشتد بكاه اللي بليا صوت
تقدم اخيراً وصار قبالها وماياضح له وجهها وهي مدنقه .. مغير عيونه على بطنها وشوي يحاول يسرق من ملامحها ليحتفظ بها في ذاكرته .، صار يتحسس بطنها وكن ماهو متخيل اللي تشوف عيونه ..
استجمعت نفسها وهي تشيل يدينه عنها وتبي الفراق /بـ بس .. كافـ ـي
توالت خطاها وودها لو ان الزمن يردها وتضممه الين ماتخالط ضلوعهم .. تضمه الين ماتشفي جروح الوله اللي اتعبتها تدري بأنه هو الداء والدواء
مير ردتها يدينه وكنه يقول فرصتي الوحيده مانيب تاركها للزمن يلعب بها .. رجع يخمها وكل ماقاربت تفكه وتحاول بقواها الضعيفه قباله .. رد يضمها له زود
وكنه ينتظر استسلامها .. وكنه ينتظر تبادله الاشواق .. وكنه يطمنها بانها حلاله وهو حلالها .. الى مافعلاً عايشة استسلمت وتلت محاولاتها الفاشله شهقه .. تعبر عن كُل مابداخلها
شهقه هيضت كل خليه بجسم حاتم .. وهو يلمها له زود /سبعة اشهر ياعويش .. سبعة اشهر اعدها عد ، سبعة اشهر والدمع مافارق عيوني .. سبعة اشهر وحالي كسيف
سبعة اششهر ومالمحتش غير ذالليل ولاصبرني غير لطف ربي بي .. سندت راسها على كتفه وطاقتها تنفذ .. ويدينها متعلقه بثوبه .. واما دمعها اللي بلله فهو يخط عبارات العتاب اللي ماحصاها اللسان
حط يده على بطنها ويرجاها /طالبش ياعويش طاالبش ردي لي كانش تبيني ابقى باقي عمري صاحي وبعقلي .. ولا والله ان اخلي العرب ماعاد يدرون هو انا صاحي ولا مجنون
ارتخت يدينها وابتعدت عنه ودموعها على خدها ..
صحت من غفلة اللقاء المنتظر .. وابعدت عنه
طالعها بصمت يبي رد يثلج مسامعه .. وردة فعها ماجازت له مير لابد من الامل !
عايشة وكفوفها تصارع انسياب دموعها وحروفها تخوض حرب مع عبراتها .. واما مشاعرها متصالحه .. الوله والاكتفاء .. الحب والكره .. الغبن والاشتياق
تكلمت وعبراتها تخنقها وسواليف عيونها تخونها بموقفٍ ماحدٍ يتمناه /مدري ويش اللي تبيني اقوله لك .. انا لو ماني حامل ذالحين انت معرس .. وتخون حبنا وعهودنا
بعز التعب وفي عز الاشتياق .. والفرح حتى .. انشد عنك ويقولون ماردّ
باقي فالديرة ، الين جف صدري من الشوق .. شهرٍ مر علي كنه دهر
وقليبي على نار من هرج العرب وهم يعيّبون بيّ .. ولّا خبر انك تبي تعرس
وهالحين تبي ترد .. تبيني الاولية .. -اشتد بكاها وتكتمه وتقاوم بكل مابها حيل ، لجل تنهي هاللحظة وتريّح ضميرها - انت خابرني ، تدري وش اللي منعني اول جيت تطلبني من ابيّ -انسابت دموعها على الحقيقة المره- واللي كنت اخافه صار ياحاتم
صار الفراق ، وصار البعد ، والجفا ، والتخلّي بعز الحاجه ،
مانيب انا اللي انهان على يد رجل .. ولانيب انكر حلو الايام وياك
افهم وحط هالهرج بعقلك .. اللي وعدتني ماتزل دموعي وانا على ذمّتك
انا ماخبر اني بكيت شهور كل ليلة الا عقبك .. ولا انكسرت قدام العرب الا بسببك
ماودي ازيد الهرج .. مير هذا اللي ربي كاتبه .. انا خذيت عهدٍ على نفسي
حياتي كلها .. للي في بطني .. لسندي .. لمركاي وعكازي لااسودّت الدنيا بوجهي ، انكان ولد ولا بنيّة
اما حاتم بوسط حديثها المتعب ، واللي يزيد شيب راسه شيب
كان يطالع بطنها بصمت وصدره يحترق .. وكنه يغبنه ، وكنه يقول ياحظٍ جاء لك وانت ماولدت ولا ظهرت على الدنيا ، وانت كل ليل تبي تداعب شعرها ياصغيّر
تبي تسكت من بكاك لااروَحت ريحة شعرها .. وترقد بآمان لاقابل وجهك نحرها .. ياحظٍ ولد لك ياصغيّر
جت تبي تقفي وتختتم القصة الحزينة بالفراق .. صدت وظهرها مكسور ، والخيبة تملى ملامحها
شدها من ذراعها وهو يفقد الامل .. ضمها حييييل الى مااستقرت ريحتها بثوبه وهدوءه ينصت لبكاها المكتوم
وكل ماجت تبي تفكه زاد وضمها اكثر وتكلم اخيراً ببحة الصوت اللي ولدها البكاء المرير/ يـ يعني خلاص ؟
شدت على روحها وفكته واقفت وبصوت تضمه العبره /خلاص
اقفت وتركت وراها جسمٍ هزيل .. اتعبه طول الفراق ، وقسوة الحال
وقف بضعف .. ويرقبها تقفي عنه ولابيده شيء .. ماحسب حساب لهاليوم
مافكر به .. ماهقى يجيبه الزمن بأيت يوم .. سكر عيونه بهدوء ولاعاد له حيل ولا طاقه
يواجه بها اي رجال ولا اي احدن من العرب .. راحت الحبيبة ، وش بقا لي من الدنيا عادَ امي
الا كانه يبي يشرّفني عقب شهرين .. شيخٍ ولا شيخة
وانا بعد اخذ عهد على نفسي .. لاعيش لربي ولهم /
\
مر الشهر على خير وكلٍ يقاوم مرارة الفراق .. بالصبر الجميل
ونهله بأول شهر بحملها .. وسعود ماتاسعه الدنيا وهو ينتظر وصول ابن عايشة وابنه
وصول الغوالي .. وكن ربي مجازيه .. لصبره ، حلمه ، وقفته اللي يشهد لها القاصي والداني
وعايشة بدت تصعب حركتها
وام عقاب وام عايشة جتهم هالشهرين ترقب ولادة عايشة
بمنتصف الشهر الثامن لعايشة .. ولو تبي تطلع من البيت
ترافقها ام عقاب ولا امها ولاتبعد .. /
\
/
الصبح والناس بعضهم نيام ..
قامت بملل من حالتها وام عقاب خايفٍ عليها بزود .. قامت وخابره بأن امها راقده واستغلت الفرصه
ارسلت نهله لسعود تقوله عايشة تبي تطلع معه تمشى
جتها نهله ورمت شيلتها وجلست جنب زينة/يقولش اطلعي واسلم على الرياجيل واجيها
عند سعود ../استاذنكم يارجال .. ابطلع اتمشى شوي
حاتم دخل ومعه العود ويمده لعزام /وين ، العرب توها ترقد خلك اقعد زود
سعود /ابمر البيت واطلع لعويش ههههههه الوكاد ام عقاب رقدت تبي تطلع تمشى شوي
بلع ريقة وصد عنه بهدوء وجلست جنب عزام ومصعب منسدح
عزام /فمان الله .. ايه يارجال انا ولهٍ على زينة ام الزيين .. ابقصد بها
وبدا يدق ومصعب يهز كتوفه ويمازحه
فز من بينهم وكن باله ماهو معهم من بدوا .. راح يتحرى عايشة تطلع و.. بعد ثواني
لمحها طالعه تمشى بروحها وتحرّى عمها سعود .. ارمشت عينه بخفه تأمّل حبيبٍ غربل احواله .. واصبح يملك جسد بلا روح ولا قلب ولا عقل .. كلٍ مشغولٍ بها
ارتعش جسده بخوف وهو يشوفها تلتوي على بطنها .. ثم قامت وفركت ذراعها وضمت نفسها علامةٍ للبرد اللي يشتد بهالوقت .. وقت السّحر
تنهد وهو يشد عمامته ويراقبها بصمت .. ومابينه وبين نفسه حروب وجيوش استحلّت موطنه واستحلّته هو ..
/
دخل البيت بهدوء .. وشافها منسدحه ويدها على بطنها وتطالع السماء
والدمح يختلط بالرمش والجفون بعينها .. كانت تسولف بعيونها وماشافت اللي يقرى سوالف الشوق اللي خطته سيوف رمشها
جلس جنبها ومسك يدها اللي على بطنها .. فزت ولفت له بهلع .. صحّاها من سكونها وسجّتها التوّاقه
طالعت عيونه لثواني .. وتدري بانه عرف وش تهوجس به ، ووش يطري على بالها
ومن تسولف عليه بهالعيون الدامعه .. بدت دموعها تدرّج من رمشها لجفنها لخدها .. لثوب سعود يوم احتضنها بشدة
سعود بضحكه يلطف الجو /صرتي ام عيال يانهيّل وش يبكيش
نهله وصوتها ينعا الوجع /ولا صرت ام عيال مالي غنى عن امي ودي بها بس ابي ريحتها
سعود /لاتوجعين قلبي يانهيل ، ادعي لهم بالرحمه بكاش ماهو بينفعهم ، هها يالله اشوف اضحكي وصلي ركعتين ادعي لهم بها وارقدي ارتاحي ، اباصل عويش امشيها شوي وارد /
\
لاحظ تأخر سعود عليها والبرد اكلها .. سكر عيونه وامنيته تصيب العرب لعنه ومايصفى له غيرها .. تصيب فراقهم معجزه .. يجزيهم القدر عقب تعبهم ، يحن قليبها وتلتفت له .. لن ماله حياة من دونها
مابينه وبينها حواجز ولا احدٍ من بني آدم ولا حوّا .. مابينهم الا الحَيا والارض الصحراويه وبيوت الشعر .. وهوى ربي اللي ارعش جلدها
اخيراً وصل سعود وضمها ودرى بها بردانه وعطاها فروته .. مسك يدها وقام يتمشى بها /
\
عايشة وتوجس الالم من المغرب ملازمها مير ماهمها دام بها مشي وتحرر من ام عقاب
تركدت في مشيها وسعود يسولف عليها ..
سعود وقف ولف عليها /تعبتي ؟ تبين تردين
عايشة سكرت عيونها بألم ويدها على بطنها
سعود بخوف قرب لها /بلاش ؟ اتعبتش بالمشي .. زود انتي باخر الاشهر ياعويش طارت عن بالي ، امشي امشي نرد .. بيش حيل ؟؟؟
مشت مع سعود بالهون وتقاوم المها .. وتجزم بأن الالم هالمره غيرر
زاد الوجع خوفها وتمسكت بذراع سعود وتبكي ويدها على بطنها
خاف سعود من حالتها .. جوّدها بيديه / عووييش ، بلاش يامره هو انتي تبكين من ويش
عايشة شدت على بطنها وصوتها ارتجف / خايـ يفه ياسعود .. حالي اليوم ماهوب حال
سعود طير عيونه /وشلون ، يعني يبي يشرففنا الشيخ .. ولا شيخه .. بس تو الناس ياعويش
عايشة سكتت وبطنها يزيد .. امتلت عيونها دموع وتقاوم الالم بليا صوت
زاد خوف سعود وبلع ريقة وباقي على البيت مسافه .. مسكها بتوتر نهش جسمه /عويش لاتحركين ، ابقي هنا .. ثواني وارد
جلست على اقرب صخره وتمدد من الالم اللي ماتخيّلته بيوم .. ركض او الريح شالته ووقف قبال خيمه ابوراجح وحاتم قده رد ..
صرخ سعود /ربعي ياربعي ، عاييشة'سكت ونفسه ينقطع'
فزز حاتم وقليبه قارصه من اصبح .. اما عزام ومصعب فزوا من محلهم ومعهم رجال على اعمارهم /لبيه ، سم ، امرر
فز حاتم من محلّه واصبح يركض محلها ولا توقفه لا سلوم ولا قبايل ولا جيوش .. سعود طالعه وتنهد .. ثم لف على مصعب وعزام .. / مصعب انده المداويه وانت ياعزام الحقني حاتم قده وصل لبيت ابي عقاب معها
عزام ابتسم ومسك بندقيته والرجال وراه .. وبعض الشيبان قاموا لصلاة الفجر اللي مابقى عليها الا ساعه واحده .... واما ابوراجح قام من صياحهم /
\
/
قبل ثواني .. حاتم وصل عندها وانفاسه عشر بالثانيه .. سندها على ذراعه .. شدت عليه وتئن من الوجع .. عايشة وماترى عيونها اللي قبالها ، شدت على ثوبه ودعست وجهها بصدره وتصرخ .. ماعرفته الا من ريحته .. وردت تصرخ بأسمه ببحة الوجع/ححااتم ، اوجس الموت ياحااتم
حملها وهو يسمّي عليها ويستودعها الله .. الين وصل بيت ابوعقاب وصرخ /يااهوووه ، يابي عقاابب ، ززييينة ، ييااامم عقاابب يااعرربب
دخل ولايفكر الا بها وباللي يوجس قليبه الصغيّر يرجف يبي يطلع على الدنيا
طلع ابوعقاب ويشوفه حاملها وعايشة تئن وكن روحها تبي تطلع وانفاسها تقطّع
ام عقاب بخوف /عاايشة بلااش يمممه
حاتم سكت يطالع بهم ... وانقذه صوت سعود من خلف الستار / يابووعقاب ، المداوويه عند الباب
ام عايشة دخلت دار عايشة /تعال هنا ،
سدحها وعيونه ماترى غيرها وصدره يكاد يتقطع من العدي ووجهه اشتدت عروقه ..
ولايزال يطالع عيونها .. وخايفٍ عليها وكما انه ابيها
عايشة على كثر الدمع بعينها الا انها تشوف الخوف بعيونه ماشافته على عيون امها لها .. تكلمت وكنها قاصدةٍ تشل عقله وروحه وتدمي جروحه وهي ماقصدها شي ..
تكلمت والعبرات تخنق حروفها / ليتني مت قبل هاليوم ، ليتني رقدت يم ابوي قبل لاشوفك كذيه ، وقبل لااذوق هالوجع ، زدته علي زود
ابو عقاب من خلف الستار لجل المداويه /ياحاتم
حاتم سكر عيونه وعيونه تبرق ، بريق الألم الجريح .. رفع كفها المتشبثه بكفه وقبّله بحبّ صدوق /والله ان روحي تلحق روحش وين ماتسري
صدت عنه اول ماقام عنها وذراعها تغطي بها عيونها وتشهق ببكاها ...
/
طلع من البيت وعيون الرجال تشهد .. بإنكساره ، بحزنه المفضوح ، بحبة الصادق
قابله سعود من طلع .. طالعه بحيره .. وراح خلف خيمة ابي عقاب عن العرب
ولحقة سعود وعزام ومصعب .. مصعب مسك ذراعه /بس ياخوي شد ظهرك .. وراسك لاينحني ابك والله ان احرق العرب ذي كلها
رفع راسه لمصعب وبعيونه قصيد ووالآم وهموم .. رمى روحه على صدر اخوه وعضيده
اللي لو يميل الزمن مايميل .. ولو تقصر السنين ماتقصر يمناه .. ولو تندهَه صاحي جاك مجنون
شد على صدر ابن عمه ويدينه تدق ظهره من الغبن وويصرخ بالصوت الجريح .. سعود مسك ذراع حاتم /بس ياحاتم ، انت ماتشوف العرب اللي حولك .. قو روحك وصبرها ترى الصبر مفتاح الفرج
حاتم لف عليه ودموعه تبري حال اليتيم اللي لاشاف ابوه ولا قبّله .. تكلم وهو يشكي لهم حاله لعلّهم يفهمون الحروب اللي بصدره /تقول لي اوجس الموت ياحاتم .. هي توجس الموت من وين مني ولا من الزمن ولا من خوفها ذالليل
سعود شد عليه وضمه/هونها وتبي تهون ، وماهوب طالع الصبح ان شاءلله والوغد في حضنك وتكبر بأذونه وعايشة بخير وصحة وعافيه .. سكت وماينسمع غير صوت تنهّاته .. وابعد عنهم وهو يمسح على لحيته ووجهه .. يخفي اثر الدمع اللي نحته جور الزمن
ردّوا العرب يتوضون ويصلون واللي يصلّي معهم وباله نساه في كفوفها ..
خلّصوا وقلّطوهم بمجلس الشيخ واما سعود ، وحاتم وعزام ومصعب وبعض الشباب
ونهله يوم ابطى سعود جت تفقّده .. وقابلتهم قبال بيت ابوعقاب /ويش اللي صااير .. سعود
سعود مسك يدها /نهيل ، عايشه طالبش ادخلي وطمنيني عليها
دخلت بخوف وام عايشة برى جالسه ماقوت روحها تدخل وتساند عايشة .. اما زينة ملازمه يدين عايشة وحاضنه راسها .. اما عايشة تصارع الألم
نهله لفت على ام عقاب /سعود يقول طمنوني ،
المداويه /توها يابنيتي ، ينتهي هالوجع وبأذن الله كل خير مير خبريه انها واصله
نهله راحت لسعود وهو متلهف لأي خبر يطمنه عنها وحاتم جنبه ../تقول انها واصله وتوها ببداية الالم
تنهد وطالع سما الباديه والشمس توها ماوضحت .. والغيم متلبّد ، ينبّه بجيّة مطر وخير وبشاير
سد مسامعه وصراخها هز بيوت الشعر من حولها .. ماكان عالي بالحيل مير اصدع بزوايا صدره
اما حاتم غرس راسه بكتف بظهر عزام ووقليبه المرتعش يزدحم بالدعاوي الصادقه
تفكير ، خطوات بنفس المكان .. توتر .. هواجيس تجي وتروح
عيونٍ تخايل له ، ريحة شعرها ، حرارة كفوفها
سمع زغاريد ام عقاب اللي تعبر عن فرحتها سواءً كانت بمحلّها او لا .. انحنى جسده ودموعه تطيح على التراب الطاهر .. وهو ساجد لربه ، يعبر عن شكره وامتنانه وضعفه .. همس بصوت مايسمعه غير الله /الحمد لك يارب ، الحمدلله عز الفرح المختلط بالحزن ، الحمدلله ياربي ولو ان فرحتي ناقصه بلياها ، ياربي ان عالمٍ بالحال ، وانت قادر به
حسّ بقطرات المطر بمؤخرة رقبته ووالارض حوله تمتلي بقطرات المطر
رفع راسه والتفت لحاتم اللي مارضي يرفع راسه .. ابتسم والضحكه تختلط بدموعه ومسك ذراع حاتم ورفعه وخمممه من كل قلبه وهو يضحك .. /ممبرووك مبرووك ياحاتم
حاتم ضحك وهو واقف على ركبه وشد عليه ودموعه منسابه /يارب لك الحمد ييااربب
قام حاتم وحضن عزام وقبل خشمه ... وضجّت تفاكيره بالتباريك وتقبيل الخشوم العزيزه
والمطر يبلل لحاهم ..
/
ارتخى جسدها من سمعت البكاء وترى عيون زينة المليانه بالفرح والخوف/بنييية وتكاد تفقد وعيها وبطنها يلجّ بالاوجاااع .. وردت تونّ
المداويه ابتسمت /ماااشاءالله .. بنية عسى ربي يحفظها
اخذتها ام عقاب ولفتها بقماش لجل تنظفها ووقفتها صرخة عايشة ..
فزت المداويه وهي تفرك بطنها .. رفعت عيونها لأم عقاب بصدمه مختلطه بالفرح /بحشاها روحين
زينة /ااحلفييي بالله ، صااادقه
لفت على عايشة بفرحه تبكي/عوووييش
اما عايشة عاضّة على جلابيّة زينة بألم ماتخيّل عقبه تضل حيّه .. نهله طلعت تركض قبل خبر الثاني وقابلها سعود وهو داخل .. ضمته/بننييية بنيية ياسعوود تشببه عاايشة وتشبهك
سعود ضحك /يالجواره ماكملت دقيقه وشلون عرفتي ملامحها
نهله هزت كتوفها /حسيت
ردّت ام عقاب تزغرد بأعلى صوتها وسعود رفع راسه بإستغراب .. ونهله دخلت بسرعه
طلع سعود لحاتم وطالعهم ورفع يدينه بغرور /تقول انها تشبهني وتشبه امها
ضحك حاتم وحضنه /تو مازاد غلاها
فكه سعود وهو يسمع صوت نهله تناديه /لبيه
نهله والضحكه ماتاسع وجهها / ابيي البشااارة ..
سعود سكت يطالع عيونها /اسلمي!
نهله /بنتت وولد ، يااسعود ياويلي ماحلاهم تبارك الرحمن
سعود حملها والفرحه ماتاسعه وضحكه يسمعونه الرجال برا/ عقبالش يالله ياكريم
طلع وهو يطالع عويناتهم واخذ بندقية عزام وصوّب نحو السماء .. ويصرخ بفرحه والمطر بلله/الاوله تشبهني وتشبه امها ، والاخر وكاد انه شبيهك
حاتم /ويش
عزام بلّم شوي ثم ، ضمه /ياااحااتمم ، بنيه وولد اثننيين
مسك راسه وضحكته تقطّع ماعاد يدري وش يقول ... اما اللي بمجلس ابوعقاب دروا انها ولدت من صوت طلق النار .. الين جاهم مصعب وربعه معه وبقي حاتم وسعود
مصعب رفع بندقيته / ودي بفرغ ذالبندقيه صوب السماء ، عطانا الله بنيه وولد يااييبه
قاموا كل من بالمجلس واولهم ابوراجح ماصدق اللي يقوله وضحك بفرحه /اللهم لك الحمد ، ماشاءلله تبارك الرحمن ماشاءالله ، عطها ياولد ذالليوم عرس وفرح
فرغ البندقية وربعه وراه ، وكلن فارق النوم عينه من السّعد وكنّ هالاثنين عيال البادية كلها ماهمّب عيال عايشة وحاتم .. والمطر روى الحيَا والشجر .. /
\
الظهر وسماهم مغيّمه والذبايح معلّقة .. ومجلسّهم مكتضّ بالرياجيل
وام حاتم من صحّاها حاتم وهي ملازمةٍ بيت ابي عقاب وبيدينها العيال تأمل بهم وترقب عايشة تصحى من نومها .. والحريم يساعدن ام عقاب على الذبيحة اللي ارسلها ابوراجح وكلن قلبه على الآخر ..
زينة دخلت على ام حاتم جنب العيال الصّغار وهم يبكون .. ام حاتم /شكلهم جاعوا ياعيوني
زينة معها حليب يكفي لواحد ../هههههههه المشكله ماحسبنا حساب اثنين
ام عايشة دخلت / انا باخر مرةٍ جيت جبت معي اغراض لبنت وولد مدري من يبي يشرفنا شوفيها هنا
زينة /اييه زين ، اجل ابي اسوي للولد يالله
وهذا كله فوق راس عايشة ولاهيب حاااسسّه بأحدٍ حولها ..
/
اما عند الرياجيل ، جالس بينهم والتباريك تجيه بالقصايد ومن الانعام ، والخيول
اما هو الموت موته و ده يشوفهم ، يقبّل خشومهم اللي بحجم الظفر ، يشم من ريحتهم
ويتطمّن على عايشة ، الى هالحين ماجاه خبر عنها .. ولا ابوعقاب ولا سعود قاويين يروحون ويتركون الرجال وبيت ابوعقاب كله نسوان
انشل عقله يبي يعرف حالها ، هي توجّع .. هدا روحة ويصبر نفسه الين الليل وكاد انه يبي يشوفهم ويا سعود
/
العشاء .. ومجلسهم كله رجال
بدا خوفهم يسود على عايشة اللي مافاقت ،
وسعود وصله خبرها وزاد قلقه ولاهوب قادر يترك الرجال ويروح لها
واما حاتم علّمته شهور الفراق معنى الصبر وعوّدته عليه
مير يخالطه خوف عليها ، وعايشة نومها قليّل وش طول النوم ياعويش
تنهد ووجه عيونه لسعود ، نزل سعود عيونه بعد ماقرى اللي بعيون حاتم
جاء مصعب بين حاتم وسعود وتوه مقابل سهام /ابشركم فاقت
رجف قليبه بخوف عليها وكنّه هو الصغيّر ، اللي توه ينولد
اما سعود فز من مكانه وراح صوبها وحاتم لحقه '
دخلوا بيت ابوعقاب وجلّسوهم بمجلس الرياجيل ، وماقوت عايشة تجيهم
جابوا لهم الصّغار .. اقبلت عليهم ام عقاب وبيدينها الاثنين
اتسعت ابتسامتهم وشكلهم يدعي للسعادة والفرح ،
كنّهم نزول المطر على ارضٍ قسّاها الضمى
مسك حاتم البنية وسعود الولد .. حاتم رفع راسه بضحكه راجفه/هالحين وين البنية ووين الولد
ام عقاب /انت معك البنية واللي مع سعود الولد
سعود يتأمل به وهو نايم ، صغيّر مابانت ملامحه ابتسم براحة /حي الله صقر ، طال الانتظار مير حي الله ذالوجه
ام عقاب /ها يالله ياحاتم اذّن وانا بشوف الحريم شوي وجايه
اذّن ، وعيونه مافارت البنية ، اللي ماطرى على بالهم اسم يسمونها ياه
خلّا الامر لعايشة تسميها .. لعلها تقوم بالسلامه
والمداويه بين وقت ووقت تطل عليها وتطمن .. سعود /وش تبي تسمي البنية
حاتم يناظرها ومبتسم /نشوف عايشة بالاول وش تقول
سعود ابتسم /خابرها تبي تقول يسميها هو ، هي سمت الوليد قبل يجي
ابتسم /اشوف
\
الصبح .. بعد صلاة الفجر وسعود ساق خطاه لبيت ابوعقاب يتطمن على عايشة
وقف قبال الباب ويناددي وياصله بكا الصغار ،
جت ام عايشة تشوف من .. وقفت مكانها وهي تطالعه
سكرت عيونها وهي تعوذ من الشيطان .. صقر .. هذا .. هذا صقر ولا منن
سعود وتصعب عليه الرؤية والشمس ماظهرت وماوده يرفع راسه /يا ام عقاب ؟ طمنيني عسى عويش فاقت
ام عايشة تنهدت والدمع ملى عيونها ودخلت بدون ماترد عليه
رفع راسه يطالع مكانها خالي ، استغرب وزاد خوفه وصاح عليهم ينادي
/
اما عند عايشة بعد تعب طويل ، وام عقاب تحاول تصحيها لنّ نومها طال
بعد مارشتها بالمويه وحاولت تصحيها ، ظهر صوت انينها المؤلم
اتسعت ابتسامة ام عقاب /عايشة يمه ، قومي بس كافيش نوم يمه قومي شوفي الصغر ربي يحفظهم
فتحت عيونها بصعوبه ، وماتشوف غير زول ام عقاب ، واخز زولً تذكره قبل ماترقد زوول حاتم
ام عقاب تمسح على شعرها / الحمدلله على السلامة يايمه ، مبروك يابعد حيي بنية ووليد مثل القمر
غرقت عينها بالدموع ولاحولها احدن يسعفها من الغرق ، غرقت الين مافاض بحر الحزن من عينها ورمت روحها الخاليه على شاطىء الضعف
ضمتها ام عقاب وهي تبكي بخوف ، بضيق ، بضعف ، بوجع ..
طلعت الشمس على فيقة عايشة .. وسعود طمّنوه عنها
مرت 7 ايام وبنية عايشة بلا اسم ، اما الولد صقر .. يتحرّون حاتم يسميها مثل ماقالت عايشة هو يسميها
قام والصبح بأوله ، جلس بمجلسه وفكره صافي .. يهوجس ببنيته ووش يسميها
ووباله اسم يدور له يومين ، كتب كم بيت وبهن اسمها ..
'
بأيامنا الاولى حبنا كان سمره
تحت ضي القمر بغفوة الناس
اسولف لعينه وتصيبني سكره
اذهبت كلّي وروحي مابين الاقواس دام اسمه صقير ودي بها 'سمره'
ويطري علي الاولي معا كُل نسناس
'
وسمّوها سمره .. واما عايشة ماعطت ردة فعل يوم قالوا لها الاسم ، وكنها فهمت مقصده
جلست بتنهيده بعد مانومتهم وقامت والضو بأتلاها تبي تطفي .. جلست وحطت عليها شوي حطب يشعلها .. وهواجيسها اللي ترافق زول حاتم وخوفه يدب بجسمه عليها بذيك الليلة .. ماهقت ان حبها باقي هالكثر ، شافت حبها بعيونه وحزنه وضيمه
والبلا ان قدها شايفة هالحب وانخدعت به .. رفعت راسها للسماء وعيونها تشكي لله فيض الدموع
انهمر دمعها بألم من هالوجع اللي توجسه بقلبها ، وروحها ، وجسدها كله
بألم من هالحب اللي استقر بقلبها ولا كفاه بُعد ، ولا جفى ، ولا قسى ، ولا الم لجل يشد رحاله عنها
استقر بموطنه ولا لها قدره ولا حيله ، وهل للموطن يعاتب مواطنه ، واللي وفا له وحبه بصدق واخلص له
مير ظروف الزمن تحده .. ولا له مبرر ، من غلاته ماله عذر طالعت راس الجبل ، وطرى عليها اسم بنيتها ، سمره
وقصيدته اللي وصلتها من هروج النسا ..
/
مسك شعرها وشدها له وهي تحوس بالشجره اللي حول خيمتهم/ وش علمش ، وش تسوين هنا
زينة مسكت يده بألم /وقص استغفرالله ، وخر اشوف ، هذي جزاتي شف العصافير الصغار اسقيهن
عزام طل براسه على العصافير /ايييه ، ماشاءلله ، العصافير خلفت وعايشة بعد ، وانتي متى على الله
فتحت عينها بذهول /ويش
عزام ناظر نفسه /قلت شي صعب !؟ اقول متى على الله يازينننه تجيبين لها صغار يملون لها البيت ويحوسون ويحومون حولنا ويصجون ويلجون الى ما اعطي واحدٍ منهم كو
قاطعته زينة والحيا اكلها ومشت عنه/ياكثر صحتك ولجتك انت ، وشلون لو يجون هم
عزام يمشي وراها /ايه وش زيني لو يجون علي ، تو ماعم الخير والزين بهالباديه كلها /
\
/
تبي تمشي الايام وتكمل مسيرها ، وتبي تمر سنين .. وهذا حالش ياعويش من ثمان شهور وزود .. لزوم تخلّصين من هالحزن
لزوم تردين عايشة الاوليه ولو عاندش القدر .. عانديه زود ، هذا اللي كلن عهدش عليه
ماحدن قده عرفش بهالحزن ، واما انت ياحاتم ف ظني النفس طابت منك
مير الظنون ماهي دايم على مانظن ... /
\
/
مرّت سنه كامله على عهد الفراق .. وكبروا عيال عايشة وصارت اعمارهم سنه .. وعايشة عادت على عهدها الاولي ،
هي وفرسها ومن جبل الى جبل وماتمسكها الارض
كلن يراها وتراوده اسئلة وشلون .. وليه .. ومتى .. تغير حالها !؟
اما حاتم فيتردد على الديره ويجي لجل يشوف عياله ويتنفس بهم .. ويصيبه الشوق المر الى ابعد عنهم يوم واحد
وزينة حملت ونهله ولدت بالباديه عند ابوسيف وام سيف وسعود وام سعيد وزينب
اما سهام الى هالحين مانوت تحمل .. /
\
/
جاها يحبي على ركبه ويضحك وجلست جنبها
ام عقاب شالته وتقبله وتخمه بحبّ /ياعلني افداك يازين هالرييحه ، وين سمره ؟ ابك وين اختك
عايشة جت وبيدها سمره توها قايمة من النوم وتفرك عينها
ام عقاب /هاه جت دلوعة ابيها ماتمشي على الارض من الدلع
عايشة جلست جنب ام عقاب وحطت سمره بالارض جنب صقر .. سمره مابعد توازن جلوسها وتبي تطيح على ظهرها وسندها صقر وطاحت عليه
ضحكت ام عقاب /وي يابعد حيي والله السند والعزوه
عايشة ضحكت وهي داايخه
ام عقاب لفت عليها بلوم /صح النوم ، يومّني اقولش لاتطلعين بالليل عاد عندش عيال بعد وش تبين زود لجل تقضبين ارضش وتصيرين مرة
عايشة /ابتس حامت تسبدي من البيت ابي اتنفّه ، واشب النار واجلس لحالي
ام عقاب هزت راسها /الله يخلف ، يالله اكليهم وسبحيهم وزيّنيهم ابوهم ذالليل بيجي
عايشة عقدت حواجبها ولفت عليها /وشبهم عيالي ، بسم الله عليهم مايحتاجون زود زين ولا شي-قرصتها ام عقاب مع فخذها-.. ااحح لاتكووودين طيب ماينمزح معشش!!
ام عقاب /هاه يالله اعجلي ولاتردين الكلام
عايشة جلست تفطّرهم وتضحك على حركاتهم وتسويلهم حركات يضحكون عليها ، وكنها بعمرهم
\
/
صحاه من نومه بكاء ولده جنبه .. فتح عيونه بإنزعاج وحضنه بهدوء يهزه لين سكت
نهله دخلت /زين يعني اعتمد عليك ، عرفت تسكته
ابتسم وفتح عينه يطالعها
ابتسمت بخجل وقربت تاخذ ولدهم سيّاف ، هو سماه لحب سعود لهالأسم /تعال الفطور جاهز
وقبلت خد سياف وسعود يطالع /بدا غلاه يزود اشوف ، ياخذ حبة الصبح وانا ماكني به
نهله /زين قوم الحين ويصير كل خير
سعود جلس جنبها على سفرة الفطور /ترا ابي يبي يشوف سياف ولهان عليه
نهله/زين ان شاءالله
سعود قرب خده / يالله اجل وين حقي ، اطالب بحقي حالاً يابنت ابيش اعجلي الرياجيل يتحرون
ضحكت وقبلت خده وضمته /انت الاولي والتالي
/
طلعت عيالها معها تمشى معهم بالشمس .. جاها واحدٍ من الوغدان اللي يعلبون /عاايشة عايشة
عايشة لفت عليه /لبيه
طالع عيالها /متى يبي يكبرون لجل يلعبون معنا
عايشة جلست تفكر بسؤاله /الى منّهم كبروا
الولد /طيب ، وركض يلعب مع الوغدان
عقدت حواجبها وطالعت صقر ثم سمره /انا ويش الله بلاني ذاليوم بمقابل هالعرب المستخفّه
راحت تمشّى معهم ومرت جنب بيت زينة ، راحت على طول تدق الباب -بالباديه مع الوقت بدوا يبنون البيوت بالطين ولكن الخيام تغلب عليها-
فتح عزام وارتكى على الجدار ويطالعها مع عيالها ويضحك /يالله صباح خير ،
سمره مدت يدينها له تبيه يشيلها .. شالها وهو يحبب خدها /ارحبي
عايشة طقت راس سمره / اييه تموت على الرياجيل
عزام مسك راسها عن عايشة /اها بس ، طالعتن على امها.. سكت يطالعها وكنه تورط وماقصرت عايشة دفته عن الباب / وخر بس .. هو واحد اللي حبيته ، ولاظني عقبه احد رحمة الله عليه تحت التراب
بان بعيونه بصيص الأمل من قالت حبيت واحد ولا عقبه احد .. الا يوم قالت رحمة الله عليه
عرف انها تقصد ابيها ، وبأن حب حاتم تناسته ولا كن بينهم حبّ
هذا مافسره عقله ولكن يجزم بأن عايشة مستحيل تنسى حاتم ولا فكر بإن حاتم ينساهها بعد!
شالت بنتها وطلعت عنهم وبصدرها بيتٍ انهجر من سنة وتسعة اشهر ..
اصبح الهوى الهاوي يحرّك حطامه .. ويهزه .. الين ماتوجع هزّته صدرها
مشت وبيدينها عيالها تبوّس بهم ومبعدة عن اعين العرب .. وكالعادة كل ماقابلت لها احدٍ قام يبوحر بها مع عيالها .. تطلع كل يوم بهالوقت معهم لجل يتشمسون وترفه عليهم وعلى روحها .. انعزلت اكثر عن العرب الى مااصبح ماعاد احدن يطالعها ولا يلمحها
وجلست وجلّستهم على النفود الرطب من المطرر وهي معهم .. وتلعب معهم وصوت ضحكها تشهد له السماء وكنها اسعد من بهالدنيا معهم
لمحت طرف ثوب حولهم تلعب به نسايم الهوى .. رفعت راسها بخوف امتلك شريانها .. من الله انها لابسة برقعها ماشالته .. مير خوفها ان عيونها فاضحتها .. وهي ترقبه بتوتر
اقترب لها وكما اللي غيّب عليه مايدري وش يسوي .. نطق لسانه بعد صمت .. بعد مراقبة رجف جفونها وهفّ رموشها /عويش ..! رفعت عيونها له بصعوبه /انا ابمشي ، العيال معك
تكلم وهي معطيته ظهرها /ماتعبش البعد ، طال الفراق ياعايشة يشهد الله ان مابي روح من تقفين ، تكفين ياعويش طالبش .. خلينا نربي صغارنا سوا ، مايهنا لي رقاد ووانتم بعاد
لفت على سمره اللي تبكي تبي ابيها وتسحبه بيدها الصغيّره .. وبكى معها صقر
شالهم حاتم وعايشة صدت .. حاتم /طالعيني، تكلمي .. ماودش نربيهم سوا
حطت عينها بعينه وكن غبن ذيك الليلة يشتعل بصدرها ودموعها تملى عينها /انا ابي اربيهم ، ابي اربيهم الوفا والصدق .. ابي اعلمهم ان محدٍ يستاهل الثقه
حاتم طالعها وعيونه تحاكي عيونها بحزن ، عيونهم بعالم وهم بغيره /ياعويش ، لاتوجعيني زود انتي تخبريني ، وتخبرين العرب ومناقيدها .. سنه وتسعة اشهر ياعويش اعدهن عد والامل لازال عندي
انسابت دمعتها وهي تسمع هرجه
تقدم لها خطوتين /لاتبكين ، لا لا ماجيش لجل ابكيش زود ، خابر ان حبي باقي مثل ماحبش باقي
عايشة مسحت دموعها وضحكت بخفه /وش دليلك ؟
حاتم ونبرة صوته تغيّر /الى هالحين ماعرستي ، رغم اني خابر بكثر اللي جو يطلبونش
سكتت لثواني لكثر الحكي اللي دار ببالها /ووشلون تبيني اعرس وانت يوم بغيتني شيب راسك على ماطعتك مالت علي .. وصقر وسمره وين تبيني احطهم لااعرست .. تحسب ان مابه الا انت اهوجس به
حاتم وهو يبحر بعيونها ووشلون ربي خلقها بهالحسن .. هالعيون اللي دوم يلازمني خوفٍ بأني انساها ، ولابيوم نسيتها ...
تنهد وسكر عيونه بهدوء وحسها يصول ويجول حول صدره .. سكتت بضياع يوم اقفل عينيه الكحيله واخذ نفس يسرق ريحتها من الهوى
ارتبشت و عطته ظهرها تمشي عنه ..
ماتبي ضعفها يبان قباله ، وتدري ويدري بأن ضعفها منه ويلجئ اليه
تدري هالضعف بعيونه ، كل يومٍ يزود كرهها بقد زود الحبّ
محدٍ يوصف اللي بخاطرها .. من جاب طاري عرسها
كانت تبي تنثر اللي بخاطرها كله لولا الله
ودها لو انها صرخت بوجهه وشلون تخيّلني مع حدٍ غيرك ،وشلون طرى على بالك عرسي على رجال ماهو انت!!
انا من طرى على بالي تاخذ وحدة غيري والغبن ماليني مَلي .. كانت تمشي ووجهتها تجهلها .. دخلت البادية بين العرب وتمشي قبالهم وعيونها تملاها الدموع
اللي استصعبت النزول .. لاهيب اللي نزلت ولاهيب اللي لملمت دمعها وكفّت عن عيون العرب
قابلوها زينة ومعها عزام ماشيين لبيت ام عقاب ..
زينة مسكتها /هييه بنت ، وين جيتي منه.. تبكين؟ بلاش؟ سمّور وصقير وينهم
طالعت عزام لايدري باللي بخاطرها مير امرها مفضوح عند العرب /مع ابوهم
زينة ضحكت/انتي اللي عطيتيه اياهم؟
رفعت عيونها لها والغضب يتملّكها على سؤال زينة /عيب ولا حرام؟ عطيته عياله بها شي!!
عزام شد على يد زينة وراح ..
زينة /قال لش شي ؟ ضايقش بشي ، قولي وش قال
سكتت ثواني .. وكملت طريقها .. وزينة تلحقها
/
دخل المجلس وحاتم بالارض وبحضنه سمره وقباله صقر ويلاعبهم وابيه جنبه
عزام جلس وشال صقر/اييه الدلع كله صار لسمره ، صقر ضعيّف الله
حاتم رفعها ووجهه قبال وجهها وابتسم وقبل خشمها ويدينها تلعب بلحيته .. /بدل هالهرج بلاك ماتسلم
عزام يلعب مع صقر ويضحك/ماعدنا نالَه عليك .. تجينا كل اسبوع ولا ثلاثة ايام من جو هالصّغار ماشاءلله
حاتم ضحك بخفه /الود ودي مافارقهم مير صبرك علي يكبرون شوي .. اختفت ضحكة عزام ولف عليه /وش ناوي عليه ؟
حاتم بصدق /اباخذهم معي
عزام رفع حاجبه /وانت تدري بأن عايشة ماتَرضى ، ولا سعود ولاهلها كلهم
حاتم لف عليه /تجي معهم ، بيتها مفتوح
عزام ضحك /تبي عايشة تجي معك ؟ ، خابر انها تحبك ، ولايمكن تنساك وهو انها تناسى
مير انها تجي .. ماظنتي .. وياحاتم لاتشيّش القلوب على بعضها ، ولا تفرق الاهل
تنهد وضم سمره بشووق /ماني مشوّشٍ احد ، ولا مقصدي افرق الاهل ، وهم عيالي مثل ما هم عيالها ، اتعبني الوله لهم ..
عزام /و لأمّهم ؟
حاتم ابتسم /وليه تنشد وانت تعرف الجواب
عزام هز راسه وولاهوب يتحمل وضعهم .. حتى العرب كلها وهوى البادية تغير ببعدهم وهالفراق اللي طال /
\
/
زينة مرتكيه على الشجرة ورى بيت ابوعقاب .. وعايشة تبكي
عايشة /يقول لي الدليل انش الى هالحين مااعرسستي ، وهو خاابر ، خاابر بأن حبه شي مالي به حيلٍ ولا قوة
زينة جلست على ركبها وكفوفها تضم وجه عايشة /تعوذي من ابليس يابعد عيني ، واللي كاتبه ربّش يبي يصير ، ومايصير الا اللي يرضيش بإذن الله
حطت يدها على جبينها واخذن نفس وتعوذ من الشيطان ../انا ابي اتمشى لوحدي ، ادخلي لاتتعبين انتي
زينة قامت /زين ، لاتبعدين وردي بسرعه
مشت وابعدت عن عيون العرب وجلست فوق جبل صغيّر راويه المطر .. وتلعب بترابه وكنها تقلّب ذكرياتها ، وهواجيسها /
\
المغرب .. زينة دخلت البيت ودخل وراها عزام /يازوييينه ،
زينة تنهدت ولفت عليه /لبيه
عزام سكت شوي يطالع وجهها /بلاش وجهش كذيه
زينة طالعته وتخاف فرقاه عقب ماتعلّقت به تعلّق الطفل بأمه وابيه / لاتتركني ، خوفي بيوم ينقلب حالي كما حال عويش جعلني قبلها ، حالها مايسر ،
يشهد الله اني اشوف الغبن بعيونها ، والحب ، والضياع
ابتس هذي عويش انا اعرفها قليبها مايداني يعطي احدٍ ثقه ،
ومن عطتها حاتم وصار اللي صار والغبن ياكلها والبلا انها باقي تحبه ومالها بحبه لا حيلٍ ولا قوة
عزام ضمها /اجل اسمعيني زين .. بالليل ........... زينة طيرت عيونها /تبي تنقّد العرب عليهم !!! ماظنتي ياعزام لا
عزام ضحك بخفه /وظنّش ان العرب ماتدري بحبهم ، كلّن حزين حتى الهوى ماينطاق وهذا وجه عايشة ، عقب بشاشة وجهها وضحكها بوجيه الشايب والصبي ، وملاعبها للصغار
ولا حاتم اللي مشعلٍ ناره ، دوم ، وقصايده حيّة ، ذالحين مايداني يطلع قبال احدٍ ابد مغير مقابل له سمره وصقر
وينهم الحين ووينهم اول يازينة .. طالبش سوي اللي اقوله
/
بعد انتصاف القمر بكبد السماء .. والليل يخيّم على ارض البادية
وعايشة قد قالت لها زينة ان حاتم يبيها ضروري عن سمره وصقر
طلعت لها زينة عذر شوفة حاتم ماتدري ان عايشة تبيها من الله
ماشبعت منه .. ولا من عيونه .. على ان طريقة النظر لي تغيّرت ماهي مثل اول
نظرته قست علي ويازينها من قسوة .. وكنه يبي يتشبث بي بمخالبه لوجود صغاره بحضني كل ليلة ولاهوب قادر يتوسّطنا
وكن حبّهم طغى على حبّي .. اخذت نفس تنطر الليل ينتصف .. لجل تسبقه لموعدهم
وصلت خلف الحلال مثل ماقالت لها زينة .. وعقلها يتسآئل باللي يصير وقلبها متلهّف ينتظر
لممحت سواد ثوبه ينافس سواد ليلهم .. وبياض غترته وهو متلثم من البرد
وقف قبالها وطال صمتهم ، وكلٍ ينطر الثاني يتكلّم على اساس احدٍ منهم عنده علم
طال السكوت .. وتكلّمت عايشة اخيراً وتاركة عيونها ترسي بميناء عينه بسواد الليل /ويش بغيت ، لحدٍ يرانا
رفع حاجب بإستغراب ونزل لثمته / هو انا اللي ابي ولا انتي تبيني
عايشة ميلت راسها /لا مابيك
حاتم اقترب بهدوء/وليه تندهينّي .. عايشة /قالوا لي حاتم يبيش في موضوع سمره وصقر ، وقلت وكاد الموضوع مهم دامه بالخفى وجيت دامي طالعه طالعه بهالوقت
حاتم ضحك بخفه /هالحين انتي تدورين اعذار ولا ويش ، ولا ولهانه والشوق ذابحش جايةٍ قبلي تنطرين هههههههههههههههههه
مسكت يده ولوتها بقهر منه ودفته عنها .. للحظة حست بنصر وانها خذت من حقها لو القليل
لولا انه رد مسك يدها وشدها ويطالع ربكة عيونها .. اللي ماشبع من مطالعها بعيون سمره بنته
كل هذا كان تحت عيونه .. وعزام صحّاه من عز نومه وهو قاصد .. يروح صوب الحلال بحجة انه فاقد ناقة من النياق العزيزات على قلب ابوراجح .. واستوقفه منظر حاتم وعايشة .. بعيد عن اعين العرب ، وبالليل
عزام ارتبك ويطالع حركات حاتم اللي ماحسب حسابها /ءء يبه
ابوراجح والغضب اجتاح عينه وعين عايشة انتبهت له .. امتلت عينها دموع وهي تطالع ابوراجح ورجل جنبه .. يطالعونهم
اما حاتم قرب يده يبي يمسح دمعها الغزير فجأة ..
دفته بكل ماعطاها ربي حيل .. وبكاها يشق بصدره طريق الخوف ، عن سبب هاللقاء
طاح على صخره وضربت كتفه .. انقلب على بطنه بألم ويده على كتفه
ركض له عزام يشوف بلاه .. /
\
/
مشت لطريق بيت ابيها عقاب
ويدينها على وجهها وتبكي بخوووف ووجع بصدرها يزيد مع مرور الوقت
دحرت منامها وغطت وجهها وتبكي .. وكنها حاسه وقارصها قليبها مير هذا طبع الهوى ولا يلام اللي هوَى
/
\
/
حط كمادة بارده على الكدمة اللي بكتف حاتم وجلس معه
حاتم لف عليه /وشلون تقول لي عايشة تنطرك بنص الليل والعرب نيام وانا وياها وحدنا ، وهي تقول انك انت اللي تبيني ، واخرتها ابيّ يشوفنا .. خوفي يفهم غلط ، وويش اللي صحاه وانا متوكد انه راقد
عزام /انا وعّيته ، وودي به يشوفكم كذيه
حاتم ميل وجهه وعيونه ثابته على مكان واحد وكنه عرف اللي يفكر به عزام ../ انت وش سويت يابوفزاع
عزام /سويت كل خير ، لا وبعد ابشرك شيّشته عليكم -ضحك بخفه-البنت تبيك يارجال وانت تبيها وعندكم الشمس والقمر وش ودكم بأكثر
حاتم رفع يدينه بإستسلام وهز راسه /ماودي بشيء ، كان هذا اللي يبي يصير /
\
/
اصبحوا العرب الا اللي ماذاقت عينه النوم ، وزاد همه هموم .. خوفٍ من اللي يبي يصير .. دخلت ام عقاب وصياح صقر وسمره واصلها /عووييش ، انا على كثر ماانبّهش عن طلعة الليل هذي ، انا لو بيدي حطيت حراس برا لاتظهرين ولاتعتّب رجولش ، ابتس شوفي عيالش وش هم يبون ، ذبحش النووم
قامت وعينها ماليها الدمع ، وشالت عيالها تغلسهم وتلبسهم وتأكلهم .. كل هذا وبالها مشغول
قطع سرحانها صوت صبي يندَه ابوعقاب وهو يتقهوى ..
رد عليه ابي عقاب /ااييه
الصبي /عمي الشيخ طالبك ، يقول هالحين وامره عاجل
دق دامي خفوقها ومن هالعلم اللي جا به الشيخ من صباح الله خير
/
مدت له الغترة/تهقى ويش اللي صار ،
عزام وهو يثبت غترته ، بطريقة الرجل البدوي .. بطريقة من تغلب عليه العروبه والاصاله/انا البارح حشيت راس ابي راجح ، وكاد انه ماهو ساكت ، وهالحين ابروح اشوف ، ماني مطول
زينة /زين ولا ماني رايحه .. -حطت يدها على بطنها بخوف-ماني بايعه نفسي انا وجنيني ، عويش ماتتركني حيّة
عزام ضحك /ايه ايه انشهد ، لاتروحين خلش هنيّا
وراح بيت ابيه .. ومجلسه يتوسّطه حاتم وابوعقاب وابوراجح .. ووجه حاتم منصدم .. وساااج ، وعينه ماقفلت
دخل /السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، يالله صبّحهم بالخير
حاتم طالعه وهمس /أي خير وايّت صباح
جلس بهدوء/ويش حاصل
وابوعقاب يدينه على ركبه وجالس بغبن على اللي سمعه .. ابوراجح /ومثل ماقلت لك ، اما انهم يرجعون مادامها مستوره .. ولا انها تشوف نصيبها مع رجال اخر وتكف عن هروج العرب
عزام طيّر عيونه ولف على حاتم /عايشة ! تعرّس ..
ضرب رجوله بباطن كفوفه بقهر ولاتمالك رووحه/ والله انها على جثتي يملكها حدٍ عقبي
طلع بسرعة البرق .. وين ماتشيله رجوله .. اما عزام في حيرة من امره ،
من طلع ابوعقاب وهرج ابوراجح فوق راسه عن حالهم اللي يبي ينزل راسه عند القبايل
بلع ريقة ويحسّ بالذنب ، والف فكرة وفكرة تجي وتروح بباله .. استأذن وطلع لبيته
يخبر زينة لعلها تسعفه بأيت فكره او خبر ..
/
العصر ، وعايشة قد جاها العلم .. وام عقاب ماسكٍ راسها من هول اللي سمعته
ورحمةٍ من الله انها مستوره عن العرب
واما عايشة ممتنعه عن الكلام .. مغير ماسكةٍ عيالها وبالفرشة ورى بيت ابوعقاب
وتهوووجس .. وقد قالها ذالليل يجيني رايش ، تبين تردّين لأبي عيالش .. ولا تعرسين بأول من يطلبش
اخذت نفس وتدعي ربها باللي به الخيره لها ولعيالها ، رغم انها تدري وين الخيره به!
/
عقب ذالمدّة ذي كُلها .. فراق ، حزن ، ألم ، غبن .. تلين القلوب على بعضها ؟
ترد الروح لصاحبها ؟ .. يشفى المريض من سلّه ! .. ولا نبقى قراب لكن ابعد من البعاد
بعد اسبوع .. وحاتم وابوعقاب ، وعزام ، وسعود ومصعب وسعيد
ببيت ابوعقاب .. لجل يلمّون الشمل .. اما العرب ، بكل الأمل يظنون انهم حنّوا لبعض .. وعذروهم ، وقصتهم تخلدت بأذهانهم
لين ماصبحت كل بنية بهالبادية تمنى قصة حب عايشة
واما حاتم اللي ماصدقت عينه ولاعقله اللي يصير هذا كله ..
يعني صار ، عقب الصبر ، عقب الحزن
كانت مجرد جزاء وعقاب .. وذالليل انتهت مدته
اخذ نفس يوم جاء موعد لقاهم والعرب تدق قلوبها قبل طبولها .. وكلٍ يعبر عن فرحته
وكنها ليلة عرسهم الاولى ....
دخلت بيتها وعيونها تمتلي بدموعها الحارقه عقب حضن احن انسان ، واهم انسان .. عمها سعود
وبيدها صقر وحاتم معه سمره .. دخلت غرفتها بسرعه ولاحطت عينها بعينه .. بأمل اللي يصير كله حلم وتصحى منه
دخل وراها وسمره تبكي ويحاول يسكتها .. على مهارته بعيارتها ودلعها .. الا انه ماعرف يسكتها من ربكته
جلس على منامهم .. وعايشة سادحه صقر عليه .. بالنص
اللي قبل ماياسع الا حاتم وتوسّط ذراعه عايشة .. اصبح يحمل اربعه
انسدح ويده خلف راسه وسمره تمسك بأصبعه ونايمه .. اما عايشة معطيتهم ظهرها وماهي الا دقايق وقامت بخفه لايسمعونها الصغار ويفيقون
بظنها ان حاتم رقد .. الا ان عينه جزاها النوم /
\
سندت راسها على جدار طين بحوشها .. وعينها على القمر وهو مكتمل .. اختارته برضاها
وتبيه برضاها .. ماجبروها برضاها كل اللي حصل
ولو انهم بعاد على قربهم ، المهم انها تسرق النظر له كل ماسج او سهى ...
/
ابتسم ابتسامة جانبيه ويده تلعب بلحيته .. اللي غزاها وقار الشيب وزاد زينه زود زين .. وبباله هواجيس وهروج / وكاد انها مافرطت بي ، وكاد ان الحنين اتعبها ولا عايشه منهو اللي يغصبها على شيء دامها ماتبيه ووكاد اني اجن لو خذاها احدٍ من الرياجيل ان مايردني عن مقتله شي
مد ذراعه يحتضن عياله وقرب راسه لهم يشم ريحتهم اللي تشيل ريحتها ..
/
مر يومين .. وهي تظن بأنه يبي يكلمها من اول ماجت
قالت يمكن ماهو مصدق اللي يصير ، يمكن حاله كما حالي
ظنت انه يبي يوعدها .. ان يصير لها صقر وسعود وحاتم الاولي .. يبي يعيفها حضن سعود ، يبي يملاها حبه وحنانه ، يبي ينسيها اسمه
مل اللي تشوفه .. وجه بارد مكّار .. ملامح قاسيه جامده
ولاهيب اللي قاويه تهرج وياه ، ولاهيب قاويه تعاتبه تلمّه وتعلّمه بحبها وشوقها واللي قدرت على الكل ولاقدرت على هالاثنين
دخل وسلامه العادي ماهو مثل اول .. سلام مع حبّة خشم وحضن وكلامٍ معسول
اصبحت حتى تظن اللي عاشته معه كله حلم .. وهذي الحقيقه
ماتشوف ضحكته الا مع صقر وسمره اللي حبها يفوق حب كل مخلوق
مدت يدينها لأبيها وهي تبكي تبيه يشيلها
شالها وارتفع صوت ضحكتها وهي تشبث بلحيته
صدت وكن مخلوقٍ داخلها ياكلها اكل
تركت اللي بيدها وطلعت ورفعت شيلتها الرهيّفه على راسها .. ونعومه شعرها تسقطها لولا ان عايشة مثبتتها بيدها
شدها من ذراعها /العرب توها مصليه الفجر .. على وين
لفت عليه وتطالعه بصمت مُندهش ، /يومين زيادة وكنت اظن انك فقدت لسانك
دخلها البيت /ايه يقولونه .. ذابحش الهرج معي
فتحت عيونه وتطالعه وكنه يبي يدميها زود .. ناصقها زود ضيق خاطر
كرهت حاتم واسم حاتم ، الا كانه حاتم الاولي .. مير ماظنها يرجع / انت تخبر اني ماادانيك ، ماحبك ولا ابيك
ابتسم على ان كلمتها لها اثر بصدره .. ويتهرب من ضعفه .. من عيونها الدامعه /ايه اشوفش ترقدين معي بنفس المنام ، لاتلعبين على روحش ياعويش انا اخبر اللي بخاطرش زين
ضحكت بخفه ومن ارمشت عينها طاحت طرف دمعه لمحها حاتم
دخلت غرفتها وتمسح عيونها بقسوة لايحدر منها دمع /تففوو عليك ياعديم الرجوله ، حسبي الله علـ"شهقت ويدها على فمها ، ماهيب قاويه تدعي عليه حتى " آااه ياربي تجبر خاطري ياربي ماعدت اتحمل ياكود نسمة الهوى
مسح على لحيته واخذ نفس .. وقلبه يتراجف ، يكاد يذوق الموت .. يحس بأنها مجبورةٍ عليه وهو مجبورٍ عليها ولو انه راضي .. /
\
مر يوم ثالث .. فتحت عينها بهدوء ، ووجهه يكاد يحتضن وجهه
اما هو فمن زمن صاحي .. ويطالع بوجهها اللي قصيده مايوصفه
فزت تدور صقر وسمره .. الى مانتبهت انهم بينهم ..
ماضرها القرب كثر عينه اللي شلعت روحها من جسدها .. وهي ترقبها من فاقت
بادلته النظرات وهي ترفع راية استسلامها ، لعيونه
ونظرته اللي بداخلها غم وسواليف وهمووم
اما هو .. فكان يبحر بشواطي بحرها .. من فتّحت عينه
ويحس ببعدها على قربها له
ضحكت بخفه وهي تطالعه /بلاك شيّبت
ابتسم لضحكتها الصباحيّة /انشدي الشيب لاتنشديني ، بس عاد لاتنكرين اني مزيون بالشيب ولا بلا شيب
ضحكت ونزلت عيونها على عيالها تطالعهم بصمت
سكر عيونه واخذ نفس .. وهو يشيل اللحاف عن جسده ويطلع
سكرت عيونها بغبن ، هذا اللي قبل يترجاني ارد له ، بلاه كذيه يوم حدتني الظروف عليه
صحّت سمره وصقر .. وطلعت بيت امها ام عقاب والدنيا ضايقةٍ بها وكن صخور البادية ذي كُلها تركم على صدرها ..
دخلت وشافت ام عقاب تقهوى واصطنعت الابتسامة /يالله حيها ، وصبحها بالخير
نزلت فنجالها ومدت يدينها للصغار /ي هلا ياهلا ارحبوا ، وش هالصباح الزين
عايشة جلست جنبها بغيره/تبقين بالنيابة عنهم دام الترحيب هذا كله لهم
ام عقاب وهي تحببّهم/ايه انتي الدّقه القديمه معاد ابيش روحي ذالليل وخليهم هنا عندي
عايشة تخصرت بسرعه /اييييه ، بعد هذا اللي ناقصني
ابوعقاب دخل /اييه بلاكم على عيوش .. عايشة /ايه تعال شف عجوزك وش تقول ، مغير الترحيب لهم والغلا والمحبه وتقول انا الدقه القديمه ، هاه يرضيك
جلس وزانها وضم كتوفها على جنب /هاه عاد الا عايشة ، هذي الغالية ، محدن يجي عليها
سندت راسها على كتفه /يالبيييه الله لايحرمني من هالزول جعلني قبله
قبل خشمها وام عقاب تصب لهم القهوة/ايه يابوي انتي ، وش اخبارش والعلوم
عايشة تنهدت وشدت على حضنه /ولهتن عليييك بس /
\
بنص الليل .. وسمرة الشباب على شبة النار ترد الروح
وعزام راح يجيب العود بطلب الشباب منه .. اما حاتم معه سبحته ويلعب بها ويهووجس ومتلثم مثل اغلبية الشباب عن البرد
وريحة النار تحتضن فروته وشماغه .. جاهم عزام وبدا يدق استهبال مع الشباب الين ماطاحت عينه على حاتم
اللي شوي يضحك وشوي تختفي ضحكته .. عزام /يالله يالربع نبي نهيض مشاعركم شوي .. سعود ضحك /روح ، نبي احدن صوته زين يشلّ
دخيل الله/اجل انا ابي اشل لكم شيلة
عزام / يالله
بدا يدق وحاتم بعالم ثاني .. وجوهم يسوده الصمت والانصات للدق وللصوت البدوي يحمل قصايد الشّعار الحزينين
رفع عيونه لعزام ولسان حاله يقول :
ياصاحبي .. قلبي غدى
واستمكنه ادعج العين
واستوطنه وعاش .. واستحلّ
يرقد بالهدب والدمع المنهمل
واسكر عليه واضمه بعيني بصمت وشوق
وانا اسف وحصل مني ماحصل
حس بتكه بصدره مير قليبه يحب الشقى ويحبها .. وانتهت سهرتهم اللي بكبد الليل وكل العرب نيّام
راح بيت ابوعقاب يجيبها .. وباله ساج
شاف زينة طالعه وعزام معه ينطرها .. نشدها/يازينة وين عايشة
زينة وقفت ولفت عليه/ صقير وسمور راقدين مع امي 'ام عقاب'
حاتم /عايشة ، عايشة وينها به!
زينة لفت على عزام ورجعت لفت عليه .. /تراها قالت لي لاتعلمينه ويني فيه بس بقولك بنت ابوها ناصيةٍ الجبل تقول ولهتن عليه كم لي عنه ..
كان متوقعه يعصب ولا يتنرفز .. ضحك وراح صوب الجبل
عزام ضحك /امشي الرجال راح ، الليلة قليبه حانّ رهيّف والوله ماليه
طالعت العود بيده /اييه اثرك مهيض قلوب الرياجيل ، يالشايب
عزام طير عيونه /انا الشاايب ؟
زينة سبقته ، وركض وراها /ابتس تعاالي حاامل يالخبله لايجيش شي
زينة وقفت بتعب /ايه نسيت ، كله منك خذت عقلي
مسك ذراعها ودنى منها /دام محدٍ غيري خذا عقلش ، الامور بخير ، ابيش كذيه بلاعقل
زينة دفته /فال الله ولا فالك ، قال بليا عقل
ضحك وضمها مع كتوفها ...... /
\
نزل وهو يلقط انفاسه بصعوبه ، كم له ماصعد على ظهر الفرس .. لمحها جالسه بالمكان اللي دايماً يجلس به .. وعليها فروة ابيها وعمّته
ابتسم وهو مسكر عيونه بتأمل .. ويصبر نفسه اللي جمدت مير تذوبه حرارة نظرة عينها
دنى لها وباينٍ انها تصارع النعاس لمنظر القمر اللي يبري الضميان
نداها بصوته اللي ملاه الطيب بالحنيّة اللي تمتزج بالركاده /عايشة ..... ياعويش
كانت ضامة رجولها ورافعه راسها على الشجره .. جلس وزانها ومدد رجولها .. يبي يعيش حبه حتى ولو هي ماتوجسه
وكن قليبها يرشدها ويوجهها وين يرتاح راسها .. الى ما مال راسها على كتفه وجوّهم هادي
اما هو جوّه ، نيران تحرقه يبي يلمها لصدره .. وقلبه يحن واتعبه بالحيل
مدت يدينها وتعلقت بذراعه بتوجيه من قلبها اما هي غالبها النعاس
دق قليبه زود على وتر عود عزّام اللي هيضه وجفن حزنه مانام .. ماقوى على قلبه ، غلبه .. رفع ذراعه عنها ولمّ اكتافها وكفه بكفها وراسها على صدره ترقد به براحه
فتحت عيونها بإنزعاج يوم سحب ذراعه عنها .. وردت سكرت عيونها يوم لمها
عرفته من اول ماجاء من ريحته .. وسكتت لعل عقله يرد لصوابه ..
ولعله يستمع لدقات قليبها اللي يسمعونه العرب كلهم عداه هو ..
\
جلست جنبه وبعد صمت ملازمه تفكير وهواجيس
زينة ضحكت بخفه /ودي اشوف وجهها اول ماقبل عليها
عزام /كني به شايلها على ظهره غصبٍ عليها للبيت
زينة / والله محرصّةٍ علي لااقول لحد مير عساه خير
مال راسه على راس زينة /ابتس الرجال مدري ويش بلاه ، كنه عاجزٍ عن شيٍ لا ياصله ، خاطره ضايق ووجهه شين كم ماعاينت فيه
زينه حطت يدها تحت دقنها /عاد تصدق الهرج اللي بقوله لك ! ان عايشة كن وجهها رادّ عن اول
ادري بها فرحهه وراها تشوفه كل ليلة وقريّب لها مير راسها اليابس
عزام/اي والله ان هالسنه اللي مرت كنها سنة قحط بعز المطر والخير الله يعينهم يشهد الله اني مابي لهم الا كل خير
/
اعتلى صوت اذان المأذن ، ولازال النوم غالبهم براس الجبل .. وكل قلبه على الاخر متعطّش وولهان
فز من نومه ولازالت لذة هالنومه بروحه يوجسها .. لف عليها يستوعب
هزها بخفه وصوته الراكد يرعش جسدها الذابل بين يدينه ..
فتحت عيونها بالقوه وتطالع فيه بصمت
هرب بعيونه عن عيونها /قومي اذن الفجر وحنا راقد..
ضيقت عيونها وتكلمت اخيراً /رقدنا هنا! انت رقدت معي هنا!
وجهه انظاره لتقاسيم وجهها المتفاجئه / ايه رقدت معش في ذا ، صعدت وانتي راقده وجلست وخذاني الرقاد
ضحكت ضحكتها الصبوحيه /ههههههههههههههههههههه قول انك ولهان ، كان صحيتني ورحت رقدت في بيتك وعطيتني ظهرك ولاتطالع بي
الا مت من الشوق ، اجل خذاك الرقاد
دنى منها وقبلها على خدها وابتعد بضحكه/ اقول ! صبحش الله بالخير يامرة ، روحي كملي رقادش ببيتش باقي ماصحيتي انتي! هههههههههه
/
تبعت عيونها مقفّاه وهو يمشي عنها ووجهها خَجل من قبلة ماتوقعتها بيوم تجدد مكانها على خدها
قامت بسرعه تلحقه وهي تنفض فروتها من التراب ومن حسن حظها ان السماء توها مانوّرت
لايشوف ملامحها الخجله ..
اما عن حاله هو .. اول مااقفى عنها لامس شفاه باطراف اصابعه ومرر يده على دقنه بسعادة انتشت روحه
اللي استغربه ماعترضت ولاعصبت منه .. ضحك بخفه وبينه وبين نفسه " الا انتي اللي ذابحش الوله ياعويشش"
رفعت راسها تطالعه / وش يضحكك ؟ مستانس
حاتم نزل عيونه لها بصمت يطالعها الى ماصد وججها عن عيونه
مايدري من خجلها نست سؤالها ، او هو اللي يشبع ناظريه عنها بقسوة الشوق اللي مر فيه /
\
دخلت عليها والعرق مالي جبينها وبطنها زاد ثقله عليها
سلّمت من صلاتها ولفت عليها بخوف من دخولها المفاجئ ، /بسم الله ، زينة! بلاش يمه ، عزام وينه
زينة انسدحت بتعب /ابد يمه ، تعبت وطلبته يوصلني عندش
ام عقاب /ماتشوفين شر سلامة عمرش ، تبين اخلط لش اعشاب ام صالح ، عايشة كانت تشربها وش زين طعمها ومفيده للحامل يمه
زينة /ايه عسى عمرش طويل اي شيٍ يخفف هالتعب /
\
كانت جالسه طول الوقت من راح يصلي الفجر تحاول تنام .. وجزت عينها النوم .. الى هاللحظة لذة الشعور تلازمها شعور الفجأة !
وشعور الدفى بعز البراد ، شعور دقات قليبها اللي تُرهق بقربه
وكل هذا سواه فيها قربه ، صرت اشد من ايامنا الاولى ياقلب
سكرت عيونها وهمس صدرها الممتلي ريحته /
وانا كنت احسب اني بالبعد ابنساه
ماتغير بي الا جنون قلبي زاد جنّه
تحن قسوة القاسي الى مرني طرياه
ويُجبر كبرياء العشق بانه يستكنّه
'
مر على امه يسلم عليها ..
حاتم /السلام عليكم يا يمهه يالله صبحها بالخيرر
ام حاتم /ياهلا ياهلا ويامرحبا ، وشلونك يمه
حاتم وهو يقبل راسها /الحمدلله بخير عساش بخير ، انتي وشلونش
ام حاتم جلست /انا يايمه الحمدلله بخير ، الا انت قل لي وشلون عايشة والصغار وشلونهم ، مبطيةٍ عنهم ولهتن عليهم يمه متى على الله اشوفهم .. حاتم /ابشري من عيوني ذالليله بجان شاءلله اجيبهم ونجيش كلنا
ام حاتم ابتسمت وهي تصب الماي بالابريق ../ ياعساني مافقد ذالزول قول امين
حاتم /ولا انا عساني مافقدش يابعد حيي /
\
سمعت صوت الباب وصوت خطاه ..
اندست باللحاف تمثل النوم ، ولعلها تنام وتكف هواجيس
دخل عليها راقده /عايشة ، عايشة هوووه مرَة
فتحت عيونها تطالعه
جلس على فراشهم /صليتي ؟
هزت راسها وعطته ظهرها وشدت على لحافها من قليبها الشفاوي
انسدح على ظهره ويكح بخفه وراسه ينبض .. لفت عليه تطالعه لايكون تعب ! من برد الليل
سكر عيونه بتعب وفكرت انه غط بالنوم .. وقامت
تنهدت وتحس بنقص بدون سمره وصقر ،تعودت على ازعاجهم وضحكهم وماتصحى الصبح الا على صياحهم او انهم يتعلقون بشعرها ويلعبون به
حاتم فتح عينه يطالعها ماهي قادره ترقدين /مانتي قادره ترقدين ، صحيتش وطار النوم؟
/
نورت السماء وقام نص اهل البادية يطلبون الله الرزق
شربت الاعشاب وبعد مارتاحت / ماجت عايشة ؟
ام عقاب /لا ماجت وليه !
زينة صفقت بيدينها بفرحه/اووه طايحه بالعسل اجل ، ضبطت خطتش ياام عقابب ، فكرة عزلهم عن العيال هههههههه
ام عقاب ضربتها بفخذها /بس عيب ، وش هالهرج
زينة صفقت بيدينها مره وحده /وش عيب يايمه معرسه وحامل وهو بعد هذي شي ، خلاص غديت مرة
ضحكت ام عقاب على كلامها .. /هالحين تجي كانها هي عايشة اللي خابرينها
/
ثبت عيونه عليها وهي جالسه قبال المرايه تكحل عينها وتحوس .. وباله سااج
كح بخفه الى مازادت كحته ويده على صدره .. لفت عليه وبيدها الكحل /فيك شي انت ؟ لايكون بصدرك هوا عقب البارح
قربت وهي تسمع صوت ونينه تحت اللحاف بعد الكحه القويه اللي اتعبته .. سحبت اللحاف ببطى ، ومدت يدها على جبينه وهي موسعه عيونها .. /هذي حراره ياويلي شاب شبووب
طالعها بضحكه طلعت منه غصب وهي تفك ازرة ثوبه بسرعه وتبعد اللحاف
صحت على ضحكته .. للحظة حست انه يلعب عليها مابه حراره ورحمت حالها
ابعدت واشرت له وحرارة وجهها تحرقها /انت اشلح الثوب ماتنام به خلك خفيف لجل الحرارة
وانا ابجيب كمادات بارده كود تخف
حطت له الكمادات بعد ماشال ثوبه ولحفته بلحاف خفيف
حاتم كش جسمه وارتعش /ابك برد يامرة سكري الباب وعطيني لحاف اثقل
رفعت سبابتها /بك خير خذ لحاف ثقيل ، ابتس مايصير لزوم تنزل هالحرارة لجل نسير على امك اليوم مانت تقول انها تبينا؟
ضربت رجلها بالارض بعصبيه وهو يضحك عليها /لاتضحك عاااد حاتم! ماني شايفة شي يضحك
حاتم حط يده على صدره بإبتسامة /ودي اتعب كل شوي ، لجل تخافين علي اعنبوحبّش
بعد صمت .. ماتمالكت ضحكتها الا انه مالمح الا طرفها .. طلعت بسرعه وسكرت وراها الباب
ضحكت وهي تهز راسها /هذا وكاد انه تعب وخرّف
/
جلست بالقهوة بعز الصبح تقهوي اخوها وامها تسوي الفطور /ايه ياسعيد متى على الله نبي نفرح فيك
رفع عينه لها واخذ فنجاله بصمت
زينب /عايشة وردّت لرجالها ، و
سعيد /ردينا على طاري عاايششة!! ، خلاص يازينب قلنا عايشة مالها علاقه
زينب تنهدت /طيب خلاص متى تبي تعرس ، شيّبت ولاشفنا عيالك
سعيد ضحك/وش لي بوجع الراس
زينب خفضت صوتها بلطف /هالحين الزواج صار وجع راس ، تجيب صغار يلجوننّا وويراكضون بالحيا ويلعبون ولك مرة تسنّعك
سعيد ابتسم يغيضها /يكفينا وليدش مشيب راس امي وابي
زينب ضربت رجولها بملل من كلامه المكرر /ودك من يحطها بوجهك ويخطبها لك كود تعرف السناعه
سعيد ارتكى على رجلها / ههههههههههه هي والمه ؟ منهي بنته
زينب دفت راسه عنها /وانا خبله اقولك هاه ، انت بس قل تم ومالك الا اللي يطيب خاطرك
سعيد هز راسه بتنهيده ، فعلاً تعب من وضعه وحيدٍ حياته بليا طعم ولا لون /خير ان شاءالله افكر /
\
حطت الكمادات على اكثر من مكان بجسمه
حاتم برعشه /باارد يااعاايششهه تبي تذبحيني
عايشة لفت عنه تبلل القماش /ودي اذبحك لولا خوفي من الله
دنت منه وابعدت خصلات شعره عن جبينه تحط الكمادات وترقب هالحرارة تنزل
ماهي موجسةٍ به وبقليبه ، الى من دنت يضخ دمه وحرارته تزود .. ابتسم لقربها/ابعدي لااعديش بالمرض وبخاطره يلمها وخابر انها دواه وداه ومرضه وشفاه ... الا ان حاله اتعبه واشقاه
همست وخاطرها مرتاح من قربه .. ولاهيب تعودها وتشقي قليبها زود بالبعد والجفى /خلني ماعليك مني
وهي تعمّد تمسح على شعره بليا وعي منها سجت بحبّها ، بعالمها الآخر
بعد صمت طال بينهم .. وحاتم مسكر عيونه لاتقرى اللي يجول فيه ويصووول يدري بها ماتخفى عليها لغة العيون
عايشة صحت من سرحانها /نمت؟
حاتم فتح عيونه وعقد حواجبه بمزوح/وتهقين اقوى ارقد وهذا قربش لي .. خافي الله بي
دفعت ذراعه بغيض /وليه اخاف ماسويت شي حرام ، ماقربت لك وانت ماتحل لي ،
ولاناديتك بنص الليل لجل العرب يشوفون شي ماله ساس .. ويشهدون على الردى
لازمه الصمت لثواني وعينها تبحّر به بغبن وحزن /اعذريني اللي عشتي هالليله ،
اعذريني على ذنبٍ ماهو ذنبي ولا لي علمٍ به
اما عايشة وهي تقاوم دمع عينها لايفضحها .. ولاتقاوم مشاعر قليبها / البلا لاجيت اعذرك اعد واغلط على اعذارك ، والبلا ان قليبي يزود بلاه ،
يوم كنت احسب ان البعد دواي ،
الا زاد سقمي ومرضي ..
حاتم قام على حيله وابعد الكماده عن جبينه وصار قبالها وهي جالسه على الفراش
رفع وجهها ويدينه ترتجف يمسح دموعها بليا كلام ولا اي صوت منه .. رفعت عيونها تطالعه بحب تحاول تخفيه بهاللحظه وكل مابها مفضوح / تدري بي اصبر على البعد
لو اذوق الموت ، فقدت قبلك منهو تحت التراب
مانت عاجزني .. الا يوم جبروني على اعوّد للاوليّ ماقويت .. قلت هذا حاتم
اللي على خبري .. حبيبي وابوي ، مير مالقيته بك مانت حاتم اللي اعرفه واللي هقيته
حتى اني صرت اخاف لا أقربك
دفع راسها بمزوح وهو يضحك
ثم لمها بشوق جبّر ضلوعه الهشّه ويديه ترتجف من قو شوقه /ابك انتي انهبلتي ، الا انا حاتم بشحَمه ولحمه ،
عايشة ابعدت عنه وتطالعه ،
ولاعجبها رده ودها تنفجر فيه ودها تبكي على صدره ، ودها تعاتبه وتشكي له منه
بلعت ريقها بصمت /خفت حرارتك ؟
حاتم /انا ابرقد شوي والى صحيت نروح لأمي
عايشة /اجل انا جزت عيني النوم ، ابروح اجلس عن امي شوي واجيب العيال
وطلعت بليا كلمة تدفعه يفرغ اشواقه المتراكمه بصدره .. لازمه الصمت لثواني من طلعت ، ثم انسدح وسكر عيونه وريحتها بين ملامحه وجفونه يتنفسها
/
دخلت بليا صوت وبالها ساج
وكنها ندمت على كلامها على رده الجامد .. حتى يديه ماهو قادرٍ يثبتها
ترتجف وكن جونا بارد مايعرف الدفى ...
زينة /وعليكم السلام هوووه
عايشة جلست جنب ام عقاب /صبحش بالخيرر
ام عقاب بستغراب /الصبح باوله يمه ، وش جابش
عايشة بمزوح/يعني زينة تجي وانا لا ، وين عيالي المزايين ولهت علييهم
ام عقاب /داخل يمه نايمين ، تعالي تقهوي
عايشة /لا انا مارقدت زين ، ابدخل ارقد
وقامت بهدوء لمنامها وانسدحت جنب عيالها وحضنتهم بحبّ
وغفت عينها بتعب من ليلة طوويله وصباح اطول ...
/
زينة لفت على ام عقاب وملامحها تمتلئ بالغرابه ! / تبي ترقد ! بلاها هي
ام عقاب ميلت فمها /والله مدري ، علمي علمش ، ووجهها ماجاز شي كنها توها باكيه
زينة /لا ماظنتي يتخايل لش
\
العصر
لبس ثوبه وغترته وباله مشغول بكلامها له الصبح
وبالرد البارد الي عطاها رغم انه مايمثل اللي داخله ابداً
وده يلمها بحيل مايوجس وده تعلمها عيونه ، طول السهر ، كثر الدمع ، كبر الامل اللي مانقطع
طول الصبر اللي قسّى قليبه عليها ولاتهون عليه هالقسوة
هذي عويش حبيبته وعشيرته اللي يقضي نص يوم اذا ماهو كله معها
ولا يحلى الا بزولها قباله ، ماتدري وش عاش بلياها ، ماتدري وش شاف
من الفقد ومن الحزن ، والشوق لها ولعياله
تنهد تنهيده قطعت قلبه وكنه ينثر الغبار على اللي مرّ به وياها
وقف قبال بيت ابوعقاب ويناديها
ام عقاب بالمطبخ منشغله بصوت عالي / ادخل يمه البنيه راقده
سمى بالله ودخل مالقى احد قباله ، دخل مرقدها .. هي وعياله غاطين بنوم عميق ، بمنظر ماهقى عيونه تبي تحظى به
ابتسم والود وده مايصحيها لنّ التعب بعيونها واضح
قطع تفكيره وقام يصحيها بهدوء لايقومون العيال ، لنّهم يبي يمرون السوق قبل
فزت بخرشهه من اللي يصحيها .. طالعته لثواني ، وشافت المكان اللي هي فيه ورجعت تطالعه بستغراب
حاتم حط يده على راسها ويضحك /بسم الله عليش ، انا حاتم حاتم ، ها قومي يالله قلتي تبين السوق
عايشة عقدت حواجبها وجلست على حيلها /امي وينها
حاتم /منشغله قالت لي ادخل صحها راقده ونبي نتفاهم على حركة انش تظهرين من عندي وترقدين بذا
/
وهم يمشون بالسوق .. ذكرت وضحك وهزت كتفه بكتفها /اجل تبيني ارقد عندك زين الوجه عاد
ابتسم /ايه ماهي زينة تظهرين من اول الصبح وترقدين عندهم ، الا قولي ان هالصغار كلو قليبش
عايشة حطت يدها على قلبها بهيام /ي ويلي اذا ماكلوه من ياكله ، جعلي فدا رجولهم
حاتم طالعها شوي /امشي امشي بس شوفي ذي الجلابيه
عايشة / لا عندها واجد سود خذ هذي راهية وتفتح النفس ،
واضح انها من الجديدات .. ولا ياعمّ؟
حاوبها الشايب وهو عاصبٍ راسه والشيب متمكن منه /اي بالله يابنتي ، وكاد انشّ تبخصين وان ذوقش رفيع ماشاءلله .. هذي من الجديدات والغاليات ،
ف كان هي لش انشهد انها تبي تعطينها فوق زينها زين
حاتم احتدت نظرة عيونه /ايه بالله وش رايك تمسك يديها بعد
سحبها مع ذراعها /ماجازت لي شوفي غيرها ها يالله اعجلي علينا
عايشة /لييه والله وش حلوها ، والشايب وش حليله وكاد انه يبي يرخصها لنا
حاتم / ايييه وانتي ماجاز لش غير هالشايب
وهو مستغلها مدح وتغزل فيش وقبالي بعد
ضحكت غصبٍ عنها بصوت يسمعه من حولها
حاتم يناظرها وسج بضحكتها اللي ماوقفت .. عقب شد يدها ويطالع حوله بضحكه /ابك خلصنا تبين هـ كالشايب روحي بس اخفضي صوتش العرب يطالعون
اسرعت بخطاها وضحكتها تقطّع .. للشايب وهو وراها يتبوسم ..
وقفت عنده وتسولف وتنشده عن الجلابية وخذتها بنص السعر ولفت عليه ومشوا
مشت بهدوء ممزوج بكبر وهي تطالع الجلابية /هه شفت ، لا رحت السوق لاتاخذ معك الا عواشه جبتها لك بنص السعر
حاتم /غير هالمره لاتروحين السوق الا وانا معش ، اثاري الوضع عندش عادي معودينش هالشياب بالدلع والتغزل هذا
عايشة /لاا اقولهم اني مرت حاتم وش رايك؟
حاتم ضحك /ايه خلهم يدرون انش منتيب سهله
عايشة سبقته بشية المغترّه /لا ياعين ابوي انا بنت صقير خابريني
تنهد ومشى جنبها بصمت /
\
على صلاة المغرب .
دخلوا على ام حاتم وهي مزهبّةٍ القهوة تحرّاهم
من دخلوا عليها /ياهلا ويامرحبا ، وين هالطلّه من زمان .. ياعلّي وانحرم منها
مسكت الصغار بحجرها ومتحضنتهم بسعادة ماليه عينها
رفعت راسها على حاتم وعايشة /وانتوا وشلونكم يمه ، عسى اموركم زينه
نزلت عيونها بالارض بتفكير وطالعت حاتم
حاتم يطالعها ومبتسم .. حط كفه على كفها /بخير ابشرش انتي ويش حالش عساش مرتاحه
ام حاتم /انا بخير لولا هالصغار اللي خذو عقلي بسم الله عليهم ماغير اهوجس بهم وآله عليهم
عايشة / خاااله شوفي ويش جبت لش عساه لبوس العافية
ام حاتم فلّت الجلابية /مااشاءلله ، دايم اقولها مافيه غير ذوق عايشة باللبس ، عاد انا اشوفه عليش مدري اللبس زين ولا انتي مزينته هههههههه
حاتم /الا بالله هي تزينه انافداها
عايشة طالعته لثواني تستوعب اللي قاله وشكلها بريئ
ضحك بخفه ولف على امه
ام حاتم / اي بالله الله يحفظكم ولايرينا اقشر الايام
حاتم /امين \
/
بالليل .. عقب مانوّمت سمره وصقر والنعاس يغلبها سدحتهم بطرف الفراش
وقامت تبي تغسل ملابسهم .. حطتهم بسطل واسع وفتحت صنبور الماء عليه وارتكت على الجدار تطالعه
مر عندها وهي ماتحرك .. طل بوجهها /يااااويلي هذي راقده .. "شاف الصنبور يصب والماء فايض" ..
سكر الصنبور ولف عليها ولااا تحس بحولهااا ابداً
حملها وسدحها بالنص .. ورجع شاف ملابس عياله
ضحك وشمّر كمومه وشد عصبته / اخر عمري اغسل هدومهم هالورعان ..ههههههه الله كريم
أنت تقرأ
ياعازف العُود صحّيت جفن الحزن من دقت اوتارك
Romanceنُبذة: تدور أحداث الروايه مابين عائلة بدوية .. من عرق الأصيل .. سآكنين بصحرآء ولا غيّرتهم حداثة الزمن ولا تغيّر من معدنهم شيء هذا هُم ، من طلعوا ع هالأرض وهم عايشين بنفس مكانهم وبكل يوم يزيد حبهم وتقديسهم له .. و المعروف بالعوآئل البدوية والعوائل ا...