سُؤالٌ آخَر .

4 1 0
                                    


قضيت الليالي الماضية أسرح بالجدران الفارغة أمامي، و إن خرجت أسرح بالسماء أو الفراغ، لا أستطيع التركيز بشيء بعد الآن، أنتظر اليوم أن ينتهي لأتفرغ للبكاء حتى النوم، لا اتمنى من الوقت أن يمر بسلام، بل أن يمر فقط، مؤسف كم أيامي متشابهة. أستيقظ، أتظاهر بمشاعر لأخفي أخرى مكبوتة، أرجع من الخارج لأعزل نفسي، أسمم نفسي و اوذيها. هناك من قال: "لن تدرك وحدتك إلا عندما تلاحظ أنك تمسح دموعك ودماءك بنفس اليد و لا أحد يعلم".

قطرة أخرى، ما بيدي حيلة سوى مسحها قبل أن تجف، جربت لمسها وشعرت أني أحترق؛ ليست مؤلمة جسدياً لكن الخيبة تغلبني، أنا آخر أملٍ لنفسي وقد خيبتها، أتمنى لو أني أشعر بالغضب أو الحزن، لكن لا يوجد أي تعبير يخرج مني.

جلست أفكر، هل من الممكن لشخص الوقوف أمام المرآة محدقاً بنفسه، بينما يرمي كل الكلام المؤذي في وجهه، يرمي بعض الكلمات لكنه لم يتألم كفاية، بدأ بإيذاء نفسه بلا رحمة، كأن الألم راحة من ما يخنق بالداخل، و كما قال أحدهم: "عدوي الأول هو نفسي".

هنالك سؤال آخر، هل من الممكن أن أتمادى؟ أن آخذ خطوة أخرى، الخطوة الأخيرة قبل السقوط الأخير، قبل الابتعاد بشكلٍ نهائي، الخطوة التي قد تكون سبب راحة الجميع، إنهاء حياة لاكتمال حياة أخرى.

#R.N

( 46 )

11 : 11Where stories live. Discover now