أشرقت الشمس بنورها معلنةً عن قدوم يومٍ جديد وصباحِ قد يكون سعيد وقد لا يكون سعيد ، وكانت قد مرت ثلاثة أشهر بالفعل منذ ذلك اليوم ، دخلت ديما كعادتها إلى قصرنا المعتاد فوجدت روبرت كعادته بالمطبخ وميلارد وفانيتاس يلعبان الشطرنج ، وهي الآن قد أصبحت تدخل بدون استئذان ولا استقبال فقد عهدوها فردًا من عائلتهم ، ألقت السلام وردوا عليها وبدأت الحديث مع ميلارد قائلة: كيف حالك اليوم ميلارد؟
فرد عليها ميلارد وهو يبتسم: أفضل من حالكِ ديما .
فأجابت هي وعلى وجهها نظرة استهزاء: هذا غير صحيح سيظل حالي أفضل منكَ دومًا وعلى كل حال دعك من هذا ألا تنوي صنع شيءٍ جديدٍ بدلًا من لعب الشطرنج؟ ، وأنت أيضًا يا فانيتاس ألا تنوي العودة إلى عملك؟ لا يعقل أنكم شبابٌ بطول الباب وبعرض أدرف الدولاب وتجلسون في البيت جلسة العنكبوت الأرملة التي أكلت زوجها .نظر ميلارد إلى فانيتاس وقال: رد عليها يا فانيتاس إنها تكلمك .
فأجاب فانيتاس: لا يا عزيزي لقد كانت توجه لك أنتَ الحديث رد عليها أنت .
فرد عليه هو: ما رأيك أن نجعل من يخسر في هذه الجولة هو من يرد عليها؟
فقال فانيتاس: لا هكذا سنرد بعد فترةٍ طويلة ، ما رأيك أن نلعب لعبة حجرة ورقة مقص ومن يخسر هو من يرد؟
قاطعهم صراخ ديما وهي تقول: يا لكم من حمقى أيها البلهاء ، سأخذ علبة الشطرنج تلك وأرميها في القمامة .
فرد عليها ميلارد: عزيزتي ديما لدينا المال الذي يمكننا من شراء مصنع لصنع قطع الشطرنج ، ثم لما تصرخين هكذا وكأنكِ شخصية باكوغو من الأنمي الذي أعطيتني إياه لأشاهده .
فأجابت: إنه أنمي أكاديمية بطلي ولم أرشحه لك لتستخدم ذلك في تشبيهي بشخصياته ، إلا إن أردت أن تشبهني بشخصية أول مايت ذلك سيكون استثناء .قاطع حديثهم كلام روبرت وهو يضع الأطباق على الطاولة ويقول: هذا الأنمي كان رائعًا عليكِ أن ترشحي لنا المزيد من الأنميات الرائعة .
فردت ديما: في الحقيقة بما أن ميلارد قد أقلع عن التدخين وأصبح في حالٍ أفضل جسديًا ونفسيًا ، أريد أن أرشح له أحد الأشخاص المشهورين على اليوتيوب هذه المرة .
فرد عليها ميلارد: ومن هو هذا؟
فأجابت: ستعرف بعد تناول طعامك .
جلسوا جميعًا على الطاولة وكان ميلارد يدفع الأطباق كلها تقريبًا أمام ديما وهو يقول: كلي ديما كلي فقد أوشكتِ على الانقراض .
فأجابته: لم انقرض ولن أفعل لا زال أمر الانقراض بعيدًا كل البعد عني يا رجل .
فرد عليها: أنظري إلى ملابسكِ كيف أصبحت أكثر اتساعًا عليكِ ، ماذا سيقول عنا الناس؟ قمتم بأخذها وهي لحمٌ ورميتموها وهي عظم!
فقالت ديما: ألآن بت تقول الحكم والأمثال؟! ثم إني أكل جيدًا ولكن يهيئ لك فحسب .
فنظر لها ميلارد باستنكار ولكنه فضل الصمت على أن يطيل في الحديث فيزعجها .وبعد أن انتهوا من تناول الطعام طلبت ديما من فانيتاس ألا يذهب اليوم إلى الشركة وأن يجلس لأنها تحتاجه في أمرٍ مهم ، نظر فانيتاس إلى ميلارد وهمس له قائلًا: يبدو أنها لن تستسلم عما قالته في الصباح .
فرد الأخر بهمسٍ هو كذلك: دعنا نصبر ونرى ماذا تفعل وماذا ستقول .
وجلس كليهما وجلست أمامهما ديما التي نظرت إليهما وقالت: هدأوا من روعكم يا رفاق سنتابع شيئًا معًا فقط على شاشة التلفاز .
وفتحت الشاشة ولكن على اليوتيوب وكتبت اسمًا بالبحث وكان الاسم هو "يحيى عزام" ، ومن ثم فتحت قناته وبدأت بالعبث بها قليلًا حتى اختارت أحد فيديوهاته بالقناة وقامت بتشغيله ، وجلست على إحدى الأرآئك أمام الشاشة وكما فعل ميلارد وفانيتاس وجلسا بجوار بعضهما وبدأوا جميعًا بالمشاهدة ، اندمج الجميع فيما يرويه ذلك الشخص على الشاشة فقد كان أسلوبه القصصي مميزًا وفريدًا يجعلك لا تمل أبدًا منه ، كما كان يمتلك حسًا فكاهيًا عالٍ وتنتهي كل قصةٍ له بحكمة ومغزى يتركها للمشاهد ليستنتجها ، كما أنه كان يلعب بالأزمان والأماكن ويخبرك في كل مرةٍ أن القصة التي يرويها غير حقيقةٍ ولم تحدث ولكن تفاصيلها الدقيقة تجعلك تشكك في مصداقية تلك الجملة وإن كنت تثق فيه وتحبه .
أنت تقرأ
صوب هاوية الهوى
Fantasyفي عالمٍ تحكمهُ المظاهر ويتخفى بين ثناياه الحقد يترعرع الشاب الذي اعتاد على أن يكونَ نجمًا لامعًا محبوبًا يلتف حوله الجميع ، وتنمو فتاة اعتادت ان تكون مرحةً ومفعمةً بالطاقة منذ الصغر ولكن يرى من حولها أن افعالها صبيانية لا تليق بفتاة ، يعيشان بشكلٍ...