chapter 2

159 7 0
                                    

يقول البعض أن العذاب هو القيام بشيء تحبه من كل أعماق قلبك بطريقة سيئة، لكني اكتشفت أن العذاب يكمن في إخفاقك، في الحقيقة من قال أن الإخفاق خطوات من الإنتصار لم يخطئ، لكنه لم يخصص ما لا ينطبق عليه كحالتي التي أعيشها.
















(كارولين ها أنتي ذا مخفقة مرة أخرى في التحصل عليه هل تريدين مني طردك؟)
زفرت ماكان في رئتيها بصعوبة بسبب صراخ رئيسها المستفز عليها الذي لطالما أمقت سماعه

"لم أذهب للحصول على غايتك اللعينة فأولوياتي أسبق"
تقولها في نفسها بينما تمقه بإستفزاز و هو يحوم حول غرفته المستطيلة التي ملأتها الصور و الملفات الإجرامية المختلفة

(إنها مرتك الأخيرة كارولين سأضطر لإرسالك إلى مخفر آخر كعقاب لك)
(ماذا أتريدني أن ألعنك الآن بسبب خطأ بسيط!)
قالتها و هي منفعلة في غضبها، لم تحس عندها بأي دم يجري بين شرايينها حين سمعت ما تفوه به، هل يعني أنه سيتخلى على أكثر شرطية إجتهدت للحصول على منصبها في هذا المكان ليذهب كل ما أملت و لو لبردات بسيطة أن ترى مبتغاها لكنها لم تفلح بعد الآن

(ما اللّعنة التي تفوه بها ثغرك الآن أيتها الشقية؟)
سمعت الذي كان أمامها بينما يضع الورقة أمام المكتب المجاور لها بينما تحس بغازه المستنشق الحار على وجهها بالإظافة إلى نظراته المخيفة التي لم تتحرك و لو بإنش بسيط من وجهه و كذا الحال معها، لم تأبى تحريك أي رمشة من نظراتها المنافسة و هي تقترب أكثر للتحصل على القلم الموجود في جيب سترته بكل وقاحة و توقع فوق ورقة تحوييلها، كل ما أرادته هو إثارة غضبه لتخرج بكل ثقة من مكتبه بينما تضرب الباب بكل قوة بينما المقبض يطلب منها الرحمة.
توجهت بغضب نحو مكتبها بينما أوقفها رفيق سنوات عملها هنا يتسائل بقلق

(ماذا حدث بينكما كارلا؟)
(سأنتقل لمخفر شرطة جيجو ليس لدي حل آخر)
توقف الذي كان ماشيا أمامها بسكون شديد فإلتفتت نحوه بشكل عادي تتسائل عن سبب توقفه

(و ماذا دهاك؟ لما قبلتي أمر تحويلك!)
(هل تريدني أن أخسر وظيفتي برأيك؟)
بدون أي إحساس أدخلها مكتبه الذي كان بمقربة منهم بينما معصمها يتحطم لشضايا بين أصابع يديه الغاضبة من قرارها ذاك

دخلت معه المكتبة بعدم رضاية منها

(ما لعنتك زيك لقد آلمتني كثيرا)
نظرت نحوه بينما وجدته يسند كاهله الضخم على المكتب و شعره المنسدل على وجهه زاد من جاذبيته أكثر لحين أحست بشيء يغرغر معدتها و وجنتاها تتحولان للون الأحمر فور مسكه لخصرها

(لماذا تفعلين بروحي هكذا كارولين؟)
أسند جبهته على خاصتها بينما أنفاسهما تندمج مع بعضها البعض بكل هدوء.

(ماذا تقصد؟)
قالتها بصعوبة فزاد من تطويقه لخصرها و إقرابها نحو جسمه

(عشقت النوم منذ سنوات أتعلمين لماذا؟)
نظرت نحوه بسخرية ثم أبعدته عنها بينما تنفظ نفسها

(لقد أثبت منذ ثواني أنك أغبى شخص في ربط المواضيع زيك)
إبتسم الآخر بفتور بينما علامات الإستسلام تظهر على وجهه
"كنت سأقول أنني كنت أخشى أن أفصح مشاعري نحوك لهذا ألجأ إلى النوم، و الآن ألجأ للفصح عنها خشية أن يأخذك غيري كارلا…"
قالها في نفسه بينما ينظر لها بهيام شديد، تفاصيلها الدقيقة و كأنها من أحد أفلام التي يعمل الرسام على نحت شخصيته بشكل دقيق جدا

(أنت أفشل شخص في فهم الأشياء كارولين)
قالها بينما لازالت نظراته مصوبة نحوها فنظرت له بينما تتحداه

(قد لا أملك بديهة مدهشة في أمور الحب لكنني أستطيع أن أدهشك بهزائم خرجت منها حية زيك…)
كانت ستخرج لولا سماعها لصوته

(هل نسيتي أنني كنت معكي في كل تلك الهزائم بمجرد رحيلك من أرض المعركة أيتها الحسناء كارلا؟)
(زيك، أفهم شعورك بأنك لن تكون مساعدي بعد الآن لكن الأمر سهل جدا، لا تعقد الأمور على نفسك سيؤثر سلبا عليها)
خرجت بينما تتحسر، تأمل أن لا تغادر مكانها بجواره، لقد كان أقرب و اعز شخص لطالما تحصلت عليه. و كأنني في حلم لم أود التحصل عليه في الحقيقة، هل يمكنني نعته بالكابوس؟ في الحقيقة يمكنني نعته بهذه الكلمة لأنني بمجرد الخروج من هذا المخفر ستتلاشى فكرة الإنتقام و إسترجاع ما أريد البحث عنه، لم أشعر بالرضى منذ ان وقعت تلك الورقة، لم أشعر بالرضى عن حاضري أبدا، زين مستقبلي في وقت مضى بألوان زاهية تدعي للإنتصار لكنني في مرحلة رسمي أسقطت اللون الأسود دون قصد على لوحة ملأتها المشاعر المبهجة، و ها هي الآن ذو سواد داكن عكس ماكانت عليه من أمل ضئيل للعيش.











تجمع أغراضها بينما يتخلل لروحها شعور غريب، ملأ كاهلها بألم لم تستطع تفسيره و أضعف روحها بينما يفرغها من الأمل الذي تبقى لها. فقدت معنى حياتها فور خروجها من المكتب حاملة صندوقا مليء بذكريات صنعتها هنا، صور و ذكريات تعود إلى الرأس لا تنسى، رغم كذبتها بأنها لا تعمل سوى في محتوى الشرطة إلا أنها كونت بعض المشاعر التي تحصلت عليها في مدتها الطويلة هنا.

انتهى كل شيء عند تسليمها لمفاتيح مكتبها و ركوبها سيارة مساعدها الذي أصر بشكل مبالغ أن يوصلها لجيجو رغم بعدها بمسافة طويلة عن مقر سكنها

(هل ستكونين بخير؟)
قالها بعد أن حمل حقيبتها الأخيرة لكي يبدئى رحلتهما نحو جيجو

(لا أعتقد هذا، لقد قام الرئيس بسبب حنوه علي بإعطائي مفتاح بيته الضخم هناك)
نظر لها بينما لا يستطيع تفسير نظراتها، لقد كانت منهكة…منهكة بشكل يدعي للبكاء

(إذرفي دموعك كارولين أنتي بجانبي)
قالها بينما يقوم بإحتضانها لكنها فصلت العناق متخطية النظر في وجهه

(لا أحب اظهار ضعفي زيك، حتى لو كان ذلك أمام أغلى الأشخاص لدي)
_
_
_
_
_
_
_
___________________________________

صهداء: الحرب الأبدية✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن