صَحْرَاءْ العَرَبْ

"الهُروُبُ لَيْسَ حَلاً"

** **

اصوات ضحكات تملئ المكان ، رقص و موسيقى ، تجعل الناظر يستنتج انه لحدث كبير.

"احضري الشراب يا دنيازاد!"
-"امركَ يا سيديِ!"

كان سبب هذا التجمع الضخم ، ولادة سيدة القبيلة و اميرة الفرس ، بلقيس.
بينما بلقيسُ في الخيمة تنجب صبِيَها الاول ، توسعت اعين القابلة و أردفت بصوت عالٍ:

"انها فتاة! اعلمو السيد مالك"

وصل الخبر الى مالك الذي لم تسعه الارض من الفرحة ، ركض ليرى ابنته و ليطمئن على زوجته ، و اذْ بخبرٌ عاجلٌ يصلهُ:

"سيدي، هناك هجوم على القبيلة!"

كان ذلك شعارٌ على ان أقوى الحروبِ على الابواب!
لتبدأ معها عداوةٌ طويلة الأمد بين اشد القبائل بئساً.

*صوت حفيف*

رجل طويل القامة يجر حصانًا أسودًا ، أولج سيفه المليء بالدماء في غِمْدِه ، ركِبَ حصانه و اتجه الى بوابة كبيرة يقف أمامها حرس و أمرأة تُكَلمُهِم. إقترب منهم و سلَمَ عليهم ،رد له الحارس السلام ثم سأله :
"ما مَقْصَدُكَ نَدُلُكَ الطَرِيقْ"
فأجابه الرجل المقنع: "واللهِ ليس لي مَقْصَدٌ غيركم ، سمعتُ عن أهل التلال كرمٌ و حسنُ ضيافةٍ فأتيت أتحقق"
اردفت المرأة الواقفة بجانب الحراس قائلة :" لم تخطئ السمع فأهل التلال لا يردون السائل ، و لا يطردون الضيف ، فأهلا بكَ"
أومأ برأسه ثم دخل ، إتجهَ الى مكان تجمع القوم ، السوق.
وقف يناظر الناس ، إذ به يلمح رجلًا زاهد الملبس ، من يراه يظن له سمعة بين التجار.
اخرج سيفه من الغِمْدِ و ركض نحوَ الرجل و أدخله في جوفه ثم فرَّ هاربا ، و ترك الناس في حالةٍ من الفوضى و القلق.