قُلت لمدّمعي توقف ولقلبي ابيتُ له الكلام وبترت حديثي وعتبي وتوقفت عن لوم الذات خلت انني بذلك سأحافظ على نفسي ولكن اذ بي تراكمت الكلمات داخلي واضحيت بلا لغه ..
-شهّدت ترسّخ كلماتٍ وحديث ولم اعهد رسوخ من صرخاتٍ ابدًا !
تلك الصرخات الباكيه والمستنجده صرخات اخي هيبي المفقود الذي لايغيب والعائد الذي لايأت
تلاحقنا وتتكرر في اذن الجميع واعني بذلك انا وامي
واحزاننا بالحديث عن الجمع فـ اخي ليمان لم اره كثيرًا في الآوان الاخير لكنه يهاتفني يوميًا ويطمئن علي انا وامي ويتأكد من اننا نعيش ليوم اخر ! .. ويصرّ ليتأكد اننا بخير حقًا كأنما يدرك اننا لسنا بخير وان ادعينا .. المهبج في هذا الخراب كله براح والدتي ! ترقرقت العافيه في جسدها واستحسن حالها بدأت تستعيد وعيها لما حولها وتدرك الاشياء بل وتعرفت علي !
اليس امرًا يسعد به المرء ويبتهش؟ حتى انها صنعت لي طعامي المفضل اليوم ومايحب ليم وحلوى والدي المفضله وكم تلهفت لتذوق ماطهت يديها وما ان جلست على مقعدي حتى تعالت اصواتهم وعادت صرخات اخي تتكرر رفقة ذلك البؤس الابدي الا ان طغيان ابي طغى على سعادتنا الصغيره مجددا فمزقها ماحدث ان ابي اتى بمزاجٍ سيئ وقد كان في حال ليس على حاله انا حاولت مواساته بدوري لكنه كان يرفض اخباري خلت ان رؤية امي ستغير حاله فأخذت بيده حيث تنتظر امي ما ان راقب صحتها المتحسنه وحركتها سكن وعند اتفه سبب غضب وفور ان صعدا غرفتهم نشب شجار مجددا وعندما ازداد وحاولت بدوري انا التي بالكاد امتلأت عيني بوجه امي المتعافي التدخل ابي قام بلوّي يدي بقوة ودفعني وصرخ بي دون قصد وامي انهارت اكثر والان هي في غرفتها تصيح من حزنها علينا وابي اعتذر مني على مابدر منه لكنني خفته وابتعدت عنه فورا مفكره بأن ليم ليس هنا وانا ادركت ان ضربات ابي تلك الغير مقصوده المت يدي وبثت بي الرعب هكذا فكيف بضرباته العميقه لهيبي وليم؟ ترددت صرخاته وبكاءه .. وهروب ليم من المنزل مرارا من شدة الضرب اتساءل عن مدى حبه لي الآن؟ اتراه يراني كأخت جيده؟ اذا هل سيأت ويتقبلني وهل سنعود كما كنا ؟ اعني انه فراق كبير واعوام وهاقد كبرنا ولا اعلم هل سنتقبل بعضنا ام لا ..
كنت احاول تشتيت ألمي من خلال التفكير بكل شيء وامسح على يدي برفق كدت اتوازن لولا انني ارتفعت عن الارض بغته وبدأت بالدوران صرخت متفاجئه ورغم تكرر الامر لم اعتد ابدا انه ليمان كان يضحك ويستمتع بإستقباله المريب وانا كنت اضحك سابقًا لكنني الان وبشكل ما انا كنت هادئة واوقفه بصرخات مزيفه لان يدي باتت تؤلمني اكثر توقف عندما لاحظ هدوئي وانزلني اقترب مني قاصدًا تهدئتي ان ارتعبت لكنني عانقته وارتميت على صدره اخفي دموعي اختلقت عذر شوقي له وانا اشتقت اليه حقا لم اره منذ وقت وانا اشعر بالامان معه بت اخاف ابي كثيرًا فتلك ليست اول مره يؤذيني بها ابتعد عني ليمان ونظر الي ينتظر تبريرًا كنت ارتب الكلمات داخلي ولم اعرف كل مابي يشكو
لكنه تنهد : اسف على اهمالي اعلم انني تغيبت كثيرًا وانا افقدتك ايضا كذلك مابال يدك؟ واين امي؟
: سقطت عليها وماشابه لاتقلق هل انت بخير؟
اومأ بنعم فمسحت دموعي وامسكت بيده : تعال سأريك شيئا
لحق بي وكنت اشعر بتحسن فهو ظل يلاطف يدي وتارة يشد عليها ثم يحملني مجددا ويخيفني بقصد رميّ من الدرج وانا افلت منه واركض فيلحق بي
اعتدنا على تلك المشاجرات اللطيفه اخبرته ان يتوقف لبرهه من الوقت ويدير ظهره وعدت لوالدتي كنت سأدخله رفقتي لكن خشيت ان تكون تبكي فيرى حالها ويُحدث مشكله اخرى وجدتها كما خمنت همست في اذنها بما لدي ابتسمت وباتت تتلهف لما سنفعله وكم سعدت من استجابتها وان امي واعيه حقًا شعرت بدموعي تنهمر رغمًا عني انها تسمعني وتراني وتستجيب إلي وتتحرك امامي بخير كبتت دموعي ومسحت دموعها وتقدمت وهي خلفي اشرت إليها ان لا تصدر صوتًا ووضعت يديها على فمها كما الاطفال بدا لي ان ليم يظن انني سأحضر له هدية لكن انا جلبت له اعظم من ذلك بكثير! ذلك ماعلمته عندما استدار إلي من اشارتي وهرع يحتضن امي بسعادة غامره وشملني بذلك العناق ايضا حتى كدنا نسقط .. اتفهم شعوره ان يرى شخصه الكسير والمتألم يتحسن ويسير على قدميه انه لجبر يداوي القلب !
سعادته تلك جعلتني افكر اتراه سيكون سعيدًا هكذا ان اتى هيبي؟ وهيبي هل سينضم إلينا ؟
جلسنا على تلك الارضيه نضحك ونحن نشعر بأن عائلتنا استعادت شيء من روحها واخيرًا ضمتنا امي معا وهي تعتذر على مرضها الكثير وغيابها عنا ..ثم توجهنا الى غرفتها وليم ظل يبتسم ويحكي لنا عن امر هام سيجعلنا نرقص فرحا ولكنه سيؤجل الامر لحين قدوم ديانا .. خمنت الامر لذا تهامست مع امي وظل يضحك علينا .. قضينا وقتًا رائعًا ! حكايات امي ودعابات ليم .. كنت ممتنه لكل ذلك !
اجتمعنا على سفرة الطعام نتناول ما اعدته امي ونضحك كنا سعداء جدًا حتى توجه ليم ليجري مكالمة واثناء ذلك شاركنا ابي المائده وقد ترك غرفته حيث انه يمكث بغرفه اخرى غير غرفتهم الاساسيه والتي تبيت بها امي ..
جاء اخي مستبشرًا قبل ان ينظر لأبي فيتلاشى سعده ولكنه نظر الى امي وقال ببهجه: ستأت ديانا قريبا !
: استتزوج وانت تحت نفقة والدك؟
ارتعبت من فكرة الشجار لكن ليم لم يعر ابي اهتماما فأراحني ذلك وعاد الى مقعده وكاد ان يكمل طعامه لولا ان ابي قال
: الى متى كنت تنوي اخفاء الامر؟
نظرنا اليه جميعا بريبه فقال ليم بتعجب : ماذا تعني؟
تضحك ابي : مثالي ، بل ويرمي علينا بالكثير من الحكم والمواعظ وانه الابن الجيد وانا السيئ وان وجد جثمان اخيه لقام بتحنيطه كتمثال للتعبد لشدة تقديسه ثم رفع هاتف ليم الاخر وقال بغضب عارم اخافني : عودة وماشابه وانا الذي استنكرت غيابك الكثير وتصرفاتك المختله اتراه اتى؟؟ انظري صوفيا انه بإسم اخي هيبي بل وهناك رسالة سأراك لاحقا؟ تتقابلون وماشابه !
اشتد صراخ ابي وضرب المائده بيده حتى انتفضت انا وفكرت بالهرب جديًا
لاحظت صدمة اخي وغضبه لكن صراخ ابي وضرب المائدة المتكرر والشتائم المكرره جعلتني وامي نحاول ان نوقف جنون ابي من ضرب اخي المستسلم
: ابنك المطيع بصحبة اخيه الهارب اجتمعوا سرًا دون ان يعلم اي احد اتلك هي تربيتك المثمره؟
صفعه تليها صفعه ، صفعات الاذيه لا اللمس!
فابي قال الكثير عن ليم ، الكثير السيئ!
ليم صرخ فيه بحقد مدفون : ولم اتيت سعيدًا برأيك اليس لمشاركتهم الامر .. عودة هيبي! اتيت لأخبر الجميع عداك واحضره لكنك افسدت كل شيء اكرهك ابي
نظرت الى ليم بتفاجؤ وهرعت الى امي كما ليم
فوجدناها تنظر الى الفراغ همس ليم: امي اخينا هيبي عاد
نفت برأسها : لن يعود .. اخيكم لن يعود
قالت ذلك واستقامت باسمة تتوجه لرفع بقايا الاكل
احتضنت ليم الذي لمحت حزنه الكبير وارتجافه من ردة فعل امي انا الذي احتاج لمن يث الامن بروحي
شعرت بالدموع تغطي مقلتاي وبكيت انا ايضا
: لم تبكين؟ انه عاد ماي
: لم يأت معك انه غاضب منا اليس كذلك؟
احتضنني ليم ولم يجب صوته كان باكيًا وخذله
ابي ظل يصرخ عليه وما زاد ليم غضبًا ان ابي داس على اصابع امي عمدًا ليوقفها عن تصليح مايفسده تألمت امي وصرخت فيه : قتلت ابنك والان تقتل اخويه وها انت ذا تقتلني انا .. لما تخلف سعادتنا احزانًا دائمًا؟ توجهت لامي بينما ليم دفع ابي وشد ياقته وظل يصرخ فيه :اكرهك اكثر من اي شيء في هذا العالم اخبرتك ان مددت يدك على امي او ماي سأبترها اتظن انني لم ارى اثار ماي وتدخلك في غرفتي وهاتفي لم انت هكذا ! دفعه مجددًا وشد على يدي : لنذهب ماي وانت كذلك امي بدلا ثيابكما علينا ترك هذا المكان حالاً
احتجت امي فقلت : المنازل كثر امي عدا ان الشارع ارق علي من رؤيته هيا !
نفذت قول اخي واحضرت معطفي ومعطف والدتي وعلاجاتها ومستلزماتنا المهمه وركضت الى السيارة حيث ان ليم ساعد امي على الجلوس في مقعدها ومد يده إلي فربتت على كتفه : هوّن عليك انا لم اغضب منك ولازالت مفاجئتك قائمه
ابتسم بإنشراح وساعدني على الصعود وتوجه الى مقعده يتجاهل تعليقات ابي وتهديداته
انطلق بنا الى مالا نعلم
فقط هو جعلنا نتوجه الى المشفى اولا للإطمئنان على امي ثم ذهبنا الى المنزل الذي قام بشراءه لنا سابقًا
تبسمت بإنشراح وجلست على الاريكه قرب امي بينما ليم يهاتف احدهم وامي كانت هادئة جدًا بشكل مخيف
بعد وقت طرق الباب واستقامت امي بلهفه كما انا لكن لم يكن هو ، حضرت ديانا وبصحبتها بعض الطعام نظرت الى لهفتنا ولكنها لم تعلق وتقدمت إلينا ترحب بنا .. ديانا كأخي ليم رائعه لكنني لست مقربه منها كثيرًا ساشا اقرب الي منها .. لكنها لطيفه وودوده ! .. توجهت الى اخي وظلَا يتحدثان عن الكثير قبل ان يتنهد اخي بتعب ويعود إلينا بعد ان ربتت على كتفه
امي قالت انها لاتريد طعامًا وتريد ان تنام فأصطحبتها الى غرفتها وتوجهت للنوم قربها انا ايضًا .. كلانا نشعر بالالم الفظيع والارهاق لكن تركتها بمفردها وذهبت لغرفتي وما ان وضعت رأسي على فراشي انسابت دموعي ابكي كما انني متأكده من ان امي تفعل المثل وكذلك ليمان ..
شعرت بليم يفتح الباب بعد وقت ولم اكن نائمه لكن اغمضت عيناي جلس بقربي وقبل جبيني واعتذر ..
ثم غادر .. ذلك الامان جعلني اغط في النوم مستريحه وانا اعلم انه فعل المثل لأمي ايضا .. ليم اخ عظيم
-
-
أنت تقرأ
منسيّ | لانهاية لك في داخلي ...
Acakماغرّك بِحُزني لتتمّنى داومَه وماذا رأيتَ ببؤْسي لتُخلده بي؟ .. - هُنا الطريق باردٌ وقاس انا الطريقُ المُّظلم فلا تمري بي انا موحش .. لن اسرك انا سَوّداوي اكثرُ مِما تَظنين وانا بعيد لستُ بقريب لستُ منسيّ ، لكنني لا أذكر ... - قَد تْشفى جروحي الت...