نظرت لها تاليا بصدمة حقيقية، وقع قلبها أرضًا وشعرت بكامل جسدها تجتاحه البرودة، حاولت و بشدة إنكار ذلك لتقف أمام زوجها تصرخ في وجه عمتها بقوة إكتسبتها مدافعة عنه:
- إنتِ إتجننتِ!!! إيه اللي بتقوليه و بتخرفيه دة! فهد عُمره ما يعمل في أبويا كدا، إياكِ تتكلمي عن جوزي بالشكل دة تاني إنتِ فاهمة!! مش هرحمك يا سُمية!!نظرت لها سُمية بدهشة لتتحول لقسوة و هي تنظر لفهد المغمضة عيناه و فكه ينبض بعنف، لتوجه له حديثها تقول بحدة:
- ما ترد يا فهد بيه!! قولي اللي بقوله دة صح ولا غلط!!!إلتفتت إلى فهد الذي فتح عيناه و نظر لها، فـ وقفت على أطراف أصابع قدمها و حاوط وجنتيه و عيناها تنساب منها الدمعات تقول:
- فهد .. حبيبي رُد عليها و دافع عن نفسك!! أنا .. أنا عارفة إنك معملتش كدا!! أنا مصدقاك إنت!!!شعر بقلبُه ينزف و هو يرى الحب و الخوف معًا بعيناها، ينظر لشفتيها التي ترتعش، لم يستطع الكذب .. لم يستطع و هي تناظره بهذا الشكل، لم يستطع أن يكذب عليها و هو ينظر داخل عيناها! فقرر الصمت، و صمته كان بمثابة آلة حادة مزّقت قلبها، إزدردت ريقها، و نادته بصوتٍ مكتوم:
- فـ .. فهد!!نظر لها ثم حوَّل أنظاره لعمتها، ليقول في عنفٍ:
- إطلعي برا!! بدل ما قسمًا بالله ما هتعرفي القلم اللي هينزل على وشك جايلك منين!! بـــــرا!!!!طالعته بصدمة و خوف، لتسرع بالفعل خارج الجناح و أغلقت الباب، فـ نظر لتاليا التي كانت تطالعه بصدمة، لتتوقف الحروف على أعتاب ثغرها و أبعدت كفيها من فوق وجنتيه، ثم إبتعدت تقول مصدومة:
- يعني إيه!! يعني .. يعني إنت صمتت تنتقم من أبويا! يعني إنت السبب في موته! يعني إنت بجد .. بجد فضلت وراه لحد م موتُه من حسرته!!!مسح على وجهه بعنف ثم قال و هو يحاول الإقتراب منها:
- ممكن تسمعيني؟!!صرخت بوجهه بإنهيار حتى برزت عروق عنقها و عرق جبهتها:
- أسمع!!! أسمع إيـــه!!!! أســمــع لــيــه!!! بقى جوزي .. جوزي هو اللي قتل أبويا!!! هو اللي يتِّمني!!!!خاف عليها من الحالة التي تلبستها، و أسرع يقترب نحوها ليضمها لصدره وسط محاولاتها في الإبتعاد و صراخه عليها حتى أنها سبتُه، و لكنه لم يخرجها من أحضانه بل شدد على عناقها بذراعيه الفولاذين حتى كاد أن يمزق عظامها، بكت هي بكاءًا هزّ أرجاء البيت هزَّا!!!! فأغمض عيناه لينتفض قلبه عندما وجد رأسها قد ثقل على كتفيه فأبعد وجهها عنه ليجدها قد أغشي عليها، حملها مسرعًا بين ذراعيه و خرج من الجناح متجهًا نحو غرفتها التي علِم مكانها مسبقًا ليدفع الباب بقدمه بعنف متوعدًا لـ سُمية، وضع جسدها على الفراش ثم مال عليها يُبعد خصلاتها المتعرقة الملتصقة بجبينها عنه، يقول بقلق:
- تاليا!! سامعاني .. فوقي يا حبيبتي!!
أنت تقرأ
انتقام ملغم بالحب - للكاتبة سارة محمد
Romansaمدّ كفُه و قبض على ذراعها بقسوة، ثم جذبها لمنتصف الغرفة حتى وصل إلى الفراش، لتتفاجأ به يُلقيها عليه بقوة فأختل توازنها لتسقط على ظهرها، تنظُر له و الذهول قد ملئ أعيُنها!!! بدى و كأنه لم يرى نظراتها المذهولة، ليُميل عليها يُحاصرها بذراعيه المفتولين،...