الفصل الحادي و الثلاثون : اعتراف و إدراك

548 35 26
                                    

بعد كل شيء قرر كيران أن يمنحها ما تريد ، علاقة زوجين متعاقدين ، شعرت سينا بالراحة عندما أصبح التواصل بينهما يقل تدريجياً، كما أنها اعجبت بكيفية تغير كيران اللحظي لكنها شعرت بالخيبة بعض الشيء ، إذ على عكس الطريقة التي كانوا يستمتعون بها أثناء تناول الطعام ، كانت الوجبات في اليومين الماضيين مختلفة ، لم يفتح أي منها المجال للحديث و ركز الاثنان ناظريهما على ما يقدم من أطباق ..

بالنسبة لكيران ، كان الأمر على ما يرام في السابق لأنه نشأ مع ضوابط و آداب للمائدة كأي وريث ذو دماء نقية و أهمها : يمنع التحدث أثناء تناول الطعام

ولكن الآن ، بعد الشهر و النصف الذي قضاه مع سينا أصبح ذلك عادة حلت محل الأصلية التي يجب عليه استردادها

شعرت سينا بالاستياء بعض الشيء في داخلها في كل مرة تراه يعمل بشكل طبيعي كما لو أن شيئاً لم يحدث ما جعلها تتساءل عن طبيعته و تشك في اعترافاته و تمدح قدرته ببساطة على أن يرمي الأمور خلفه ويستمر

رغم استياءها منه و من نفسها رغبت بشدة في أن تكون مثله

لم تستطع سينا تقبل و فهم حقيقة أنها تريد التحدث وقضاء الوقت معه .. و أن لا تفعل أيا من ذلك في نفس الوقت ..

دفعه بعيدا عنها هي الطريقة للحفاظ على سلامته قبل أن يتطور شعوره نحوها

تشعر بالخوف كلما فكرت في ذلك

" أي شيء اخر؟ "

جيروم الذي كان يخطو مهرولا محاولا مواكبة وتيرة سير سيده و دفتره بين يديه سأل

يحرك كيران يده نافيا و يخطو صوب الباب في تلك الأثناء دوى صوت ارتطام عنيف من الأعلى فتوقف كيران مكانه ثم استدار ووجه ناظريه نحو مصدر الصوت

ما كان هذا؟!

يخفض كيران ناظريه و يوجههما نحو جيروم ثم يسأل

" من في المكتبة؟ هل هناك أشغال أو شيء من هذا القبيل؟

يحرك جيروم رأسه

" لا "

في تلك الأثناء ركض سيفي باتجاه السلالم هلعا

" السيدة! "

سيفي الذي صرح صارخا واصل تخطي السلالم جعل كيران يشعر بأن قلبه سقط من مكانه ، صوت دقات قلبه الذي يخفق و ينتفض بعنف بين ضلوعه

مسترجعا صوت الارتطام العنيف الذي صدح في الارجاء جعل الأفكار السوداوية تتزاحم في ذهنه ببشاعة

شمس أوستنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن