"ساعدني..هيقتلوني.."
ما كادت تنهي جملتها حتي وصل لمسمعه أصوات اقدام تقترب بسرعة وصيحات رجال غاضبة علي ما يبدو يبحثوت عنها ، لم يمنح نفسه الفرصة ليستفهم منها ما يحدث وبسرعة جذب يدها ليركض الإثنان عبر شارع ضيق متفرع من الشارع الرئيسي الذي كان يسير فيه حتي وصل لمكان أمن نوعًا ما ، ليتوقفا يلتقطان أنفاسهما...
"مين دول وعاوزين منك ايه؟!"
أخذت تتلفت حولها برعب وتقضم أظافرها ويبدو أنها لم تنتبه لكلماته حتي ، خلع "عمر" معطفه ثم وضعه علي كتفها بهدوء ثم همس لها بنبرة بثت داخلها شعور الطمأنية.
"متخافيش انا معاكِ ومحدش هيقدر يأذيك..ممكن تهدي وتفهميني مين دول وعاوزين يقتلوكِ ليه عشان أعرف أتصرف؟."
ضمت معطفه لها أكثر تستشر دفء ذلك الغريب عبره ثم أخذت نفس عميق لتبدأ بسرد ما حدث لها.
"دول إعمامي عاوزين يقتلوني عشان ياخدوا ورثي بعد ما بابا وماما ماتوا..كانوا فاكرين إن هيقدروا يتحكموا في أملاكي بس أنا وصلت للسن القانوني وكده ليا حق التصرف في مالي من غير وصي عليا ، فقرروا يتهجموا علي بيتي وانا نايمة ويقتلوني بس انا قدرت أهرب منهم.."
شعر بالدماء تغلي في عروقه من حديثها ، فكر كيف يمكن أن يكون أحدهم بهذا الحقارة..
"طب إهدي متعيطيش وكل حاجة هتبقي كويسة ، في حد بتثقي فيه تروحي تباتي عنده للصبح؟"
نفت برأسها فسأل مستغربًا.
"خالص! ، لا صحاب ولا قرايب ولا أي حد خالص!!"
"انا مكنتش عايشة هنا فمعرفش أي حد.."
قضم شفتيه بتفكير ثم نطق أخيرًا بعد صمت دام ثوانِ طويلة.
"طيب إيه رأيك أحجزلك في أوتيل للصبح؟"
"بس انا مش معايا أي إثبات شخصية.."
حك عنقه بإدراك ثم أردف.
"أيوة صح مفيش فندق هيقبل تنزلي فيه من غير إثبات شخصية...طب إنتِ ممكن تيجي عندي البيت..يعني..انا.."
صمت يتأمل ملامح وجهها القلقة وقبل أن تنبث بأي كلمة سمع الإثنان صوت خطوات تقترب من موضع وقوفهما ليتبادلا النظرات ثم سحب يدها علي حين غرة وأطلقا أقدامهما للركض ، توقف الإيثان أخيرًا أمام العمارة التي بها شقته ، ركبا المصعد وضغط علي الطابق الرابع الذي يسكن به..
توقف المصعد ليخرج هو رأسه يتفقد الخارج ثم همس لها.
"بصي انتِ هتخليكِ واقفة هنا لحد ما أفتح باب الشقة وبعدين هشاورلك تجري تدخلي في ثانية تمام! ، عشان لو حد شافنا هروح في داهية ، وانتِ أكيد مترضليش أروح في داهية صح.."